أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - تنظيم القاعدة يسيطر على 80% من جنوب اليمن















المزيد.....

تنظيم القاعدة يسيطر على 80% من جنوب اليمن


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 5081 - 2016 / 2 / 21 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعلنت القاعدة اليوم سيطرتها على مديرية .."أحور"..بمحافظة أبين جنوب اليمن، لتكون ثاني مدينة كبرى في أبين يسيطر عليها التنظيم بعد .."زنجبار"..التي سيطر عليها التنظيم منذ أشهر.

كذلك بعد سلسلة عمليات للقاعدة ضد حكومة الجنوب في مدينة عدن تمثلت في تفجير نقاط أمنية واغتيالات ووصلت حتى الهجوم على المواني آخرها في المنصورة أول أمس، هذا يعني نفوذ مؤثر للقاعدة داخل عدن، ومحليا يُعرف لهم مناطق تواجد كثيف في أحياء عتمان والمنصورة والبريقة.

القاعدة كانت قد سيطرت أيضا على محافظتي حضرموت ولحج من قبل، ثم عزان في شبوة بما يعني أن مناطق نفوذها امتدت من ساحل خليج عدن إلى البحر الأحمر، وهي المنطقة التي تدعي السعودية أنها حررتها من جماعة الحوثي، وبسقوط المدن والمحافظات في يد القاعدة يظهر أن السعودية استبدلت الحوثي بالقاعدة في سلوك غير مفهوم حتى الآن دوليا..!

لكن بحكم متابعتي للشأن اليمني كنت قد تكلمت عن طبيعة جماعات المقاومة العاملة لصالح السعودية والإمارات في تحرير عدن منذ أشهر، وقلت أن قطاع كبير منها كان من تنظيم.."أنصار الشريعة"..وهو الممثل اليمني للقاعدة، وكذلك مسلحي .."حزب الإصلاح"..الذراع العسكري للإخوان المسلمين، وهذه الجماعات أصولية بالأساس، تتبع الطريقة السنية في فهم الإسلام والمذهب السلفي تحديدا..أي أن مساحة التوافق الأيدلوجي بينهم كبيرة يمكنهم من خلالها الاتحاد.

ليسوا كمسلحي الحراك الجنوبي مثلاً- الفصيل الآخر في جماعات المقاومة الجنوبية- الذي أسس خصيصا لدعم مطالب الجنوب اليمني بالاستقلال، أي مختلف مناطقيا مع القاعدة والإخوان، لكن ولأنهم نفس الرؤية المذهبية الثائرة على الحوثي فقد ينضم العديد منهم أيدلوجيا للقاعدة، وهذا ما أتوقعه أن تزداد نسبة المؤيدين للقاعدة من داخل الحراك..ويشجعهم كثرة وتوالي انتصارات التنظيم ميدانيا وإقصاءه الموالين لهادي.

في مقالات قديمة حذرت أن جنوب اليمن هو بيئة خصبة للمتطرفين، والسبب هجرتهم الجماعية من الشمال إبان سيطرة الحوثيين على صعدة وعمران، إضافة للدافع المذهبي وراء حرب اليمن قد مثّل جزءا معنويا لحشد المقاتلين الطائفيين من مختلف الأرجاء، بما أسميه.."تنمية النزعة الأصولية المذهبية للشوافع السنة بهدف طرد الحوثيين الزيود من الجنوب"..وقد نجحت الخطة وخرج الحوثي من عدن، ولكن الدافع لم ينتهي بعد، فما دفع أسامة بن لادن لقتل الأمريكان بعد دعمهم له، هو ما سيدفع هؤلاء المتطرفين لقتل الجنوبيين والخليجيين بعد دعمهم لهم.

الآن وفي ظل هذا الوضع تعجز حكومة الجنوب في التحكم والسيطرة، وتكتفي بحملات إعلامية –سعودية وإماراتية-تروج لوضع آمن في الجنوب، وهو ما يختلف كليا مع الميدان، والغريب أن رئيس الجمهورية المخلوع نفسه.."عبدربه منصور هادي"..يعجز عن مغادرة قصره في المعاشيق إلا للسفر وعن طريق حراسة مشددة تليق بأهم وأقوى رؤساء العالم، يكفي أن قصره الكائن على خليج عدن تفصله 6 نقاط تفتيش وارتكازات أمنية عن مساكن المدنيين، وهذا يعني أن الرئيس غير متواصل مع الجمهور بما يعني انعدام السيطرة.

هذا الشكل متسبب فيه العدوان بشكل أساسي، فقبل الحرب لم يكن للقاعدة وجود سوى في بعض مناطق شبوة وأبين، وعبارة عن تجمعات في الصحراء لا رابط لها ولا نفوذ، بالضبط كوضعهم في سيناء في مصر، لكن بعد شن العدوان وبدء القصف تمدد التنظيم مستغلا كل عواطف اليمنيين في الحرب ضد الحوثي والموالين للسعودية على حدٍ سواء، أي أنه استغل الدافع من وراء الحرب لتحقيق انتشاره على حساب كل الأطراف.

وبقياس نسبة نفوذ التنظيم إلى نسبة نفوذ مقاتلي الجنوب- الموالين للحكومة- يظهر أن التنظيم يسيطر على أكثرية مساحة جنوب اليمن بنسبة لا تقل عن 80% ولم يتبقى للحكومة سوى بعض الأحياء في عدن والقرى الصغيرة في لحج وتعز إضافة لمأرب والجوف، والصراع مرشح للاشتعال والوضع الميداني للتغيير.

طبعاً السعودية حاولت التغطية على هذه الكارثة بادعائها سيطرتها على 80% من مساحة اليمن، وردده وزير الخارجية والمتحدث العسكري ، وهو تصريح كاذب جملة وتفصيلا، والمقصود به استهلاك عواطف شعبهم –وحلفائهم- الذين ساورهم القلق من طول المعركة وعدم تحقق شئ، إضافة للتغطية على تمدد القاعدة وجعل أخبار سيطرة التنظيم كأنها لم تكن.

هذا يعني أن حرب اليمن بالنسبة للمملكة تسير بخطين متوازيين ، أولهما (للحسم) والثاني (للحشد)،جانب الحسم: وهو الجانب العسكري وفيه القصف مستمر بلا انقطاع ، أما جانب الحشد : وهو الإعلام وفيه تعمل كل مكوناته بأسلوب حربي، والإعلام الحربي بالعموم يهدف لخدمة الميدان وهذا لن يحدث إلا بالتضخيم من الانتصارات وبالتغطية على منجزات الخصوم ، لذلك أطالب كل من يريد أن يعرف معلومة صادقة من اليمن أن يتحرى عنها من مصدر محايد، فإن لم يجد فليسمع للطرفين، لأن كلا الإعلامين السعودي واليمني حربيين..

ولكي أكون دقيقا فالإعلام الحربي لصالح العدوان ممثل في قنوات العربية وسكاي نيوز والجزيرة، والمعلومات فيهم فقيرة وكاذبة إلى حد كبير، أما الإعلام الحربي الممثل للحوثيين أو لقوات علي عبدالله صالح هو ممثل في قنوات المسيرة والميادين والحال من بعضه، عدا ذلك فسيكون مصدر محايد إلا لو كان هذا المصدر يستقي معلوماته من أحد الطرفين وقتها لن يكون محايدا..كمثال قنوات RT،CNN،BBC غالبية أخبارها ومصادرها من الطرف الخليجي المؤيد للعدوان، حتى الإعلام المصري لا يوجد مصدر له داخل اليمن يتحقق من الأخبار والأوضاع الميدانية ويكتفي بنقل ما تذكره قنوات العربية وسكاي نيوز بكل بلاهة..!

الإعلام مهم جدا في حرب اليمن، وما طول المعركة وتفاقم الأوضاع الإنسانية وتمدد القاعدة إلا بالأصل كان عن بيانات خاطئة ومعلومات كاذبة زودتهم بها أحد الأطراف ، وأجزم أن الخبر الحقيقي لو نقل كما هو من مصدره ليشاهده المواطن العربي لرأى حرب اليمن حرب عبثية واستنزاف كبير لدول الخليج ،وجزء من خطة تدمير كبرى تطال كل مكونات الشعب اليمني واستبدالها بمكونات أخرى أصولية وهابية تُرضي المواطن السعودي، أي أنها في الأخير حرب أيدلوجية تنشط فيها عوامل الاقتصاد والقبلية والمناطقية ولكن لخدمة المذهب والثقافة وليست لخدمة الوطن.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغطرسة السعودية وحرب فيتنام
- المشهد اليمني (حوار مع الأصدقاء على الفيس بوك)
- تحديات العلاقات العربية الإيرانية
- الوضع الميداني في اليمن
- رحلتي من الإخوان إلى العلمانية (8)
- التقارب مع إيران ضرورة لتفادي أي فتنة مذهبية
- رحلتي من الإخوان إلى العلمانية (7)
- رحلتي من الإخوان إلى العلمانية (6)
- رحلتي من الإخوان إلى العلمانية (5)
- رحلتي من الإخوان إلى العلمانية (4)
- رحلتي من الإخوان إلى العلمانية (3)
- رحلتي من الإخوان إلى العلمانية (2)
- رحلتي من الإخوان إلى العلمانية
- ياعزيزي كلنا دواعش (2)
- ياعزيزي كلنا دواعش
- الفرق بين رجل الدين ورجل الأعمال..
- ذات الصواري..معركة الانتصار الزائف
- كيف نفهم حقيقة الأديان؟
- في رحاب فقه المقاصد..رؤية نقدية (2)
- في رحاب فقه المقاصد..رؤية نقدية


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - تنظيم القاعدة يسيطر على 80% من جنوب اليمن