أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ضرورة التدخل في العراق وسوريا ، لكن ، ليس قبل إغلاق ملفات اخرى















المزيد.....

ضرورة التدخل في العراق وسوريا ، لكن ، ليس قبل إغلاق ملفات اخرى


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 5081 - 2016 / 2 / 21 - 02:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ضرورة التدخل في العراق وسوريا ، لكن ، ليس قبل إغلاق ملفات اخرى

مروان صباح / لم يتبدل الصراع في جوهره ،بالرغم مِنْ تغير الأسماء ، فالسرطان الأحمر ، أعاد انتاج ذاته من خلال روسيا الاتحادية ، والجماعات الجهادية ، اختارت أسماء جديدة ، كدولة داعش وجبهة النصرة وجيش الفتح وجيش الإسلام ، تصنف حسب معايير ما يسمى بالمجتمع الدولي ، بالإرهابية ، في المقابل وعلى بعد أمتار ، هناك الحشد الشيعي وحزب الله وفيلق بدر وجيش المهدي وعصائب أهل الحق ولواء أبو الفضل العباس وغيرهم من مليشيات مسلحة أقل عدداً وعتاداً ، والي جانب المربعين ، مازالت الولايات المتحدة الأمريكية غير جادة في إطلاق توصيف نهائي بشأن المجموعات الأخيرة ، لكنها ، تحتفظ حتى اللحظة على فلكها الذي يدور في داخله ، جميع الأطراف ، وليس خافياً على الإطلاق ، أن الحلبة الأفغانية ، بأكملها ، انتقلت إلى العراق ، اولاً ، وسوريا وليبيا ثانياً ،طبعاً ، هناك ملاحظة ذات أهمية بالغة ، استطاعت الولايات المتحدة خلال الحرب الأفغانية التى دامت 10 سنوات ، أن تفكك المشروع الإتحاد السوفيتي وتهدم النظرية الشيوعية ومن ثم ألحقت الكثير من الدول المحيطة بروسيا اليوم إلى حلف الناتو ، الذي جعل من فواهات بنادق الحالف ، أمام مرمى العاصمة الروسية ، موسكو ، وهذا في المفهوم العسكري ،يشكل عبء على كاهل الاستراتيجية والحديقة الأمامية الروسية ، أما الأمر الأخر ، تركت الولايات المتحدة خلفها جغرافيا مشتعلة على الدوام ،هي أفغانستان ، التى تقع بين ملتقى حضارتين الفارسية والهندية كما أنها قريبة من التأثيرات التركية والمغولية ، وبالتالي ، هي موطن أعراق متعددة ، البشتونية الطاجيكية الأوزبكية والهزارية والأيمقية ، لكن ، الواقع التاريخي لأفغانستان ،كان الحكم للبشتون ، الأغلبية ، باستثناء مرحلة الغزو البريطاني التى لعبت دوراً في تعزيز الفتنة بين الأقليات ، بالطبع ، تسبب الدعم الاستعماري ظهور زعامات من الأقليات والذي أضعف سيطرة البشتون ، السنة ، في طبيعة الحال ، لكن ، سرعان ما تبدلت الأحوال ، وبعد انقلاب نور ترقي على الحكم وإعلانه حكم شيوعي في البلاد ،لاقى النظام الشيوعي رفضاً كبيراً من السواد الأعظم من الأفغان ، وعلى الفور ومن دون مقدمات ، انقسم البلد إلى جبهات ثلاثة ، السنة الأفغان تحالفوا مع العرب والجار الباكستاني ، بالطبع ، الشيوعيون مع الاتحاد السوفيتي ، والهزارة كونهم شيعة وأيضاً ، نسبة ضئيلة من الطاجيك مالوا إلى التحالف مع ايران كمرجع مذهبي .

حرصت الولايات المتحدة الأمريكية ، خلال الحرب الأفغانية مع الروس ،وأيضاً بعدها ،على استمرار الصراع ، حتى عندما استطاعت قوات طالبان وتنظيم القاعدة حسم المعركة لصالحهما ، كانت واشنطن غير راضية ،تماماً ، من انتصار فريق على الأخر ، حيث توقعت حسب رؤيتها ،بأن العمليات ستستمر وستستدرج القوى الإقليمية إلى الانخراط بالحرب ، لهذا ،اكتسبت خبرة عالية من واقع الحسم ، فأجرت تعديلات على قاموس الحرب ، وبالتالي ، حذفت من القاموس كلمة الحسم بين المتصارعين ، لكن ، ما يلفت الانتباه ، عندما بدأت حركة طالبان والقاعدة في مواجهة المشروع الأمريكي في المنطقة وضرب مصالحها بشكل أوسع ، وهذا بالطبع ، لا يتفق مع مخططاتها الهادفة في تأجيج الصراعات الأثنية ، على الفور ، استخدمت الإدارة الأمريكية في واشنطن ، القوة من أجل اضعاف وتشتيت الخطر المتنامي ،وأعادت البلد إلى نقطة البداية مع التزامها كدولة كبرى ، تتعامل مع الآخرين من منطلق إمبراطوري ،بعدم السماح لأفغانستان أن تقوم لها قيامة جديدة .

شهدوا البشتونيون في أفغانستان هجرة مماثلة لهجرة العراقيين والسورين ، وتشهد العراق وسوريا قرار مماثل ، تلتزم القوى الكبرى ، بعدم السماح لهما بالقيامة مرة ثانية في المنظور القريب ، حيث ، تتولى الولايات المتحدة الأمريكية سماء العراق ، بهدف تدمير تنظيم داعش ، ودعم مليشيات شيعية ، في المقابل ، تتولى روسيا الاتحادية ، سماء سوريا من أجل القضاء على المعارضة السورية ، والمحافظة على قوات الأسد والمليشيات الشيعية ، الذي يعني ، وباختصار الخلاصة ، أن الدول السنية على مختلف الجغرافيا العربية والتركية ، من المفترض أن تسقط واحدة تلو الاخرى ، مع الحرص على تهجير الناس بشكل جماعي إلى القارة الباردة وغيرها ، بل ،نذهب إلى أبعد مما يتردد بشكل تقليدي في هذا السياق ، الولايات المتحدة منذ أن أخذت قرار احتلال أفغانستان والعراق وبلاد الشام وزرع أسس التفكيك في مصر وتركيا وشمال أفريقيا التى تعتبر مناطق من المفروض خضوعها للحضارة الغربية والرجل الأبيض ، وهذا ، لا يمكن حصوله ،إلا إذا ، تفوق الجسم الغريب في المنطقة ، إسرائيل ،بالتكنولوجيا وإثارة العداوة بين الطوائف ، لكنها هذا المرة ، باتت حريصة على أن لا تعيد اخطاء ارتُكبت في أفغانستان ،فعندما تمكنت طالبان ، الخروج عن السيطرة وحسمت المعركة لصالحها ، تبين لاحقاً ، بأن طالبان والقاعدة ، لم يهزما أمريكا ، بل ، هزموا المشروع الإيراني المتمدد باتجاه أفغانستان وأصبحا يشكلان خطر من الممكن ، أن يوقف مشروع احتلال العراق ، لهذا ، كان التدخل الأمريكي في أفغانستان مطلب استراتيجي لا غنى عنه .

اليوم ، تقف المشاريع جميعها على حافة المجهول ، ففي المربع السني يوجد المشروع الهاشمي وهو الأقدم والمشروع السعودي السلفي ،وأيضاً ،العثماني التركي والجماعات الإسلامية الجهادية المسلحة ، مقابل كل ذلك وفي الجانب الأخر ، يوجد المشروع الإسرائيلي ، المنقسم بين طرفي المتصارعين ، والمشروع الإيراني وحلفائه ، حيث ، تتولى الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل والصين ، دعم جميع الأطراف على قاعدة ،لا حسم ، طالما هناك قطرة دم تجري في عروق المتشابكين ، باختصار ، منذ 37 سنة ، بدايةً من حرب أفغانستان وتابعياتها ، اللامعقولة واللامحتملة ، فالحصيلة لا تنتهي من تفاقم الجماعات المسلحة وتعاظم شأنها ، بل ، الأخطر من كل ذلك ، أن العالم أضاف ، صباب زيت أخر على النيران ،المشتعلة والمتأججة ،هو الروسي ، والنتيجة ،لا حاربوا القاعدة ولا المليشيات الشيعية في العراق ولا عالجوا ظهور داعش في المهد ، بل ، اسقطوا أربعة دول ، أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا وهم متجهون نحو دول أخرى لاستكمال رحلة الإسقاط ، هذه طبعاً ، قراءة من المفترض أن تدفع الأطراف المتفرقة كي يضعوا التحديات أمام مسؤولياتهم ، وقد تكون هي الفرصة الأخيرة في لملمة ما يمكن لملمته قبل الوصول إلى نهاية المسلسل من المشهد الأخير ، حيث ، تحتاج السعودية وتركيا والأردن ، اولاً ، حسم المعارك الجانبية ،في اليمن ،وأيضاً ، المسألة الكردية ،والأمر الأخر ، إيجاد صيغة تتعلق بالجماعات المسلحة ، لأن ، التدخل في سوريا والعراق قبل إغلاق ملفات جانبية يمكن أن يحدث مفاجآت أو مباغتات ، بالتأكيد ، الغرب وأطراف أخرى ، أعدوا لها جيداً ، رغم أن ، تأجيل التدخل ،سيكون أيضاً ،عامل مساعد في مزيد من الاستباحة والتمدد والانهيارات .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطلوب لا تقعيراً ولا تحديباً
- مقايضة إقليمية أخرى على حساب العرب
- إذا تمكنتم أيها الظلمة أن لا تحضروا فلا تحضروا
- تعصب للأقلية ،، بالضرورة سيؤدى إلى إخلاء عن ميشال سماحة
- خوسيه موخيكا وزملائه
- الجغرافيا التركية ليست أكثر تحصيناً من الجغرافيا العربية
- آفة المخدرات وآفة السحر
- نجاح الثورات العربية وإخفاق الحسم
- من السهل التنطع للمسؤولية لكن من المستحيل تفادي النتائج
- من يظن أن الخطاب الغربي يخضع للأفكار فهو واهم .
- من أمنك لا تخونه ولو كنت خوان
- تدخُل تركي في سوريا قريباً،، على غرار التدخل الروسي
- خطاب الملك عبدالله ، تحدي في ذروة احتدام الصراع في المنطقة . ...
- الانتقال من السلاح الدمار الشامل في العراق إلى الإرهاب العرب ...
- عندما يتماهى المجتمع مع الغيب المطلق
- استنزاف للوقت في مصر ، قد تكون خسائره افدح على المدى القريب
- تحديثاَ شاملاً للدولة التركية في ظل منطقة مختلة
- تهويل حول الجماعات الإسلامية وداعش،،، يتدرج إلى مستوى النازي ...
- القسطنطينية مقابل الأندلس والقدس
- أُسس التدخل الروسي في سوريا وجنوب أسيا


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ضرورة التدخل في العراق وسوريا ، لكن ، ليس قبل إغلاق ملفات اخرى