بلا علم بلا هباب .. مفيش أحسن من الإرهاب !!

المرصد العربي للتطرف والإرهاب

الحوار المتمدن-العدد: 5081 - 2016 / 2 / 21 - 02:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

يتصدر الإرهاب نشرات الأخبار والبرامج الحوارية والندوات التلفزيونية والحال نفسه مع الصحف والمجلات السياسية محققاً هذا "الإرهاب" عند العرب تقدماً ساحقاً على كافة مجالات الحياة الأخرى مما يستجلب لنا ولبعض المراقبين الحيرة والدهشة والإرتباك في ظل إعلان الملوك والرؤساء والأمراء والوزراء والسياسيين والإعلاميين والكتّاب والصحفيين ورجال الدين وهيئات المجتمع المدني وحتى الأطفال في كافة دول العرب لرفضهم الحاسم والجازم للإرهاب وإدانتهم واستنكارهم لكافة أشكال العنف والإعلان عن نواياهم الأكيدة وعزمهم القاطع على مكافحة الإرهاب والقضاء على مظاهره وأسباب اندلاعه!!

هذا الكلام رصدناه طيلة العقد الماضي حتى لا نقول أكثر، وفي الحقيقة هو مجرد كلام لاقيمة له على الإطلاق، فلو كان الإرهاب طاعوناً لبدء بالتراجع والإنحسار بعد أشهر قليلة ولقُضي عليه بعد عام أو عامين على الأكثر، أما وأن الإرهاب يزداد ويتفاقم ويشتد ويحتد ويستعر وينتشر فهذا معناه أن الإرهاب مطلوب ومرغوب ومحبوب!!

وهنا لدينا ثمة حقائق ..

أغلب رؤسائنا متورطون مع الإرهاب .. أي والله
أغلب شيوخنا يشجعون على الإرهاب بما فيهم مايُسمى مُعتدلون .. أي والله
أغلب إعلامنا وإعلاميونا مشاركون بالإرهاب بما فيهم من يُسمون بارزون .. أي والله
أما الشعب العربي الغلبان الذي يعاني من الإرهاب فهو أيضاً متعاون مع الإرهاب .. أي والله

انت يارئيس هناك .. بتعترض ليه؟ عايز تعرف ليه أنت متورط مع الإرهاب؟
مهو يابن الأوادم أول عقبة تواجه المجتمع في نضاله ضد الإرهاب هي عدم معرفة أبنائه للجهة التي تُنفق على الإرهاب .. ولما حضرتك تكون عارف أن هذه الجهة هي النظامين السعودي والقطري، وتقوم مع ذلك بإقامة علاقات دبلوماسية معهما، فأنت تساهم في تمويه ودعم الجهة التي تمول الإرهاب. فهمت ياباشا ولّا نشرحلك بطريقة تانية؟

وانت يابو دقن هناك .. عايز تعرف ليه أنت مشجع الإرهاب؟
مهو يابن الأوادم أول السكة نحو التطرف والإرهاب هو إرساء التميُّز والإختلاف في المجتمع .. ولما حضرتك تطلع على التلفاز بلباس زي بتوع السيرك تمييزاً لدينك أو طائفتك ولحية ماكرة زي ديل الثعلب وتحدث الناس عن مزايا دينك ومذهبك في مجتمع متعدد الأديان والمذاهب، فأنت تقوم بدق أول أسفين للفتنة في جسد المجتمع الواحد، وبناء أول طوبة في هرم الإرهاب!! فهمت ياتاجر الدين يامعتدل ولّا نعيد عليك؟

وانت يا إعلامي يامنوّر الشاشة .. عايز تعرف ليه أنت مشارك بالإرهاب؟
مهو يابن الأوادم أهم متطلبات دوام التطرف والإرهاب هو التستر على الأسباب .. ولما حضرتك تطلع على التلفاز وتقول كل شيئ للناس ماعدا حقيقة أن الذي تسبب بكل هذا الدمار والإرهاب هم رجال الدين المؤسسين للفتنة، ورؤساء الدول المتورطين مع الإرهاب فأنت مشارك بالإرهاب. ومتقولش يامنافق عيدوا عليّا عشان انت أكتر واحد فاهم اللعبة كويس، ولو كنت حضرتك تكره النفاق ولاتستطيع أن تنقل الحقائق للناس فاستقيل واكسب فلوسك من عمل آخر غير الدجل على الناس.

وانت ياشعب هناك .. عايز تعرف ليه أنت متعاون مع الإرهاب؟
مهو ياولاد الأوادم .. كلنا نعلم أن الدين الوهابي أحال الحجاز إلى خراب، ولولا مال النفط واليد العاملة الأجنبية لما وجدنا في الحجاز أي مظهر من مظاهر الحضارة ولا حتى وابور غاز، ونعلم أيضاً أنه مادخل الدين الوهابي إلى بلد إلّا وأشعل فيها الفتن وأطلق الإرهاب وأحال البلد إلى خراب. مع ذلك نراك ياشعب شاهد عيان على تصدير النظام السعوي للدين الوهابي إلى بلدك عن طريق رشوة شيوخك دون أي اكتراث منك وكأنما المستهدف سواك! ولهذا ياعزيزنا الشعب، إن امتناعك عن ملاحقة هؤلاء الشيوخ والدوس على لحاهم هو التعاون بعينه، وبأبهى حلته، مع الإرهاب.

مع تمنايتنا للجميع مكابدة أسعد أوقات الشقاء والتعاسة والنكد والفقر والحرمان مع الإرهاب الذي زرعناه ورويناه ورعيناه وحصدناه بأيدينا، لا بأيدي غيرنا.

- الرئيس المحترم هو الذي ينشد الحقائق في أقواله وأفعاله.

- رجل الدين المحترم هو الذي يجلس في مسجده وكنيسه، يرتدي تحت سقفه مايشاء ويقول لمريديه مايشاء، لكن عندما يخرج إلى العامة يحترم وجود تنوع في المجتمع فيرتدي الأزياء بلا تميّز ويراقب أقواله وتصرفاته بحيث يكون مثالاً للإقتداء في الأخلاق والتعامل بمساواة مع جميع الناس، لايزكي دينه ولا يزكي طائفته ولا يزكي مذهبه فهذه التزكية هي أخطر مسببات الفتنة المؤدية للإرهاب.

يارجل الدين يامحترم، لقد كان ممكناً التواصل مع الإنسان فقط عند التوجه إلى الكهف الذي يسكن فيه، بعدئذ أصبح التواصل معه ممكناً من باب بيته ونافذته، وبعدها أصبح التواصل معه ممكناً من البيت والنافذة والبريد والهاتف، والآن أصبح هناك عشرات الطرق للتواصل، فارعوي يارجل الدين واعلم أن الله أوجد مالايحصى من الشرائع للوصول إليه وقد علّم البشرية منها الآلاف على مر التاريخ حيث أوجد الله لكل أمة شرعاً، حتى في أدغال أفريقيا التي تعتقد أنت أنهم لايعرفون الإله وليس لديهم دين، واعلم أن كل إنسان سلم الناس من يده ولسانه هو مسلم طبقاً لقول خاتم النبيين وكفاك متاجرة بالدين.

- باختصار شديد، إذا صلح الرئيس، والتفت رجل الدين إلى ربه وكف فتنه عن الناس، صلح الإعلامي وصلح المجتمع واندحر ممولوا الفتنة والقتل والخراب، وتلاشى الإرهاب.

المرصد العربي للتطرف والإرهاب

#المرصد_العربي_للتطرف_والإرهاب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات