أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل الجنابي - خواطر 12 / حكومة التكنوقراط الموعودة !!














المزيد.....

خواطر 12 / حكومة التكنوقراط الموعودة !!


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 09:36
المحور: المجتمع المدني
    


لقد كثر الحديث هذه الأيام عن حكومة التكنوقراط ، وكثرت أيضاً التصريحات واللقاءات الصحفية والتلفزيونية من كل الأطراف السياسية المتواجدة على الساحة العراقية وإعتبروها الحل السحري لمشاكلنا الكثيرة المستعصية وذلك بعد أن يئس الناس من الأوضاع المأساوية التي أوصلت البلاد إلى درجات متدنية من التردي في أوضاعه السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية وإنعدام الخدمات بشكل كامل تقريباً إلى جانب المرض والفقر والتخلف والإرهاب .
ولم يأت هذا إعتباطاً لولا الضغط الشعبي المتصاعد والمظاهرات العارمة التي إجتاحت معظم المدن العراقية منذ شهور رافعة شعارات الإصلاح والتغيير ومحاربة الفساد وسراق المال العام والإرهاب وداعش التي إحتلت ثلث مساحة الوطن .
ولو تتبعنا السيرة الذاتية للعديد من الشخصيات التي تولت المهام الوزارية لوجدناها تحمل شهادات عليا ومن جامعات أجنبية مشهود لها بالمكانة العلمية ، وهنا يمكن أن نطلق عليها بأنها من النخب المثقفة الواعية والأكثر علماً وحصافة وينطبق عليها تسمية ( تكنوقراط ) ، لكن للأسف كيف كان أداءها ، وما هي الإنجازات التي حققتها في الوزارات المختلفة التي تسنمتها ، وهل هناك أي مَعْلَم أو مشروع أنجزوه كان لفائدة أبناء الوطن وخاصة الفقراء منهم !؟ وأين هي الأموال التي كانت في عهدتهم . فأين هي العلّة إذاً !! .
العلّة يا سادتي تكمن في الطريقة الخاطئة التي أُعتمدت بإختيار هذه الوجوه والشخصيات وهي ( طريقة المحاصصة ) المقيتة المبنية على الولاء الحزبي والطائفي والعشائري . طريقة تقاسم الحصص والمناصب على أساس عدد الأصوات التي حصلت عليها الكتل السياسية في الإنتخابات التي شابها الكثير من الفساد والمثالب . وهذا يعني أن الإختيار هنا جاء بعيداً عن الكفاءة والنزاهة رغم الشهادات العلمية التي يحملونها .
لقد أثبتت الوقائع أنه لا مناص إلا بتبديل الوجوه والشخصيات التي تربعت على عرش المسؤولية منذ التغيير عام 2003 ولحد الآن بدون إستثناء ، لأن فترة عقد ويزيد من الزمن كان أكثر من كافي ليتبين لنا ( الخيط الأسود من الخيط الأبيض ) .
إن حزمة الإصلاحات التي وعد بها السيد العبادي وكذلك البرلمان قبل فترة لاقت الترحيب الحار من قبل الجماهير صاحبة المصلحة وكذلك من المرجعية الدينية ، لكنها سرعان ما تبخرت وأصبحت حبراً على ورق لأن حيتان الفساد الكبيرة أصبحت تسيطر على كل مفاصل الدولة ، فهي من ترفع وهي من تكبس ، وهي من تقرر حتى كمية الهواء الذي نتنفسه ( والماء الخابط ) الذي نشربة ( والطعام الفاسد ) الذي نأكله .
من معاني ( الحكومة التكنوقراطية ) ، هي الحكومة المتخصصة غير الحزبية وغير المنحازة لموقف أي حزب كان أو فئة على حساب فئة أخرى .
والتكنوقراط كلمة مشتقة من كلمتين يونانيتين :
التكنولوجيا - وتعني المعرفة أو العلم ، تكني - فني وتقني
وقراط - معناها السلطة والحكم .
وبالتالي تتكون الحكومة التكنولوجية المنشودة التي بدأت كحركة عام1932 في الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان التكنوقراطيون يتكونون من المهندسين والمعماريين والإقتصاديين المشتغلين بالعلوم والذين دعوا إلى قياس الظواهر الإجتماعية ثم إستخلاص قوانين يمكن إستخدامها للحكم وهي من التعقيد بحيث لا يمكن أن يفهمها ويسيطر عليها رجال السياسة .

لقد تزايدت قوة التكنوقراطيين نظراً لإزدياد أهمية العلم ودخوله جميع المجالات الإقتصادية والزراعية وحتى العسكرية ، ونجاحات الدول تحددت بمدى قربها وبعدها عن هذه المسارات العلمية .
الصين إحدى الدول الرائدة في مجال الإعتماد على ( التكنوقراط ) في تسنم المسؤوليات ، حيث دأبت منذ سبعينات القرن الماضي على إرسال الآلاف من الطلبة للدراسة في الدول الغربية في الهندسة والإقتصاد وطرق الإدارة الحديثة لغرض التطوير الاقتصادي في البلاد . واعتمدوا على هؤلاء الذين يسمون ( تقنوقراط ) في حل مشاكل الصين الشعبية وتطويرها وتشغيل الصينيين العاطلين عن العمل ، فكانوا خير نخبة يعتمد عليها في حل المشاكل في الصناعة والتطوير العلمي والانتقال من مجتمع زراعي بحت إلى مجتمع صناعي متقدم .
لنعود الآن إلى وضعنا العراقي حيث طالبت الجماهير وكل القوى الخيرة إلى أن الطريق السليم لإنقاذ البلاد من الوضع المأساوي الذي هو فيه هو ( الدولة المدنية ) ، دولة المؤسسات التي تقوم على أساس المساواة والحقوق الإنسانية ، وتنطلق من قيم أخلاقية في الحكم بغض النظر عن إنتماءاتهم القومية والدينية والفكرية وأن تقوم تلك الدولة على السلام والتسامح وقبول الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات .
ومن أهم مبادئ الدولة المدنية أنها لا تتأسس بخلط الدين بالسياسة . كما أنها لاتعادي الدين أو ترفضه فرغم أن الدين يظل في الدولة المدنية عاملاً في بناء الأخلاق وخلق الطاقة للعمل والإنجاز والتقدم . حيث أن ما ترفضه الدولة المدنية هو إستخدام الدين لتحقيق أهداف سياسية ، فذلك يتنافى مع مبدأ التعدد الذي تقوم عليه الدولة المدنية ، كما أن هذا الأمر قد يعتبر من أهم العوامل التي تحول الدين إلى موضوع خلافي وجدلي وإلى تفسيرات قد تبعده عن عالم القداسة وتدخل به إلى عالم المصالح الدنيوية الضيقة ، كذلك مبدأ الديمقراطية والتي تمنع من أن تؤخذ الدولة غصباً من خلال فرد أو جماعة أو عائلة أو نزعة آيدولوجية .
وحتى لا نتيه في دهاليز السياسة المخادعة ليجري الإلتفاف أخيراً على المفاهيم والمفردات العلمية لمفهوم ( الدولة المدنية ) يتوجب علينا بناء المؤسسات الدستورية والقضائية المستقلة ، وإشاعة الحريات العامة وحقوق الإنسان في المجتمع واحترام الدستور والفصل بين السلطات وعدم إستبداد الأغلبية .

الحكومة التكنوقراطية التي ننشدها يجب أن تكون بعيدة عن التحزب والطائفية والأثنية ، حكومة تضع الوطن والمواطن نصب عينيها وتعمل على إعطائه حقوقه دون تمييز وتضمن له العيش الحر الكريم ، وترعاه في حياته وشيخوخته وتوفر له السكن والعمل والضمان الصحي والإجتماعي وتدافع عنه وغيرها من الحقوق والواجبات .



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر - 11 / لكي لا ننسى يوم 8 / شباط الأسود 1963
- خواطر - 10 / مستمرون ... حتى تحقيق مطالب المتظاهرين
- خواطر - 9 ... في ذكرى تأسيس الجيش العراقي الباسل
- خواطر - 8 ... أمنياتنا لأعياد الميلاد والعام الجديد 2016
- خواطر - 7 ... العزف على القانون
- خواطر - 6 ... الدولة والحكومة وما بينهما
- خواطر - 5 ... لعبة حرق الأعلام
- خواطر - 3 ... V علامة النصر
- خواطر - 4 ... الأسلاك الشائكة
- خواطر - 2 - وين الوعد يعبادي
- خواطر - 1 أيام المزبن كضن ...
- قُدسية ساحة التحرير ونصب الحرية وجسر الشهداء عند العراقيين .
- بعض أشكال النضال السلمي اللاعنفي
- ريبوراج عن الوقفة التضامنية لمنظمات المجتمع المدني العراقية ...
- الشعراء ومساهمتهم في الإجتماع التضامني لمنظمات المجتمع المدن ...
- رسالة من منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلندا إلى الس ...
- دعوة من منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلندا إلى جالي ...
- دعوة لتشكيل لجنة جماهيرية لقيادة التظاهرات ومتابعة مطالبهم
- الإحتفاء في نيوزيلندا بالفنان الخلاق خليل شوقي
- نحتفي بخليل شوقي ... الفنان الخلاق


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل الجنابي - خواطر 12 / حكومة التكنوقراط الموعودة !!