أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مرثا بشارة - الأسود لا يليقُ بكِ














المزيد.....

الأسود لا يليقُ بكِ


مرثا بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 5078 - 2016 / 2 / 18 - 23:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الأسود، لون يعشقه الكثيرون، يفضلونه في الملبس والأثاث وحتى في طلاء بعض الحوائط، البعض يصفه بملك الألوان، إذ لابد وأن تنصاع الألوان جميعا تحت مظلته حتى يظهر بريقه وتألّقه، كل الألوان تتلاشى عند الذوبان فيه، نساء كثيرات يفضّلنه لتعاونه في إخفاء بعضٍ من عيوب قوامهن، ونساء أخريات يفضلنه لأنه يُظهرهن أكثر جمالاً وأناقة، هو لون ملائم لكل المناسبات وطيّعٌ في كل الأوقات، صامدٌ أمام كل الظروف، فقط نور الشمس يهزّ عرشه، يبرز مساوئه، يفضح عيوبه.
تقرّر النساء خلعه وتنحيته جانبًا، حين تلتهب أجسادهنّ من امتصاصه لأشعة الشمس الحارقة، حين يكتشفن عجزه عن حمايتهنّ من حرارة الشمس. لكن هل يا تُرى تستطيع كل النساء خلعه وقتما يشَأن؟!
للأسف لا، نساء كثيرات يرغمهن المجتمع بتقاليده وعاداته وأفكاره البالية على ارتدائه لفترات طويلة وربما مدى الحياة، وكأنها ضريبة تُفرض على النساء حتى ينلن رضى المجتمع واستحسانه، يُعلنَّ خضوعهنّ حتى يُثبتنَ صدق النوايا وحُسن السير والسلوك،
لا أدري كيف يفكر هؤلاء! كيف يرون ظلمهم وقهرهم للمرأة وكأنه شرف وبطولة! يتفاخرون بوسامة الرجل ويستنكرون أناقة المرأة، يحصرون سلوكها وأفكارها وأخلاقيّاتها في مظهرها، فإذا ما اتّشحت بالسواد كانت عفيفة مصونة، وإذا ما ابتهجت بالألوان كفراشة تمرح بين الزهور يرونها لعوبًا! لماذا لا يلومون الرجل إذا ما ارتدى ما يتماشى وأحدث خطوط الموضة؟ ولماذا لا يطالبونه بارتداء الأسود لستر جسده أو وفاءً لوفاة زوجة أو أخت أو أم؟ لكنها ازدواجيّة مقيتة تطغى على الفكر والسلوك في مجتمعنا العربي الشرقي الذي لا يطبّق توجهه المحافظ سوى على النساء! نساء كثيرات فضليات لسن بحاجة لارتداء الأسود حتى يُبرزن رُقيّ أخلاقهن ووفاء قلوبهن، لكن هناك أخريات يرتدينه فقط خشية التعرض لانتقادات الأهل والأصدقاء أو زملاء العمل، أكثر ما يجب أن يشعرنا بالخجل من ازدواجيتنا وقسوتنا هو تعاملنا مع امرأة فقدت عزيزًا، نهاجمها وننعتها بعدم الوفاء إذا ما قرّرت خلع الأسود عوضًا عن احتوائها ومساعدتها على عبور فترة الحداد للمضي قدمًا في الحياة، فقط نهاجمها ونمضي لحال سبيلنا ننعم بكل تفاصيل حياتنا اليومية، وإذا ما حاولت مجرّد محاولة لا تُذكر في التخفيف من ألمها نُطلق ألستنا بلا رحمة لنزيدها جرحًا فوق جرح وألمًا فوق ألم.
نظرة سريعة لمظهر النساء العام في كل البلدان العربية تكشف لنا بوضوح ان الغالبية العظمى منهن يتّشحنَ بالسواد، وفي ظني أغلبهن مرغمات! والمؤسف حقاً أن نساء مجتمعنا المتّصفات بالحنان والرحمة، هنّ الأكثر ضراوة في ظلم بعضهن البعض بترسيخ الأفكار الخالية من أي حنو أو رأفة أو عدل، أما آن الأوان لنحرّر عقولنا من تلك الموروثات الظالمة؟! أما آن الأوان لنفتح أذهاننا لنختبر أنه في عدل الله ورحمته لا فرق بين ذكر وأنثى، رجل أو امرأة ؟! فإذا كان المجتمع لا يجرؤ على مطالبة الرجل بإرتداء الاسود، أفمن العدل ان يُجبر المرأة على ارتدائه حتى وإن كانت متضررة؟!
سيدتي، وفاؤكِ وتقواكِ لا يمكن اختزالهما في اللون الأسود، ثوري وارفضي وناضلي، فالأسود لا يليقُ بكِ وأنتِ ترتدينه مُرغمة.




#مرثا_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن أي ختان يتحدثون؟!
- شباب يناير وعجائز يونيه
- هل اللُغة هوية؟!
- قانون البكيني!
- من اجلنا يصنعون الحروب
- بحبك يا ام الدنيا
- مهرجان الجنس البذيء
- و يحدث ان...
- ليست كباقي النساء
- لا تستكيني
- يا قاهرتي
- من يقتل زهور العرب ... احفاد اسماعيل ؟!
- جوانا كتير احلام
- الدين و تغييب المصريين
- شعبٌ اختل توازنه
- أَحْلُمُ كَفَتَاةٍ شَرْقِيَّة
- انا عربي .....انا رسالة
- هنيئاً للحوار المتمدن للحوار الحر
- خير امة
- لست مع البابا و لست مع هؤلاء


المزيد.....




- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مرثا بشارة - الأسود لا يليقُ بكِ