أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيب شحادة - الله يخلّي لولاد














المزيد.....

الله يخلّي لولاد


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 5078 - 2016 / 2 / 18 - 20:14
المحور: الادب والفن
    



نمر مرقص في كتابه ”أقوى من النسيان“ يروي أنّه في إحدى قرى الشمال، في مستهلّ القرن الماضي جاء فلاحون لتهنئة صديقهم لمناسبة ولادة نجله. قال لهم الصديق: ”روحوا باركوا للمشايخ جاءهم قطروز جديد“.
إذا اتّبعنا نهج عقلانية صارمة، ففي أعقاب ولادة طفل يهودي، يجب إرسال برقية تهنئة ليس للوالديْن، بل لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي: مبروك، وُلد جندي جديد للجيش.

هناك من سيقول ، كلام كهذا ممنوع؛ ولكن اتّهام الفلسطينيين بأنّهم يربّون أولادهم على الكراهية وتبجيل الموت، فهذا مسموح به بل ومألوف. أضف إلى ذلك، في كل مرّة نرفع فيها صوتنا ضد الاحتلال، يؤنّبوننا قائلين لنا: هيّا ارفعوا أصواتكم ضد التعصّب العربي.
لا عليكم، يا أصدقائي، باستطاعتنا في اللغة العربية أن نستعمل عباراتٍ قاسيةً كي يسلك أبناء شعبنا، الرازحين تحت جهنم الاحتلال، سلوكا أخلاقيا.

الغريب في الأمر، أن هذه اللهجة كانت تُسمع بكل رونقها قبل ظاهرة السكاكين والحجارة أيضا، عندما قالت رئيسة الحكومة غولدا مئير: ”سيحلّ السلام علينا مع العرب فقط عندما يُحبّون أولادهم أكثر مما يكرهوننا“. وفي سياق الحديث عن محبّة الأولاد، فإن إدخال تغيير ضئيل على هذا الاقتباس لن يضرّ: ضعوا ’يهودا‘ بدلًا من ’عرب‘.
حان الوقت لأم يهودية أن تشرح لي، كيف تسمح لابنها أن يعمل في حاجز (مَحْسوم) كالحاجز في وادي حرامية، حيث قُتل عشرة جنود رميا بالرصاص قبل عقد من الزمان تقريبًا.
إذا كان ابني ’سيعلق‘، لا سمح الله، في وسط منطقة غير مرغوب بها، هذا أقلّ ما يقال عنها، يبدو لي أنّني كنت سأحلّ محلّه في تلك المناوبة، لأنّي لم أُنجب ابنًا لأفقده، أو ليخوض تجربة مروّعة كهذه. أو كنت سأقول له، وعذرا على الروح الانهزامية، إنّي لا أسمح لك بالذهاب إلى هناك.

وفي هذه الأثناء، تربّي الأم اليهودية ابنًا وابنًا آخرَ كي يعمل ثمة، على الحاجز؛ مش حرام؟
أيُّ حبّ لابن، عندما يُرسَل لاقتحام غرفة نوم فلسطينيّ في مخيّم بائس للاجئين؟ أو حين يُرسَل لحماية المستوطنين الذين يغزون كروم زيتون الفلسطينيين؟ وأيّ حب للابن، عندما تُرغم مستوطِنةٌ أبناءها على العيش في جوّ عدائيّ؟ والحبّ الذي هو أمّ كل ألوان الحبّ، عندما تستوطن أمٌّ يهودية في قلب مدينة الخليل؟

كل التقدير لقدرة التحمّل لدى ”أم بولندية “، تربّي وتثقّف وتهتمّ. عند تسلّم الأمر، هي والعائلة كلُّها ترافق الابن باعتزاز إلى ”قاعدة الاستيعاب والتعريب“ لكي يُمرمر حياة شعب آخرَ، وفي الطريق ذاتها يُمَسكن حياته هو أيضًا. يشعياهو ليفوفتش افترض في حينه، إن رفض آلاف الشبان اليهود تأدية الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة فهذا سيؤدّي إلى انهيار الاحتلال. هذا لا يحدث بالنسبة للأم اليهودية المحبّة.

مع كل هذا، هناك تحسُّن ما في الوضع. في عام ١-;---;--٩-;---;--٥-;---;--٦-;---;-- أرسلتِ الأم اليهودية عزيزَها في خدمة البريطانيين والفرنسيين لقمع الشعب المصريّ، الذي تجرّأ على المطالبة بالسيادة على قناة السويس. إنّها اليوم تسمح فقط لعزيزها في تنغيص حياة الشعب الجار.
حالة طريفة انبثقت في هذا الزمن. يُنجب اليهود جنودًا مزوّدين بأفضل السلاح، والفلسطينيون يُنجبون شبابًا يركضون وفي يدهم سكّين، قد لا تقتل، ولكن من المحتمل القريب جدّا أن يُقتلوا.
حتى ولو أثبت أن الفلسطينيين ”حيوانات متوحشة“، كما يدّعي بني موريس، فإن السؤال المطروح: لمن حرية الاختيار؟ بمقدور اليهود أن يقولوا للفلسطينيين ”باي، ولا إلى اللقاء“، إلا أن الفلسطينيين لا يستطيعون القول ”باي، إسرائيل“.
هذه هي المشكلة: القادر لا يريد، والراغب لا يقدر.


الأصل بالعبرية:
א-;---;--ל-;---;--ל-;---;--ה-;---;-- י-;---;--כ-;---;--ל-;---;--י-;---;-- ל-;---;--י-;---;--ו-;---;--ו-;---;--ל-;---;--א-;---;--ד-;---;--"- א-;---;--ל-;---;--ו-;---;--ה-;---;--י-;---;--ם-;---;-- י-;---;--ש-;---;--מ-;---;--ו-;---;--ר-;---;-- ע-;---;--ל-;---;-- ה-;---;--י-;---;--ל-;---;--ד-;---;--י-;---;--ם-;---;--/  ע-;---;--ו-;---;--ד-;---;--ה-;---;-- ב-;---;--ש-;---;--א-;---;--ר-;---;--א-;---;--ת-;---;--

http://www.haaretz.co.il/opinions/.premium-1.2771352



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات من مخطوط لجمعية مسيحية في كفرياسيف
- ما وزْنُ الزُّبْدة؟
- حِكم مختارة (أ)
- إطلالة على ظاهرة انقراض اللغات ومستقبل العربية
- معرفة اللغة العربية أمر نسبيّ
- إطلالة على Parousia/Adventus مجيء /وصول/ظهور المسيح
- أضواء على شمس منتصف الليل
- ما هي أكيس (AKYS)؟
- باقة الجارة
- مدخل إلى لغات الإشارة
- من الفروق بين السامريين واليهود
- حكمة البدوي
- أبكمُ، لا تفعليها ثانيةً
- نافذة على إدوارد سعيد، أستاذ الأساتذة
- الجنيّة
- لماذا لا ترونني في الطرقات لدانيل عوز
- نظرة على ظاهرةِ ٱ-;-نْقراض ٱ-;-للغات ومنها العرب ...
- حكاية رمزية حول الآخرة، تشابه مهيب
- من فوائد الشمندر الأحمر
- لمحة عن الأغيار في الشريعة اليهودية


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيب شحادة - الله يخلّي لولاد