أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - صور من أشكال إهانة العالم الاسلامي للمسيحيين















المزيد.....


صور من أشكال إهانة العالم الاسلامي للمسيحيين


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5078 - 2016 / 2 / 18 - 18:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كان معروفًا في تركيا العثمانية في القرن التاسع عشر أن المسيحيين وهم السكان الاصليون للأرض، لم يكن لهم الحق الكامل بالمواطنية بل كانوا رعايا في حماية العثمانيين، بحسب العرف العثماني (الاسلامي)، ولاتزال مكانة المسيحيين في العديد من الدول الاسلامية في أيامنا على حالها حيث يتعرضون الى شتى أنواع الاضطهاد والقتل والطرد من بيوتهم.
في زمن تركيا العثمانية، كلّ قرية أو حيٍّ مسيحيّ، كان من المتعارف عليه أن يكون تابعًا وأن يكون مسمّى (كمُلكية ونفوذ) باسم أغا أو بيك تركي أو كردي.
فعلى سبيل المثال حينما يلتقي شخص ما مسلم بآخر أرمني ومن أجل أن يتعرّف من أين يكون هذا الأرمني يسأله:
"أنت حصانُ أي أغا ؟ " أي خاصة مَنْ هذا الحصان ؟ !
لكن هذا الأرمني المسيحي الواقع تحت الظلم والحيف العثماني ما كان له أن يرفض نعته بالحصان خوفًا على حياته، لأن دماء المسيحيين والأرمن بنظر العثمانيين هي دماء حيوان (حصان) وكرامتهم ليست أكثر من كرامة الحمار في العرف العثماني. مع أن الأرمني والمسيحي بصورة عامة في الدولة العثمانية يعرف قدر نفسه لكن أزاء سؤال الظالم المستبد لم يكن أمامهم خيارًا آخر سوى الجواب على السؤال. بأنه كاوور (كافر) الأغا الفلاني. ويتم التعامل معه بشكلٍ جيدٍ أو طالح، نسبة لأهمية الأغا ونفوذه وسلطته.
هذا مثال بسيط من أمثلة تعامُل تركيا العثمانية غير الانسانيّ مع المسيحيين والأرمن على أنهم أشياء يملكونها وليس أكثر من أملاك، كان حال المسيحيين والأرمن خاصة كحالِ الممتلكات الأخرى، تمامًا كالحيوانات والغنم وأنهم مشروع للخدمة أو للذبح.
ولتوضيح ربط التعامل معهم كمشروع للذبح نضرب هذا المثال الذي يذكره صادق شهيد بيك في كتابه (كشف أسرار تركيا) الصادر سنة 1898:
"سمع أحد الأفندية الكبار الأتراك بأن أحدَ الأرمن من سكان مدينته قد اشترى حقلاً باسمِ مسلمٍ ـ بدفعه لصديقه المسلم رشوة ليتمكن من إجراء وتنظيم شراء الحقل ـ فما كان من الأفندي إلا أن يرسل الى الأرمني بوجوب حضوره أمامه، ودار الحديث التالي بينهما:
الأفندي : شوربجي، ألم تسمع بأن الله قد رزقنا بمولود جديد في هذه الأيام ؟
الأرمني : نعم أفندي قد سمعت وإنشاء الله يكون المولود ذو عمر طويل.
الأفندي : لكن أنت تعرف بأنه من عادات مدينتنا أن يتم تقديم الهدايا للمولود الجديد.
الأرمني: بالضبط سيدي، فأنه يستحق كلّ ثروة مصر كهدية تُقدم للولد المولود الجديد.
الأفندي : دعنا نرى ماذا ستقدم أنت له من هدية ؟
الأرمني: أنا أقدم حياتي فداء له، لكن للأسف ما هي الهدية التي يمكن أن يقدمها فقيرٌ مثلي ؟
الأفندي : ممممم، سمعت بأنك قد اشتريت حقلاً باسم أحد أصدقائك المسلمين، أليس صحيح هذا ؟
الأرمني : ولكن من أين لشحاذٍ مثلي أن يشتري حقلاً ؟
الأفندي : شوف (انظر واسمع) شوربجي، أنا أفكر فقط لمصلحتك وخيرك، هل يمكنك أن تفكر وتعتقد بأن هؤلاء الذئاب (يقصد الأفندية والأغوات الأتراك) الآخرين سيدعوك ويتركونك تتمتع بملكك للحقل ؟ بالطبع لا.
أنا أخبرك بما عليك أن تفعله. من الأفضل لك أن تترك ملكك هذا هدية لمولودنا الجديد. فلماذا تريد أن تشتري العذاب والموت وتدمير حياتك بمالك الخاص ؟ وإذا احتجت لأي شيء بعدها تعال اليّ. "
هذا الحديث بين الشخصين، الأفندي والأرمني، مثال بسيط ليس لحالة الأرمن في حياتهم في تركيا العثمانية بل يدلّ أيضًا على ما كان يعرفه الأغوات والأفندية والمتنفذين (الذئاب) في تركيا عن أشياء كثيرة لما سيحدث لمستقبل الأرمن.
صورة أخرى من صور الرعب والخوف وعدم الأمان الذي عاش فيه الأرمن في تركيا العثمانية (وطنهم الأصلي) هي مسألة كيف يتصرفون بأموالهم وأين بامكانهم الحفاظ عليها.
فمن المعروف عن الأرمن أنهم شعبٌ يحبّ العمل في الزراعة والصناعة والتجارة والمال وصياغة الذهب والمجوهرات، ولكونهم كانوا عرضة الى السرقات من قبل بعض العصابات الكوردية ومن قبل الأتراك، الذين كانوا ينهبون ويسرقون أموال وبيوت الأرمن لكون ذلك قد تم تحليله للأتراك المسلمين وللكورد، فما كان من سبيل الاً إخفاء الأموال لمن كان يملك أموالاً أو ذهبًا من الأرمن، وكثيرًا ما كانوا يخفونها في الأرض، أو في إناء من النحاس ويدفنونه تحت الأرض.
وبخصوص الملابس فكانوا يلبسون اللباس البسيط والفقير لعدم إثارة عيون الكورد والأتراك واثارة الشكوك بهم ويصبحون سببًا وعرضة لنهب بيوتهم وعذابًا لأهلهم.
وحينما تبغي عائلة أرمنية السفر داخل تركيا، كانت تقوم العائلة بتكليف أحد الأكراد إن كان صديقًا يمكن الوثوق به، لقاء مبلغ يدفعونه له، ليرافقهم في السفر ليتمكن من حمايتهم من الجماعات الكوردية وليجعل الكورد يظنون بأن هذه العائلة من أقارب الكوردي فيتخلصون هكذا من قطاعي الطرق الأكراد الذين كان مصدر رزق بعضهم هو السرقة والسطو على الأرمن بأي طريقة وبأي حالٍ من الأحوال.
ويروي الكثير من الأرمن بأنهم كانوا يغلقون أبواب بيوتهم قبل غروب الشمس ويضعون أحجارًا أو صخورًا كبيرة خلفها ليأمنوا عدم دخول اللصوص إليها بسهولة وإن حصل فسيحدث ضجة كبيرة يمكن أن تخلصهم من السراق.
في الأسواق وفي الشوارع العامة كانوا يتحاشون الاقتراب من الترك أو من الكورد، تحسّبًا لأي مشكلةٍ يُمكن أن يخلقها لهم الكوردي بحجة تبدأ بأن الأرمني زاحمه الطريق ولا تنتهي إلاً بدفع الأموال للتخلص من مشكلة أكبر قد تؤدي بحياة الأرمني.
وفي حال قام كوردي أو تركي بشتمِ أو مَسَبّة الأرمني (وكثيرًا ما كان يحصل هذا ليس فقط في تركيا العثمانية بل حتى في الولايات العثمانية العربية، وربما لا زال الى حد اليوم في بعض الدول العربية !)، فالأرمني (أو المسيحي) لا يمكنه أن يرد على الشتيمة بمثلها لأنه سيُعرّض حياته للخطر إن بادل مسبة ديانته بسبّ ديانة المسلم الذي ابتدأ بالمسبات. فكان الأرمني يأكل المسبّة ويسكت وربما في قلبه وفي داخله وفي بيته من بعدها يسبّ بأقوى من المسبّات التي تلقاها وتزيد الكراهية والبغضاء في الجانب المسالم أيضًا.

اليوم ما الذي تغير ؟
واليوم نرى الكثير من الكتّاب العرب بختلف مشتربهم وانتماءاتهم، لا يقبلون أن يعترفوا بأن هذه الممارسات تعتبر جزءً من تربية المجتمعات العربية والاسلامية إن كانت منذ الزمن العثماني أو ماقبله أو ما بعده. فالأمر لم تتم معالجته مجتمعيًا وتربويًا لحد الآن، ولا يبدو أنه سيتم معالجته، لانهم لا يعتبرون إهانة الآخر (غير المسلم) إلا حقًا يجب ان يتلقاه من مواطنه المسلم، وإهانة غير المسلم أصبحت بمنزلة فريضة مقدسة فرضها معلمو الشريعة الاسلامية على أتباعهم.
فاليوم كلّ المسلمين في العالم يمكنهم أن يسبّوا ويشتموا أديان كلّ باقي العالم، مع أن لا أحد يعير إهتمامًا كبيرًا لمسبّاتهم، مع أن العالم بصورة عامة يستغرب من هذه التصرفات التي أصبحت في غالبها ارهابًا ضد العالم. وبنفس الوقت فالويل وكل الويل لمن ينقد مسلمًا في دينه أو رسوله أو أحد شخصياته أو الأعمال الارهابية التي تقوم بها مئات الجماعات الاسلامية التي ترهب العالم بتنفيذ شريعتها. أعتقد أن جزءً كبيرًا من هذا يعود الى التربية المجتمعية (السلفية الدينية) المريضة وغير السليمة في المجتمعات العربية والاسلامية التي تنشيء الأجيال على المسبّات والكلمات النابية بحقّ الآخرين وعدم احترام الغيرية والاختلاف والدعوة الى مضايقة غير المسلمين الى حد الدعوة الى قتلهم وإبادتهم أو طردهم من أوطانهم.

لا تلعبون ولا تتحدثون الاَ عند الضرورة مع المسلمين :
كانت هذه نصيحة الآباء والأمهات والأجداد الأرمن لأولادهم وأحفادهم، لأنهم قد اختبروا وعانوا كثيرًا من الحيف والظلم من قبل (الكثير من) الكورد والأتراك وغيرهم من المسلمين في الدولة العثمانية (وفي الدولة الفارسية الايرانية أيضًا) من غير حقّ أو سببٍ يدعو الى احتقار (مواطنيهم ؟!) الأرمن أو المسيحيين عامة. وكانوا يوصونهم بأن لا يتعلّموا من المسلمين أخلاقهم وعاداتهم في السبِّ وعدم احترام الآخرين والاعتداء على الآخرين وعلى ممتلكاتهم لمجرد أنهم ليسوا منهم أو لا يشبهونهم أو لمجرد أنهم ليسوا من دينهم. تمامًا عكس ما يعلمه المسلمون لاولادهم بتشجيعهم على السيطرة على اقرانهم المسيحيين واليهود (وغير المسلمين الآخرين) الكفار وعلى الاعتداء عليهم كلما سنحت لهم الفرصة.
وكثيرًا ما كانت بعض عوائل الأرمن (وليس جميعها) التركية المحافِظة على أبنائها كانت تقصّ شعر بناتها كالأولاد لكي لا يعرفها أو يميزها الأكراد أو الأتراك الذين كانوا يخطفون بنات الأرمن الحلوات، لغاية أن تصلَ إلى عمر الزواج أو يتقدم ويخطبَ يدها أحدُ الأرمن تبدأ باطالة شعرها مخفية إياه.

من هو غير المسلم في نظر المسلمين الأتراك (العثمانيين) :
وفقًا للمذاهب الاسلامية ونظرة وممارسة الاسلام بما يخصّ غير المسلمين:
إن المسيحيين (وغير المسلمين الآخرين) ليس لهم الحق في التمتع بالامتيازات نفسها التي منحها الله للمسلمين.
قد يكون سمح الاسلام لغير المسلمين أن يعيشوا بين المسلمين لكن، كرعايا، وأن يكونوا مرؤوسين حُكمًا، مع فرض قيود محددة وصارمة للغاية فيما يتعلق بحقوقهم القانونية والامتيازات الدينية واسلوب التعامل معهم وألقاب الشرف والحرية الاجتماعية التي تمنح لهم من قبل الاسلام (أمة محمد).
إن أتباع الديانات الأخرى مثل الوثنيين والملحدين والصابئة، المجوس واليهود والنصارى، فيُطلق عليهم الأتراك كلمة : كاوور Giaour والتي تعني (كافر).
منطقيًا وقرآنيًا، لا يمكن للمسلم أن لا يسمّي غير المسلم إلاّ بالكافر لأن القرآن سمّى جميع غير المسلمين بالكفار، مع أنه يسمّي بعضهم بالنصارى أو اليهود أو أهل الكتاب، ولكنه يؤكد كثيرًا على أنهم كفار.

بعض الأساليب العثمانية التركية في تحقير غير المسلمين:
لو بحثنا في التعابير الشعبية والرسمية الاسلامية التي تطلق على غير المسلمين، فسنتعرّف بصورة أكثر دقة على العقلية العثمانية الاسلامية التي كانت السبب الرئيسي في إذكاء كراهية المسلمين لغير المسلمين، التي ستنتشر في ربوع مستعمرات الأمبراطورية العثمانية، وستصبح كسنّة أو قاعدة اسلامية دينية اجتماعية في التعامل مع غير المسلمين.
فالجامع حيث يصلّي المسلمون، يطلق عليه بالجامع (الشريف)،
أما الكنيسة مكان صلاة المسيحيين، وتسميتها التركية (كليسة : وأصل العبارة يأتي من اللغة اليونانية ـ اكليزيا)، فلا يطلق عليها أية صفة تشريف أو احترام، بل أنّ الأتراك الذين يسمّون الجوامع، الكبرى منها، ببيت الله، يطلقون على الكاتدرائيات الكبيرة للمسيحيين بـ (Ulu Kiliseh ) التي تعني : الصالة الكبيرة للاجتماع.
ما نسمّيه اليوم بالمقابر، يسميه الأتراك بـ (التربة الشريفة Turbet Sherif ) ـ التسمية التي لازالت تستخدم في لبنان ـ والتي يُراد بها المقابر المقدسة. بينما يسمّي الأتراك تلك التي للمسيحيين بالمقبرة.
يسمي الأتراك مايقومون به من تعبّدات لله بالـ (عبادات)، بينما يسمّون ما يفعله المسيحيون بالطقوس أو الأعراف.
يسمي الأتراك (عباءة) النبي محمد بالعباءة الشريفة أو المقدسة (Hurkai Sherif )، أما الصليب المقدّس لدى المسيحيين، فيسميه الأتراك بالـ (صلب : بمعنى آلة الإعدام أو الخشبة).
بينما يسمي الأتراك رأس الأمة الاسلامية بأمير المؤمنين ـ (المولى)، قائد المؤمنين. يسمّون بطريرك المسيحيين أو رئيس الأساقفة (بطرك أو سيربسكوبوس) باسم (بيس Pis )، والتي تعني : القذر.
وشعبيًا يستعمل الأتراك كلمة (قره باش : الرأس الأسود) في تسمية المطران.
يسمي المسلمون الأتراك رجالَ الدين من المشايخ والفقهاء بالـ (مدرس Muderris ) بما يعني بالعربية الشارح أو المعلم أو المفسر،
في حين يسمّون فقهاء ولاهوتيي المسيحية بالـ (Mahraeah ) (المهرايا) التي تعني في العربية : الهريسة أو المهروسة.
وليس لدي امكانية الحكم على معنى الكلمة الشعبي العثماني في ذلك الوقت إن كان يدلّ ويعني شيئًا آخر (أكثر تحقيرًا) فيما إذا لفظنا حرف الهاء (h) كأنه الخاء العربية فتعطي ذات المعنى الذي تعطيه في لهجاتنا العربية اليوم !
المسافر أو العائد من الحجّ من بيت الله الحرام (مكة) يسميه الأتراك بالـ (الحجّي)،
بينما المسيحي الذي يقوم أو قام بالحجّ الى اورشليم المقدسة يُطلق عليه الأتراك بالـ (عجي) التي تعني الشخص المجّ، وربما تعني معنى أكثر قباحة إن استعملنا ما تعنيه كلمة (عجي) بالعامية العربية.
وبالنسبة للألقاب التي تطلق على الأشخاص المسلمين من ذوي الشأن، فمنها لقب (أفندي) أو(أغا)،
بينما يُطلق على ذوي الشأن من قوم المسيحيين بالـ (شوربجي shorbaji) وتعني الذي يعمل الشوربة !
ويطلق الأتراك على المسلم المتعلم أو المثقف بالـ (الخواجة) التي تقابل بالعربية كلمة (استاذ)،
بينما يُطلق على المتعلم أو المثقف المسيحي بالـ (هواجة) والتي تعني بالعربية : أبو الهوا أي التافه واللاقيمة له.
أما بالنسبة للنساء، فيطلق الأتراك على النساء المسلمات بالـ (الحريم الشريف) أي النساء الشريفات،
بينما يطلقون على النساء النصرانيات بالـ (Giaour Mamasi) التي تعني: العجوز الكافرة، ويقصد منها أيضًا : أم الكفرة.
ويسمّي الأتراك يوم الجمعة، لكونه يومًا مقدسًا ومكرمًا لدى المسلمين بالـ (Aziz Juma ) والذي يعني الجمعة المشرف أو الجمعة الشريفة،
بينما يُسمّي الأتراك يوم الأحد المكرّم لدى النصارى بيوم Ahad أي اليوم الأول من الأسبوع، الذي يسمونه بيوم البيع (البزار).
صوم شهر رمضان: يسمي الأتراك شهر الصوم رمضان برمضان الشريف ( Ramazani Sherif )،
بينما صوم النصارى فيسمونه بالـ ( باهريز Behriz) وهي تحوير للكلمة التركية ( Pehriz) التي تعني بالعربية (الحمية) وتقابل الكلمة الانكليزية ( diet ) التي تعني الترشيق والتوقف من أكل بعض الأطعمة، كما يعني ما نسميه بالريجيم.

استعراض بعض العادات الاجتماعية والشرعية العثمانية

بين الميت المسلم والميت النصراني في تركيا العثمانية:
حينما يتعلق الأمر بالموتى، فالأتراك يطلقون عبارة: جنازة (Jenazeh ) على جثة الميت المسلم،
أما تلك لغير المسلم فيسمونها (Giaour olusi) أي جسد أو جثة الكافر.
وحينما يُعلن عن وفاة شخص مسلمٍ شفهيًا أو تدوينًا في وثيقة رسمية فيستعمل الأتراك عبارة: انتقل إلى الأرض الأبدية أو إلى عالم الأرواح،
بينما يقولون بالنسبة لوفاة نصرانيّ : هلك أو تفسخ burusmus , ò-;-ldù أي انتقل الى عالم الهلاك والهالكين.
يستخدم الأتراك عبارات مثل : ليترحّم الله على روحه أو / ليكن قبره مضيئًا أو / ليكنْ السلام عليه، وعبارات التمني والمواساة هذه تُقال فقط للميّت المسلم ولا يستخدمونها مطلقًا لميّتٍ غير مسلم.

ترجمة لوثيقة عثمانية لوفاة قس نصراني :
منحت هذه الوثيقة من المحكمة الشرعية كعدم ممانعة من دفن قسٍّ نصرانيّ توفي:
" هلك قسٌ غير مؤمن من شيعة النصارى الهالكة. تقدمت شيعته الى محكمتنا الشريفة بطلبِ منحِها عدم ممانعة لوضع جسده تحت الأرض. وعلى الرغم من أن جيفة هذا اللعين لا تستحق أن توضع تحت التراب المقدس الذي يرفض مثل هذه النجاسة، ومن أجل حماية الهواء والجو من التلوث برائحته الكريهة، تم تحرير وكتابة هذه الوثيقة واعطاءها لهم، كعدم ممانعة من أخذ المذكور القذر، إلى البقعة المخصّصة له ووضعه تحت الأرض بحسب احتفالهم العبِث، عسى أن يهوي في نار جهنم". انتهى.

السلام مع النصارى :
إن السلام الذي يتم تبادله بين المسلمين هو: (السلام عليكم) أو (سلام الله عليكم)، لا يمكن تبادله أو توجيهه إلى نصراني، كما لا يمكن للنصراني أن يتفوه بهذا السلام، لأنه بحسب الاعتقاد الاسلامي أنّ التحية بهذا السلام هي فقط للاسلام والمسلمين: فقد استعملت تحية السلام هذه من قبل النبي محمد والأنبياء (المسلمين) الأقدمين: آدم، نوح، ابراهيم، موسى، داؤد، عيسى، وكذلك فهو السلام المتبادل بين ملائكة الرحمن والأولياء المسلمين في الجنة، ولا يمكن لكافرٍ مصيره الأخير نار جهنم أن يستعمل هذه التحية وهذا السلام.
في الحقيقة ان في هذا الأمر الكثير من الغرابة والسخافة ايضًا.
فلو حدث أنّ أحدَ المؤمنين المسلمين أدّى التحية بهذا السلام سهوًا وبطريق الخطأ لكافرٍ (نصراني)، فعليه أن يسحبَ سلامَه على الفور وعلى عجل، ويستغفر ربّه. وحينما يلتقي المؤمن بنصرانيّ على معرفة به، عليه أن يستعمل كلمات عادية أخرى لسلامِه بواسطة الإشارة أو التلويح باليد أو بالكفّ أو بالرأس، التي تؤدي الغرض عوض السلام عليه بسلام الاسلام الأمر غير الجائز مع الكفار.

تغيير الدين:
من المعروف أنه ليس بامكان أي مسلمٍ تغيير دينه، لأنه سيكون معرضًا لعقوبة الموت. وهذا يشمل بصورة خاصة المرتدين الى الاسلام الذين لا يمكنهم بتاتًا العودة ثانية الى ديانتهم الأولى أو السابقة، من دون التعرّض للموت بسبب الخيانة. بينما الرجال والنساء فيمكن إجبارهم عنوة على الدخول في الاسلام. ومن يتزوج من نصرانية محولاً إياها الى الاسلام يكون قد قام بعمل غاية في الفضيلة وتعتبر صنيعة حميدة جدًا تُحسب له وتضمن له جنات الخلد.
ولكن واحدة من بين أجمل ما قرأته في كتب بعض المستشرقين وكتب الذكريات الشخصية حول الدولة العثمانية وعادات العثمانيين، وتعتبر طرفة مع أنها كانت ممارسة حقيقية وواقعية في وقتها في السلطنة العثمانية، وهي الاحتفال الذي كان يقام حينما يتحول رجلٌ نصرانيٌ الى الاسلام:
حينما يتحول رجل نصراني الى الاسلام، يذهب بمعية معارف له من المسلمين، الى المحكمة الشرعية وتتمّ هناك الإجراءات القانونية والشرعية بشأن الشهادتين وغيرهما، وتغيير اسمه باختيار اسمٍ مباركٍ لدى الدين الجديد الذي تحول اليه، وعادة يكون من الأسماء المحمودة أو المعبّدة المعروفة.
من بعدها حينما يعود مع الجماعة التي انضم اليها كمسلمٍ جديد، والتي تكون قد أعدّت له كلّ المطلوب بالاحتفال به، فيقومون بإلباسه عباءة ثقيلة مطرّزة من النوعية الفاخرة، وتوضعُ على رأسه عمامة فاخرة، ويتم إحضار حصانٍ أصيلٍ فاخر، يتم إركاب المسلم الجديد على ظهره، ويكون في رفقته حشدٌ من الدراويش وعددٌ كبيرٌ من الملالي، ويطوفون به في مسيرة في شوارع وأزقة المنطقة أو القرية إن كان في قرية، ويمرّون في الحيّ الذي كان يسكنه حيثُ بيت أهله الأول وبيوت أصدقائه، ويرافق ذلك الأناشيد والتراتيل الدينية، ثم يأخذونه الى منزلِ كبيرِ المسلمين في مدينتهم أو قريتهم، ويتم الإحتفال به مع تقديم مالذّ من الأكل والشراب والحلويات والهدايا. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد. بل يتمّ بعد ذلك البحثُ له عن زوجةٍ مؤمنةٍ لتتزوجه كمؤمنٍ جديد في الاسلام وكعبدٍ جديد لله.

أمثال وأقوال تركية مهينة للمسيحيين :
أدناه بعض الأقوال والأمثال العثمانية التي تقال بوجه خاص للنصارى وجها لوجه: ويلاحظ من خلالها قاعدة اجتماعية تقوم بتغذية المسلمين بأسباب دينية تكون حافزًا لهم في اهانة واضطهاد المسيحي وتمنحهم سعادة الضمير بأنهم في تتميمهم لاهانة واضطهاد وقتل المسيحي فانهم يقومون بعمل تشريعي لا يحاسب عليه قانون أو شريعة ، فاملاك النصراني ليست وحدها ملكًا للمسلم بل أمر حياته أو موته هو أمر يقرره المسلم، والمسيحي أو النصراني ليس انسانًا، وقيمته بالتاي لا تزيد عن قيمة كبشٍ أو خروف أو أي حيوان نجس يجب التخلص منه:
(أملاك الكاوور "الكافر" مشروعة للمسلمين)/
(رقبة الكاوور لسيف الاسلام)/
(رأس الكاوور للحكومة وأملاكه للعامّة)/
(من الفضائل شرب دم الكاوور)/
(الكاوور ما له دين) /
(في يوم القيامة ستتم مذلة وجوه الكفار "النصارى" وتُمسح مع الأرض) ،(في حين المسلم سيمشي منتصبًا وسيُحمل عاليًا على ظهور جمالٍ مُجنّحة بيضاء كالحليب وسروجها من ذهب).



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحبّ في كتب التنخ العبرية وفي القرآن
- الزبون والمزبّن وأصل كلمة -الزّبانية-
- بين الطوبْ والطوبة وطبّك مرض
- العلاقة بين القمر والتاريخ والشهر وسهر الليل
- البوسة الآرامية في الشرق : هل هي الأقدم لغويًا ؟
- البوسة الفارسية تتغلب على القبلة العربية
- من الرّجم الى الترجوم والترجمة
- كيف أصبح طبق الرزّ الأحمر اليهودي اسبانيًا
- صدّقيني إنه ضعف النظر
- بين كأسي وكسي وكيسي
- البرد ونهر البردى السوري بين العبرية والفارسية
- الجيش الأحمر السوفيتي يحبط أمال النازيين هتلر والحسيني والكي ...
- الجهاد الاسلامي : أسلمة العالم وتدمير البشرية
- كعك العدس الكتابي الحلو: مثير للشهوة الجنسية
- استاذ جمشيد ابراهيم : بلا زحمة عليك
- المفكر الاشتراكي الرابي موسى هيس : روما تسلّم الصولجان الى ا ...
- اورشليم وجبل الهيكل
- المسلمون يعلّمون أولادهم (أن اليهود أعداؤنا)
- بين الهرم العبري والهرم القبطي
- مجلس غناء خرائي عباسي


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - صور من أشكال إهانة العالم الاسلامي للمسيحيين