قصة قصيرة جدا
فجأة لقيتك في مقصورة قطار
لم اصدق قط ما رأيت
اخذتنى الدهشة
أذ رأيت وجهك تغشيه غمامة من الغرابة
وفجأة ألقيت بالجريدة جانبا
وبدأنا التحية: كيف حالك؟حال أسرتك؟
وبقينا ننظر الى الخارج من النافذة
أجبت عن سؤال او اثنين وتجاهلت الباقي
كانت إشارات يديك تقول
لا جدوى من الدخول في كل هذا الحديث والأفضل من ذلك هو التزام الصمت
كنت
جالسا على مقعد آخر على مبعدة منك
أشرت بإصبعك أن أقترب فقمت
لأجلس بجانبك
وانا احتمى وراء ضجيج القطار وقلت
ليس لدينا طويل وقت نضيعه أذ يجب أن انزل في المحطة القادمة
وقلت ان امامى سفر طويل ونحن لن نلتقى ثانية
اريد ان اسمع من فمك جوابا على سؤال بقى معلقا كل هذا الزمان
قلت بلى سافعل وبقيت تنظرين الى السماء في الخارج
وسألتك : أيامنا تلك التي مضت هل انتهت فعلا جميعها الم يبقى منها بقية؟
بقيت صامتة لبرهة ثم قلت:
نجوم الليل جميعها تبقى في أعماق ضوء النهار
فقلت لك في هذا كفاية
ألان بوسعي العودة إلى الجانب الآخر
وفي المحطة الثانية
نزل الجميع وواصلت السفر أنت وحيدة