بدرالدين القاسمي
الحوار المتمدن-العدد: 5076 - 2016 / 2 / 16 - 19:48
المحور:
الادب والفن
نَرْسِيسُ يَفْنَى
نَرْسِيسُ يَعْبُرُ الزَّمَانْ
يَتِيهُ بَيْنَ أَسْوَارِ المَدِينَة
يَأْتِي مِنْ عَصْرٍ بَعِيدْ،
يَغْفُو فِي كِبْرِيَائِهِ القُدْسِيِّ
يَجْهَلُ نَفْسَهُ ،شَكْلَهُ وَأُمَّهُ
يُبْعَثُ نَبِيًّا ،يمتد في صلاته مِنْ جَدِيدْ،
يَتَنَفَّسُ الصَّبَاحُ مِنْ فَرَاغِ كَفَّيْهِ
نِسْوَةٌ يَحْسُدْنَهُ وَيَتَبَسَّمْنَ لَهُ،
يَبْحَثُ عَنْ حُبِّ امْرَأَةٍ فِي شَتَاتِهِنْ
يَبحثُ عَنْ وِدِهِنَّ فِي بَغْضِهِنْ
نَرْسِيسُ
تَذْبَلُ أَحْدَاقُهُ فِي مَطْلَعِ النَّهَارْ
يَمْتَدُّ وَجْهُهُ فِي المَاءْ
يَفْنَى فِي جَمَالِهْ
أَطْفَالٌ يَرْمُونَهُ حِجَارَةً
وَيَلُوذُّونَ بِالفِرَارْ
يَحْيَى فِي السَّرَابِ شَهِيدَا
يُبْعَثُ مَعَ السَّنَابِلِ كُلَّ رِبِيعٍ بِنِصْفِ وَجْهٍ
وَنِصْفَ عَيْنٍ مَفْقُوعَه، يُبْعَثُ وَلِيدَا
بِخُفٍ مُرَقَّعٍ،
يَعِيشُ فِي صُورَتِهِ
وَحِيدَا،
معزولًا،
مقتولَا،
منفيًّا،
مغشيًّا،
منسيًّا،
ملعونًا،
مشئومًا،
مكلومًا،
ملغومًا،
نَرْسِيسُ يَفْنَى مُبْتَسِمًا
كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ
اِنَّهُ يَفْنَى
كَالعُشْبِ
كَالحَوَامِلِ
كَالقَمْحِ
اِنَّهُ يَفْنَى كَمَا الوُجُودُ يَفْنَى
وكرار في 21 دجنبر 2014
#بدرالدين_القاسمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟