أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ساكري البشير - بمناسبة عيد حبهم: قصة فالنتاين!!















المزيد.....

بمناسبة عيد حبهم: قصة فالنتاين!!


ساكري البشير

الحوار المتمدن-العدد: 5074 - 2016 / 2 / 14 - 18:18
المحور: كتابات ساخرة
    


نظرة، فغمزة، فهمزة، فكلمة، فإبتسامة، فلقاء، فموعد، هكذا هي البداية التي تسرق النفوس التي تظن النقص داخلها، أو المحرومة من العاطفة الأمومية في مجتمع يُخيّل إليه أنه قاس عليه، ولن أتهاون هنا في قول أي شيء، لما يغيظني هذا الموضوع، ليس أن القلب يحمل من الكره ما لا يحمله قلبك أنت أيها القارئ من الحب، بالعكس، أعلم أنه سيتهويك هذا الموضوع من عنوانه لهذا أخاطبك، فأنا أحمل من الحب ما يجعلني شخصا عزيزاً عند من حولي، هذا لأنني أمنحهم هذا الحب في نطاق شرعي، وفقا لما يمليه عليّ ديني وعقيدتي، فلا أخجل أبدا من أن أملي عليك هذا الكلام، فالحب درجات ومراتب، وكل واحد يعلو الآخر، أو إن شئت قلت دركات، فكل واحد يندرج تحت الآخر.
يكون الحب الأعظم لله وحده، والحب الذي يليه حب الرسول، ثم حب الوالدين وكل من يقربنا، ولا يختلط إحداهما مع الآخر، فالحب ليس شيئا كائنا نشير إليه بأصبعنا، أو هو أمنية نتغنى بها في ليلة قمرية، بل هو ذلك الرابط والوصال الذي يؤهلنا لأن نكون حقا ذوو إنسانية تامة.
الحب ليس كما تتوقعه، ولا كما تقرأه بل هو رمز العبودية لله، ورمز الوفاء للرسول، ورمز الطفولة للوالدين، ورمز المودة للزوجة، ورمز المسؤولية للمجتمع، ورمز التواضع للنفس.
الحب ليس قصة، تدمع لها العيون ذات القلوب الرقيقة..
الحب ليس شعر أبو نواس ..
ترى! ماذا يكون الحب عند أتباع فالنتاين؟
لنتابع إذا مع بعض، حرف بحرف وكلمة بكلمة وجملو بجملة، حتى يتسنى لك فهم الموضوع بدقة متناهية، وهذا العيد الذي يسمى عيد " الحب " كما يسميه بعض عشاق اليوم من مسلمين وغير المسلمين المسلمين، اسمه الأصلي " عيد القديس فالنتاين " وحدده النصارى في اليوم الرابع عشر من شهر فيفري من العام الميلادي لعقيدة محددة ذكرت في تاريخ أعيادهم – المسيحية - وسأشير إليها بعد قليل نظرا لإختلاف الرؤى حولها.
وماكان لي القصد أصلا للتكلم عن هذا الموضوع، إلا أني وجدت فيه فائدة عظيمة لتنبي وتوعية شبابنا، لا لأجبرهم عن التخلي عن الحب من داخل أعماقهم، ولكن للتخلي عن ما لا يصلح لنا نحن كمسلمين، وذلك بأن لا نتشبه بمن هم لا ينتسبون لهذا الدين، ولو فعلنا يجب أن نراقبهم، هل فعلوا هم يوما أن إحتفلوا بعيد من أعيادنا الدينية؟ لا والله.
وبالتالي وجب علي كمسلم وكمواطن عربي في قطر عربي إسلامي ومسيحي أن أشير إلى هذا الموضوع، وأن يعرفوا شبابنا حقيقة هذا العيد، وأن يدركوا أن هذا العيد الذي يسمى عيد الحب، عيد ديني مسيحي له ارتباط وثيق بعقيدة النصارى وبوثنية الرومان والنصارى، متخبطون في نسبته وفي بدايته هل هو من إرثهم أم أنه من إرث الرومان الذين كان لهم من الاله ما يشتهون؟؛ فالرومان قد جعلوا بزعمهم للحب إله، وللنور إله، وللظلام إله، وللنبات إله، و للمطر إله، وللبحار إله، وللنهار إله، وهكذا .دواليك، كل شيء له إله يحكمه.
هذه الظاهرة التي نود الخوض في غمارها وكبح جماحها لا تخصنا نحن المسلمين فقط، ففي إعتقادي حتى المسيحيين يجب أن يحاربون هذه الظاهرة لأنهم لا تخصهم وتفضح خفايا عجز القساوسة على كبح أنفسهم، ومنع رغباتهم من حب النساء، والزواج، والجميع يعرف أن البابوات والقساوسة لا يتزوجون، وقصة القديس "فالنتاين" تذكرهم بصورة سوداء من تاريخ الكنيسة، وفساد القساوسة مازال مستمرا لهذا اليوم لأنهم لا يزالون يغطون نصوص صريحة بحجاب العمى، ووقفتي ليس لمناصرتهم ولكن لكشف اللبس والغموض، ولعلّي سأستدل هنا ببعض من نصوصنا ونصوصهم المقدسة.
قال تعالى: " ولا تتبدلوا الخبيث بالطيّب" – سورة النساء: 2
قال تعالى: " لِكُلٍّ جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً" – سورة المائة: 48
عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خالفوا المشركين، وفروا اللَّحى، وأحفوا الشوارب" رواه البخاري في صحيحه، حديث رقْم (5892)؛ باب تقليم الأظفار، ورواه مسلم في صحيحه، حديث رقم (259) باب خِصال الفِطرة.
ففي رسالة بطرس الرسول الثانية 2: 1 قال : ((سَيَكُونُ فِيكُمْ أَيْضًا مُعَلِّمُونَ كَذَبَةٌ، الَّذِينَ يَدُسُّونَ بِدَعَ هَلاَكٍ)).

وفي رسالة بولس إلى غلاطية 5 : 20 قال : ((زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ ((بِدْعَةٌ)) حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ)) فعد بولس البدعة من ضمن هذه الموبقات وجعلها مانعة من نيل رضا الرب والدخول إلى ملكوته .
أحد هذه البدع التي بدأت تتسرب أيضا إلى الأمم الأخرى التي ليس لها علاقة بالمسيحية اطلاقا هي بدعة ((عيد الحب أو عيد فالنتاين)) الذي يمر هذه الأيام والعجيب أن المسلمين من دون سائر الأمم يحتفلون به بشكل غريب ولا أدري السبب الذي يُسارع فيه المسلمون إلى تبني مثل هذه الأعياد التي لم تعترف بها الكثير من المذاهب المسيحية نفسها وتعدها من البدع الشيطانية.
هل تريد أن تعرف حقا قصة هذا العيد؟
تتلخص هذه الأسطورة في أن الرومان كانوا أيام وثنيتهم يحتفلون بعيد يدعى (عيد لوبركيليا) وهو العيد الوثني المذكور في الأسطورة السابقة، وكانوا يقدمون فيه القرابين لمعبوداتهم، ويعتقدون أن هذه الأوثان تحميهم من السوء، وتحمي مراعيهم من الذئاب، وفي تلك الآونة كان الدين النصراني في بداية نشأته، حينها كان يحكم الإمبراطورية الرومانية الإمبراطور كلايديس الثاني، الذي حرم الزواج على الجنود حتى لا يشغلهم عن خوض الحروب، لكن القديس (فالنتاين) تصدى لهذا الحكم، وكان يتم عقود الزواج سراً، ولكن سرعان ما افتضح أمره وحكم عليه بالإعدام، وفي سجنه وقع في حب ابنة السجان ، وكان هذا سراً حيث يحرم على القساوسة والرهبان في شريعة النصارى الزواج وتكوين العلاقات العاطفية، وإنما شفع له لدى النصارى ثباته على النصرانية حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفو عنه على أن يترك النصرانية ليعبد آلهة الرومان ويكون لديه من المقربين ويجعله صهراً له، إلا أن "فالنتاين" رفض هذا العرض وآثر النصرانية فنفذ فيه حكم الإعدام يوم 14 فيفري عام 270 ميلادي ليلة 15 فيفري عيد "لوبركيليا"، ومن يومها أطلق عليه لقب "قديس".
ولهذا العيد عدة مسميات يمكن حجزها في الأسماء التالية: " عيد القديس فالانتاين، عيد العشــــاق، عيد الحبيبــة، عيد الورود الحمراء، عيد القلوب الحمراء، عيد الهدايا الحمراء".
وفي بلادنا العربية يتشبه الكثير من المراهقين والشباب وفيهم من هم كبار، يتزينون بملابس حمراء اللون، ويتبادلون الورود الحمراء، والقبلات النرجسية، أو تبادل بطاقات التهاني وفيها صورة طفل وله جناحان، يحمل بين يديه قوسا ونشابا، هذا القوس والنشاب يرمز إلى إله الحب عند الرومان الوثنيين، دون علمهم بأنهم يتبادلون معها كذب زائف، وحب زائف، وخدع قد عفى عنها الزمن، ولكن أبت النفوس الفاسدة أن تنصلح، وأن تراعي حولها لترى حقيقة عاداته وتقاليده نسبة للمجتمع الذي يعيش وسطه.
هل فهمت الموضوع؟
بعدما عرفنا القصة الكاملة لأسطورة كُتب لها أن تعيش ليومنا هذا، وأن تفرض نفسها بقوة على جيل الشباب، يجب أن نعرف من المخطئ هنا: هل المسيحيين؟ أم المسلمين؟
ضحكت لتفاهات بعض مشايخنا لأنهم يقولون بأن هذا العيد يخص المسيحيين، وضحكت على تفاهات القساوسة الذين ينشرون هذا العيد بين أتباع هذا الدين دون علمهم بأنه لا يخصهم هم أيضا، فكلانا لا نبحث عن الحل لهذه الظاهرة، بل نتلاعب بالشعوب المسكينة لكي يكره المسلم المسيحي لأنهم يحتفلون بعيد محرم عندهم، ويكره المسيحي المسلم لأنه لا يحترم عيدهم، وكلاهما مخطئ، فكل ما في الأمر أن هناك أشخاص لا هم مسلمين حقيقيين ولا هم مسيحيين حقيقيين، يريدون الإيقاع بهم في مستنقع فالنتاين، أليس هذا الكره هو وليد الحروب؟
سأترك هذا السؤال لتيجيبوا عليه بأنفسكم إن أردتم تكملة البحث عن هذه القضية، من هو الفاعل الحقيقي؟



#ساكري_البشير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف والمفكر...غموض المفهوم (2)
- المثقف والمفكر...غموض المفهوم (1)
- مقتطف من كتاب -المفكر والمثقف- بعنوان: بروز السكولاستيكية وإ ...
- مقتطف من كتاب: -المفكر والمثقف- - المسيحية بين مشكلة العقل و ...
- مقتطف من كتاب: -المفكر والمثقف- - بوادر ظهور أزمة العقل الغر ...
- الكاتب الناجح..والكتابة!
- صغ معدني بالعلوم
- رثاء الحبيب
- أنا والأمل والقلم
- ذكريات حزين
- جهل وغباء!!
- أزمة السؤولية والوعي الذاتي!!
- المغرب العربي..من العنف إلى الجريمة!!
- يا صاح...هذا أنا!!!
- أنا وهي...القلم والكلمة!!!
- معادلة: الحب والجنون والمنطق
- يا صاح...دمرنا!!!
- النزاع في ليبيا...بين فشل الدولة وغموض المستقبل
- هموم فتاة
- رسالتين: الأولى للسيد فلاديمير بوتين..والثانية للعرب !!


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ساكري البشير - بمناسبة عيد حبهم: قصة فالنتاين!!