أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام جوهر - المفكر اياد جمال الدين جسر بين الديني و الدنيوي














المزيد.....

المفكر اياد جمال الدين جسر بين الديني و الدنيوي


وسام جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 13 - 16:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السويد 13‏/2‏/2016
عندما نتكلم عن ثقافة الشعوب و المجتمعات انما نعني بها مجمل القيم الانسانية لدى هذه الشعوب و المجتمعات البشرية و المتجسدة في ممارسات هذه الشعوب المتنوعة في كافة مناحي الحياة الاجتماعية و السياسية و الفنية و غير ذلك.
منذ ان وجد الوعي لدى الكائن الحي على شكل انسان وجد الدين و السياسة بشكل او باخر. لكي لا نحد عن موضوع اليوم دعونا نركز على الوضع السائد في الشرق الاوسط هذه الايام، و العراق نموذجا.
لاول مرة منذ سقوط نظام البعث في العراق في التاسع من نيسان 2003 بدء العقل العراقي وبجدية خطيرة يتحسس ماساة النهج السياسي الخاطيء الذي حل بديلا للنظام السياسي الراحل، دون ان يفهم بان النظام السابق مفقود بل كان رحيله واجب لا مفر منه. لا شك ان النموذج السياسي الديني المذهبي و حتى القومي وصل في العراق الى طريق مسدود وهو على شفير الهاوية. هنا برزت مشكلة كبيرة امام الباحثين عن بديل يقود الشعب المسكين الى بر الامان و شواطيء الانسانية حيث الانسان المعاصر يعيش نموذجا يحقق للانسان قدرا مقبولا من قيمته الانسانية في مجمل حقوقه و استحقاقاته كمواطن.
و الحالة هذه ليس امام المفكرين و السياسيين الكثير من الخيارات بعد ان بات مسالة ترقيع المرقع شبه مستحيلة. ليس غريبا ان تطرح العلمانية نموذجا لبناء دولة الانسان المواطن و ليس دولة الفئة و الطائفة. من اهم تحديات نموذج العلمانية هو انها تثير و دون وجه حق لدى عامة الناس فكرة الالحاد و عداوة الدين ...و ليس هناك اكثر خطاء من هذا الادعاء. العلمانية غير الالحاد، فالعلمانية رؤيا لبناء دولة العدالة و المساواة على اساس المواطنة و ليس الدين و المذهب و لا حتى القومية، من خلال فصل الدين عن الدولة مع مسؤولية الدولة العلمانية في حرية الدين و العقيدة الى جانب كافة الحريات الاخرى. اما الالحاد فهي مسالة تتعلق بالعقيدة و الملحد لا يؤمن بالله الخالق على الاقل الله الخالق الديني ... بينما العلمانية كما اسلفنا لا تتطرق الى العقيدة طرا بمعنى ان العلمانية تعنى بالشؤون الدنيوية لا الدينية.
السؤال الاهم من المهم ها هنا: كيف نوفق بين الدولة المدنية و حق المواطن في حقوقه فيما يخص حرية العقيدة و ممارسة شعائرها الدينية؟
المفكر العراقي اياد جمال الدين فيما يطرحه من افكار ورؤى هذه الايام بهذا الاتجاه يجسد و بشكل رائع هذا التوفيق. الرجل يقول انه مسلم و لكنه ليس اسلامي ... و طبعا شتان بين هذا وذاك ... فاما كونه مسلم فانه رجل مؤمن بعقيدة الاسلام ويؤدي شعائرها في الصوم والصلاة و الحج و الزكاة ... بمعنى انه ليس ملحدا. واما كونه لا اسلاميا فالذي يعنيه الرجل انه علماني (لايؤمن بالاسلام السياسي) ... نعم علماني وهنا يكمن جمال فكر السيد اياد جمال الدين لانه يجسد امكانية التوفيق بين ان تكونا انسانا مؤمنا بالله و بعقيدتك الدينية و بين ان تكونا سياسيا مؤمنا بالعلمانية كافضل رؤية لبناء الدولة المدنية التي تعني بالشؤون الدنيوية و ليس فقط لا تعادي الدين فحسب بل تضمن حق مؤمنيه في تبنيه و ممارسة شعائره الا ما كان منه في الضد من حقوق لوائح الانسان العالمية.
هنا يصبح كل كلام من نوع "علماني معمم ..!" من باب السخرية او الجهل لا معنى له لان العلمانية فكر ليس له علاقة بزي الانسان. فكما ان للطبيب او المحامي او العامل الحق في ان يكون سياسيا دون ان يثير ذلك تسائلا او استغرابا، يجب ان يحق لرجل معمم او انسان مؤمن بعقيدة دينية الحق الكامل في ممارسة السياسة بشروط السياسة طبعا لا الدين المعين. هذا ما يفهمه السيد اياد جمال الدين خير فهم و يريد ان يكون مثالا تطبيقيا على ارض الواقع وبذلك يعزز حقيقة العلمانية التي لاتحرم اي انسان من حق ممارسة السياسة ولا تحارب العقيدة عندما تبقى شئنا روحيا بين الانسان الفرد و الله من خلال دينه.
لقد نجح الاسلاميون الى حد كبير طيلة الازمنة الماضية في التشويش على فكر الانسان بخلطهم لاوراق العلمانية مع الالحادية ...لكن الامور بدأت تتغير الان في زمن الانترنيت و في زمن بروز شخصيات مفكرة من وزن السيد جمال الدين و السيد المفكر العراقي احمد حسن القبانجي ... كيف لا و العراق مهد الفكر الانساني وحضاراته الاولى ففي العراق ولدت الكثير من الافكار الدينية و الصوفية و الفلسفية والعلمية فلا نستغرب ان ياخذ النموذج العلماني شرارته من عراق الفكر والحضارات وصولا الى التعايش الايجابي بين الديني و الدنيوي و جسورا من نوع السيد اياد جمال الدين والسيد احمد القبانجي تستحق كل التقدير والاحترام ومن على هذه الجسور وحدها يمر طريق المستقبل الواعد.



#وسام_جوهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رسالة عادل مراد الى شعب كوردستان
- تعقيب على : التصيّد بالمياه العكرة مهنة الصيادين الفاشلين ن ...
- السيد مسعود البارزاني و استفتاء الاستقلال ...!
- كنت خير رؤية اخرجت للناس ... تامرين بالتعددية
- العلمانية خير رؤية لبناء الدولة
- بئس التسيس في الدين و التدين في السياسة
- نادية مراد ... شاهد على العصر
- دعاء يزيدي...!!!
- الاحتلال الامريكي للعراق من السلاح النووي الى النصر
- القومية الايزيدية ...حق مشروع
- مات صدام ...هل سيعيش العراق؟


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام جوهر - المفكر اياد جمال الدين جسر بين الديني و الدنيوي