أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمود العكري - - نسيان - .. 2














المزيد.....

- نسيان - .. 2


محمود العكري

الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 13 - 15:24
المحور: سيرة ذاتية
    


إن الخوف الذي يباغتك، وليس الخوف الذي يعرفه الكله، بل خوف من درجة كبيرة تضاف عليه قيمة " زائد " فيغدو خوفا مرضيا، خوفا من حدوث أشياء في الحقيقة هي لن تحدث، خوف من أنك ستموت الآن رغم أن الآن قد فات عليه الأوان ولم تمت.
هكذا تغدو كائنا أنانيا جدا، لا تفكر إلا في أن تكون، أن تستمر في اللعبة التي تحبها، أن توجد رفقة الحياة وفقط، وفي هذا الطريق لا يهم مدى إمكانية وجود الآخر من غيرها، لا يهم حتى سؤال: ما المهم؟ لأن المهم هو أن تعود دقات قلبك لنبضاتها العادية وأن تستطيع الوقوف من جديد، المهم هو أن يذهب السؤال الملعون من جمجمتك القذرة.
لقد تغذيت كفاية من ينبوع الألم حتى كونت مفهوما جديدا للأنانية يتمثل بالأساس في خوفك وهلعك، حين تكون خائف أنت لا تفكر في شيء غير زوال ذلك الخوف، فقط حين تكون خائفا تصير بالفعل أنانيا، لأن الأنا وحدها من تتطاير في الهواء..
وبغتة يداهمك المقربون منك، الذين ساعدتهم يوما، في محاولة منهم لمعرفة ما الذي وقع للغريب، ما الذي تغير من ذلك الكائن القوي الذي لا يخشى إلى هذا الإنسان الضعيف الخائف.
إن التغيير الذي تتحصل عليه يكون باديا أولا عند أقربائك، عند من يعيشون رفقتك كل يوم، ولأن المحمود ليس محمودا إلا والكتاب في يده، فقد كانت قولة الأب وهو في قمة الغضب لما آل إليه الحال وتأزم الوضعية النفسية للابن الصغير الطموح: يا بني دع عنك الكتب وعش حياتك، هناك فتيات ينتظرنك، هناك حياة تنتظرك، هناك خارج مثير جدا يا بني، لم لا تنسى كل ما تعلمت لتبدأ حياة جديدة وفق غريزتك، إننا في الأخير بشر لا غير.
كنت أكتفي بالقول: معك حق يا أبي، سأرى، سأفعل، الخير في ما اختاره الله.. وفي قرارة نفسي أدري جيدا أنني لست القائل، إنها فقط مقدمة لتبسيط الوضع.
وفجأة تباغتني الأم وهي من شدة الخوف على ابنها المدلل لا تعلم ماذا تقول حتى: محمود، كفاك تدخينا، محمود زر طبيبا، محمود إننا نحبك ولن نعيش بدونك، قل لنا ما بك يا بني، ما الذي أصابك يا صغيري؟ لم تكن هكذا فيما مضى، لم غادرت الضحكة وجهك، لما انتحرت كلماتك التحفيزية، لم وألف لم يا بني؟؟
أضطر لقول جملتي الصغيرة التي قد تطمأن الأم على حال ابنها: أنا بخير أماه، أتعلمين أنك أجمل هدية بالنسبة لي، هيا عانقني ودعنا نضحك، كنت أفعلها وفي عينيّ بكاء يأبى الخروج.
ليأتي الدور على أخي الصغير الذي صار ممرضا، وكم فرحت له بهذه المهنة، فيقول: أخي لا شيء بك، أنت بخير وعليك أن تؤمن بهذا، إيمانك بالأمور هو الوحيد الذي له القدرة على مساعدتك، وما دمت تدعي المرض فأنت حتما ستكون طعما لما تدعيه.. كنت أجد في كلمات أخي نوعا من المنطق، نوعا من التعقل، نوعا من التشخيص المرضي لمرضي، ونوعا من الحقيقة التي أحتاج للإيمان بها، لكنني أعود القهقرى للسؤال من جديد: وما أدرى أخي بحالي؟ ماذا لو كان يكذب؟ فأقول له: أنت لا تحس بما في داخلي، أنت لا تشعر بالألم الذي أحيا على أوتاره يا أخي.



#محمود_العكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - نسيان - .. 3
- - نسيان - .. 4
- توقف هنيهة!
- مريض نفساني
- حكم مستبد
- مهزلة
- هوية على المحك
- نيتشه وحكمة الإغريق الأولى.. 3
- نيتشه وحكمة الإغريق الأولى.. 2
- نيتشه وحكمة الإغريق الأولى


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمود العكري - - نسيان - .. 2