أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مجدى عبدالهادى - عن التقارب الأخير بين الحكومة و الاخوان















المزيد.....

عن التقارب الأخير بين الحكومة و الاخوان


محمد مجدى عبدالهادى

الحوار المتمدن-العدد: 1378 - 2005 / 11 / 14 - 08:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعد هناك مجالا للشك فى عقد صفقة جديدة بين الحكومة و الاخوان المسلمين ، فالمظاهر التى عايناها فى الشارع المصرى و الجامعات ، و نتائج الانتخابات البرلمانية ، و اخيرا ما سمعناه من تصريحات لبعض قيادات الاخوان (عصام العريان مثلا )كلها مظاهر تؤكد لنا صحة هذا الاستنتاج
فالنظام الحاكم فى ظل ازمته ، اندفع الى احضان الاخوان محاولا ارضائهم و اكتسابهم الى صفه من ناحية و عزل حركات التغيير و الاحزاب المعارضة من ناحية اخرى ، متبعا فى هذا اسلوب شق الصفوف ، باستغلال التناقضات الداخلية من جهة ، و انتهازية بعض التيارات من جهة اخرى
و هو هنا استغل انتهازية الاخوان المسلمين ، فأعطاهم مساحة اوسع للحركة سمحت لهم بممارسة نشاطهم بصورة علنية ، اى بصفتهم الاخوان المسلمين ، بعد ان كانوا يختبئون خلف واجهات متعددة كأسم التيار الاسلامى او شعار الاسلام هو الحل
كذلك تشير النتائج الاولية للأنتخابات البرلمانية الى توجه حكومى لاعطاء الاخوان عددا اكبر من المقاعد فى البرلمان فى اطار الصفقة المعقودة بينهما ، و انطلاقا من رغبة النظام فى تحييد الاخوان و اكتسابهم الى صفه ، و عزل الاحزاب و الحركات الاخرى و تصفية اى تأثير ممكن لها ، و يتضح هذا على صعيد الانتخابات البرلمانية ، فلم ينجح لها و لو مرشح واحد حتى هذه اللحظة ، بما فيهم العناصر التى لا يشك احد فى شعبيتها ، مثل ايمن نور اهم مرشحى رئاسة الجمهورية ، الذى سقط فى الانتخابات البرلمانية من اول جولة!
و لا شك فى ان هذا التوجه من قبل النظام يكشف حقيقة الوضع السياسى ، و حقيقة نظرته للقوى السياسية المعارضة ،و التى تسمى معارضة ! ، كذلك توازنات القوى التى نرى انها بذاتها جزء من لعبة اكبر يلعبها النظام للحفاظ على وجوده ، و ابقاء الوضع على ماهو عليه
فالوضع السياسى و توازنات القوى تؤكد القوة الكاسحة و الشعبية الكبيرة لجماعة الاخوان المسلمين -دون التطرق لأسباب هذا الوضع و الخلفية التاريخية له - او ان شئت الدقة ما يسمى بالبديل السياسى الاسلامى الذى يدعى الاخوان تمثيله ، و ليس ادل على صحة هذا من ذلك السباق بين حركات التغيير من جهة ، و الحكومة من جهة اخرى ؛ لاكتسابهم الى صفوفها
و بالطبع فانه فى سباق كهذا ، تنتصر الحكومة حتما ،طالما اخذنا انتهازية الاخوان بالاعتبار ، و طالما لم ننخدع بادعاءات المعارضة الاخوانية
كذلك فان نظرة النظام الى القوى السياسية المختلفة و الوضع السياسى بمجمله سواء السائد او المرجو ،هى سبب و نتيجة لوفاقه مع الاخوان ، فالسبب هو ان النظام لا يرى تهديدا حقيقيا فى جماعة الاخوان المسلمين ، التى يرى و يفهم حقيقة المصالح المشتركة بينه و بينها ، و كذلك حدود مطامحها ، فى هذه المرحلة على الاقل ،هذا من ناحية ، و من ناحية اخرى، فهو يرى -و لانأبه بمدى صحة رؤيته - ان بديلا اسلاميا سيكون مرفوضا فى الغالب من الولايات المتحدة الامريكية ، رغم اعلانها قبول وصول اسلاميين معتدلين الى الحكم
اما النتيجة فتتمثل بالاساس فى الوضع الذى يريد النظام سيادته ، وذلك من خلال سعيه لاكتساب الجماعة الى صفه ، بل و رعايتها و دعمها اذا لزم الامر -فى الحقيقة و بغض النظر عن المظاهر-لعزل و اضعاف الاحزاب المعارضة و حركات التغيير التى اصبحت تشكل تهديدا حقيقيا للنظام بمطامحها و بما بدات تكتسب من تعاطف فى الشارع المصرى
فالوضع السياسى الراهن ، بتوازناته السياسية ،هو بذاته غاية المراد من رب العباد ،من وجهة نظر النظام ، فما دامت طموحات الجماعة فى الحدود التى يقبلها ، و ما دامت تساهم فى عزل و اضعاف المعارضة الحقيقية ، الاصلاحية منها و الثورية ،فانه لا بأس ، بل ربما كان المطلوب بالذات هو الحفاظ على قوة هذه الجماعة ، بحيث لاترى الجماهير غيرها فى الشارع السياسى ، فتندفع قطاعاتها الساخطة خلف الجماعة ؛ ليتم احتوائها ، فى ذات الوقت الذى تضعف فيه القوى الاخرى ، وتنعزل اكثر فأكثر عن الجماهير ، فيتمكن النظام من دمجها فى منظومته ، و وضعها فى الموضع الذى يريده لها
و هكذا فالوضع الذى يريده النظام هو ذاته الوضع السائد ، حيث تسود الشارع السياسى جماعة ثيوقراطية معادية للنظام المدنى تحظى بقبول بعض القطاعات و بنظرة الشك من قطاعات اخرى ،مرفوضة نوعا من اسياده الامريكان ، و لا تعادى النظام معاداة حقيقية ، بل تتوافق معه فى مواجهة القوى المعارضة من معسكر الديموقراطية ، التى يتم عزلها و اضعافها باستمرار ؛ فيسهل على النظام احتوائها فى اطار زينته الديموقراطية
و بالسياسات الاخيرة للنظام ، تتضح لنا رغبته فى اعادة انتاج هذا الوضع و تكريسه ، هذا الوضع الذى انشأه بسياساته السابقة ، و يعمل الان على ابقاؤه فى ظل الظروف الجديدة
و لا شك ان هذا الوضع بذاته ، مع ما يحمله من مخاطر و تحديات لحركة التغيير فى مصر ، فانه يحمل لها فرصا اكيدة ، يجب عليها اقتناصها ، مهما كانت المصاعب و المشكلات
فهذا الوضع و ان كان يضعف حركة التغيير ، و يخصم من قوتها ، و يضيف الى قوة النظام ، واضعا اياها فى مواجهة قوى هائلة سلطوية و شعبية ، الا انه ايضا يعطيها فرصة القيادة المتفردة للجماهير الساخطة التى لن تجد فى الاخوان ما تطلبه فى معركة التغيير ، التى ستكشف المعدن الحقيقى لجماعة الاخوان امام الجماهير ، و ذلك بما يخصم من قوة هذه الجماعة ، و يضعف من تأثيرها ، مضيفا الى قوة حر كة التغيير فى مصر ، حيث سيكسب الشارع من يبحث عنه ، و سيعاقب بالسقوط من يقف فى صف اعداء الشعب
و هذا لن يتم ، الا اذا رفعت حركة التغيير من سقف مطالبها و وتيرة حركتها فى مواجهة النظام ، ومعه جماعة الاخوان ، بحيث تنكشف حدود كل قوة على حقيقتها ، و مدى استعدادها للوقوف فى صف الجماهير ، و بحيث يبنى معسكر الديموقراطية قواه من جديد فى مواجهة الاوليجاركية الحاكمة من جهة ، و الثيوقراطية المتحالفة معها من جهة اخرى ، فالحلقة المفرغة التى انشأها تشابك مصالحهما ، و التى تنتج و تعيد انتاج الوضع القائم ، تحتاج الى دفعة قوية لكسرها و تحويل اتجاهها ، بما ينتج وضعا جديدا يخدم وطننا و يدعم تقدمه
فالدفعة القوية -لكسر الحلقة المفرغة للاستبداد و الثيوقراطية- هى ما يجب ان تتبناه حركة التغيير كاستراتيجية ،لبتاء وطننا الديموقراطى الحر ، على طريق الحرية و التقدم لشعبنا الحر الأبى



#محمد_مجدى_عبدالهادى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسطورة الحزب الاشتراكى العام
- الديموقراطية التى تريدها اميركا
- الاصلاح السياسى:ضرورته،ممكناته،مخاطره


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مجدى عبدالهادى - عن التقارب الأخير بين الحكومة و الاخوان