أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نورالدين هميسي - المؤسسة، التديّن والرومنسية- ج1














المزيد.....

المؤسسة، التديّن والرومنسية- ج1


نورالدين هميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 12 - 19:50
المحور: الصحافة والاعلام
    


"الأسواق هي التي تبعث الحياة في المؤسسات، وليس العكس.."
برنار ميتر.

يبدو إدراج مهارات العلاقات العامة في خانة العلوم السياسية وإدارة الأعمال أقرب للمنطق من إدراجها في حقل الإعلام، فعمل رجل العلاقات العامة لا يكاد يشبه في شيء عمل الصحفي إذا استثنينا بعض الحالات مثل الخفقان the spin. ما وصلت إليه مهارات العلاقات العامة بوصفها براكسيس يصعب تنظيره إلا إذا لجأنا إلى بعض خلفيات علم نفس الحروب، ما وصلت إليه هذه المهارات جدير بالتمعن، فثمة الكثير ممّا لا نعرفه عن هذا النشاط.
تعوّد أغلب من يتحدثون عن العلاقات العامة في المنطقة العربية، كباحثين أو كممارسين، على اجترار نفس المبادئ والمفاهيم المشبعة بأبعاد أخلاقية قد يكون من الضروري إعادة مراجعتها، فالعلاقات العامة لم تعد تبحث عن التفاهم والثقة والتقبل فقط، بل أصبحت تسبح في فضاء الدعاية والنصب والاحتيال، لذلك قلنا بأن إدراجها الصحيح يكون في خانة إدارة الأعمال أو السياسة بوصفهما نشاطان متجردان تماما من أي مرجعية أخلاقية.
هكذا يمكن فهم نشاط العلاقات العامة على نحو أفضل، فالمفاهيم الكلاسيكية تبدو غريبة حتى عن السياق الذي أنتجها، سياق ميزته حروب اقتصادية وسياسية طاحنة مليئة بالفضائح والدسائس، ومعارك شرسة بين المؤسسات وأرباب المال الكبار في أمريكا، ثم فجأة يظهر نشاط غريب في هذه الدربكة ويدعي بأنه يسعى لتحقيق التفاهم والثقة، ولكن هذا النشاط سرعان ما يعلن صراحة بأن التفاهم والثقة هما رأس مال إضافي للمؤسسة، وبأن عائدهما بالنسبة للمشروع إستراتيجي وسيظهر في المدى البعيد.
عودتنا تقاليد إدارة الأعمال والسياسة كنشاطين متجردين من الأخلاق على أن الفعل غائي téléologique، وبأن الغايات قد تتعارض مع القيم، وهو نفس القانون الذي احترمته ممارسة العلاقات العامة، فحتى عندما تدعي المؤسسة بأنها طيبة وتسعى للمودة والمساعدة والتقرّب، فهي تفعل ذلك لتحقيق غاية دفينة، وهنا يقع التعارض مع الأنساق القيمية الكبرى: الدين في المقام الأول، والحب في مقام ثان. العلاقات العامة ترسم صورتين للمؤسسة: إمّا رجل متدين، وإما عاشق ولهان.
يمكن أن نفهم التعارض مع الدين من خلال ممارسة العمل الخيري. أصبحت المؤسسات تلجأ إلى العمل الخيري لتقوّم صورتها السوداء التي أفرزتها الليبرالية المتوحشة، فتعظيم الربح ليس مسألة أخلاقية البتة، ولو تطلب الأمر في سبيل ذلك الغش والاحتيال والنصب والكثير من التصرفات اللاأخلاقية التي يحفل بها تاريخ الاقتصاد الجزئي والكلي. هكذا أصبحت الكثير من المؤسسات تتباهى بأعمالها الخيرية فقط لتبعد عن نفسها شبهات الانحراف. المشكلة أن أكثر المؤسسات نشاطا في مجال العلاقات العامة هي أكثرها عرضة للانحراف، وبالتالي فإن مجاهرتها بالعمل الخيري هي في ميزان الدين أقرب للنفاق والرياء.
هناك اعتراف ضمني بفشل الخطابات الأخلاقية التي غزت علم إدارة الأعمال، إن كان هذا علما أصلا، وهذه الخطابات أغلبها يتحدث بلغة المستقبل القادم وصيغة الوجوب عن سلوكات أخلاقية قد يكون ضروريا للمؤسسات انتهاجها من أجل الحفاظ على فرصها في الاستمرار. من هذه الخطابات نموذج أصحاب المصالح، وهو عبارة عن تصور يرى بأن المؤسسة يجب أن تتعلم كيف تتقاسم المصلحة مع بقية الأطراف التي ترتبط بنشاطها كي لا تقع في مطب الكراهية والابتذال تماما مثلما تحذرنا الديانات عن ممارسات الجشع والنهب والسرقة والتفقير... إلخ
أما مسألة التعارض مع الحب فهي أكثر تعقيدا. الحب علاقة تضحية بالأساس، يحاول فيها كل طرف أن يتنازل قدر الإمكان إرضاء للطرف الآخر، وبشيء من الرومنسية فإن الحب هو نفي للذات وإيثار للآخر وتقديس له un altruisme. لكن هل بإمكان المؤسسة أن تكون محبة مثلما يدّعي نشاط العلاقات العامة؟ وهل الحديث عن وفاء الزبون la loyauté يوجد ما يكافئه عن وفاء المؤسسة. على كل حال المسألة معقدة جدا وتمس جوهر مفهوم المؤسسة.. للحديث بقية...



#نورالدين_هميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الغوغائية، أو استحالة العمومية.. مقدمة لليأس من خصوبة الر ...
- هل الأخبار مجرد آراء؟.. الريموت كونترول تجيب
- عن التابلويد كنظرية tabloidization theory
- استفسارات أولية حول النجوم
- أخلاقيات الإعلام.. خطاب بائس
- الإعلام بما هو مغامرة غير أكيدة
- أزمة في صناعة الشيطان
- السلاح في حدود مجرّد التواصل..
- كل المبررات لكي لا تكون صحفيا
- بين النظرية والموضة.. عن الموضوعية، الذاتية والنرجسية
- حول التنظير في حقل الإعلام ومجازفاته


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نورالدين هميسي - المؤسسة، التديّن والرومنسية- ج1