غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 5072 - 2016 / 2 / 11 - 13:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هـيـجـان الإعـلام الـغـربـي...
وتذكروا Giulio Regeni...
أنا لا أفهم " هـيـجـان " الإعلام الغربي ضد تحرير مدينة حلب, والتي كانت تسيطر عليها داعش وجبهة النصرة, وحلفائهما وحاضناتهما. ولا أفهم دوافع هذا الإعلام " الإنساني " الذي تسيطر عليه مؤسسات وشخصيات رأسمالية صهيونية معروفة, والتي لم تتأثر على الإطلاق خلال السنوات الماضية, بكل مآسي الشعب السوري ونكباته... واليوم تتباكى على ما يحدث على الحدود التركية.. دون أن تنوه أي شيء.. عن أية مصداقية من مناورات ومؤامرات ومتاجرات السلطات الأردوغانية بملايين اللاجئين السوريين.. والتي كانت وما زالت المسبب والمحرض المباشر لمأساتهم وهجراتهم.. وما من أحد يجهل دورها بفتح جميع أبوابها ونوافذها وحدودها وسراديبها, لجميع الجحافل الإسلاموية الإرهابية.. للتسلل والدخول إلى سوريا, ومحاربة أهلها وقواتها وجيشها.. بعد أن فككت جميع مؤسساتها الصناعية والانتاجية وسرقتها.. بعمى كامل من نفس هذا الإعلام الغربي الذي يدق على صدره متباكيا نادبا.. على الحدود السورية التركية.. والتي كانت وما تزال من أكبر أوكار الدبابير الإرهابية.. والتي تصرح جميع السلطات الغربية.. وسيدتها ماما أمريكا.. أنها "ســوف تحاربها"... ولم نسمع لهذا الإعلام المرتبط بالصهيونية والعولمة العالمية, أي صوت لما فعلته هذه الجحافل الإسلاموية الإرهابية, بكل من العراق وسوريا بالطوائف المسيحية وألأيزيدية من مجازر وسبي وبيع رخيص بأسواق نخاستها.. ولم تتحرك محاكمهم ضد هذه الجرائم المنافية لأبسط حقوق الإنسان.. وكل ما سببت من تفجير وتهجير!!!...
واليوم تريد سوريا وشعبها استعادة أرضهم ووطنهم وتنظيف بلدهم من هذه الجحافل البربرية.. فتصرخ أمريكا, ويصرخ خصيانها من عرب وأوروبيين.. مدافعين عن هذه الجحافل الإسلاموية.. والتي هي نفسها التي تهدد أوروبا, دولة بعد دولة.. والتي ضربت فرنسا بقلب عاصمتها.. وقتلت بليلة واحدة مائة وثلاثين نفسا بريئة.. وجرحت وعطلت أكثر من ثلاثمئة ضحية أخرى.. وكان القتلة شبابا من أبنائها.. أعلنوا ولاءهم للخلافة الإسلامية بالعراق وسوريا...
إذن أين الصواب والحكمة.. بهذه السياسة العرجاء.. لها قناع صالح بإفريقيا.. وقناع آخر بسوريا... هل هناك من يفهم هذه السياسة العرجاء؟؟؟... هل هي المتاجرات مع السعودية وقطر التي تضطر الحكومات الغربية على هذا الانحراف وهذا الاعوجاج السياسي الغريب.. أم أنها ما زالت تنفذ سياسة التقسيم السياسي الخاطئ الأمريكي ــ الصهيوني للمنطقة.. والذي تظهر بوادره من وقت لآخر بالتشنجات العلاقاتية الأمريكية ــ الروسية.. من مد وجزر وبغض ومحبة.. ومتاجرات ومفاوضات بينهما.. على تقاسم كعكة العولمة العالمية.. والتي دفعت ســـوريـا ثمنها الغالي على أرضها وضحاياها ومهجريها, خلال هذه السنوات الخمس الماضية.. ولم تـنـتـه بعد. ومـا من أحد يعرف اليوم متى ســـوف تنتهي..........
*********
ــ Giulio Regini
جوليو ريجيني, باحث أيطالي شــاب عمره 28 سنة, متخصص باللغة العربية والثورات والأحداث العربية.. مقيم بالقاهرة لتحضير دكتوراه عن نشاطات النقابات والتحركات العمالية بمصر خلال السنوات العشرة الماضية.. خرج من بيته يوم 15 يناير ـ كانون الثاني من هذه السنة, للالتقاء مع بعض الأصدقاء والعشاء معهم.. لم يصل أبدا لموعده.. ومن ثم وجدت جثته بعد يومين بحفرة بأحد الأحياء الشعبية من القاهرة.. نصف عارية.. عيناه وأسفل رجليه تحمل آثار حرق بسيجار أو سيجارة.. مع آثار تعذيب متعددة.. أدت إلى وفاته.
الحكومة الإيطالية.. والجامعة والزملاء والأساتذة من زملائه بإيطاليا.. بالإضافة إلى بعض الأوساط الجامعية المصرية.. تشير إلى أصابع الأجهزة والمخابرات المصرية (السيسية) الحالية.. بهذه العملية.. ورئيس الوزراء الإيطالي Mateo Renzi أتصل شخصيا, مطالبا بتوضيح فعال جدي, لمن قام بهذه الجريمة وتسليمهم للعدالة...
وللمرة الألف.. وأكثر... هل حكم على سكان مصر أو غيرها من البلدان العربية.. الآ اختيار لها سوى بين مرسي والأخوان أو السيسي والعسكر والمخابرات... يعني الاختيار منذ خمسة عشر قرن.. بين العتمة والعتمة؟؟؟!!!...
الــعــالــم... العالم كله... شعوب العالم كله.. حكومات العالم كلها (تقريبا) تسعى لتأمين مزيد من الحريات الإنسانية والأوكسيجين لشعوبها... ما عدا الشعوب العربية.. أما غارقة بعتمات أنظمتها السياسية.. أو بعتمات الهلوسات الدينية... والاثنتان (تـشـحـطـان) دوما حياة شعوبها إلى الوراء... وما حدث ببلداننا المخدرة اليائسة البائسة.. يثبت أن كل سنة.. نعود مئات السنين إلى الوراء.. غارقين بوحول الجهل والجهالة والفقر والتأخر والجمود والجهالة..
اليوم أكثر من أي يوم آخر.. يتفجر تشاؤمي وغضبي..... بعد الحكم بثلاث سنوات سجن على الزميلة الرائعة فاطمة ناعوت, من أجل كتاباتها وانتقاداتها الحكيمة الواعية.. ها هي السلطات المصرية.. تغرق نفسها بمشكلة "عويصة إضافية " ستحرض الإعلام الغربي ضدها.. بسبب تصرفات أجهزتها الأمنية.. كالعادة... وموت الشاب الإيطالي الباحث الاجتماعي Giulio Regeni...
أحي بهذه المناسبة, جميع من تبقى من الأنتليجنسيا المصرية, والتي قاومت كل الأنظمة الديكتاتورية العسكرية.. لغاية مــرســي والـسـيـسـي. محافظة على مبادئها العلمانية والتعددية.. وما زالت تقاوم التعصب الفكري الإسلامي.. كما التعصب الأمني المخابراتي.. والذي كانت خبرته تقلد وتنسخ بجميع البلدان العربية والإسـلامية.. كقدوة باختصاص الوصول إلى اعتراف المساجين.. بكل ما لم تفعله... حتى أن أحد الرسامين الكاريكاتوريين روى مرة بكارياكور أن أرنبا اعترف لرجال الأمن المصريين.. بــأنــه حـــمـــار... عرفت القصة.. واشتهرت.. ولكن ما أحد عرف أو يعرف مصير الرسام!!!...
لا تــضــحــكــوا.. ليس بهذه القصة ما يضحك...............
*************
عـلـى الــهــامـــش
ــ وزير الإعلام السوري
السيد وزير الإعلام السوري, السيد عمران الزعبي.. شخصية مسرحية درامية رائعة... وخاصة عندما يتحدث عن الوضع الحربجي على الأرض السورية.. وهنا يلبس ثياب ماريشال سوفييتي, متحدثا لأعضاء أركانه عن معركة ستالينغراد, يوم اقتحمت قوات هتلر الأراضي الروسية, وتوقفت على أبواب هذه المدينة التاريخية الصامدة البطلة... هو يتحدث لبعض مواقع الإعلام المحلية.. على الــنــت.. عن مدينة حلب.. معلنا أن المعركة قد انتهت (تقريبا).. وأن معركة إدلب قادمة.. ولكنها حاليا.. ليست مبرمجة على الخارطة... أتخيلك يا سيادة الوزير ماريشالا عظيما.. والأوسمة العالية المستوى من دول الأرض كلها على صدرك.. من معركة ستالينغراد حتى العلمين.. مرورا بأوسمة صومالية وحتى جزر القمر... أوسمة ملونة مختلفة.. من الرقبة حتى أسفل الركب.. عشرات وعشرات الأوسمة... يا للبطولة.. يا للتاريخ العسكري الحربجي؟؟؟...
أعتقد أن السيد عمران الزعبي.. سيكون وزير الدفاع (وزير الحرب) بحكومة "المصالحات" المقبلة حتما.. نظرا لخبرته بإعادة الأمان الكامل لهذا البلد.. بعد أن يخلصنا من داعش وحلفاء داعش وأبناء داعش.. وآلاف حاضنات داعش الذين تغلغلوا وتسللوا لهذا البلد الصامد المهدم المتفجر.. وشعبه الطيب الذي ينتظر ليلة القدر.. والسيد عمران الزعبي.. حتى يعيد له خبزه اليومي.. والدواء والماء والكهرباء.. كالمهدي المنتظر... نظرا لخبراته المتعددة بكل شــيء.. كل شــيء.. على الورق طبعا!!!...
أتــســاءل اليوم لآخر مرة... كما تساءلت عدة مرات خلال السنوات الخمس المريرة اليائسة البائسة الماضية.. من هذه الحرب الآثمة ضد ســـوريـا.. عن ضرورة وزارة إعلام.. بهذا البلد........
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأكارم.. هـــنـــاك و هـــنـــا.. وبكل مكان بالعالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة عاطرة إنسانية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟