أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (45) * نسور لقمانية تنفذ أحكام القضاء!















المزيد.....

أديب في الجنة (45) * نسور لقمانية تنفذ أحكام القضاء!


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5072 - 2016 / 2 / 11 - 08:27
المحور: الادب والفن
    


أديب في الجنة (45)
* نسور لقمانية تنفذ أحكام القضاء!
في اليوم التالي أقام الملك لقمان حفل إفطار إلى ما يقرب من خمسمائة طفل من أطفال المعبد،
أقامه في الهواء الطلق وسط أشعة شمس سطعت على عشرات الموائد الحافلة بالعسل وحليب الظباء وعصير الفواكه وبيض الحجل وشرائح اللحم المقدد المختلفة وعشرة أنواع من الخبز إضافة إلى الشاي والقهوة والكاكاو وقطع الشوكلاتة والبسكويت. وقد ألبس الملك الأطفال أجمل الملابس وأهدى كل واحد وواحدة منهم فرسا جنية،وجدوها في انتظارهم حين خرجوا من المعبد ،فامتطوها لتطير بهم وتحلق في الفضاء في أسراب منتظمة بديعة ،فعلت قهقهاتهم وصخب مرحهم، فبدوا في سعادة لم يبلغها طفل من قبل . دعاهم الملك للتوقف لتناول الإفطار معلنا لهم أن الخيول ستبقى لهم ومعهم مدى الحياة. هبطت الخيول على الأرض لتحيط بالروض الذي أقامه الملك ولينزل الأطفال عن ظهورها ويجلسوا لتناول الطعام الذي لم يأكلوا مثله من قبل ، وقد أشرف على خدمتهم عشرات الحوريات الجنيات .
******
حين فرغ الأطفال من تناول الطعام أمر الملك لقمان بإخراج جميع الرهبان والكهنة والراهبات من المعبد . خرج قرابة ثلاثمائة راهب وقرابة مائتي راهبة . وقفوا في صفوف منتظمة كل على حده .
بدا الملك محتارا وهو يفكر في فرز المغتصبين من الذين لم يغتصبوا أطفالا واكتفوا بإقامة علاقات مقبولة مع راهبات بالغات . سأل الملكة التي كانت تجلس إلى جانبه . قالت :
- اسأل الراهبات أولا يا حبيبي من قبلت منهن بعلاقة ومن اغتصبت اغتصابا !
فكر الملك للحظات .
- لكنهن اغتصبن جميعا أو معظمهن في طفولتهن !
- ماذا ستعمل إذن ؟
- مسألة محيرة . سأجعل الرهبان والكهنة يتقدمون أمام الأطفال والراهبات واحدا واحدا، وكل من اغتصب من قبل أحدهم عليه أن يرفع يده . هكذا سنعرف المغتصبين من غير المغتصبين !
- فكرة معقولة !
أشار الملك إلى جنود الجن أن يبدأوا بتقديم الرهبان . كان الكاهن رئيس المعبد أول المتقدمين بضع خطوات أمام الصف .
سأل الملك الأطفال :
- من اغتصبه منكم ومنكن هذا الوحش ليرفع يده !
ولم يكن في مقدور أي كائن على الإطلاق أن يدرك مدى دهشة الملك لقمان حين رأى عشرات الأيدي ترتفع ،فهتف :
- يخرب بيتك ! أي وحش أنت ؟
أحصى الملك شمنهور الأطفال ذكورا وإناثا فكانوا تسعة وسبعين ! وجميعهم بين سن التاسعة والثالثة عشرة !
اتجه الملك إلى الراهبات طارحا السؤال نفسه .
رفعت تسع عشرة راهبة أيديهن !
كرر الملك لقمان شتيمته معتذرا من الوحوش التي لا يمكنها أن تمارس هذا القدر من الوحشية مهما بلغت وحشيتها ! وأشار إلى أن يقف الكاهن جانبا .
تقدم كاهن ثان . لم يرفع أي من الأطفال يده . وحين نظر الملك إلى الراهبات وجد الأمر نفسه . أعجب الملك بهذا الكاهن الذي استطاع الحفاظ على نبله وسط هذا الفسق الفظيع . تساءل وهو ينظرإلى الراهبات :
- أليس ولو حب في حياة هذا الكاهن النبيل ؟
رفعت إحدى الراهبات يدها وهي تهتف " إنه صديقي يا سيدي "
تقدم الملك لقمان من الكاهن وربت على كتفه وقلده وساما أسماه" وسام الملك لقمان للنبل وحسن الأخلاق " وسط تصفيق الأطفال والراهبات وبعض الرهبان . وطلب إليه أن يجلس إلى مائدة الأطفال ويأخذ ما يرغب فيه ؟
تقدم كاهن ثالث . لم يرفع طفل يده أيضا ، لكن اثنتين من الراهبات رفعن أيديهن .
فكر الملك . " هل سيكون عقاب هذا كعقاب مغتصب الأطفال ؟ " وألقى نظرة نحو الملكة مستشيرا .
- كله اغتصاب جلالتك !
- حسنا !
وأشار إلى الكاهن أن يقف مع الكاهن الأكبر.
خطرت للملك فكرة أسرع مما اتبعه . بأن يجعل كل من لم يغتصب طفلا أو راهبة يخرج من الصفوف ويقف إلى ناحية ،ليعرضهم واحدا واحدا على الأطفال والراهبات .
ما أن بلغ الملك شمنهور الرهبان بالأمر حتى راحوا ينسلون واحدا واحدا من بين الصفوف ويقفون جانبا . خرج قرابة ثلاثين من بينهم . أدرك الملك أن بينهم من اغتصب ويطمح أن يغض الأطفال والراهبات الطرف عنه ليتجنب عقاب الملك لقمان الذي سيكون قاسيا دون شك .
تقدم أحدهم ووقف . كان هناك " طفلة " مترددة في حدود الحادية عشرة من عمرها. رفعت يدها ثم أنزلتها. ولم ترفع أي راهبة يدها . أشار الملك إلى الطفلة أن تحضرإليه . ضمها الملك إلى حضنه وسألها :
- لماذا أنت مترددة يا حبيبتي ؟
همست الطفلة في أذن الملك لقمان قائلة أن الراهب لم يغتصبها ، فاخذها فقط . وأنها تريد أن تصفح عنه .
- حبيبتي عمو . شو اسمك حبيبتي :
- حوراء!
- يا ! هذا اسم ولا قصيدة شعر ؟!
هتف الملك وهو يعانق الطفلة . ثم قلدها وسام "الطفولة المحبة " وأشار إلى الراهب أن يقترب ويسجد أمام قدميها .
سجد الراهب وظل ساجدا إلى أن أمرته الطفلة أن ينهض.
هتف الملك :
- لقد سامحتك حوراء أما أنا فلم أسامحك باسم الحق العام !
- عفوك مولاي !
- اذهب كرمي لعيني الطفلة التي سامحتك !
تقدم راهب آخر . رفع ثلاثة أطفال وراهبة أيديهم .
هتف الملك :
- يخرب بيتك هل كنت تتوقع أن يغض كل هؤلاء الطرف عنك ؟ عد إلى صفوف المجرمين .
تقدم واحد . تبين أنه اغتصب راهبة ،وهي تريد أن تسامحه على أن يقبل صداقتها . وافق . عفا عنه الملك .
كان هناك سبعة عشر راهبا فقط بين هؤلاء لم يغتصبوا أطفالا وراهبات . وتبين أن الآخرين كذابون.
*******
انتهى فرز المجرمين من غير المجرمين . لم يكن هناك مجرمات من بين الراهبات جميعا ، ما عدا الراهبة التي كانت مرغمة على التدريب والتعليم وهي بدورها تعرضت للأغتصاب .
بدا الملك لقمان مترددا وهو يفكر في العقوبة التي سينزلها بهؤلاء . سأل الملكة رأيها:
- كم بودي أن أراك تطبق الإعدام مرة !
- سأل الراهبات فأشار بعضهن بالإعدام وبعضهن بالسجن المؤبد.
سأل الأطفال ،فكان رأيهم متفقا مع رأي الراهبات.
سأل الكاهن والرهبان النبلاء . أجاب معظمهم بالإعدام .
أطرق الملك للحظات متفكرا .. أحس باضطراب في ضميره بين رغبة تدفعه نحو قرار الإعدام ورغبة اعتاد أن ينفذها بالإبعاد ، اي ما يشبه السجن المؤبد. وفجأة شعر بصوت يهتف في دخيلته :
- حذاري يا لقمان ! إياك أن تصدر أحكاما بالإعدام !!
تساءل الملك :
- من أنت ؟
- أنا محمود شاهين يا لقمان ! أنا من أحياك ثانية لتنفذ شريعتي التي أطمح أن تكون شريعة الله وشريعتك .
- لكن جرائم هؤلاء فظيعة !
- هناك جرائم أكثر فظاعة منها ولم تحكم على مرتكبيها بالإعدام !
شعرت الملكة أن الملك ذهب في حوار داخلي مع نفسه . ضمت رأسه إليها وراحت تربت عليه متمنية أن يتخذ قرارا يريح نفسه . لم تمر سوى لحظات حين بدأت النسور العملاقة تقدم في أسراب عبر الفضاء. شكرت الملكة الله وأتاحت للملك أن يعدل جلسته ويخاطب الراهبات والرهبان والأطفال :
- حكمت أنا الملك لقمان رسول المحبة والسلام ،واستنادا إلى رحمة الله ،وطاقته السارية في الكون والكائنات أن احكم على هؤلاء المجرمين بالإبعاد إلى جزيرة نائية لا نساء ولا بشر فيها ، ليعيشوا شظف العيش إلى الأبد.
وما أن أنهى اصدار حكمه حتى شرعت النسور في الإنقضاض ثلاثة ثلاثة لتحمل المجرمين بمخالبها وتحلق بهم في فضاء المكان على ارتفاع مئات الأمتار،فيما كان صراخهم يعلو ،وسط دهشة الراهبات والرهبان والأطفال .
حلقت النسور بالمجرمين دورتين كاملتين إلى أن أشار إليها الملك لقمان بإكمال مهمتها .
أشار الملك لقمان إلى الأطفال أن يمتطوا خيولهم ويعودوا إلى ذويهم أينما كانوا. وإلى الراهبات ومن تبقى من الرهبان أن يختاروا بين العودة إلى ديرهم أو العيش أحرارا ،وينتظروا ما سيحل بدولتهم في المستقبل القريب على أمل أن يكون هناك دين جديد للكوكب كله يمكن أن يتبعوه .
شرع الأطفال في عناق الملك لقمان ،وامتطاء خيولهم ملوحين بأيديهم للملك والراهبات والرهبان .. انطلقت الخيول في أسراب عبر الفضاء وسط فرح الأطفال وأيديهم الملوحة .
*****



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة (44) * منطق الظاهر ومنطق الباطن في فلسفة عقيدة ...
- ذكريات اللون والكلام ! همس إلى لون تفيأ ظلال المطر!!
- أديب في الجنة (43) * اعترافات رهبانية وفظائع عقائدية !
- أديب في الجنة (42) * قوانين طبيعية وطموحات لقمانية !!
- أديب في الجنة (41) * الأنوناكي والطوبى التي لا يعرف الكهنة م ...
- ساعة مع الله !
- الدين والعقل البشري! شاهينيات 1163
- أديب في الجنة (40) * العشاء في بحر معلق في السماء !
- أديب في الجنة (39) * قوانين خارقة وإعجازية !
- أديب في الجنة (38) * انقلاب تكنولوجي ينتج إلها تكنولوجيا !!
- أديب في الجنة (37) * غيرة ملكية وحديقة محلقة في الفضاء !
- أديب في الجنة ( 36) * وحدة الوجود ومذهب الملك لقمان!
- الدين اليهودي في الإسلام ! شاهينيات 1164 .
- أديب في الجنة (35) * الوجود مادة وطاقة لا تنفصلان !
- أديب في الجنة (34) *مستقبل كوكب الأرض لا يبشر بالخير !
- * أديب في الجنة (33) * بشر يتعبدون لأنفسهم دون أن يدروا !!
- أديب في الجنة (32) * الألوهة في الإنسان ،والإنسان في الألوهة ...
- أديب في الجنة (31) * تجليات الحب على الأرض وفي السماء!
- أديب في الجنة (30) * حوارات فلسفية على موائد سماوية وراقصات ...
- أديب في الجنة (29) * الوجود بين منطق العقل ومنطق الأسطورة !


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (45) * نسور لقمانية تنفذ أحكام القضاء!