أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قاسم حسن محاجنة - صورة عائلية ..














المزيد.....

صورة عائلية ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5071 - 2016 / 2 / 10 - 19:16
المحور: سيرة ذاتية
    


صورة عائلية ..
في بيت كل واحد منّا، أي أنا وإخوتي، صورةٌ لنا الأخوة الخمسة الذكور مع والدتنا ... والغريبُ في أمر هذه الصورة ،هي "تقارب" أعمارنا جميعاً فيها ، فهي وكأنها صورةٌ تجمع صور خمسة شباب في نفس العمر .. حتى أن صورة والدتنا هي صورة لامرأة شابة..
إذن ليست هي صورة تذكارية مشتركة من لقاء عائلي حميم ، أو رحلة مشتركة ، بل هي مجموعة صور شخصية بالأبيض والأسود لكل فرد مِنّا، على حدة ، لكن ما يجمع بينها جميعاً بأنها أُلتقطت في فترة الشباب ، ما بين العشرين والثلاثين ..
بادرَ إلى "تجميعنا" سويةً مع والدتنا ، أخونا الأوسط ،وقد فعل خيراً ، فلولا هذه الصورة ، "لضاعت" ملامح أُمنا التي توفيت ولمّا تبلغ الأربعين .. وكنتُ حينها إبن خمس سنين فقط .
الغريب في الأمر ،بأن أخي الاوسط ، لم يرَ بأنه من الضروري ،ضم أخواتنا الثلاث الى هذه الصورة ..وحينما أُفكر بهذا لا أجدُ سبباً لذلك ..عِلما بأن الرابط العاطفي مع أخواتنا، قد يكون أقوى وأمتن منه في ما بيننا ..
كما ويخلو من الصورة وجه والدنا .. وقد يكون السببُ بأن أخانا الأوسط ، الذي لمّ شملنا في هذه الصورة ، قد خصص للوالد صورة منفردةٌ بالأبيض والأسود أيضاً ، لكنها من فترة شيخوخته . أو لربما لأنه أنجب ذكورا وإناثا من زوجته الثانية والتي كانت وبالاً علينا وعليه أيضاً ... وبهذا لم يعد والدنا لوحدنا ..!!
أُختنا الكُبرى ، والتي أحببناها جميعاً كأم ، كانت أُختاً من الأُم فقط ، وهي الأُخرى لم تحظَ بمكان في الصورة العائلية المشتركة ، رغم أن لها صورٌ فردية وخاصة وهي بثوب العرس ..
نظرتُ في الصورة أتأملها ، شبابٌ كان وولّى ، وخاصةً صورتي وأنا في العشرين من عمري وشعري الكث والكثيف ونظارتي الكبيرة التي تُغطي نصف وجهي ،بحيث أطلقَ عليّ الرفاق حينها لقب "انجيلا ديفيز" ،لشبهي بها أو شبهها بي . وهي مناضلة أفرو-أمريكية، كانت مشهورة في" شبابنا" الفائت ،ناضلت من أجل حقوق السود في امريكا ، وكانت تسريحتي وشعري كشعرها .
أنا الأصغر بين أخوتي من أمي ، لذا فموقعي على الصورة العائلية هو الأخير من اليسار ، والى جانبي شقيق روحي والأقربُ إلّي سِناَ، أخي الذي ذاق أشد المرارة في حياته ، ولما بدأت أموره تتحسن وخصوصاً من الناحية المادية ، توفي في حادث طرق ، وهو لم يتجاوز بعد الثلاثين ، تاركا وراءه زوجة وأربعة أطفال ،أكبرهن كانت في السادسة ... وترك في نفوسنا جرحاً غائراَ لم يندمل .. حتى الآن .
وتحتل وسط الصورة ،أمي ، التي كانت مضرب الجمال واللطف ، والي يمينها أخي الأكبر والى يسارها أخي الثاني ، ثم الأوسط (الذي لمَ شملنا جميعاَ).
حين أتمعن في الصورة ، أكتشف بأن نصف المشاركين فيها لم يعودوا بين الأحياء ، وبقي النصف فقط...!! فالصورة هي "توثيق" للفُقدان الذي عرفته من طفولتي المبكرة ولم يتوقف ..
لكن ، هل كان هدف أخي أن يقول من خلال "لم الشمل" هذا ، بأن يقول ، الأبناء الذكور هم الأبناء "الحقيقيون " لأمنا فقط ؟!! وإلّا ، لماذا لم يضم البنات؟! علماً أن هذه الصورة ذاتها ، تُزيّن بيوت أُختينا ..المتزوجتين والتين أصبحتا جدتين ، حتى أختي التي تصغرني سنا أصبحت جدة للعديد من الأحفاد !! ولماذا لم يضم والدنا ؟! أم يا تُرى، تراه كان غاضباً من والدنا الذي "تخّلى" شعوريا عنّا ، ليخلو له الجو مع زوجته الصغيرة ؟!
او لربما أراد أن يتحدى القدر الذي "حرمنا" من متعة الحصول على صورة جماعية مع والدتنا، فقرر أن يتحدى هذا القدر الأحمق ، ويجمعنا في صورة عائلية ..؟!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألشر -المُطلَق- ..
- مِشْ مْسوشِل ..
- حكايتان قصيرتان ..
- ألشر آليةٌ -للفوز-..!!
- نساء الحائط ..
- خلاص ،بِكَفّي...!!
- بين نظامين ..
- يناير ...!!
- صابونة واحدة زيادة .
- سِكْبونْيَج..!!
- قانون -التحسيس- ..!!
- شارلي ايبدو..والذوق المريض.
- رصاصة رحمة ؟!
- فارسُ الأحلام ..
- ويش نقول ؟! قصة بلا مغزى..!!
- -العسكريتاريا- الاسرائيلية .مساهمة في الحوار مع الاستاذ محمو ...
- ألوجه والعجيزة ..
- ذاكرة الأنامل ..
- يوم أسود؟ أبيض؟!
- يومٌ ملائمٌ للإحتفال ..


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قاسم حسن محاجنة - صورة عائلية ..