أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر إسلامبولي - التّطور للبشر وليس للإنسان














المزيد.....

التّطور للبشر وليس للإنسان


سامر إسلامبولي

الحوار المتمدن-العدد: 5070 - 2016 / 2 / 9 - 23:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



بعد أن عرفنا أنَّ الجسم مخلوق من تراب وماء (الطّين)، من حيث أصل الخلق، ومن ثم جُعل نسله من ماء مَهين يتكاثر من خلاله، وعرفنا أنَّ النّفس، قد خُلقت من مارج من نار، من حيث أصل الخلق، وخُلق زوجها منها؛ ليظهرا في الواقع زوجين، وتم بث الرجال والنساء منهما؛ تبين لنا صواب كل من النّظريتين الآتيتين:
1 ـ نظرية التّطور والارتقاء:
تقول هذه النّظرية: إنَّ الكائنات الحية، وعلى رأسها البشر؛ لم تُخلق بهذه الصّورة مُباشرة(1)، وإنَّما مرّت بمراحلَ تطور ٍمن صُورة إلى أخرى، على سُلم التّطور مع حفاظ كل جنس على شجرته إلى أن وصلوا إلى الصّورة الحالية، وثبتوا على ذلك نتيجة ثبات السّنن، والقوانين الإلهية على الوضع الرّاهن.
{ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً } (الأحزاب 62).
2 ـ نظرية الخلق من نفس واحدة:
من هذه النّفس الأولى، خُلق زوجها منها؛ ليصيرا في الواقع زوجين، ومنهما تمت عملية بث الرجال والنساء، وذلك مثل أخذ شعلة من النار، حيث تصير كل شعلة نار بذاتها، ولها صفات الأولى؛ دون أن ينقص من النار الأولى شيء.
فنظرية التّطور، محلها الكائن البشري ( الجسم )، وهو موضوع يخضع للدّراسة الموضوعية، من خلال السّير في الأرض، ومعرفة كيفية بدأ الخلق، وهذا ما قام به العلماء وعلى رأسهم دارون، ولكن الذي حصل أن هذه النّظرية، جُوبهت بالرّفض جملة وتفصيلاً؛ لأنَّ النّظرية لا تملك أجوبة عن كثير من المسائل الجزئية، وما تم افتراضه، تعارض مع كليات من العلم، وقام علماء الدِّين معتمدين على التلمود بصُورة مُباشرة، أو استخدموها لتأويل النّص القرآني، المتعلق بخلق النّفس الواحدة، وأغفلوا النُّصُوص القرآنية المتعلقة بخلق البشر، ورفضوا نظرية تطور الخلق، وبعملهم هذا جعلوا تعارضاً بين العلم والدِّين؛ وقامت الدّنيا، ولم تقعد إلى زماننا هذا !.
فعلماء التّطور، تناولوا في دراستهم خلق الكائنات الحية، وعلى رأسها الكائن البشري فقط، كونه موضوعاً يقع الحس عليه، بصُورة مُباشرة، ووصلوا إلى ما وصلوا إليه، من تفاصيل وجزئيات فرضية، لا يزال العلم بين مد وجزر فيها، يعدل وينفي ويفترض.
أما من حيث أصل النّظرية، بصُورتها الكُلِّيَّة، دون الجزئيات؛ فهي أمر مقبول في الوسط العلمي، وهي منسجمة ـ إلى حد كبير ـ مع النُّصُوص القرآنية المتعلقة بخلق الكائن البشري، ولم يتناول علماء التّطور مسألة خلق النّفس؛ لخُرُوجها من مجال بحثهم ودراستهم؛ ولانتفاء وقوع الحواس عليها، بصُورة مُباشرة، ولعدم وُجُود مصدر علمي موثوق عندهم؛ يخبرهم عن وُجُود النّفس، ككائن مغاير للجسم، ومن أي مادَّة تم خلقها ؟ وما هي صفاتها؟
أما علماء الدِّين السّلفيون ـ من مختلف الملل ـ فقد اعتمدوا النُّصُوص الدِّينية المتعلقة بخلق النّفس، وأسقطوها على الكائن البشري، وبناء على عملهم الغوغائي(1)؛ رفضوا نظرية التّطور للكائنات الحية.
مع العلم أن عملهم هذا، انعكس عليهم من حيث أنهم ضربوا نُصُوص القرآن ببعضها، وأشاعوا وأسسوا لمفهوم فصل الدِّين عن العلم، وأنَّ الدِّين يُفهم نقلاً وليس عقلاً، وأنَّ الدِّين لا يخضع في فهمه للعلم والأدوات المعرفية، بحجة أن ما هو رباني، كيف يخضع لما هو إنساني؟.
وفاتهم أن ما يصل إليه الإنسان من عُلُوم، إنَّما هي معرفة سنن الخالق وقوانينه في الوُجُود.
إذاً؛ العلم هو أمر الله في الوُجُود ( الرّوح ) فعندما نستخدم العلم في دراسة النّص الرّباني، نكون قد استخدمنا قوانين الله وسننه (الرّوح) في فهم كلام الله، فالإنسان لا يتدخل في وضع أي شيء من السّنن، بل ليس له ذلك؛ لعجزه، وإنَّما يقوم الإنسان باكتشاف أمر الله في الخلق (الرّوح) ويستخدم تلك الرّوح؛ لفهم النّص الرّباني، الذي هو بدوره روح من الخالق، ومن ثم َّ، يكون بعمله هذا، قد ضم الرّوح الشّرعية النّقلية، إلى الرّوح العلمية الكونية.
فكلا النّظريتين صواب، نظرية التّطور للكائن البشري ( الجسم )، ونظرية الخلق المُباشر للنّفس، ومن ثم؛ فالقرآن يصدق العلم، والعلم يصدق القرآن؛ لأنهما توأمان من مشكاة واحدة، يسيران مع بعضهما، بصُورة منسجمة كل الانسجام، مع احتفاظ القرآن بالأسبقية في السّير، وإتباع العلم له ـ يترجم نُصُوصه عملياً في الواقع ـ والعلاقة بينهما علاقة جدلية، إذ القرآن يقوم بذكر معالم، وومضات مفصلية في الموضوع؛ ليدل الباحث ويحدد مساره ويدفعه إلى الأمام؛ فكان القرآن هو بمثابة البوصلة للعلم.
لذا؛ ينبغي أن يُتخذ القرآن، مصدراً علمياً مترافقاً مع الواقع؛ لأن عملية إبعاده عن المصدرية العلمية، هي التي سببت هذا الصّدام والشّرخ بين العلم والدِّين.



#سامر_إسلامبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نموذج عن نقاش مع ملحد
- المسجد الأقصى الأموي ليس القبلة الأولى ولا الثانية
- الرجال يرضعون في الأزهر
- قراءة نقدية سريعة لمقال الدكتور أبو يعرب المرزوقي -مراجعات ف ...
- براهين وحدانية الخالق المدبر
- مفهوم ملك اليمين والنكاح
- ضرورة اندماج المسلم في ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه
- رؤية ثقافية دستورية
- رؤية ثقافية سياسية
- الفرق بين الإرهاب، والجهاد، والقتال، والمقاومة
- العلمانية غير العلمية
- هل الحنفاء المسلمون معتزلة
- كتاب نهج البلاغة منحول في معظمه على علي بن أبي طالب
- استغلال فكرة المهدي عند المسلمين من قبل بريطانيا وروسيا وأمر ...
- مصداقية كتب التاريخ القديمة ؟ ومقدمة ابن خلدون نموذج
- التحسين والتقبيح العقلي
- الرد على من قال إن السريانية أصل لدراسة القرءان


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر إسلامبولي - التّطور للبشر وليس للإنسان