أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف أحمد إسماعيل - مضايا والفوعة - توصيف في الحالة السورية -














المزيد.....

مضايا والفوعة - توصيف في الحالة السورية -


يوسف أحمد إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5070 - 2016 / 2 / 9 - 21:36
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


صورتان من الجغرافية الوطنية السورية لم يعرفهما المواطن السوري إلا بدورهما المثمر في التنوع الجغرافي ؛ مضايا بتفاحها والفوعة بزيتونها . وحين نَظّم الحراك الثوري السلمي أولى احتجاجاته لم يشكل ساحتين متنافرتين فيهما ، وكل مؤشرات الإرهاصات السابقة لـ 2011 تشير إلى أن " الشعب السوري واحد " ولم تكن الفوعة تريد العبودية ومضايا تريد الحرية أو العكس ! حتى في أدبيات الجغرافية السورية ذات الخصوصية الطائفية أو الدينية وكذا في الوعي الاجتماعي الوطني بشكل عام ، لم تكن هناك عبادة للفرد إلا في غريزة البقاء عند المتماهي مع الدكتاتورية ، وهنا لا نستطيع التعميم ولا بد من التخصيص ، والتخصيص المرتبط بالأفراد وليس الجماعات .
وحين تم الانقضاض على الحراك السلمي المدني ، وهيمن السلاح على الجغرافية السورية فرضت البندقية منتجها اللاوطني واللاأخلاقي وخطابها الطائفي والتخويني، فبرزت في الإعلام مضايا السنية والفوعة الشيعية ؛ هذا يسلط الضوء على معاناة مضايا دون أن يذكر الفوعة، وذاك يسلط الضوء على معاناة الفوعة دون أن يذكر مضايا، على الرغم من أن المحاصر والجائع والمقتول في كلتيهما هو المواطن السوري .
ماذا أقول لصديقي من الفوعة ؟ وماذا أقول لصديقي من مضايا ؟ وانا الذي لم أنتبه ، معهما ، يوما لطائفتي أو طائفتهما ، هل أحوّل بوصلة العداء من إسرائيل إلى الفوعة أم إلى مضايا ؟ ! فكرت بكل ذلك بسرعة ، بل فكرت أيضا حين بدأت الكتائب الإسلامية ، وقد وضعت بعض أصابعها في حلب ، بالحديث عن الجزية ،فكرت بمكونات مكتبي في جامعة حلب ، فلم أجد غير الشعور بالرغبة في العدل والحرية !
هناك الكثير معي ممن اندهش واستغرب وضحك من عملية التفكيك الهمجية لإعادة الخطاب البدائي للحضارة الإنسانية ، حيث العودة إلى الجماعة الضيقة بوصفها كتلة تلغي وجود الفرد واستقلاليته .ولكن الدهشة تزول حين ندرك أن همجية التفكيك وتسويق خطابها نتاج الاستبداد والتطرف والعنف المهيمن الآن في الشرق برمته، ونتاج الديكتاتوريات العسكرية أيضا القائمة في المجتمعات الاثنية بشكل خاص ، فكل منها تعمل لأجندتها الخاصة . الأولى ، الجماعات السلفية ، تبحث عن تحقيق منظورها الأحادي والإقصائي للحياة واحتكار الحقيقة ،والثانية ، الدكتاتوريات العسكرية ، تعمل على الإفادة من كل ما يمكن أن يفعّل بالباطل لصالح هيمنتها وتثبيت وجودها السلطوي ، بغض النظر عن إيمانها بأهمية انتمائها الإثني ، لهذا المكون أو ذاك
ولذلك حين حوصرت مضايا من قبل النظام، تمّ التعامل معها على أساس أن كل من فيها هم من المسلحين الإرهابيين، واستغلت في المقابل الكتائب المسلحة في محافظة إدلب الفرصة لتحاصر الفوعة على أساس انها تجمّع للمقاتلين الطائفيين، ولم يكن فيها يوما مواطنا سوريا مدنيا ؛ وبين المسلحين والنظام دفعت كلٌ من مضايا والفوعة هويتها الوطنية ثمنا للارتزاق على السلطة، حين عمل كل طرف على تجيير المكونات الاجتماعية لصالح خطابه القمعي .
ولكن المفارقة التي تثيرها مواقف الأطراف المتصارعة ، هي في القدرة على تعميم خطابها الهمجي التفكيكي البدائي وفرضه على وعي الناس، فهل لذلك علاقة باللاوعي الجمعي الذي يشد الفرد إلى مكوناته الثقافية الخاصة كالجماعة والقبيلة والعائلة والطائفة ؟ أم أن هشاشة القدرة على امتلاك الوعي الموضوعي للواقع هو السبب ؟ أم يعود الأمر إلى استفزاز غريزة العداء للآخر في لحظة تحاصرك بالبحث عن انتماء نسيته ولا دور لك فيه ؟



#يوسف_أحمد_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغة العنف توصيف في الحالة السورية
- الاستقواء - توصيف في الحالة السورية -
- الثورة بين مطرقتين - توصيف في الحالة السورية -
- ثورة الكرامة والحرية - توصيف في الحالة السورية -
- المثقف وأزمة العنف - توصيف في الحالة السورية-


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف أحمد إسماعيل - مضايا والفوعة - توصيف في الحالة السورية -