أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - الحرب الإقليمية بين التهديد والاشتعال














المزيد.....

الحرب الإقليمية بين التهديد والاشتعال


ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)


الحوار المتمدن-العدد: 5070 - 2016 / 2 / 9 - 20:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرب الإقليمية بين التهديد والاشتعال
لم أكن أنوي الخوض في موضوع شائك كهذا لولا ما يتردد هنا وهناك من إشارات حول تسارع الأحداث بشكل خطير في المنطقة مع ما يصاحبها من تهديد ووعيد ، ومع ما يكتنف المنطقة من توتر خطير ومتصاعد بين دول الاقليم من جهة والقوى العالمية من جهة أخرى ، وكأن الإقليم قد أضحى حلبة صراع مفتوحة لكل من هب ودب تسيرها المصالح احياناً والدولارات في أحيان أخرى ، نعم ، لم أكن أنوي الخوض في مثل هذا الموضوع الشائك خاصة وانا لست من محترفي الاستعراض عبر الفضائيات لقاء شهرة أو مال ولا أدعي بكوني " خبيراً استراتيجياً " كما يتم تقديمه عبر الفضائيات والإذاعات لكل من يدعي الخبرة الاستراتيجية مقابل المال لتسويغ ما يريده مسؤولو المحطة أو الدولة الراعية للمحطة ، بحيث أصبحت الإذاعات والقنوات الفضائية حلبة أخرى من حلبات الصراع والاستعراض .
ربما يعتقد بعض الأنقياء من أبناء العروبة أن الحرب المقصودة بكلماتي هذه ستكون حرباً طرفها الكيان الصهيوني ، وهنا دعني أعتذر سلفاً لكل هؤلاء ولا أشك لحظة بأنهم الغالبية العظمى من الشعب العربي التواق للحرية ، أعتذر لكل منهم لأني لن أحقق لهم هذا التوقع ، فالكيان الصهيوني لم يعد خصماً للعرب ولا حتى للسلطة الفلسطينية في رام الله ، وذلك بعد أن أضحى الهدف الأكبر في الصراع مع الصهاينة هو العودة لطاولة المفاوضات المهترئة التي لم تعد أرجلها تقوى على حمل سطحها المثقل بالورق الموشح بالسواد وأيدي أصحاب الوجوه الصفر والابتسامات الواسعة التي ما تكاد تراها حول الطاولة حتى تشعر بالقرف على أقل تقدير .
يشهد الإقليم حالة من الصراع والتقتيل في أماكن ودول متعددة ، وذلك بعد ربيع زائف تمخض عن أنهار من الدم ، فالعراق مازال مستمراً في معاناته وصراعه الطائفي والمحاولة الدؤوبة من البعض نحو تقسيمه إلى دويلات ثلاث ، برعاية أمريكية تارة وايرانية تارة أخرى ، ودعم صهيوني دائم في شماله وبكافة الأحوال ، علاوة على ما تفعله عصابات داعش من قتل وتدمير ، هذه العصابات التي احتلت أجزاء كبيرة منه علاوة على قيامها بالتفجيرات الدموية في المناطق الأخرى التي تقع خارج عن سيطرتها المباشرة ، أما في ليبيا فقد فككها الصراع والاقتتال الداخلي واصبحت اشبه بقبائل وميليشيات متقاتلة وكأن هدفها نزع صفة الدولة عن ليبيا العربية ، وفي اليمن نشهد اقتتالاً داخلياً ومواجهة خفية مع ايران وعاصفة تستهدف اعادته كما كان قريباً من جيرانه الخليجيين بمشاركة عدة دول إضافة لغالبية دول الخليج .
أما سوريا التي أصبحت محور الصراع الإقليمي بل وربما الدولي، وبعد خمس سنوات عجاف استزفت فيها جل مقدراتها ، حتى حجارتها وبشرها ، ولجوء وتشريد أكثر من ثلث سكانها ، وقتل ما يزيد عن المائة ألف مواطن ، في حرب تشنها عصابات النصرة وداعش وفتات مجموعات المعارضة الأخرى تحت مسميات مختلفة وبدعم من دول كثيرة ، وسواء كانت الدول الداعمة مجاورة أو بعيدة ، فالدولار يعرف طريقه إذ ينهمر على كل من يدعي معارضة النظام ، والسلاح يأتي عبر الحدود الشمالية ، والمقاتلون الظلاميون من كل بقاع العالم يتدفقون من جهة الشمال ومن خلال الدولة العثمانية الطامعة ابداً في مناطق نفوذ جديدة ،،
بعد كل تلك السنوات ، ووجود قوات من هنا وهناك تدعي مقاتلة الارهاب وقصف داعش ، وبعد تدخل روسيا المباشر والقوي إلى جانب النظام السوري ، وبعد تدخل حزب الله ووقوف ايران بشكل مباشر أيضاً مع النظام السوري ، وبعد أن بدأت ملامح انتصارات الجيش العربي السوري تظهر على الأرض .. وبعد فشل مؤتمرات السلام في جنيف بما فيها جنيف ( 3 ) ، وبعد توتر العلاقات مع ايران على اثر اعدام نمر النمر ، وبعد المواجهات مع الحوثيين وبشكل خفي مع ايران في اليمن ... تتصاعد هذه الأيام نغمة التهديد والوعيد لتنذر بالتدخل البري من قبل قوات التحالف بزعامة أمريكا ، إما لمحاربة الارهاب أو لاسقاط النظام .
ومع وجود الاحتمال بأن يكون هدف التدخل محاربة داعش والإرهاب ، فهل يعني ذلك التنسيق مع النظام السوري والاصطفاف مع روسيا وايران بهذا الشأن وهذا أمر مستبعد ، أو أن يتم الحصول على موافقة أممية على ذلك من خلال مجلس الأمن وربما يصطدم القرار بالفيتو الروسي الذي يمنع إقراره هناك .
أما عن الاحتمال الآخر من التهديد بالتدخل وذلك بأن يكون التدخل البري يستهدف مناصرة المعارضة في وجه النظام ، أو بعبارة أخرى بأن يكون التدخل بهدف إسقاط النظام ، ومع استمرار المؤامرة الواضحة التي تستهدف تقسيم سوريا لكونتونات ضعيفة يسهل السيطرة عليها ، ومع ما يقابل هذا التهديد من وعيد أكثر شدة من النظام وروسيا والقوى المتحالفة معها بأن الرد سيكون قاسياً ، وبأن الجبهة ستفتح على مصراعيها لكل الاحتمالات وبما يهدد ليس سوريا فحسب بل ودول أخرى في الإقليم.
مع كل ما أسلفت فإن السؤال يأتي ، هل تيقى كل التهديدات التي تصرف هنا وهناك مع ما يقابلها من تهديد ووعيد مجرد كلام يستهدف التأثير على الروح المعنوية ، أم هل تبدأ مرحلة التدخل البري المباشر في سوريا من قبل أمريكا والدول المتحالفة معها ، فإن بقيت ذات هدف معنوي فلا ضير ، ولتحسم المعركة إما على الأرض او على طاولة المفاوضات ، وأما إن حدثت المواجهة المباشرة بين النظام وروسيا وايران وحزب الله من جهة والتحالف الدولي بزعامة أمريكا من جهة أخرى ، فلا أحد يستطيع حالياً أن يتنبأ بما سيحصل ، وما هي حدود الجبهة وحجم التدخل ، وما هي الأسلحة التي ستستخدم ، وما هي نتيجة كل ذلك ،،،، ومهما كانت النتيجة وفي كافة الأحوال سيكون المتضرر الأكبر سوريا بلد العروبة ، وفي المقابل فإن الكاسب الأكبر لا بد وأن يكون الكيان الصهيوني المتربص شراً بكل العرب .
ابراهيم ابوعتيله
عمان – الأردن
9 / 2 / 2016



#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)       Ibrahim_Abu_Atileh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تشيعت روما ....
- السلطة ، إنجاز وطني أم ماذا ؟؟
- لا كرامة لرئيس في بيته
- القنطار ، بطل قضى ولكن ....
- بين الهبة والإنتفاضة على أرض فلسطين
- فلسطين تعيد الوحدة لشعبها
- عباس وقنبلته التي لم تنفجر
- فلسطين بين العَلَم والقرار
- سوريا ، بعد التدمير جاء دور التفريغ
- هرطقات فلسطينية
- اتفاق الهدنة ، نفق يهز القضية
- العراق وبذرة الأمل المستهدفة
- وقف خدمات ( الأونروا ) بين الشرعية الدولية ولعبة الدول المان ...
- قضية فلسطين .. بين العمارة والإمارة
- نظرة على الاتفاق النووي الايراني - الغربي
- الملعب العربي الكبير
- فلسطين والمبادرة الفرنسية والشرعية الضائعة ...
- الفيفا وسلطة أوسلو ...
- وهم الدولة ودولة الحق ...
- في ذكرى النكبة ، أقول : الثورة شاخت والنكبة تبعتها نكبات


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - الحرب الإقليمية بين التهديد والاشتعال