مؤسسات المجتمع المدني:الاحزاب السياسية_تعريفها_عناصرها_نشأتها

اوراس معتز

الحوار المتمدن-العدد: 5070 - 2016 / 2 / 9 - 16:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هناك عدة تعاريف للحزب السياسي تختلف بحسب طبيعة الحزب، الهدف والغايه منه، الوسط الاجتماعي والسياسي، الزمن سواء كان قصير ام طويل المدى، والدعم المادي الذي يتلقاه الحزب.
وبالتالي فان تعريفات الحزب تختلف حسب هذه الاشياء جميعا ولكن هذا لايمنع من التمييز بين اتجاهين او مجموعتين من التعريفات للحزب السياسي
تنطلق الاولى من الانحياز الايديولوجي للنظريه الغربيه
تنطلق الثانيه من الانحياز الى النظريه الماركسيه
هناك مجموعه من العلماء الذين عرفوا الحزب السياسي :
جاندا:
تنظيم يسعى الى وضع ممثليه المعنيين في مواقع السلطه.
اوستن رني:
جماعه منظمة ذات استقلال ذاتي تقوم بتعين مرشحيها وتخوض المعارك الانتخابيه بهدف الوصول الى السلطه للهيمنه والسيطره على خطط الحكومة.
روبرت ماكيفر :
هي اداه الديمقراطيه الحديثه.
بيرك:
مجموعه من الناس اتحدوا لتحقيق الصالح العام على اساس مبادى يتفقون عليها .
التعريف الماركسي للحزب السياسي:
هو تعبير عن المصلحة الاقتصاديه لطبقه معينه ووصول الحزب الى السلطه يكون عن طريق التغير او الثوره وليس عن طريق الوسائط السلميه او الحوار الديمقراطي.
ويمكن اعطاء تعريف شامل للحزب السياسي بانه:
تنظيم يضم مجموعه من الافراد، يدينون بنفس الافكار والمعتقدات والرؤيا السياسيه، يعملون على وضع افكارهم وتصوراتهم موضع التنفيذ
طبقا ل (الوسائل السياسبه والقانونيه)
عبر التنظيم الشعبي المنظم محليا وقوميا والتنافس على السلطة بهدف الوصول اليها او التاثير فيها من اجل تنفيذ سياسه محدده/البرنامج السياسي.
عناصر الحزب السياسي هي:
الجماهير (راس مال الحزب):
لابد لكل حزب سياسي قاعده جماهيريه (مجموعه من الناس) انضموا اليه طواعيه وايمانا بمبادئه عاملين على نشرها والدعوه لها والدفاع عنها.لايمكن ان يطلق على اي تنظيم بلحزب السياسي مالم يكن له مؤيدين واعضاء وجماهير وكذلك لايمكن ان يطلق على الشخص الواحد بالحزب السياسي مهما كان لديه من افكار او برامج مالم تكن له قاعده جماهيريه او تنظيم معين.
وعليه فان القائده السائده تقول :
( كلما كان وعاء الحزب بين الاعضاء والجماهير كبير كان وصوله الى السلطه امرا سهلا وميسورا).
2_وحده المبادئ والمصالح(مبادئ +مصالح مشتركة)
يجب ان يجتمع الافراد على مبادئ وافكار معينه ويكون لهم برنامج واضح المعالم.فالعقيده تفعل فعلها في كسب الافراد والجماهير فمن يريد الانضمام الى حزب سياسي معين لابد له اولا ان يتفهم مبادئه ,فاللمبادئ اهميه كبرى بالنسبه للاحزاب السياسيه وكذلك المصالح وقد تتفوق المصالح على
المبادئ والعقائد في كثير من الاحيان ,فالمصالح هي المحور الذي يجذب الاعضاء انتماءا وتايدا ,والمبادئ هي واجهه التي تختفي وراها المصالح.
3_وحده القيادة:
لابد لكل حزب سياسي يسعى الى نحقيق اهداف معينه ان يكون له تنظيم وهذا الامر لايقف عند حدود التنظيم فقط بل لابد لكل تنظيم من قيادة ولابد ان تكون هذه القيادة واحده بالنسبه للاحزاب السياسيه لكي تحقق اهداف الحزب بالطريقه الصحيحة.
4_وحده التنظيم:
اي تنظيم سياسي مستمر . ويعني حالات الضبط التي تسود تشكيلات الحزب السياسي من هيئات واشخاص قيادين وجماهير ، ويتوقف نجاحه على قوة تنظيمه ، ولا يمكن تصور وجود حزب من دون تنظيم سواء اكان مركزي او لامركزي .
5_الوصول الى السلطة او الاشتراك فيها:
يعد هذا العنصر الاساس لكل حزب سياسي .هدف الحصول على السلطة أو المشاركة فيها من خلال الوسائل الدستورية ، ليكون قادراً بواسطتها على تنفيذ برامجه وسياساته المعلنة .

اما عناصر الحزب السياسي عند انطونيوا قرامشي هي:
1_وجود اشخاص عاديين يشاركون بانضباطهم وايمانهم وروحهم الخلاقة والمنظمة.
2_عنصر التلاحم الذي يمركز كل القوى في المجال القومي ويجعلها فعاله وقادرة على العمل.
3_العنصر الوسيط بينها والذي يربط الاول بالثاني ربطا معنويا وفكريا.

نشاة الاحزاب السياسية:
نشأت الاحزاب السياسية الحديثة بطريقتين ، هما ، من داخل البرلمان ومن خارجه ، وكما يأتي ( 1 ):
1-احزاب التكوين البرلماني او الانتخابي : اذ نشأت الاحزاب السياسية الحديثة نتيجة لانقسام البرلمان الى كتل ومجموعات سياسية بسبب التقارب الايديولوجي او رغبة في الدفاع عن مصالح مهنية او اقليمية . لم تظهر أحزاب سياسية حديثة حتى عام 1850 إلا في الولايات المتحدة ، تقدم برامج لإدارة الدولة، وتسعى للوصول الى السلطة أو المشاركة فيها .
لقد ارتبطت نشأة الأحزاب السياسية بتطور النظام الديمقراطي الذي طبق حق الاقتراع العام ، وبتكوين المجالس النيابية ، التي كان أعضائها يسعون الي إعادة انتخابهم مرة أخرى . وكلما زاد عدد الناخبين ، زادت اهمية التنسيق مع المرشحين الذين يتفقون في الاتجاهات والآراء والمواقف السياسية والفكرية. ومن خلال هذا الالتقاء على اساس انتخابي مهد تأسيس أحزاب سياسية. وهكذا ارتبطت نشأة الأحزاب في الدول الأوروبية بالانتخابات والعمل البرلماني في معظم الأحوال.
2-احزاب التكوين الخارجي : اذ نشأت الاحزاب السياسية الحديثة نتيجة لجهود الجمعيات الفكرية والنوادي الشعبية والنقابات العمالية وغيرها ، خارج البرلمان .
وهذا يعني نشوء أحزاب سياسية خارج اطار المجالس النيابية أو البرلمانات ، وليست مرتبطة بالعمليات الانتخابية ارتباطا مباشرا ، لأن الهدف الأساسي لأي حزب سياسي هو الوصول الي السلطة أو المشاركة فيها عن طريق الانتخابات .
فالأحزاب ذات النشأة الخارجية تتكون بفضل مؤسسة قائمة ولها نشاط خارج عن البرلمان وعن العمليات الانتخابية، أو بمبادرة من أفراد أو هيئات سياسية أو فكرية .
ويلاحظ أن الأحزاب ذات التوجهات الاشتراكية تكون عادة ذات نشأة خارجية ، حيث كان تكوين الكثير منها في الدول الأوروبية مرتبطا بتطور العمل النقابي ، وإن كان أهم هذه الأحزاب وأقدمها (حزب العمال البريطاني) نشأ بفضل جمعية ثقافية فكرية هي (الجمعية الفابية) .ولعبت منظمات طلابية وتكتلات جامعية أدوارا مؤثرة في تأسيس بعض الأحزاب السياسية، وخصوصا الاشتراكية أو اليسارية التي تعني بالقضايا الاجتماعية .كما ساهمت الجمعيات الماسونية في إنشاء بعض الأحزاب وخصوصا في فرنسا وبلجيكا. ولعبت منظمات كاثوليكية ، دورا بارزا في ظهور الأحزاب المسيحية اعتبارا من أواخر القرن التاسع عشر وحتي العقد الثاني من القرن العشرين .
وتعتبر حالة تدخل الكنيسة حاسما في نمو الحزب المحافظ المسيحي (كاثوليكي) . ولعبت الجمعية الكاثوليكية للشباب الفرنسي دورا مساعدا في تكوين (حزب العمل الكاثوليكي) ، وساهمت جمعيات المحاربين القدامى عقب الحرب العالمية الأولي (1914 – 1918) في خلق الأحزاب الفاشية في ايطاليا وألمانيا التي كانت وراء نشوب الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945). وكذلك كان هنالك دور للشركات والتجمعات الصناعية والتجارية والمالية في تأسيس أو تدعيم أحزاب تدافع عن مصالحها، فقد عملت مؤسسات اقتصادية كبرى على تأسيس أحزاب سياسية كما في دور بنك وسكة حديد مونتريال في تأسيس حزب المحافظين في كندا عام 1854.

#اوراس_معتز (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات