أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف أحمد إسماعيل - بلاغة العنف توصيف في الحالة السورية














المزيد.....

بلاغة العنف توصيف في الحالة السورية


يوسف أحمد إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5069 - 2016 / 2 / 8 - 14:19
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


إن المتابع للأزمة السورية يلاحظ سرعة دخولها في طور من العنف يثير الدهشة، ليس من صوره المرتبطة بمشاهد التعذيب أو الضرب حتى الموت أو الذبح أو التمثيل بالجثث ، فحسب، بل بالخطاب المرافق للأحداث، عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والخطاب المتداول بين المؤيدين والمعارضين؛ حيث يسود التكفير والتخوين ، وتنتشر الشتيمة ،ويغيب الحوار بين أصدقاء الأمس ، وتكثر الاتهامات بالطائفية و المذهبية بين الذين لم يفكروا يوما في علاقاتهم الاجتماعية بالدين بوصفه رابطا اجتماعياً مقدسا في العلاقات الإنسانية . بل إنه يمكن القول :إن جزءاً كبيراً من المؤيدين والمعارضين في الأزمة الراهنة كانوا يتحلقون حول طاولة واحدة، ويتحدثون عن سبل تحقيق الحلم بالعدل والحرية والكرامة، وفق أجندة سياسية سلمية، تدفع بالمجتمع السوري نحو حقبة جديدة من النمو الاقتصادي، والبعد الحضاري .
فكيف تحول الخطاب في الأزمة الراهنة من خطاب سلمي ثوري حضاري في بداية 2011 إلى خطاب اتّهامي ، عنفي متشدد بين من كانوا معارضين قبل 2011 وانقسموا إلى معارضين وموالين بعد 2011 ؟
في بداية ثمانينات القرن الماضي، ركز الإخوان المسلمون في منشوراتهم على مذهبية رأس النظام، كوسيلة لمحاربة السلطة السورية عبر استغلال المشاعر الدينية والتعصب المذهبي في حلب وحماة وإدلب ذات الأغلبية السنية، وعلى الرغم من فشلهم في الانقلاب على السلطة إلا أنهم أبرزوا إلى السطح المسألة المذهبية ؛ إن كان في الشارع السوري أو في غرف السلطة السورية . فعلى مستوى الشارع كان يتم الهمس سرا بذلك، بلغة ساخرة أو متأففة عند البعض؛ وعلى مستوى السلطة السياسية تمثل رد الفعل بأمرين: الأول تعزيز مواقع القوة بالمؤيدين لها أو المتماهين مع قبضتها الأمنية بغض النظر عن انتمائهم المذهبي أو الديني، وكلما تعددت عناصر الارتباط معها كان ذلك أفضل لها، لتعزيز الثقة والشعور بالاطمئنان . الأمر الثاني التفات النظام إلى المكونات الطائفية في المجتمع السوري ، والعمل على تمثيلها في دوائر النظام بغض النظر عن فاعلية هذا الموقع أو ذاك ، إذ لم تكن الغاية المشاركة في السلطة وإنما دعمها .
غير أن ذلك الخطاب الطائفي التحريضي لإخوان المسلمين غاب من الواجهة المباشرة من وعي الشارع في العقود التالية، وبقيت صورة القبضة الأمنية والفساد الإداري والتوق للحرية والكرامة والعدل هي الصور المهيمنة على المشهد الاجتماعي برمته. وحين وجد الناشطون السلميون الفرصة مواتية للمطالبة بالتغيير الديمقراطي شكلوا خطابهم على أساس " الشعب واحد واحد " ولكن ذلك لم يستغرق طويلا إذ سرعان ما انسحبوا تحت وطأة بندقية النظام، وانتشار الكتائب المسلحة بخطاباتها التكفيرية والسلفية والطائفية، ثم علا صوتها على المشهد، وانحسر دور المثقف العضوي العلماني إلى حد الغياب . وبدا وكأن الحوار بين المكونات الاجتماعية يفرض على المواطن إما أن يكون مؤيداً أو معارضاً؛ مؤيداً ليس لما كان يجب أن يكون ثورة ضد الاستبداد والفساد، وإنما مؤيداً للكتائب المسلحة بخطابها العنفي، والتحريض الطائفي، أو مؤيداً للنظام بوصفه مناهضاً للتكفيريين والإرهابيين ، في حين أن المواطن السوري لم يكن يبحث عن الانخراط في العنف بين المتنازعين على السلطة ، وإنما في صفوف الباحثين عن العدل والحرية والعيش بكرامة في وطن آمن .


من هذه المفارقة في التحولات التي أصابت الأزمة السورية لم يكتشف البعض تموقعه الطبيعي في لجة الصراع فانحاز إلى خطاب العنف عند الموالين أو عند المعارضين ،وتماهى مع الخطابات التحريضية الطائفية او المذهبية او الدينية ، وعلى الرغم من ذلك مازال يتحدث باسم الشعب وباسم الحرية وباسم مقاومة الاستبداد !!!





#يوسف_أحمد_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستقواء - توصيف في الحالة السورية -
- الثورة بين مطرقتين - توصيف في الحالة السورية -
- ثورة الكرامة والحرية - توصيف في الحالة السورية -
- المثقف وأزمة العنف - توصيف في الحالة السورية-


المزيد.....




- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...
- كيف اتفق صقور اليسار واليمين الأميركي على رفض دعم إسرائيل؟


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف أحمد إسماعيل - بلاغة العنف توصيف في الحالة السورية