أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق محمد عبدالكريم الدبش - في يوم شتائي مع غانية في القطار !..















المزيد.....

في يوم شتائي مع غانية في القطار !..


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 5068 - 2016 / 2 / 7 - 09:32
المحور: الادب والفن
    


في يوم شتائي مع غانية في القطار !..
وأنا في وِجْهَتي للسِحْر الذي رافقني !.. عند محطة قِطارٍ لا أعرف وِجْهَتُه !... أِسْتَقَلًْتْهُ صبية في العشرينات من عمرها ، ممشوقة القوام !... تفترش الأرض !!بهندامها وأناقتها ..كأنها طاوس حط في مملكة الطيور والغيد الحسان !.. فأضفى شئ من الوقار والترقب والذهول ... وأُشيعَ صَمْتٌ !... كأنه ينذر بزلزال ..أو عاصفة هوجاء قد يُحْدثانِ شئ غير معهود .. كانت تحدق فيما حولها !... وكأنها نسر كاسر قد دخل مملكة الطيور !.. فَأُخْضِعَ من فيها ..! بخوف ومهابة وذهول ...
فَتَقْدَمَتْ وسَط الجمع المترامي على جانبيها عند مدخل العربة !.. وكأن الجميع يقول لها بعد أن رفعوا قبعاتهم أحتراما وهيبة وتعجب !... تفضلي أيتها الكحيلة ..الجميلة الصهباء !..
فَصَعَدَتْ وَكُنْتُ حينها ..! في مدخل العربة وأَهِمُ بالدخول لِأخُذْ مقعدي في القطار .. فَجَلَسْتُ في منتصف العربة ... وتشاء الصدف !... ولا أدري هل حضي العاثر أَتْبَعَها لِتَجْلِسْ مُتَقابِلَة معي ؟.. أم هي فرصة تتمناها النفوس الغائرة في عِشْقِ تِلْكُم الساحرات .. المتغنجات ، الأَسِراتُ للعقلِ والقلبِ معا ؟..! تبعتني ومن دون أن أدري !.. رأيتها جالسة أمام مِقْعَدي !.. شئ ليس كمثلها من البشر !!.. في تنهدها وحركتها وأناقتها وطريقة الهمس واللمس والتغندر ..!.. والرسائل التي تنطلق من كل جزء من أجزاء جسدها المُبْهِرُ.. الأَسِر للناظر الى عيونها التي ترمي بلحاضها وكما قال المتنبي
[ سَبَتْني بدَلٍّ ذاتُ حُسْنٍ يَزينُها, تَكَحُّلُ عَيْنَيها وليسَ لها كُحلُ.
كأنّ لحاظَ العَينِ في فَتْكِهِ بِنَا, رَقيبٌ تَعَدّى أوْ عَدُوٌّ لهُ دَخْلُ.
ومن جَسَدي لم يَترُكِ السّقمُ شعرَةً, فَمَا فَوْقَها إلاّ وفيها لَهُ فِعْلُ ] .
كَأَنَ الجالسين من حولها ..! قد أنتابهم الشرود اللافت والأنبهار !.. وحتى من لا يجاري السكنات !... ولا تتملكه الأيحاءات !... فقالت هل أنت ذاهب الى ( فرانكفورت !؟) فَتَلَعْثَمْتُ برهة .. وجف فمي ..وَكِدْتُ أَلْعَقُ..! ضمأ السنين الخوالي ..من سُمارِها وغنجها !!..ما يُرْويني ، وما رمتني سهامها المتطايرة من ألحاضها ، فأصابتني بسهم في مقتلي !.. لولا تداركها المتعجل في أسعافي بتواصلها معي ...
وَأَسَرتْني صبابتها وجمالها وعظيم جاذبيتها !..
وتوقفت الأحرف والكلمات لبرهة !.. ولا أدري هل أنا ذاهب الى ... ولماذا أبغي السفر الى هناك ؟ ... فقلت وبشكل لا شعوري !..نعم أنا ذاهب الى المانيا !..
كم من الوقت تستغرق الرحلة هذه ؟.. سألتني !... لا أدري ربما خمس ساعات أو أكثر !... حسنا !.. أنا لا أدري أين جالس الأن ؟.. ولا أين المسير !.. فكيف لي أن أُدْرِك المسافات !.. والزمن !.. هل توقف ؟.. أم مازال يَعًدُ الثواني والدقائق والساعات .. هكذا كنت أدندن مع ذاتي !...
حاولت أن أتمالك نفسي !.. وأستعيد توازني .. !.. والعودة للتحديق بها وعن أستحياء وخجل !.. مقرون بأنبهار وتعجب .. وخشية أن تُأَنْبُني لتحديقي بهيبتها وقوة جاذبيتها ...! فقد تَلْحَظُ تقاطيع وجهي .. وأنبهاري بها !.. أو هكذا كنت أضن !.. بالرغم من حذري ومحاولتي أخفاء حقيقة أهتمامي المثير والكبير ..!!
وَلِمَ كُل هذا التَوَجُسُ ؟.. ومَنْ هي حتى أَصْبَحْتُ مِثْلُ سارق تُطارِدُهُ الشرطة لتعتقله بالجرم المشهود ؟!!..
يساورني شئ من هذا !..وتنتابني قشعريرة وخوف من حقيقة هذه المشاعر المجنوة والبعيدة عن الواقع المفترض .. ولكن عاوَدَتْني أسألة !.. وَأحْتارَ الفِكْرُ وجاشت العواطف وأنبلج شئ من تهدئة النفس والسريرة لتطرح عليي أسْتِفْهامات وأسألة !.. عن كنه وسر وجاذبية هذه المخلوقة الملائكية اللعوبة ..!
كم يفوح من وجنتيك خمرة عذبة رقيقة صادحة .. في غنجها .. وسحرها !... ووجه سماوي .. صبوح ، كأنه طائر يصدح ويغرد أجمل الترانيم ..!وأعذب الأنغام !... يالكِ من أمرأة غيداء ..شهلاء !... تنادم الكون في سكرته ... وتصحو على هفيف رياح سنابل ربيع بألوان الطيف الشمسي ، بأزهاره ووروده ... فَتَسْتَلُ الألم والكمد من مَكامِنَه !... لترميه بعيد عن رَوْنَق وَبِشْر الحياة وأريجها المعطر بكل الرياحين... فَتَنْسجُ خيوط الشمس الذهبية لظفيرتها المتدلية على متونها !.. منسابة على سيقانها العارية وخصرها النحيل !.. كأنها وتَنْظِمُ قصيدة لم يشدو كلماتها مُبْدِعً فَنانً لامع ، ولم يَقُلْها شاعر عملاق، وهو يتغزل ويتسامر مع الغيد الحسان .
من أنتي ومن هو أبوكِ .. وأمكِ ؟ ... وَمِنْ أَيُ دين وطائفة تنتمين ؟ ... لا تقولي أنا مِنْكُمْ سلالتها ؟
بل أنا حتفكم ..! متمردة رافضة لماضيكم وما أستجد به وما تفترون ... أنا من هاتيك الضنون !... خرجت لكم من جهنمكم هذي التي قُروناً بها تَصْنعون لها هالة من المجد الكاذب !.. الذي فيه تتوعدون وتقسمون ؟!.. بأنكم ستلقوننا ومن كان منا وفي شرعتنا !.. من الكافرين في عرفكم !! ... من السافرات ..الساحرات !..المتبرجات !!؟.. الجميلات .. ، مثل اللاتي في جنتكم التي بها توعدون !!؟!... فَأَتَيْتُ من مِحْرابِنا !.. من نار جَنًتِنا !.. لجنتكم وما به تحلمون !! .. وَجِلْتُ عند غِدْران الحرائر من بناتكم !... عَللني أُجادِل عُقولَهنَ ! وما جناه الخالق وما تَدْعُونَ أليه من مجون !... هلا كَتَبْتَ لِيَ قصة المجون ؟.. في يقضتكم والمنام ؟... ونواحه وهيامه بصحراء نَجْدٍ والعَسير ؟ ... أه منكم ومن عقول خربها التَرَفُع والفِخار !... وما زالت تقول !... مِنْ هنا مَرًت بني العُرْبُ !... ومن هنا مَرًتْ أُمَةٌ !... تَعْتاشُ مِنْ زَيفِ الحضارة والتأريخ والماضي التليد ..!!!؟
كم عُمْرُكِ ... وما أسمك ... وأين تسكنين ؟.. ومن أي دين وَمِلًلَةٍ تأتين ؟.. قالت وما شَئْنُكَ بمللتي وبديني ؟ .. أما أَنَ لَكُمْ يا أبناء يَعْرُبَ.. أن تُبْعَثوا مِنْ جديد ؟..
فَتَجاذَبَتْ معي أطراف الحديث !.. وأشْفَقَتْ في غَنَجِها وكلامها المُنَمًقُ المختار بعناية ، المتبصر والمتمنطق بكل ما تريد قوله !.. دعك من هذي الذي تُسَموهُ .. المجد والحضارة !.. وتعالوا لجهنمنا !.. واتركوا جناتكم الكاذبة المُضَللة !.. المُخَرِبَةُ للعقول .. والناشرة للموت ووئد الحياة في جنتكم !؟!
كم بقي على وصولنا ؟.. أم أننا لا نبغي التوقف !.. لنستمر في رِفْقَتِنا سويتا ؟ .. الى جِنانِ عالمنا ... مِزْهَرُ الخُلْدِ في كوننا الفسيح ..
فقلت لها وهل مَنْ هو أَجْمَلُ وأَرَقُ .. وأكثر سحرا وأِغْراء وسعادة بجَنَتُكِ وسحرها المكنون ؟ .. فنغور في أفيائها .. وننعم من نعمائها ..ونقتسم حلوها ومرها ... وعلى الحب والمودة والحلم والأمل بيوم قادم سعيد.. نمسي ونصبح على مكامنها وأسرارها ...
قبلتها من ثَغْرٍ تَفوحُ منه أَطْيَبُ العُطور .. ورِضابُهُ يحي المَيْت ..!فينهض من غفوته الأبدية !.. ليصلي في مِحْرابُكِ ، أيتها الأله الباعث للحياة والأمل بيوم أسعد جميل ...
وتبادلنا أجمل الأماني !... وأسخلصنا من لقائنا أصدق العبر ..
بأن الحياة ومَنْ عَلَيْها وما فيها ... لا تدوم محاسنها بالتمني والأحلام والأمل ..! ؟... بل بالعمل والحب والأصرار والأمل بغد يفوح من مكامنه الخير .. من جمال ورقة وسعادة وحب يقترن في جوهره .. أن العمل هو الصانع للحياة ولبشرها وحلاوتها .. في كل حين ووقت وزمان ومكان ... فتعاهدنا أن لا يفرق بيننا كل أفاك ووائد لحياة بني البشر ..ونعشق سويتا ونعمل سويتا !.. وعلى الحب نلتقي .. وبه تدوم النعم ، وحصد كل جميل وسعيد لبني البشر .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
7/2/2016 م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليهم ولسموهم ورفعتهم ... للضحايا الشيوعيين أكتب .
- بيع ممتلكات الدولة !!؟
- هناء أدور .. ايتها القديسة الحالمة !
- عشم أبليس بالجنة !!..
- لنخلة العراق وهامته الرفيعة ..
- لنخلة العراق وهامته الرفيعة ...
- أليكِ يا جميلة الجميلات ...
- خاطرة المساء ...
- خاطرة المساء .. في حانات لندن !..
- الذكرى 67 ليوم الضحايا الشيوعيين .
- حول ما جاء به خطيب الحرم المكي في خطبة الجمعة ؟
- فصل الدين عن الدولة / المعدل
- الى متى يستمر طمس الحقيقة والتستر على المجرمين والقتلة ؟ .
- كلمات نبعثها في أناء الموتى لصديق !..
- أصبوحة لسورية المجد والسحر والجمال .
- الضرب تحت الحزام ؟!!..
- الى من رافقني رحلتي أكتب !..
- ما اختزنته ذاكرتي عن برد جوريد .
- دندنة مع الأوجاع .. عند المساء ..! .
- أضافة على ما جاءت به الفاضلة ندى محمد .


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق محمد عبدالكريم الدبش - في يوم شتائي مع غانية في القطار !..