أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - البرلمانات العربية!














المزيد.....

البرلمانات العربية!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 10:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البرلمانات التي تدار من قبل الحكومات والمتورطين في قضايا الفساد واستغلال النفوذ والمناصب والمتاجرة بقوت الشعب، برلمانات عاجزة غير مؤهلة لتشييد البناء الديمقراطي، وممارسة الديمقراطية التي يطالب بها الجميع!
والفجوة الكبيرة التي يعاني منها اغلب البرلمانات في الدول العربية انها كثيرة الشعارات عن الديمقراطية وحقوق الانسان الرائجة اليوم، في حين انها وعلى الصعيد الواقع والممارسة تعاني من اشكالية وهي غياب الديمقراطية داخل هذه البرلمانات، وهو ما ينطبق ايضًا على القوى السياسية التي تطالب بالديمقراطية وفي صفوها تفتقد الى الديمقراطية! ليس في ذلك اي جديد، بل هذا هو الحال، وهو المأزق الحقيقي على مستوى الممارسة السياسية التي لم تتمكن من القيام بتغييرات ديمقراطية عميقة تدعم التنمية ومصالح الطبقة العاملة والفقراء والعدالة، والتعددية واحترام الرأي الآخر وحقوق المرأة. احدى الدراسات عن البرلمانات في الدول العربية تقول: اسباب غياب الثقة بين البرلمانيين والمواطنين العرب غالبًا ما يرتبط البرلمانيون في العالم العربي ارتباطًا وثيقًا بالنخب السياسية. والامر الثاني يتهم اعضاء البرلمان بأنهم يرشون الناخبين بالمال والوظائف وغير ذلك من الامتيازات. والامر الثالث اعضاء البرلمان العرب من اكبر البرلمانيين سنًا في العالم بمعدل اعمار يصل الى 55 عامًا.
ومع انه من السذاجة القول ان البرلمان هو تلك العصا السحرية التي تفتح كل الابواب في وجه المواطن الحالم بظروف معيشية واقتصادية واجتماعية افضل! الا ان هذا الكلام ليس تشاؤمًا، لان الديمقراطية وكافة الحقوق التي هي من حق كل الشعوب ليست انتقالاً سهلاً، بل هي محكومة بظروف ومصالح متناقضة وقوى سياسية لا يكفي انها قوى وطنية، بل قادرة على قراءة الواقع قراءة عقلانية موضوعية تتحاوز متاهات الطائفية والمذهبية والتطرف السياسي والقبلية، ومصالح طبقية واقليمية.
ومن هنا يقول الباحث محمد عابد الجابري في كتابه وجهة نظر نحو اعادة بناء قضايا الفكر العربي المعاصر ان الضغط الديمقراطي لا يمكن ان يمارس مفعوله الا في وضعية ديمقراطية حقيقية. اذن يجب ان تتوافر مؤسسات شعبية حرة واجهزة حكومية تخضع لهذه المؤسسات وتتصرف تحت مراقبتها لكي يمكن ان تمارس القوى الشعبية ضغطها. ويقول ايضًا ان من مظاهر الانقلاب التاريخي المطلوب من الديمقراطية احداثه في الوطن العربي، انقلاب قوامه احلال الولاء للفكرة وللاختيار الايديولوجي الحزبي محل الولاء الشخصي، حيًا كان او ميتًا، شيخًا لقبيلة كان او رئيسا لطائفة واحلال التنظيم الحزبي المتحرك محل التنظيم الطائفي والعشائري الجامد، كل ذلك وصولاً لتحقيق انتقال سليم للسلطة، بمعناها الواسع، من الفئات التي كانت تحكم قديمًا وفقدت اليوم ما كان يؤسس امتيازها واهليتها الى الفئات الاوسع التي افرزها التطور الحديث وجعلها مؤهلة كمًا وكيفًا لتولي الحكم والمسؤولية.
انه الانقلاب الذي يجعل الوحدة الوطنية، عبر التعددية الحزبية، تعلو على الاطر الاجتماعية القديمة، ويجعل انتقال السلطة وسريانها في جسم المجتمع يسير سيرًا طبيعيًا مواكبا لما يحدث من تطورات.
اذن ما تحتاجه الدول العربية، تنظيمات سياسية ديمقراطية ليست محسوبة او مرتبطة بالطوائف والقبائل والانظمة، تنظيمات -كما يراها المفكر عبدالله خليفة في مقال له تحت عنوان «التغيير الديمقراطي ممكنّ»- تعتمد في عملها على تقوية المؤسسات المنتخبة، وهل مشكلات الناس. ويعلق بكلام اكثر وضوحًا: الارض العربية ملغمة بالقوى الطائفية السياسية وعدم قدرة الحكومات على إجراء تغييرات اقتصادية واجتماعية وثقافية تبدل المعيشة الهابطة.. في كل مكان يتقدم الطائفيون الفوضويون بمشروعاتهم المتغلغلة مقسمين الشعوب لأحياء متعادية، والناس تسقط فريسة لهم، وبدون قوى تقدمية وديمقراطية توحيدية تنزل كل الساحات وتطرح آفاقًا مختلفة لا امل هناك.. ليس ثمة فواصل بين البناء الداخلي الجديد للجماعات والمشاركة في البرلمانات والبلديات، فالتحول الداخلي السياسي وبناء الانسان الديمقراطي يحتاج الى وقت طويل، ويكتسب ايجابياته بممارسته النضالية وخاصة في المؤسسات العامة المنتخبة، التي تتطلب منه تضحية فريدة وعمقًا سياسيًا واقتصاديًا وقراءات مستمرة للمؤسسات الحكومية الاقتصادية ومشكلاتها وطرق تطويرها لصالح الجمهور. فاذا كان الجمهور يبحث عن عقول وطنية متفتحة وطنية حكيمة، متعطش لاصوات جديرة مدافعة عنه لا ممزقة لصفوفه، فان هذا الجهور يبحث عن المناضلين الاوفياء لاوطانهم وشعوبهم المضحين.
ان مجمل الدراسات والمناقشات المتخصصة بتطوير العمل البرلماني تؤكد ان الاداء التشريعي والرقابي في البرلمان هو مسألة وثيقة الصلة بالديمقراطية، فبعيدًا عن الديمقراطية لا يمكن ان نتخيل ان الوظيفة التشريعية سيتم تفعيلها على نحو حقيقي بل حتى الوظيفة الرقابية كذلك!
واذا كان يرى البعض ان المجالس النيابية في الدول العربية يجب ان تكون اكثر تمثيلاً، فان هذا الجانب يتطلب قانونا انتخابيا عادلاً ومنصفا وقيام احزاب وطنية وتوفير مناخ ديمقراطي حقيقي.
والامر الآخر والمهم ان هيمنة السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية، وان غياب التوازن السياسي في بعض البرلمانات العربية، وتدني وعي النواب، وشراء الاصوات وهو ما يفعله المال السياسي يُعد من معوقات العمل البرلماني في الدول العربية!



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن استراتيجية التنمية الدولية!
- انهيار اسعار النفط والقرارات المطلوبة!
- الثقافة الوطنية الديمقراطية
- عن -الربيع العربي--
- الدين العام مرة أخرى!
- دولة الإمارات والابتكار وتمكين المعرفة
- العمالة المحلية في القطاع الخاص!
- الكتابة بحبر أسود
- البطالة في الدول العربية!
- عن التنمية والعلم والثقافة!
- الحفاظ على المال العام ومكافحة الفساد!
- عقود العمل المؤقتة.. ألبا أنموذجاً!
- إنها لعبة المصالح!
- جنوب شرق آسيا.. وحماية المصالح الأمريكية عسكرياً!
- جمعية المرأة البحرينية واحتفالية الاتحاد النسائي العالمي
- ماذا بعد التدابير الاقتصادية الجديدة؟
- سلمان
- غياب قانون مستنير للصحافة
- يوسف عبدالله يتيم والنقد الأدبي مخابرات الجماعة!
- مخابرات الجماعة!


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - البرلمانات العربية!