أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - المصالحة الفلسطينية ...مرة أخرى















المزيد.....

المصالحة الفلسطينية ...مرة أخرى


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5066 - 2016 / 2 / 5 - 17:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مرة أخرى ، نجد أنفسنا مضطرين للغوص في موضوع المصالحة الفلسطينية ، الذي أصبح ممجوجا أكثر من اللازم ، لأن قطار المصالحة الفلسطينية ، إنطلق منذ الإنقسام عام 2007 من غزة ، ووصل لاهور وكولالمبور مرورا بالقاهرة ودمشق وبيروت والدوحة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والخرطوم وصنعاء ، وأبى المنقسمون أن يجبروا كسرهم حتى عندما خدعونا ووقعوا إتفاق المصالحة عند أستار الكعبة ، وكانوا بوضعهم هذا ينفذون الجندة الإسرائيلية التي تحظر الوحدة الفلسطينية ،كما حظرت الوحدة العربية.
قبل الغوص في خضم الموضوع ،لا بد من القول أن الإنقسام الحمساوي الداخلي ، سبق الإنقسام الفلسطيني الداخلي ، فحماس الداخل التي يقودا الخطيب هنية ، إرتضت ب"المواجهة " التي تتم على إستحياء مع إسرائيل ، وتفرضها إسرائيل بطبيعة الحال ، والمفروض انها تنسب للشعب الفلسطيني ، لأنه هو الذي يقدم القرابين بدون حساب ، في حين ان حماس الخارج بقيادة خالد مشعل ، فقنعت بالبهرجة لإعلامية والمشي على سجاد القصور وتقبيل الأيادي وجمع الأموال .
في هذه المصالحة التي تطل علينا طبعتها الخيرة في هذه الظروف المتأثرة بالتغير المناخي الذي يمهد لتغيير ديمفراغفي هائل ، هناك من يقرأها بثلاث قراءات ، وكلها برأيي معتمدة ، وهي أن هذه الدعوة الحمساوية للمصالحة ، مناورة وإلتفاف على لقاء مرتقب بين فتح وبين حماس الخارج "الدوحة"، وهي رسالة من حماس الداخل إلى حماس الخارج مفادها أن القرار بيد حماس الداخل ، إضافة إلى أن هذه المصالحة أو بالأخرى الدعوة إليها ، تكرس شرعنة الإنقلاب الحمساوي عام 2007.
لا نغالي في القول أن حماس التي تأسست بدفع إسرائيلي - إقليمي ، كتنظيم ديني عام 1987 ، للخبطة الأوراق ، وتعطيل المفاوضات التي كانت مرتقبة بين قيادة منظمة التحرير والإحتلال ، وللتفصيل اكثر فإنه كان مطلوبا منها ان تخرج بيافطة "خائن "أمام الزعيم الفلسطيني آنذاك ياسر عرفات في حال قبوله بالتفاوض مع إسرائيل ، ويافطة "نحن البديل " في حال إعتذر عرفات عن التفاوض ، وها هي تطبق التكليف بحذافيره ، إذ أسهمت في إعاقة تنفيذ إسرائيل لما نصت عليه اوسلوا ، وتتفاوض مع إسرائيل سرا للحصول على مكانة منظمة التحرير والسلطة.
هذه سقطة لا تطال حماس لوحدها ، بل تطال من تدثرت به من الإسلام السياسي الذي إنطلت عليه اللعبة ، وصدق بأن المطلوب إنشاء تنظيم ديني لخوض المعارك مع إسرائيل ، وكأن الله جل في علاه بعث بمحمد في تلك الأيام ، وفرض الجهاد على المسلمين ، علما أن الإسلام السياسي هب لتحرير جبال تورا – بورا الأفغانية المزروعة بالحشيش ، متحالفا مع الرأسمالية الأمريكية ضد السوفييت آنذاك بحجة أنهم ملحدون.
ها هي حماس التي حظيت بدعم صناديق الإخوان المسلمين - الذين لم نراهم في ساحات الوغى إبان فترة الكفاح المسلح الذهبية ، وبالرعاية الإسرائيلية وبعض الإقليمية ، ويقيني لو أن الإخوان إنخرطوا في الكفاح المسلح كما أمر الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز، لما كانت النهاية على هذا الحال الذي نحن فيه – تمارس نفس ممارسات قيادة منظمة التحرير ، ولكن بدون ذكاء يذكر ، فحماس الخارج إعتادت على التنقل بين الأحضان وتقبيل الأيادي ، في حين ان حماس الداخل تتفاوض مع إسرائيل ، للحصول على إذن بتأسيس إمارة إسلامية في غزة ، ولا بأس لو إمتدت إلى سيناء.
وها هو العرّاب الحمساوي د.أحمد يوسف يحفظ خارطة الطريق إلى أوروبا عن ظهر قلب ، لإقناعهم بسحب تأييدهم للسلطة ومنحه لحماس ، كما أن حماس الداخل تسيطر على غزة وتهيمن على المقاومة هناك ، ولا تسمح لأي فصيل بلإقتراب من الحدود لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل ، ولا ننسى إطلاق النار الحمساوية على ركب المقاومين من غير حماس ، لثنيهم عن مواصلة طريقهم ، ولا أستثني السلطة من هذه الممارسات.
البصمة الإسرائيلية نافرة في المشهد الفلسطينيى ، بدليل أن الإنقسام هو سيد الموقف ، إن في حركة حماس أو السلطة ذاتها ، فرغم ما قدمته سلطة اوسلو للإحتلال من تنسيق أمني وصمت عن مصير الأقصى والقدس ، وتحمل تكاليف الإحتلال ، والنيل من الشخصية الفلسطينية وتحويلها من شخصية ثورية إلى شخصية خانعة ، فإن مستدمرة إسرائيل لا تحترمها ، لأنها لا تحترم عملاءها أصلا ، بل تلقي بهم جيفا عند أقرب مزبلة ، وها هي تؤلب الرأ ي العام العالمي على الرئيس محمود عباس ، متهمة إياه بعدم الرغبة في تحقيق السلام مع إسرائيل ، مع انه والغ في ذلك ويهيء الكثير الكثير من الأمن والأمان لها ، بإعتراف قيادات فلسطينية علنية تتعلق بإحباط السلطة عمليات فدائية ضد إسرائيل .
ما ينطبق على السلطة ، مفصل تماما على مقاس حماس التي عمقت الإنقسام الفلسطيني ، وإختطته لها منهجا ، وبدأنا نسمع عن حماس الداخل وحماس الخارج ، ناهيك عن المفاوضات السرية مع إسرائيل ، ومعروف أن إسرائيل تشاغل الجميع ، لتوريطهم لكنها لن تمنح أحدا منهم طرف حبل النجاة.
لو كانت السلطة وحماس خاليتين من الإشعاع الإسرائيلي ، لإتفق الجميع على العودة إلى الجذور وممارسة الكفاح المسلح الطريق الحتمي والوحيد لتحرير فلسطين ، وعند ذلك سنرى نتنياهو وقد إضطر لتغيير تموجات لسانه ، ولإضطر لخلع ثوب التعنت عنه ، لأنه سيدفع ثمنا باهظا لكل لحظة تعنت يتشدق فيها بالقوة ، لكن إسرائيل تعرف كيف دقت مساميرها الفولاذية المسمومة في الخشب الفلسطيني التالف أصلا.
تسعى حماس إلى شطب السلطة الفلسطينية والإستيلاء عليها ، علما انها من نتاج أوسلو الذي يفترض من حماس أنها ترفضها ، وكذلك تريد حماس شطب منظمة التحرير الفلسطينية ، وأن تصبح هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطينية ، كي تجلس مع إسرائيل مسلحة بقوة ما بعدها قوة ، وهي انها قوة دينية تشرعن أي إتفاق تتوصل إليه مع إسرائيل ، من خلال صبغتها الدينية والدعم الذي تحظى به من قبل الإسلام السياسي ، والسؤال : كيف سنفهم المعادلة ، وحماس حاليا تلتقي علانية مع نتنياهو في الموقف من السلطة ؟ إذ أن نتنياهو يهدد هو الآخر بشطب هذه السلطة.
حماس الآن في ورطة ما بعدها ورطة لأن شهر عسلها مع حلفائها الجدد قد إنتهى بغير الصورة المرجوة ، وأعني بذلك إيران ودمشق ، وقد طردتها إيران من رحمتها وبات محرما عليها تقبيل يد المرشد ، وعدم التمتع بالمقسوم إيرانيا ، لأن إيران إشترطت عليها الإعتذار أولا من نظام البراميل المتفجرة في دمشق ، قبل العودة إلى الحضن الإيراني والسوري بطبيعة الحال ، وان تشارك الحوثيين قتالهم في اليمن ، وبالتالي أن تحرم من العطف العربي وفي المقدمة السعودية التي تناصب إيران العداء.
هذا ما يفسر تكثيف خطيب الجمهة الشيخ هنية تصريحاته النارية ، للإيهام بقدرة حماس على مواجهة مستدمرة إسرائيل ، وكذلك تحذيراته المتفاقمة لإسرائيل من أن الرد الحمساوي سيكون جد مزلزلا ضد أي هجوم على غزة من مستدمرة إسرائيل ، علما ان إسرائيل لم توقف عدوانها على غزة لحظة واحدة.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر جنيف 3...العبث بعينه
- أمريكا ..السعودية ..إيران
- مضايا ..الموت المفاجيء
- إنتفاضة القدس ...الدهس والطعن وقضايا أخرى
- إسرائيل تريد بقاء الأسد لأنه يرفع الشعارات.. ولا يحاربها ... ...
- مناسبة سحّابية عطرة
- إطلاق تيار سياسي جديد في الأردن
- خطاب الملك في واشنطن ينصت له جيدا ولكن.....
- صراع عربي- إيراني جديد
- الأردن ...لماذا يجوع ويعطش؟
- كش داعش
- فرقة نهاوند الإفريقية –الفلسطينية شوكة في حلق وعيون الإحتلال
- إختتام فعاليات الموسم السابع للحنونة ..إيذان ببداية المشوار
- فرقة -الطنبورة - ..قلب مصر النابض بالعروبة
- أبو حمور: الوطن العربي يحتاج 3.5 مليون فرصة عمل سنوياً وتمكي ...
- الشبكة العربية للسيادة على الغذاء ..سلاح عربي بإمتياز
- فرقة الحنونة ..حنونة فلسطين
- إسلامية القدس ..أصول السيسي ورخص التوظيف
- قرية بيوضة ..مثال يحتذى
- داعش ..خريج كهف جبل الكرمل بحيفا


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - المصالحة الفلسطينية ...مرة أخرى