أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي فارس - أوراق مهاجر














المزيد.....

أوراق مهاجر


سامي فارس

الحوار المتمدن-العدد: 5065 - 2016 / 2 / 4 - 01:45
المحور: الادب والفن
    


أوراق مهاجر

سامي فارس

يادجلة الخير، يسابقني الشوق إليكِ الى بغداد الحبيبة التي عاشت في داخلي ذكريات وصور في المدن الغريبة كنت احلم بالعودة اليها بعد ان يهلك الطاغية.
مع هبوط الطائرة على مدرج المطار ، يكاد قلبي يقفز شوقاً ولهفة حتى خفت ان يخذلني في تلك اللحظات عند لقاء الإهل والإحبة والإصدقاء بعد كل هذه السنين تحقق حلم وأجمل مافيه زيارة العتبات المقدسة .
لا اعرف بعد ذلك كيف تسلل الى داخلي الإحساس ببرودة الأشياء والوحشة تسكنها شعور الى حد البكاء، تغير كل شئ
حتى بيوتنا الجميلة الدافئة التي كانت تضمنا بحنان عند المساء رغم ابسط وسائل التدفئة ( الصوبة )
أصبحت موحشة وهي تحت رحمة منازعات الورثة وتصرفاتهم الحاقدة .
وتحول بيتنا الجميل بيت أبي الى طابوق متراص من المشاعر الجامدة وغابت تلك الأصوات الطيبة الحنينة التي تعودنا على سماعها فارق بعضها الدنيا والأخر هاجر في دنيا الله الواسعة ، وأرتفعت اصوات اخرى.
وحديقة الدار الجميلة تحولت الى ارض جرداء تقطعت أوصالها الى بيوت صغيرة متراصة .
والنخلة ماتت شوقاً على من فارقها
سمعتُ صوت أبي وبسملته عند صلاة الفجر ، وضحكات وهمسات العائلة وجلسات الشاي في العصرية " وقمرية العنب " المتدلي بأنواعه اللذيذة في مقدمة الدار ورائحة الرازقي والياس والشبوي عند المساء ، كل شجرة وزهرة في حديقتنا احفظ شكلها واعرف نوعها .
مكتبتي لم تعد في مكانها والكتب التي رافقتتي احلى ايام العمر والتي كانت تغفو على صدري بعدما تقبل عيوني كلماتها وضعت في اكياس سوداء منتفخة وفي خزانة حديدية قديمة فوق سطح الدار وقد تسللت الرطوبة الى داخلها مسحت الغبار من عليها قبلتها وفاءً وشوقا ً الى كل سطر فيها، ضمتني بحرارة ودمعي يغسل صفحاتها أخذت تشكو وألم الفراق يعصرها ، فهي تعلم بقرار التخلص منها تبرعاً الى من يعرف قيمتها وكأنها أم عجوز غدر بها الزمن بفراق اولادها وتنتظر الان شفقة الغريب ومن يعطف عليها .
لم يعد لها في هذا البيت مكان رغم مساحته الكبيرة والغرف العديدة
المالك الجديد " الوريث" يسميها نفايات لابد من التخلص منها فهي تجلب الجرذان لافائدة منها .
سؤال تقليدي تسمعه من كل الذين تقابلهم
مع ابتسامات باهته وكلمات المجاملة
- متى ستسافر هل حجزت التذكرة ؟

أصدقاء العمر تلك الضحكات البريئة وأحلام الشباب أصبح حلم العودة والعيش معهم ضرباً من المستحيل، هم في الماضي احلى ، ففضلت ان احتفظ بصورهم في ذاكرتي .

- هل تذكر فلان؟
بعد ان أجهدت ذاكرتي المثقوبة
- نعم تذكرته الان
- الذي يجلس أمامك حفيده فلان
سلم عليّٓ-;- الحفيد بمشاعر الغريب وانفلت راكضاً .
شارعنا لم يعد كما الذي يعيش في ذاكرتي
- لي مع تلك الدار اجمل الذكريات . احسست بالورطة وانا اردد امام اخي تلك الكلمات
حتى هالني ماسمعت
- مات ابوهم بعد ان خطف غرباء أولاده والأخر مات بإنفجار
وسكن البيت غرباء
وضعت صورة ابي والبيت والوطن في حقيبتي .
غادرتُ وخطواتي تبكي فراق وطن جريح .
ووجهت وجهي نحو المطارات تضمني
لا صديق لاخطوة ثالثة على الطريق
مشيت والله معي
وأسمع السياب يردد من جديد
الشمس اجمل في بلادي من سواها , والظلام
حتى الظلام هناك اجمل , فهو يحتضن العراق
واحسرتاه , متى انام
فاحس ان على الوسادة
من ليلك الصيفي طلا فيه عطرك يا عراق؟
بين القرى المتهيبات خطاي والمدن الغريبة
غنيت تربتك الحبيبة .

سامي فارس



#سامي_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر التربوي لمدارس يوم السبت لتعليم اللغة العربية والقرآ ...
- كلنا تحت السماء ولسنا فوقها
- حوار مع المستشار الثقافي أ.د موسى الموسوي - العام القادم سيش ...
- لوحات ابراهيم النقاش بطاقات محبة وسلام في بريطانيا
- محسن اطيمش ...الدهشة والحلم
- نظرية ماسلو والثورات العربية في زمن العولمة
- الجزيرة والسيد الرئيس


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي فارس - أوراق مهاجر