أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف أحمد إسماعيل - الثورة بين مطرقتين - توصيف في الحالة السورية -














المزيد.....

الثورة بين مطرقتين - توصيف في الحالة السورية -


يوسف أحمد إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5065 - 2016 / 2 / 4 - 00:17
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الثورة هي حراك اجتماعي ثوري على النُظم الاستبدادية وما تخلفه من أمراض تصيب الأنساق الثقافية العليا للمجنمع بشكل عام؛ ومن ذلك الإحساس بالذل والقهر وهيمنة الفساد السياسي والإداري و الاجتماعي . وهي وفق ذلك تبحث عن العدل والحرية والكرامة، وتنحاز للبنى الحديثة في مواجهة البنى العتيقة، في صيرورة المجتمع الذي تنهض فيه .
وعليه فإنه يمكن القول: إن واقع المجتمعات العربية قبيل الربيع العربي كان يشكل أرضية خصبة للحراك الثوري وفق تعريفه السابق، لما تكرّس فيه من أمراض سياسية وإدارية واجتماعية ، ولذلك عمّت المظاهرات السلمية الشارع العربي في تونس والقاهرة وطرابلس وصنعاء وبدرجة أدنى بعض المدن السورية .
ولكن ما حصل بعد المظاهرات السلمية فله شأن آخر غير مفهوم الثورة بوصفها حراكا اجتماعيا يهدف إلى التغيير الثوري ؛ ففي القاهرة استطاعت الدولة العميقة التحكم بمسار الأحداث وتوجيه بوصلتها باتجاه إعادة إنتاج الحكم العسكري بكل صوره وماهيته ، وفي تونس، وتحت عباءة الديمقراطية ، دخلت الأحزاب السياسية في صراع على السلطة بدلا من تمثيل الشارع والعمل على تحقيق طموحاته ، مما هيأ الفرصة لعودة الدولة العميقة أيضا ولكن بثوبها السياسي المدني .. أما في ليبيا واليمن وسورية فلفوضى السلاح كانت الكلمة العليا، مما أخرج الحراك السلمي الثوري من المشهد برمته ، ولسورية في ذلك مشهدها الخاص .
ربما أنّ النار، التي أشعلتها مسدسات الإخوان المسلمين في بداية الثمانينات من القرن الماضي وقابلها النظام السوري حينها بنار مضاعفة، لم تنطفئ طوال العقود الماضية؛ فكانت تجليات اشتعالها تتبدى في صور مختلفة تحت الرماد، ولكن عبر محفزات تجري في الشارع السوري كهيمنة الفساد في الإدارة العمومية، وتغيّر القيم الاجتماعية والأخلاقية إلى ظواهر مرضية قهرية ،مما دفع بالنظام إلى تشديد القبضة الأمنية التي لم ينسها بعدُ الشارع السوري . يضاف إلى ذلك أن النظام " العلماني " بدمشق لم يعمل على التنوير الاجتماعي بما يكفل دفع المواطن إلى الاعتقاد بفصل الدين عن الدولة، بل سمح، لأهداف سياسية ، بانتشار خطاب تكفيري ترافق مع هيمنة فساد سياسي وإداري واجتماعي، مما مهّد إلى عودة نكوصية نحو التدين السلفي، وبالتالي الجهادي. ولذلك رأينا الحراك السلمي في 2011 قاصراُ، وتمّ على يد ناشطين مدنيين طامحين إلى تحقيق دولة مدنية تعددية ديمقراطية ، تمت إزاحتهم بفعل النظام الذي واجههم بالسلاح وبفعل الخطاب التكفيري الذي سرعان ما عبر عن نفسه بتشكيل كتائب جهادية مسلحة مدعومة من قوى إقليمية ودولية لها أجنداتها ومصالحها الخاصة
وعليه أصبح من الصعب خروج الأزمة السورية من السلاح الجهادي إلى الدولة المدنية لاتساع الهوة بين الطموح والواقع على الأرض حتى وإن أُعلن على الملأ أنّ المتحدثين في جنيف 3 يمثلون مكونات المعارضة السورية، وذلك لأنهم جميعا يمثلون حالات إقليمية ودولية فقط ولا يمثلون ما كان يمكن أن يكون ثورة اجتماعية مدنية لولا فعل النظام تاريخيا وفعل سلاح السلفية الجهادية وفكرها التكفيري على ارض الواقع راهناً.



#يوسف_أحمد_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الكرامة والحرية - توصيف في الحالة السورية -
- المثقف وأزمة العنف - توصيف في الحالة السورية-


المزيد.....




- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف أحمد إسماعيل - الثورة بين مطرقتين - توصيف في الحالة السورية -