أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مازن الشيخ - منجزات عبد الكريم قاسم الحقيقية















المزيد.....

منجزات عبد الكريم قاسم الحقيقية


مازن الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 23:34
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


هناك ظاهرة لاحظتها من خلال نشأتي في بلدي العزيز العراق’وهي ان الدعاية تلعب دورا مؤثرا’وتتحكم بالحقائق’وتبني قصورا من الرمال’ورغم انها سرعان ماتنهارعند اول اختبارجدي’الا’ان تلك المسيرة وتلك المفاهيم سرعان ما تعود تتصدرالمشهد’لااحد يهتم بالتحليل والبحث’بل غالبية عظمى من الرأي العام تنحازالى الاعتبارات العاطفية’بعيداعن التدقيق والتمحيص.
ومثال على ذلك شخصية الزعيم عبد الكريم قاسم’حيث’كل ماذكراسمه’غالبا ما تسمع عن طيبته ووطنيته ونزاهته’كل ذلك يمكن ان يفهم ان قورن وضعه مع من خلفوه’لكن لااحد يقارن بين عهده وماقبله’ولامن يمحص سلوكه’ويعدد مثالبه الكثيرة’ولنبدأ من تاريخ قيادته مايسمى بثورة الرابع عشرمن تموز,والتي هي انقلاب عسكري’واضح’جرت خلاله عملية تصفية همجية للعائلة المالكة وخصوصا الملك الشاب’فيصل الثاني’الذي كان معروفا بالطيبة والبساطة,ورغم انه لم يؤذي احدا’ومن الجديربالاشارة اليه’ان تلك (الثورة )لاقت ترحيبا وتأييدا من مختلف الاحزاب والقوى الوطنية’من الذين’لم يدركوا حقيقةاهداف ومقاصد من قام بتلك العملية الانقلابية’وابدوااستعدادهم للمشاركة في تأسيس نظام حكم ديموقراطي تقدمي’وشاركوا فعلا في تشكيل اول حكومة جمهورية’الا ان سلوك قاسم وعارف’وصراعهم المبكر كشف زيف اهداف الثوار,وبين لكل ذي بصيرة ان قادة الانقلاب’كانوا مختلفين في كل شئ عدى عدائهم للسياسي القدير ورئيس وزراء العراق لعدة دورات’نوري السعيد’وبعد ان نجحوا بقتله وسحله في الشوارع بطريقة بربرية همجية’بدأوا بتصفية بعضهم’وجروا خلفهم قطاعات واسعة من جماهير الشعب’واسسوا للتفرقة’والصراعات الاهلية,والحقيقة ان نوايا عبد الكريم قاسم ظهرت واضحة في وقت مبكر’حيث اسس محكمة صورية كارتونية,اسماها (محكمة الثورة)وعين ابن خالته العقيد فاضل عباس المهداوي رئيسا لها,رغم انه لايحمل شهادة في القانون’وتلك سابقة خطيرة ومهزلة تاريخية’اودت بسمعة العراق كدولة متحضرة’وافقدتها سمعتها الطيبة التي كانت سائدة انذاك’ومن اهم مهازلها ان المهداوي كان يديرجلسات المحاكمة عن طريق البث المباشر’فيطلق عبارات شائنة سوقية’مثل(انت يامتهم,ياحيزياخسيس يادرنفيس ياعميل الامريكان والانكليز)كما نقلت الكاميرات مجاميع من الرعاع يملئون قاعة المحكمة ويطلقون الحبال على اقفاص المتهمين’ويهتفون’اعدم اعدم ياكريم’هذا كان حال مايسمى بالثورة,التي اسقطت نظامادستوريا عالي التطوروالمدنية,لم يسجل يومااية حالة فسادعلى اي موظف في الدولة’او وضع شخص في غيرمكانه المناسب,فقط كان يعاب عليه انه طارد بعض السياسيين اليساريين’مع العلم ان البوليس السياسي كان عبارة عن شعبة خاصة ضمن مديرية الشرطة العامة’بينما في عهود مابعد (الثورة)اصبح البوليس السياسي اكبرمؤسسات الدولة’وخصصت له ميزانية كبرى,بينماكانت تذهب ايام العهد الملكي على الاعمار’ولعل اكبر المهازل’كانت اصدارالمهداوي’حكما بالاعدام على الشخصية السياسية الفذة’فاضل الجمالي’الذي كان وجها مشرقا للعراق ومعروفا ومحترما’من قبل قادة الدول’ممااثارضجة’في العالم كله واحتجاجات’اجبرت قاسم على الغاء الحكم’وسافربعدها الى الخارج ويقال انه كان المستشارالسياسي للرئيس التونسي الحبيب بورقيبة,والجدير بالذكر’وللتاريخ يجب ان اذكرمواقف ذات معنى كبيرلبعض رجال السياسة الذين اشتركوا في عملية تشكيل اول حكومة جمهورية تحت ادارة قاسم’حيث سرعان ماانسحب وزيرالخارجية الدكتورعبد الجبارالجومرد بعد ان اكتشف حقيقة النظام وحافظ على سمعته الطيبة وفعل مثله لنفس السبب وزيرالاقتصاد(على مااذكر)محمد مهدي كبة.كذلك تعودنا انه
كلما ذكراسم عبد الكريم قاسم’ترافق معه نعته بالطيبة والاخلاص,وحب الفقراء,ومساعدته اياهم’خصوصا في انشاء مدينة الثورة,التي اسكنت الاف العوائل من الفلاحين الهاربين من تسلط وظلم الاقطاع’في جنوب العراق’
رغم انه بهذا العمل ارتكب خطئأ فادحا بل خطيئة كبرى,حيث انه وفر سكنا’في بيئة لاتناسب’تلك الشرائح الاجتماعية’ولم يوفرلهم عملا لكي يسترزقوا منه’بل تركهم في حالة من الفقر والحاجة والضياع في بيئة غريبة عما الفوه’لذلك’وكتحصيل حاصل’فقد بدأت تلك البؤرة تسبب مشاكل جمة للعاصمة بغداد’والتي كانت حقا من انظف واجمل العواصم العربية’فلوكان الزعيم حريص فعلا على مساعدة اؤلئك الفلاحين الفقراء المظلومين’لكان اعادهم الى قراهم’ومنحهم اراضي زراعية’ومكننة وقروض’لكي يعيشوا حياتهم الطبيعية’ويشعرواانهم يؤدون دورهم’ويقوموا بتأدية واجبهم تجاه الوطن’ويساهموافي انتاج المحاصيل الغذائية التي هي اساس امن وامان كل دولة’ويقينا لو كان اتخذ هذا الاجراء لكان العراق اليوم بالف خير’لكن الحقيقة التي لايريد البعض الاعتراف بها هي انه فعل ذلك من اجل جمع اكبرعدد من المريدين والمصفقين الهاتفين’ماكو زعيم الا كريم’وذلك ارضاءا لنرجسيته المفرطة.
كما ان هناك من يتحدث ان انجازه التاريخي بالخروج من حلف بغداد’رغم ان ذلك التحالف كان مشروع تعاون بين تلك البلدان الشرق اوسطية النامية’من اجل التازرفيما بينها’واعتماداعلى الرعاية الامريكية التي كانت قد حققت انجازا رائعا في ماعرف بمشروع ماريشال’والذي ساهم بشكل فعال في اعادة الحياة الى اوربا الغربية التي سحقتها الحرب الكونية الثانية’كان يمكن لذلك الحلف ان يساهم في خلق اجواء من المودة والعلاقات الاخوية بين تلك الدول الاسلامية الجارة’ولكان العراق تخلص من اطماع واعتدائات جيرانه الذين يلعبون اليوم بمقدراته وهو منزوع السيادة بشكل كامل.
كما ان المشاريع التي حققها كانت بمجملها من مخططات مجلس الاعمارالذي شكل في العهد الملكي’وكان يحقق طفرات تنموية’وتوقف بعد سقوط النظام واستلمه قاسم وجيره باسمه كما فعل مع بقية العراق’بالاضافة الى بنائه مدينة اليرموك واحياء الضباط ’واسكان غربي بغداد لنواب الضباط’وكان واضحا انه كان يحاول كسب ود العسكر’لأنه يدرك انهم القوة الوحيدة الفاعلة,والقادرة على حفظ منصبه’
وبامكاني ان اعد واعد واعد مثالب كثيرة’فعلها قاسم’والتي بسببها’استولى قادة من امثال صدام حسين ونوري المالكي على مقدرات العراق’فحولوامواطنيه الى شعب تائه متفرق’موبوء باقسى الامراض الاجتماعية والبايولجية
هذا رأيي وتحليلي الشخصي’وانا احترم كل رأي مناقض’لكن فقط ان تجنب الحديث العاطفي المكرر’وعرض منجزات حقيقية,وتحدث بكلام منطقي’وتجنب السب والشتائم التي هي لغة الفاشلين والمتخلفين في كل المستويات
.



#مازن_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان عبد الكريم قاسم نزيها حقا؟
- 1979 أسوأ عام في التاريخ الحديث(الجزء العاشر)
- حذاري من هجمة قراصنة الفوتوشوب
- 1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث,الجزء التاسع-
- 1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث-الجزء الثامن
- 1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث-الجزء السابع-
- 1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث-الجزء السادس-
- 1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث-الجزء الخامس-
- 1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث-الجزء الرابع-
- 1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث-الجزء الثاث-
- 1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث-الجزء الثاني
- 1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث-الجزء الاول
- الروس يحررون سنجار من سيطرة داعش
- غاز الكيمتريل,سلاح دمار شامل,وهوسبب الفيضانات
- هل قتل احمد الجلبي؟ولماذا؟
- نداء استغاثة الى الامين العام للامم المتحدة’وكل شرفاء العالم
- تفاصيل خطة اقتحام الامريكان لسجن الحويجة
- اللواء غازي عزيزة يدلي بمعلومات خطيرة جدا
- اللواء غازي عزيزة’يؤكد’تعمد الامريكان تدمير العراق
- هل سيستيطع الروس هزيمة داعش؟


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مازن الشيخ - منجزات عبد الكريم قاسم الحقيقية