أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الارهاب الدموي لا حدود لهُ بسبب الفقر والقهر الاجتماعي والسياسي وروحية التطرف والانعزال















المزيد.....

الارهاب الدموي لا حدود لهُ بسبب الفقر والقهر الاجتماعي والسياسي وروحية التطرف والانعزال


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1377 - 2005 / 11 / 13 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اثبت بما لا يقبل التأويل أو الجدل ان الارهاب ليس له من حدود يقف فيها، فهو بلا حدود ولا قوانين وليس مرتبطاً باي قيمة انسانية تتعامل مع الانسان كأفضل مخلوق في هذا الكون، اما النشوء فله اسباب في مقدمتها الفقر والقهر الاجتماعي والسياسي وقاعدته الحرمان وتشويه الوعي وبخاصة الوعي الثقافي التنويري، فها هي عمّان عاصمة الاردن تأخذ نصيبها بسفح دماء ابناء الشعب الاردني وغيرهم في 9 / 11 / 2005 بدمٍ بارد وضمير ميت وبعقل تدميري دموي لا يعرف الكلمة والحوار الا وبديلهما القتل والتدمير والابادة..
وعندما نقول لا حدود له نعني انه يمتد طالما يستطيع الامتداد وبواسطة المنظمات الدينية التي تعادي مفهوم الديمقراطية وحريات المجتمع المدني وبوجود الدولة التي تفرض على الناس قوانينها الصارمة بدون الاخذ بطبيعة التطورات في كافة المجالات ومناحي الحياة التي تشهدها البشرية وفي الوقت نفسه تشارك فيها، الا تلك البلدان التي تعيش الانعزال بل ترغبه لتصورها ان الشعب اذا تعلم ووعيه يصبح خطراً عليها فاليبقى في ظلامه وتعتيم وعيه كي يقاد بالوعود والغش والخداع مرة وبالعصى والتهديد مرات.
لقد حذرنا دول الجوار والدول العربية الشقيقة منذ البداية قائلين لهم ـــ احموا العراق وساعدوه على الوقوف يؤمن لكم الامن والسلام ويبعدكم عن هذه الأفة التي تتربص بكم ايضاً لأن الاسباب موجودة عندكم والجذور قد تمتد وتمتد حتى تكون عائقاً امام النمو والتقدم والازدهار، الا ان البعض مع شديد الاسف أغلق اذنية بالشمع الأحمر وأغمض عينيه بارادته وراح يلهي نفسه بقليل من الكلام المنمق دون الدخول الى صلب الموضوع وتصوّر ان انذارنا لا يخرج عن دائرة التحريض لأننا مصابون به ونحاول ان نجر أو ندفع الآخرين للوقوع في الفخ ولم يفقهوا ان الفخ الذي نصب للعراق وأهله هو ذات الفخذ المنصوب لكل ما هو تنويري وحضاري وتقدمي، لكل مخالف لطريقة تفكيرهم واسلوبهم ورؤيتهم للحاضر والمستقبل.. فخٌ منصوب بالضلالة والجهل والظلامية بحجة الاسلام وما هذا الاخير الا البريء كل البراءة من دم يوسف كما هو الحال مع الارهاب السلفي الاصولي البعثفاشي..
لقد حاول البعض ان يخلط الاوراق السياسية منحازاً متحاملاً بنفس طائفي محوّلاً وجهة الصراع والتدقيق والتفتيش عن مسببات الارهاب وخطوط تموينه وادامته مصّراً على ما هو ثانوي فوضعه في المقدمة وأخّرَ الرئيسي متصوّراً ايضاً انه يستطيع الافلات اذا اصبح محايداً كالحياد الايجابي الذي نودي به فأصبح في خبر كان! ولقد كنا نقول ان تفجيرات 28 شباط / 2005 على يد الارهابي الاردني رائد البنا وغيرها ليس الا دليل على ان هذا الارهابي الرائد البنا الذي يسكن الجحيم وبئس المصير لو حانت له الفرصة لفعلها في عمّان او اي مدينة عربية او اوروبية ولا يهمه حتى لو كان هناك من يناصره التضامن والتأييد لأن " الغاية تبرر الوسيلة " كهدف تدميري له مسوغاته التي تساوي ما بين الضحية والجلاد، فلا فرق بين عراقي او اردني او سوري او مصري او سعودي ولا فرق بين الشعوب الغربية والاسيوية والافريقية والامريكية ما دام القتل هو المعيار، ما دام الدم هو المطلوب، ما دام النور هو المستهدف .. نعم وبكل بساطة ان الجميع مستهدف بدون التمييز ما بين لون ولون أو جنس وجنس..
لقد ثبت ان العراق ليس وحده المستهدف ولا السعودية ولا حتى الاردن نفسه الذي ادين تجنياً بتفجير الحلة بتاريخ 28 / شباط / 2005 كدولة وشعب وصار ما صار من تحريض العراقيين للخروج في مظاهرات صاخبة ضد الاردن الرسمي وليس ضد الارهاب، وطلب احد رجال الدين المعروفين بان يقدم الملك عبد الله الاعتذار للشعب العراقي بعدما صَفّه الاخير بجانب الشقي الارهابي رائد البنا وكانت المحاولة عبارة عن طمس الحقائق وتغير الاتجاهات من اجل توازن المعادلة والخطاب السياسي بين دولة تساعد علناً وسراً الارهاب ودولة تقف ضده.. ولهذا ارى ليس دفاعاً عن الاردن ولا الملك عبد الله لاختلاف رؤيانا ومناهجنا الفكرية معه ان يعتذر رجل الدين المعروف الذي طلب من هذا الاخير الاعتذار بعدم كشف خطل رؤيته واتهامه.. وماذا سيقول عندما يسمع وهو بالتأكيد قد سمع وحسبما نقلته الشرق الاوسط السعودية وشبكة نهرين نت ذات الميول الطائفية وبعض وكالات الانباء " عراقيان من بين منفذي التفجيرات في فنادق عمّان!".
نقول بصراحة يجب ان تعي جماهيرنا حقيقية مفردات زجها في معارك جانبية بدلاً من توحيدها ورصها للوقوف امام جميع الاعداء والحفاظ على العراق لأن الاثباتات الاخيرة التي نشرتها وسائل الاعلام اشارت بشكل واضح عن احباط الكثير من العمليات الارهابية ضد الاردن وقبل ان يسقط النظام الشمولي ويحتل العراق.
الارهاب ليس حالة منفردة قامت بحد ذاتها ايها السادة، الارهاب احد اسبابه الرئيسية تغيب حق الجماهير واستغلالها وتهميشها وتغريب وعيها، البطالة والجوع والفقر والظلم والامراض والضياع وفقدان الامل بالمستقبل ، الفراغ السياسي وسياسة الغاء الآخر وكتم الانفاس قبل الافواه، والاعتماد على ارهاب الدولة ومؤسساتها الامنية التي لايهمها المواطن بقدر ما يهما الحاكم حتى لو كان ظالماً، منع الحريات المدنية ومحاربة القوى الوطنية والديمقراطية بحجة الدين والتدين، فسح المجال امام القوى التي تفرخ الارهاب وتستغل بيوت الله عز وجل من اجل ممارسة طقوسها التحريضية، استغلال الدين والقومية والطائفية بحجة المقاومة، الارهاب غير المقاومة لأن المقاومة المشروعة حق كل مواطن تعزّ عليه كرامته ويعزّ عليه بلده.. ولكن اية مقاومة وكيف يمكن ان تجعلنا نقف معها! أهي قتل الجميع بدون تمييز أواستثناء ؟ أهي التدمير لملكيات الشعب وفي مقدمتها اسالات الماء والكهرباء والنفط وغيرها ؟ ومن قال ان تفجير المطاعم الشعبية وتجمعات العمال ودور العبادة والاسواق والاحياء الشعبية والبيوت السكنية وقتل الاطفال والنساء والشيوخ واغتيال الناس على الاسم والمذهب والقومية هي مقاومة الاحتلال؟ اية مقاومة هذه؟!.. اما المقاومة الحقة فهي العمل المتفاني الصبور والحفاظ على ارواح الشعب وممتلكاته واستغلال كل الوسائل التي ممكن استعمالها بدون نتائج تدميرية ومأساوية وبدون جعل المواطن البريء الذي لا ذنب له هو الهدف الاساسي بحجة تحرير البلاد..
بكل صراحة أقولها ولا ينازعني اي شعور بالخوف او التراجع أنا مع المقاومة الوطنية
الشريفة التي تسعى لانجاح العملية السياسية وقيام دولة مستقلة تماماً وديمقراطية فيدرالية تعددية موحدة وبالضد من اي نفس ارهابي او طائفي او قومي شوفيني او تعصب قومي لأن كل ذلك يتنافى مع المواطنة للعراق.. من قال ان الوطنين العراقيين الشرفاء مع الاحتلال او مع الدكتاتورية بأي صبغة كانت؟..
مرة اخرى هذا هو الارهاب الابن الشرعي للتطرف والانعزال، ولن نخطأ عندما نقول وعلى ما يبدو ان صدور قانون مكافحة الارهاب ليصبح قيد التطبيق بعد المصادقة عليه وتوقيع المعاهدة الامنية بين العراق والاردن لمكافحة الارهاب وفي يوم سريان مفعولها عبّر عنها بشكل واضح، تفجير مطعم شعبي وتفجيرات اخرى في العراق كانت ضحاياها من المواطنين العراقيين الابرياء وتفجير مجرد فنادق في عمان واحدة كانت لحفلة عرس فقد العريسان والديهما وراح ضحيتها ليس فقط من الاردنيين بل من العراق وسوريا وفلسطين وغيرهم وليس كما ادعته منظمة القاعدة في وادي الرافدين بانها " مراكزاً للحرب على السلام " ولا نعرف ما هو المقصود بالسلام من وجهة نظرهم؟..
ان اكبر نكتة روجوها بعد انفجارات الفنادق بأن قوات الاحتلال والصهيونية هما وراء تلك التفجيرات كما يروجون بعد كل عملية قتل جماعية لابناء العراق الابرياء ليضحكوا على ذقون الناس.
هذا هو عرس الدم الذي يقولون عنه انه من أجل الاسلام وضد الاحتلال والحكومة العميلة!! فهل هناك من يصدق ان الاسلام يقبل بقتل الابرياء بلا ذنب ولا سبب؟ يقبل بتفجير الاماكن المكتظة بالناس وهم ابرياء لا حول ولا قوة لهم!..
الارهاب لن يسكت ولن ينكفأ الا اذ وجد العلاج الجذري بالتخلص من وهم الماضي الذي يقول العصى لمن عصى والعمل الدؤوب المتفاني لبناء البلاد بالقضاء على الآفات الاجتماعية التي تنخر المجتمع وفي الوقت نفسه تفرخ الارهاب، وللتحرر من الاوهام واساطير العفاريت في الف ليلة وليلة...



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالفات وفق البرامج الانتخابية ومصالح الطبقات والفئات الاج ...
- أهمية الأجهزة الاعلامية في الدعاية الانتخابية أو غيرها
- الجامعة العربية ما بين رؤيا الحوار الوطني والمصالحة الوطنية ...
- المليشيات المسلحة والمؤسسات الأمنية ومشكلة الولاءات الحزبية ...
- سوسة معاداة القوى الوطنية الديمقراطية وقوى اليسار العراقي
- الدستور والعراق وطن للجميع.. يتنافى مع عقلية الهيمنة بأي شكل ...
- البعثصدامي العراقي والنفخ في اوردته المنخوبة
- حقوق المرأة والطبقات والعلاقة مع المادية التاريخية - التلقائ ...
- القوى الوطنية الديمقراطية والاستفتاء الشعبي في القبول او رفض ...
- مسؤولية القوى الوطنية الديمقراطية - اليسار العراقي - في الظر ...
- ثورة السيد بيان باقر صولاغ والدفاع عن ايران بحجة العراق
- هل الحرب الأهلية على الأبواب؟
- الانفراد بالحكم والقرارات الفردية سياسة غير صائبة.. مثال مذك ...
- قانون الخدمة المدنية لسنة 1939 وتقرير لجنة النزاهة عن التجاو ...
- ماذا يريد حكام ايران من العراق؟
- آه.. يا أموال العراق أواه يا أموال الشعب العراقي
- ستسمع لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
- دولة واحدة لا دويلات متداخلة حسب المصالح الحزبية
- التصيد في المياه العكرة ومأساة جسر الأئمة
- الدوائر الانتخابية ورؤية المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات ...


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الارهاب الدموي لا حدود لهُ بسبب الفقر والقهر الاجتماعي والسياسي وروحية التطرف والانعزال