أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر القدومي - قراءة في -خروج من ربيع الروح-














المزيد.....

قراءة في -خروج من ربيع الروح-


نمر القدومي

الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 10:03
المحور: الادب والفن
    


نمر القدومي:
قراءة في" خُرُوجٌ مِنْ رَبِيْعِ الرّوحِ"
مذاقاتُ الأيّام عندنا تبدّلت.. وفصول السنة تكاثرت وبالأسى تلوّنت .. ودروب الآلام تعدّدت وتطاولت .. ما بين الصمت والبكاء توقّفت الدمعة وتخثّرت .. وما بين ليل ونهار ذابت أشعة الفجر ومنّا سُلِبت. نشُقُّ دروب اللاوعي في عالم الذّكريات.. ونصطنعُ الأحلام على وهج النّجوم اللامعات.. حُب الوطن وفداؤه مسيرة وصلت الأرض بالسماوات .. وينشد الحالمون بوعد الحقّ وتصير تراتيلهم كما في الصّلاة آيات. أمّا الشّاعرة الفلسطينيّة "إبتسام أبو شرار" فخرجتْ إلينا بتلك الطّاقة التعبيريّة ذات الظلال العاطفيّة، والأحاسيس الصّادقة في ديوانها الجديد "خروج من ربيع الرّوح" الصّادر عن بيت الشِّعر الفلسطينيّ عام 2015 ويقع في 104 صفحات من الحجم المتوسّط. خرجت إلينا بنصوص أدبيّة وشعريّة، وبلغة ومعان بليغة وقويّة لتخاطب أرواحنا وعقولنا، حيث تأمّلت الشّاعرة كثيرا وتمتّعت بالحسيّة المتمثّلة بذلك الإدراك الفطريّ، الذي يجعلها تُصوّر ما يقع تحت عينيها، وما يقرّ في آذانها، وما يجول أيضا في آفاقها، فكتبت عن معاناتها الحقيقيّة للواقع الذي تعيشه الإنسانيّة المُعذّبة.
تحرّرت الشّاعرة من القافية الواحدة في أغلب ديوانها، وإن كان الأمر لا يمنع من ظهور القافية وإختفائها من حين إلى آخر، وذلك حسب ما تقتضيه الدفقة العاطفيّة والشعوريّة لديها. فالكلمات الصّادقة في هذا الديوان، إنّما هي تجربة إنسانيّة مستقلّة في حدِّ ذاتها، جمعت العواطف والمشاعر والخيال والتراكيب الّلغويّة إلى جانب كل القدرات والإمكانات المتاحة عندها. كان لها دوافع إجتماعيّة وأخرى نفسيّة تأثّرت بها من خلال فصول ديوانها، وفي نفس الوقت أثّرتْ في الوسط الذي تُعايشه. حين رأت الشّاعرة أنَّ الإطار الإجتماعيّ ومكوناته أصبح عاجزا عن تحقيق أحلامه أو نبذ إضطهاده أو حتّى التّحرّر من قيود الإستعمار الجاثمة على صدورنا وأراضينا، عمدتْ إلى ذلك الحِسّ الدّاخليّ عندها وهو الرّغبة في التغيير وطرق أبواب السّماء إن عجزت الأرض عن إيقاظ الضّمير.
صبّتْ الشّاعرة "أبو شرار" من خلال نصوصها الأدبيّة والشّعريّة تمرّدها وثورتها، مُبدعة وخلاّقة، مبتكرة ومُغيّرة ومجدّدة كيفما تمليه عليها النّزعة الدّاخليّة لبواطن النّفس، ومرارة الألم وحُرقة الفرقة والتّهجير، وإغتصاب الأرض وقتل النّفوس البريئة.
لم تستثنِ الشّاعرة من نصوصها الشّعريّة والأدبيّة تمجيد وعظمة نبيّ الله "محمد" عليه الصّلاة والسّلام، فأسهبت بفضائله وكراماته على أبناء البشريّة عامّة. كذلك تغنّتْ بأمجاد العرب قديما وقوّتهم التي كان يهابها الكون كلّه. ولم يغب عن ذهنها أبدا حياة الأسرى وأرواحهم المُختنقة والتّوّاقة للّتحليق على جناحيّ ملائكة الحريّة.
"خروج من ربيع الرّوح" فصل من ديوانها تُعبّر فيه عن مأساة الشّعب الفلسطينيّ وخروج الجسد من نعيم وطنه، ومن أرضه وتربته وإحتلال الغاصب لهوائه النّقيّ، أضرموا النّيران فينا تحرقنا وهم يستدفئون بلهيبها. وبعد أن كان البحر مغنما لنا، أصبحت أمواجه تضرب شواطئنا بسفن الأعداء تنحر أعناقنا، وسالت الدّماء تروي الأرض، وهجرنا التين والبرتقال وبيوتنا. الطفل الرّضيع يبحث عن صدر أمّه الثّكلى، وعن بلادنا تغرّبنا، وسبوا أمانينا وعُدّتنا وكلّ هويّة فينا، فعدنا للضّياع وهم رسوا فينا وتُهنا عن فلسطينا !
هذا الدّيوان العريق إنّما إنعكاس لما تُعانيه الشّاعرة، ويُعانيه كلّ مواطن شريف، من واقع مؤلم نتج عن الكبت الرّوحيّ والماديّ الذي خلقه الإستعمار في عالمنا العربيّ، فكانت نتيجته وأد الحريّات في نفوس الشّعوب، وقتل الرّغبة في التّطلع إلى الحياة الفُضلى، مما أدّى إلى الشّعور بالغبن والظُلم والإستبداد والضّيق الشّديد والمعاناة الجامحة الذي نمّى في النّفوس حب الإنطلاق والتّحرّر من عقال الماضي. وما هذا العطاء الفنيّ أيتها الشّاعرة "أبو شرار" إلاّ ثمرة من ثمار الثّورة والتّمرد على الواقع المرير والبوح بالمعاناة التي تسكن فؤادك، كذلك إنها ترجمة لنوازع نفسيّة داخليّة تميل إلى رفض الحال الذي وصلنا إليه. والحقّ يُقال أنَّ كلماتكِ كانت في معظم الوقت تتحول من لفظٍ إلى صورةٍ وحركةٍ لذلك الحدث، ناهيك عن الإنفعال الذي يليه، فأضحت نصوصكِ مُعانقة لأرواحنا وأكثر إستيعابا لمضامينه الحيّة النّابضة.
02/02/2016



#نمر_القدومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية - البلاد العجيبة- .. وعجائب الخيال
- قراءة في رواية - الهُرُوب -
- قراءة في ديوان - ظبي المستحيل -
- رواية - فانتازيا - .. ورحلة الوجود
- رواية - رولا - ونافذة القَدَر
- رواية الخطّ الأخضر وخطوط القطيعة
- يقظة حالمة و - أحلام اليقظة -
- -دمعة تخدع ظلها-لاحسان أبو غوش
- الحاضر امتداد للماضي في رواية-غفرانك قلبي-
- رواية -زمن وضحة- ومحاربة الجهل


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر القدومي - قراءة في -خروج من ربيع الروح-