أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مازن الشيخ - هل كان عبد الكريم قاسم نزيها حقا؟














المزيد.....

هل كان عبد الكريم قاسم نزيها حقا؟


مازن الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 07:30
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


عند الحديث عن اول رئيس وزراء لجمهورية العراق,المغفورله عبد الكريم قاسم’تعودنا أن ان نسمع بأنه لم يترك مالا,بعده’وكان يعيش من راتبه الشهري’والذي كان يتبرع منه أيضا للفقراء!ويزعمون ان ذلك دليلاعلى نزاهته وامانته’وحرصه على أموال الشعب,’والأغرب من ذلك’ان السياسي العراقي’ورجل الدين السيد اياد جمال الدين!والمثيرة مواقفه وتصريحاته للجدل’لتناقض خطابه السياسي وتعارضه مع العمامة السوداء التي يحرص على الظهوربها امام وسائل الاعلام,زعم بأن صدام حسين لم يسجل أي من قصوره الستين,بأسمه,بل كلها ملك لرئاسة الجمهورية’مما فهم منه على انه مؤشريدل على نزاهته!هذه الاعتبارات والمغالطات لاتنم الا’عن سطحية وجهل في تناول الأمورالسياسية وفي تحليل سلوك,القادة الذين تناوبواحكم العراق ’منذ اسقط النظام الملكي على يد مجموعة من الضباط الذين اغتصبوا الحكم في 14تموز1958,وادخلوا العراق في حالة اضطرابات ونزيف,وخلافات وشقاق ونفاق’وانقلابات عسكرية وتصفيات جسدية’تخللتها أنظمة ديكتاتورية’والتي ادت الى سقوط الوطن تحت احتلال عسكري’اممي’قادته امريكا’وتلاعبت بمصيرشعبه’وتركته منهكا محطما,تقوده حكومة من اسوأ وافسد,الحكومات,فجعلته بلد الطوائف’والاثنيات بعد’ان كان وطن رائع يضم الجميع,بدفئه وخيراته,
تلك الدعايات والمفاهيم والاعتبارات الساذجة السطحية’ التي مافتأت تتحدث عن طيبة ونزاهة عبد الكريم قاسم’تتجاهل مسألة في غاية الاهمية,وهي انه لم يكن موظفا في الدولة’ولاصاحب مؤسسة تنتمي الى القطاع الخاص وشركة ذات مسؤولية محدودة لكي تسلط الضوءعلى نزاهته وامانته’حيث انه كان زعيما لامة’حاكم مطلق’لم تكن النزاهة والامانة اولى مسؤولياته’بل كان مطلوب منه التصرف بعقل وحكمة وبعد نظر,القائد السياسي يجب ان يتمتع بدهاء’وخبرة مناسبة’وقدرة على تسييس الامور’في الوقت التي كانت تشيركل الدلائل’على ان عبد الكريم قاسم لم يكن رجل سياسة’بل انسان طوباوي’قصيرنظروقليل خبرة’استغل الفوضى التي اعقبت اغتيال النظام الشرعي الملكي’وسيطرة الغوغاء على الشارع العراقي,لتنصيب نفسه زعيما اوحدا’كل مراقب لسلوكه تأكد له انه ماكان يفكريوما بترك كرسي الحكم طوعا’كما انه لم يكن ينوي اجراء انتخابات’رغم تصريحاته المعلنة’على قلتها’بل انه كان يتصرف كزعيم ابدي’في عهده سمعنابالقائدالاوحد’وماكوزعيم الاكريم’أي أنه في واقع الحال كان قد نصب نفسه’حاكم مطلق لاشبيه له ولاشريك في الحكم,وقد تصرف كديكتاتورحقيقي’وعمل بشكل دؤوب على تصفية كل الخصوم والمناوئين,بحجة وباخرى,انقلب على اقرب حلفائه,والذين حملوه الى سدة الحكم,مثل شريكه ونائبه عبد السلام عارف’فأبعده وسجنه ثم اطلق سراحه وعفى عنه’و’و’واستمرفي مواقف تمثيلية وحركات مسرحية’وكلها لجذب الانتباه الى طيبته’وكسب قلوب الطيبين السذج من ابناء الشعب’لقد كان يعتبرالعراق كله ملك صرف له’بالاضافة الى انه لم يكن ينوي ولاحتى يفكربترك كرسي الحكم’كما ان الرجل لم يكن متزوجا’ولاذرية له’لذلك لم يكن بحاجة الى كسب وجمع المال’لاولاده واحفاده من بعده’كما انه ساهم في خلق تيارسياسي’حمل اسمه(القاسميون)!رغم ان الرجل لم يكن يملك نظرية حزبية’أواجندة اونظام اوخارطة طريق’كدليل عمل لذلك التيار!لهذه الاسباب فقدعاش نزيها ومات بطريقة بشعة’لسوء تقديره للامور,ولسذاجته’وقلة خبرته في امورالسياسة.,حيث عمل على تصفية ماتبقى من الضباط الاحرار’في حوادث الموصل وكركوك والبصرة,قرب الحزب الشيوعي الذي سانده بقوة,وحين كان للحزب آنذاك شعبية لايستهان بها’لكنه مالبث ان حل المقاومة الشعبية الجناح المليشياوي للحزب الشيوعي وسحب البساط من تحت اقدامه وتركه فريسة لاعدائه الذين نفذواحملة اغتيالات واسعة ,في الموصل التي كانت من اكبرمعاقله انذاك’قضت على معظم كوادرالحزب ودفعت من تبقى
الى الهجرة والهرب وتشرذم الحزب الذي كان السندألأقوى له’لذلك’وبسبب نرجسيته المفرطة وسوء تقديره لعواقب الامور’حيث حارب الجميع’وعزل كل الاقوياء الذين كان يمكنه ان يتعاون معهم’فقدوجد نفسه وحيدا’ومحاصرا من قبل اعدائه الذين ساهم في خلقهم’وزرع الحقد في قلوبهم’ولم يجدسندا,عندما انقلب عليه رفاق الامس,غيرفقراءالشعب من سكان مدينة الثورة,لكن قوة ’اعداءه وشدة بطشهم افشلت محاولات المواطنين العزل باغلبيتهم,وتسبب ذلك بحمام دم,وسقوط الاف الابرياء’في انقلاب 8شباط 1963’والذي قاده غريمه’ورفيقه السابق عبد السلام عارف,ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم والعراق يخرج من ازمة ليقع في اخطرمنها,انقسم الشعب’وتشظى,وتفرق,وتحزب’ودخل في صراعات همجية’اطاحت بسمعة العراق والعراقيين الذين كانوا قدوة للعرب’ايام كان النظام الملكي الدستوري يحكم’ويبني ويطور’حتى الخلاف السياسي ايام الحكم الملكي’كان خلافا متحضرا’لكن من تسلط على حكم العراق منذ قتل الملك الشاب’ومنذقتل وهرس’حتى لم يجد له قبرا’ذلك السياسي المحنك,المرحوم نوري السعيد’دخل العراق,وشعبه في نفق مظلم استيقظت خلاله جينات انسان الغابة’وقتلت كل مضاهرالحضارة الانسانية’لقد ارتكب قاسم خطئا عظيما حين خان قسم الولاء للعرش الملكي’وانقلب على نظام الحكم الشرعي’وهاهو العراق واهله يدفعون ثمن خيانته’بعد ان دفع نفسه ثمنا باهضا’ويقينا ان كل قطرة دم بريئة ينزف من العراقيين هذا اليوم يتحمل وزرها عبد الكريم قاسم وزمرة الضباط الذين ساندوه في اغتيال العراق’وللاسف الشديدأن هناك الكثيرمن الاخوة’لازالوا يرددون كالببغاء مزاعم ان 14 تموز كانت ثورة ضدالاستعمار,والتبعية للانكليز’التي كان متهم بها نظام الحكم الملكي ورجاله’دون ان يكلفوا انفسهم تحليل الموقف والبحث عن موطن الخلل الاصلي,لو كان هناك عقل’او بعد نظر لدى صناع القرار’لاتخذوا من جنازة المغفورله الملك الحسين بن طلال رمزا لقيمة الحكم الملكي الهاشمي’حيث لم يتخلف زعيم على وجه الارض من الحضورالى الاردن لتوديعه.



#مازن_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1979 أسوأ عام في التاريخ الحديث(الجزء العاشر)
- حذاري من هجمة قراصنة الفوتوشوب
- 1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث,الجزء التاسع-
- 1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث-الجزء الثامن
- 1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث-الجزء السابع-
- 1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث-الجزء السادس-
- 1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث-الجزء الخامس-
- 1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث-الجزء الرابع-
- 1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث-الجزء الثاث-
- 1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث-الجزء الثاني
- 1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث-الجزء الاول
- الروس يحررون سنجار من سيطرة داعش
- غاز الكيمتريل,سلاح دمار شامل,وهوسبب الفيضانات
- هل قتل احمد الجلبي؟ولماذا؟
- نداء استغاثة الى الامين العام للامم المتحدة’وكل شرفاء العالم
- تفاصيل خطة اقتحام الامريكان لسجن الحويجة
- اللواء غازي عزيزة يدلي بمعلومات خطيرة جدا
- اللواء غازي عزيزة’يؤكد’تعمد الامريكان تدمير العراق
- هل سيستيطع الروس هزيمة داعش؟
- الضبع الروسي بوتين يخطف الفريسة الامريكية


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مازن الشيخ - هل كان عبد الكريم قاسم نزيها حقا؟