أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الخزرجي - بيان على بيان















المزيد.....

بيان على بيان


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5062 - 2016 / 2 / 1 - 15:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بيانٌ على بيان؛
أصدر المرجع الديني آية الله العظمى السيد الحائري الحسيني بياناً توضيحياً على التطورات الجديدة التي شهدتها السّاحة العراقية مشيراً إلى المؤآمرة الكبرى بحقّ العراق و العراقيين, فكان بحق تقريراً للواقع الجاري, و قد كتبنا بياناً على هذا البيان توضيحاً لحقائق يبدو أنها ما زالت غامضة للأسف الشديد على جميع الأطراف رغم إشارتنا لها من قبل:

بداية يُعتبر العلامة الكبير السيد كاظم الحسيني الحائري من أبرز تلامذة الصّدر الأول و يأتي بموازاة علمية وإخلاص اية الله العظمى السيد محمود الهاشمي الشاهرودي لولاية الحكومة الأسلامية التي تمثل النيابة العامة لصاحب الزمان (ع) في هذا العصر, و قد تفرّد هذين العالمين بآلحصول على شهادة الأجتهاد من أستاذهم الفقيه الفيلسوف محمد باقر الصدر (قدس) الذي كان و ربما ما زال علم الزمان و رائد الفكر و الفقه و الفلسفة بلا منازع, ولعل السيد الهاشمي الشاهرودي هو الوحيد الذي حصل على شهادة الأجتهاد خطياً من أستاذه, فجميع مراجع النجف الحاليين لا يصلون حتى لمرتبة التلمذة في درس الخارج الذي يلقيه سماحة السيد الهاشمي أو الحائري دام ظلّهما بسبب سعة الآفاق العلمية و نهلهما من علوم أكبر فقيه و فيلسوف لم تشهد الحوزة النجفية مثيلاً له إطلاقاً, و لو كان حياً لأسعفنا اليوم بآلكثير من القضايا و الأفكار و الأحداث التي عجزت النجف عن بيانها و صياغتها بما يتلائم و الأحداث المعقدة التي تجري في العراق و المنطقة و العالم من قبيل أزمات العراق والعالم و أزمة الحكومة و البرلمان و السياسات الخارجية و السياسات الأقتصادية و المالية و الأدارية التي تجهلها المرجعية التقليدية تماماً و غيرها من آلقضايا الجوهرية التي تمس مستقبل العراق و الأمة والتي لا تعتبرها المرجعية التقليدية من مهامها رغم إننا خاطبناها مراراً بشأن تلك القضايا التي ستودي بآلعراق إلى الهاوية .. و هم يتفرجون على مأساة العراق و كأنها لا تعنيهم ولا يتعلق الأمر بهم سوى من بعيد و بمستوى خطاب واحد في يوم الجمعة يلقى من على ورقة مكتوبة على الهواء, و كفى الله المؤمنين القتال و شرّ المواجهة و الجهاد و الكفاح من أجل حقوق الناس و آيات الله و حقوق الفقراء التي هُدرت بسبب الداعشيين الرسمين في الحكومة و الوهابيين الأنتحاريين و على مسمع و مرآي منهم جميعاً!

في خضم هذا الوضع العصيب و المعقد أصدر السيد الحائري هذا اليوم بياناً أعتبرهُ و بكل صراحة و وضوح مجرّد تقرير للواقع المعاش لا أكثر و لا أقل .. و ذلك لأني شخصياً طرحت ما جاء في البيان و أكثر من قبل سنوات بآلأضافة إلى قضايا مصيرية أخرى يعرفها جيداً الأخوة المثقفون الذين يُتابعون مقالاتنا و بياناتنا يوم بيوم!

من جانب آخر مشكلة العراق لم تعد كما كانت في السابق .. بل باتت معقدة بعد ما تدخلت المرجعية التقليدية النجفية مباشرة و لكن بحياء و خجل العام الماضي لتغيير الحكومة التي كان يرأسها دولة القانون التي حصلت على أكثرية اصوات الشيعة و إكتسحت الساحة السياسية والأعلامية و العسكرية بحيث قويت شوكة الحكومة إلى أعلى مدى لها في وقت كانت الأوضاع أنذاك معقدة و متشابكة بسبب طعنة الأئتلاف الوطني لدولة القانون من الخلف وتشابك الأوضاع من الناحية الأمنية بسبب تنكر المتصدين في رئاسة الأئتلاف للقيم و الوجدان و الدّين و العهود فتوحدوا إلى جانب البعثيين كعلاوي و مشعان و أمثالهم و الكردستانيين البارزانيين كرئيسهم مسعور البارزاني و سياسي داعش و الأتراك من أمثال النجيفي و المطلق و هكذا تكالب الجميع ضد دولة القانون التي كانت تمثل إرادة أكثرية الشيعة الفقراء و حتى بعض الأخوة السنة المعتدلين الشرفاء, و المصيبة الأكبر أن المرجعية هي التي دفعت المتآمرين و شدّت أزرهم لإسقاط الحكومة المنتخبة!

علماً أنه كان بإمكان المالكي أن يصمد أمامهم و يكتسح الساحة بحنكته و نيته الصافية التي كانت مطابقة لنوايا و إرشادات الولي الصّالح الذي يتصدى لامور المسلمين و الذي أوصى به الصدر الأول كنهج أمثل لتمثيل النيابة العامة للأمام الحجة (ع) في هذا العصر, و لهذا بارك الله في عمله .. و لولا إصرار المرجعية الغير المبرر لتغيير الحكومة السابقة ربما لجهلها بحقيقة السياسة و الأجتماع و الفكر والفقه ؛ لما تنحى المالكي عن السلطة إحتراماً له و لما أستطاع عشرون إئتلافاً مثل الأئتلاف الوطني و العراقية و الداعشية من تغييره أو إزاحته!

على كل حال تغييرت الحكومة بعد ما تنازل المالكي نفسه و أعلنت المرجعية بأن الأوضاع ستستقر و ستنتهي المشاكل في ليلة و ضحاها لأنّ الحكومة تبدلت بفضل المرجعية "الرشيدة" و سيحل الأمن و الأمان و النصر و الثراء في العراق, و لكن ماذا كانت النتيجة؟

النتيجة كانت معاكسة تماماً لتوقعات المرجعية و الأئتلافيين المنافقين!

فالذي حدث هو عكس تصوراتهم بآلكامل .. حيث تعقدت الأوضاع و تفككت الأواصر الوطنية و تحطم الأقتصاد و تضاربت الآراء و تعطلت المشاريع و تشابكت الإرادات ضد إرادة الأكثرية المسحوقة وزاد عدد القتلى و الجرحى و الشهداء .. لأن هؤلاء خططوا ضد إرادة أكثرية العراقيين بلا إستثناء, و لعل الشهر القادم (آذار) لن تستطيع الحكومة فيه من دفع رواتب الموظفين بجانب الحشد الشعبي الذي أساساً لم يستلم أكثر مقاتليه رواتبهم منذ أشهر!

و المرجعية الدينية و حدها تتحمل كافة تبعات هذا الدمار و الأنهيار و الفساد و الظلم الذي وقع على العراق و العراقيين, و تكون هي المسؤولة أمام الشعب و أمام الأمة و أمام الله تعالى بسبب الأخطاء المركوية السابقة القوية التي كانت بعكس إرادة الشعب و الجيش و الأمن و الرّد السّريع.

و قبل الختام .. أودّ تذكير السيد الحائري دام ظله؛
بأن آلخطبة العلوية رقم 34 التي إستشهد بها لتوبيخ آلحكومة العراقية الحالية و سياساتها ليس فقط لم تكن دقيقة و في محلها, بل لم تكن تُحاكي حقيقة الواقع و ما يجري فيه .. لأن المصائب التي وقعت في العراق بسبب الوهابيّة و ساداتهم في البيت الأبيض وكذا من المرجعية التقليدية؛ كانت كلّ مآسيها و ثقلها و آلامها و تبعاتها تقع بآلدرجة الأولى على كاهل الشعب و على الفقراء و الحشد المجاهد بآلذات و لم تكن تمس الحكومة أو البرلمان لا من قريب و لا من بعيد!
لمعرفة تفاصيل بيان السيد المرجع الحائري يراجع :
(بيان السيد الحائري رقم 82 للحكومة العراقية بشأن مؤآمرة تقسيم العراق و إضعافه)!

فآلحصار المفروص و تكالب الأعداء على العرق و الذي يضيق يوما ًبعد آخر , و تبعات و مسؤوليات الفساد و الحرب على داعش و مسؤولية الجهاد في آلجبهات و النقص في العتاد و السلاح و المال و الرواتب و شيوع الأمراض كلها وقعت و تقع على فقراء الشعب و الحشد الشعبي وعوائلهم و الأرامل اليتامى, و لا تمسّ المسؤوليين العراقيين و بآلأخص لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان و أعضاء البرلمان و وزارة الخارجية و الحكومة و حتى القضاء الأعلى, حيث لم يتضرّروا, لانهم لم يُمْكّنوا الأعداء من نفوسهم و لم يفرقوا لحومهم و لا هشموا عظمهم و لا فرّوا جلودهم كما إستشهدت ببيان الأمام علي(ع) في نهج البلاغة .. بل في الحقيقة؛
مكّنوا – أي السياسيين العراقيين - الأعداء من الشعب و الحشد الشعبي و مستقبل العراق و كأنهم – أي السياسيين الحاكمين - يريدون تدميرهم بقصد على حساب منافعهم و جيوبهم و رواتبهم التي لم تنقطع يوماً!

إن الحكومة و البرلمان يا سيدنا الجليل أعلى الله مقامك و دام ظلك؛ لم يمسّهم قرحٌ منذ أن تبدّلت الحكومة الشرعية العام الماضي, بل لم يصيبهم حتى تأنيب ضمير بسبب السقوط الأخلاقي و لقمة الحرام التي ملأت بطونهم على مدى عشرة سنوات من الرّواتب الحرام التي تعجب لكثرتها حتى الرأسماليون, لهذا صارت وجوههم – أي وجوه المسؤولين - و كما يقول البغداديون و كأنها؛ (وجوه مصنوعة من الجينكو) و ليس من اللحم و الدم. و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
عزيز الخزرجي



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر لدعم الأرهاب في العراق و الشام
- همسات فكر(31)
- همسات فكر(29)
- ألشابندر فاسدٌ أيضا
- السكتة الملكية تلاحق المعارضين الأردنيين!
- إعترافات بحلول الكارثة الكبرى
- همسةٌ من أفكاري(11)
- الكارثة العراقية الكبرى لعام2016م
- تركيا في مهب الريح؛
- مَنْ المستفيد من الضربة التركية؟
- قصّتنا مع الله
- لا يستقيم ألعراق .. إلّا؛
- فساد السعودية إلى أين؟
- العراق نحو المجهول!
- ضد السياسة و التقليد!
- الكلام ينزف أيضا
- في الشهر الحرام و البيت الحرام: السعودية تريق دماء ضيوف الرح ...
- مسؤولية الدولة الأسلامية أمام المسلمين
- مملكة العشق
- واقعة صفّين من جديد!


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الخزرجي - بيان على بيان