أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن اسماعيل - سعد جاسم يحتضن العالم بقبلة شاسعة !














المزيد.....

سعد جاسم يحتضن العالم بقبلة شاسعة !


حسن اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5062 - 2016 / 2 / 1 - 11:20
المحور: الادب والفن
    



حسن اسماعيل
أخيراً , عثرت على كراسة الشاعر العراقي المقيم بكندا سعد جاسم ( قبلة بحجم العالم ) الصادرة 2010 بالقاهرة . وبيني وبين نفسي احتفيت أيما أحتفاء بصداقتها الرائعة حيث اللغة الصافية الحانية والقصائد أحلام بعيون مفتوحة , مسكونة بل مشحونة بالحب الأزلي منذ أدم .
يتفرد سعد جاسم عن شعراء جيله الثمانيني – وهو بلا شك جيل مجدد ضخ دماً حاراً في عروق القصيدة العراقية – لأنه يمتلك صوتاً كونياً , ينطق بعذاب الإنسان الأول وبحثه الأبدي عن سره الغائر في الوجود . أنه شاعر متأمل يحتضن كل ما يحيط به ويراه بالسؤال والتعاطف وأمنيات بالخلاص . شاعر كوني حتى حين يتناول تفاصيل حياتنا اليومية , حياة الناس العاديين والإحداث العاديات .

وتأتي كراسة ( قبلة بحجم العالم ) لتعلي من صرح هذا الشاعر – الشاعر اذ هي تروي قراءه من بئر حميم جرعات من قصائد عذبة , قصائد تتواشج فيها الصوفية والسريالية الشفيفة في ضفيرة ستنفتح مسترسلة منهادية صوب السرمدي.

يفتتح الشاعر قصيدته الأولى ( هل كانت الكلمة أم القبلة ؟) متسائلاً ومخاطباً يسوع المسيح :

هل في البدء كانت الكلمة ؟
أم في البدء كانت القبلة ؟
وهو مطمئن بأن سؤاله هذا سيفرح نبيه صاحب القلب الكبير . ويتماهى في مقطع أخر من القصيدة أكثر فأكثر بلغة المعلم يسوع فيسمعنا صلواته الخاصة :
القبل أجنحة نحلق بها
إلى أعالي الأبدية .
أو

الامطار قبلات الله
التي تطهرنا من الضغائن
والأخطاء المرة .

أو الأرض
قبلة الله
التي لاتنتهي .
انه الهيام بالكون والسعي النوستالجي لملامسة أسراره الغامضة المشعة بألوان غربية .. مثلما هو الأنهمار والذوبان فيه حيث تسحب القصيدة الكائن الضعيف وتعريه في محراب الذات ليصغي بصفاء لرنين هواجسه وأعماقه المضطربة . أنها تلغي الحدود بينه وبين دفق الوجود السادر في لعبة الحياة والموت !
هاهو الشاعر يترجل الأن – وهو مايزال في ظلال قصيدة الاولى – من الملكوت الازرق الى ملكوت الطين الغامض السريالي , فيما تبقى لغته نقية طاهرة رغم دفقاتها الحسية الفائرة :
القبلة
قصيدة نثر
يخربشها العاشق
المغامر
على جسد حبيبته
فيضئ العالم .
أو:

المذيعة الجميلة
قبلة التلفزيون
للمشاهد الاعزل .

ضمت كراسة الشاعر أربعة أجزاء – عناوين تمطر القبلات . ولم تكن الأ قصيدة متواشجة واحدة بل قبلة كبيرة واحدة , وكانت بحجم العالم .أنها لعبة التعري على أديم صديق حيث تنكشف سرائر الانسان حين تبوح القصيدة بمخاوفه وارتياباته وتغريه بأن يرمي نفسه في لجة الغامض وتذوق ممالكه البكر . وهنا يغدو الشاعر هو الصوفي والحكيم والمتنبي مثلما هو الانسان البسيط الذي أدمن الحب :
أوقفني الحلاج
في باب القبلة
وقال
" ركعتان في العشق
لايصح وضوءهما "
ألا بالمطر
أو:
الفلاسفة يقبلون بقلوبهم .
أو:
المتصوفة قبلاتهم عرفانية .
أو:
شيئان لايمكنني الفطام منهما
القبلة والبكاء
بهما أتطهر وأكون .
( قبلة بحجم العالم ) ترجم الى الانكليزية على يد البروفيسورة العراقية في جامعة نيويورك د. أنعام الهاشمي ( ذهب وحرير ) – هكذا تكتب أسمها – وصدرت الكراسة وترجمتها في كتاب واحد عن دار ( الحضارة للنشر) المصرية
31/ 1/ 2016



#حسن_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاح نيازي .. نوستالجيا حائرة بين الحنين والرثاء
- كتاب وأدباء من ذي قار يطالبون اتحاد الادباء العراقيين بنصرة ...
- الحرية للشاعر أبراهيم البهرزي !
- من كان خالد الامين ؟
- عصاب إلكتروني عراقي ,,سياسي ,,!
- العراق .. . ومشروع الدولة
- تعالوا نقرأ .. السينما النازية
- العراق ... وانعدام الأمن المائي
- كلام في المسكوت عليه محنة العراقيين ب (يسار الوسط )
- علي الوردي والتفكير الشعري
- في العراق - طبقة وسطى- تجهل مهماتها التاريخية !
- كاظم الحصيني ... وداعاً ايها المعلم !
- فاطمة المحسن : درس مظفر النواب
- قراءة في افكار نيولبرالي عراقي - الأستاذ حسن اسماعيل - العرا ...
- في مفهوم العلم الخلدوني


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن اسماعيل - سعد جاسم يحتضن العالم بقبلة شاسعة !