أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باقر جاسم محمد - قريبا من الفن بعيدا عن السياسة














المزيد.....

قريبا من الفن بعيدا عن السياسة


باقر جاسم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1376 - 2005 / 11 / 12 - 11:37
المحور: الادب والفن
    


حين بدأت داليا العقيدي برنامجها الشيق( الأغاني ) مع بداية شهر رمضان، استهلته بالقول:
" هذه المرة ليس هناك سياسة، بل فن و موسيقى و غناء" . ثم شرعت في تقديم البرنامج الذي تطور، حلقة إثر حلقة، من برنامج منوعات إلى مشروع طموح لرصد الصيرورة النفسية و الروحية للشعب العراقي جميعه عبر استعراض مسيرة الفن الغنائي في العراق للفترة من العام1900 و لغاية العام 1980 م. فالغناء و الموسيقى يرتبطان بأعمق ما في الإنسان من نزعات الحب و الألم و الفرح و الأمل ثم الحزن النبيل الذي كان نصيب العراقيين منه كبيرا حد التخمة. فمن خلال العرض التاريخي للغناء و الموسيقى العراقيين المصحوب بملاحظات فنية دقيقة أدلى بها أساتذة متخصصين ، و من خلال استضافة عدد من الملحنين و الشعراء و المغنين ، ظهر للعيان ذلك التنوع الهائل في الأنماط اللحنية و في الأصوات الغنائية العراقية، رجالية أو نسائية، و جرى التذكير بجمال أصوات كاد النسيان أن يطوي بعضها. كما ظهر أيضا ذلك الإطار النفسي و الذوقي العام الذي يجمع العراقيين كافة. فالغناء عراقي يحمل هما عراقيا أصيلا سواء أكان مبدعوه من الموصل أم من البادية الغربية،من جبال كردستان أم من أهوار البصرة و الناصرية، من بغداد أم من الفرات الأوسط. والآذان التي كانت و ما زالت تطرب لهذا الغناء هي عراقية في الأساس و منتشرة في كل مكان من أرض العراق. و هكذا أكتسب البرنامج أهمية وطنية متزايدة مع كل حلقة. و هكذا أيضا حضرت السياسة من حيث أريد لها أن تكون غائبة. ولعل خير دليل على حضور السياسة هو ذكر مطربين و ملحنين و شعراء غادروا العراق إلى المهاجر لأسباب سياسية مثل مظفر النواب وفؤاد سالم و قحطان العطار و كوكب حمزة و جعفر حسن الذي نسيه معدو البرنامج تماما. كما كان توقف البرنامج عند العام 1980م و عدم تغطية الأعوام العشرين الأخيرة من القرن الماضي مؤشرا ذا مغزى سياسي واضح. و كذلك كانت إشارة مقدمة البرنامج في الحلقة الأخيرة بأن: " هذا البرنامج يثبت أن في العراق ليس فقط أصابع تضغط على الزناد ( كناية عن القتل ) بل أيضا أصابع تنتخب(كناية عن الخيار السياسي) و أصابع تداعب الأوتار(كناية عن الإبداع الموسيقي و الغنائي)." نقول إن هذه الملاحظة الذكية تثبت الهدف السياسي النبيل الذي كان في ذهن المشرفين على البرنامج.
و لئن كنّا قد أزجينا شيئا من المديح المستحق للبرنامج فإن ذلك لن ينسينا ذكر بعض نقاط الضعف التي لاحظناها عليه. فقد كان النظام أو الأسلوب أو المعيار المعتمد في ترشيح الأغاني يفتقر إلى الدقة المطلوبة وهو الأمر الذي سمح بأن تكون أغنية " ليلة و يوم" لسعدي الحلي مطربا و محمد نوشي ملحنا و كاظم الرويعي شاعرا هي الأولى في القرن العشرين، وهو أمر لا يتفق عليه كثير من المتخصصين. فهذا المعيار هو معيار الانتشار و الذيوع الذي قد لا يتطابق بالضرورة مع المعايير الفنية الدقيقة. بل هو في أحيان كثيرة يكون بعيدا عن الكشف عن الماهية الإبداعية للأغنية في جوانبها الشعرية و اللحنية أو من حيث الغناء أو الأداء الصوتي البشري و جمالياته. و كان ممكنا أن يتم اختيار عدد من الأغاني دون تحديد أغنية بعينها لتكون هي فقط الأولى من بينها. ذلك أن قرنا من الزمان فترة طويلة لا تحتمل أن ننسب لها أغنية واحدة لتكون هي الأغنية الأولى. فالموسيقى و الغناء و الشعر و الذوق العام و وسائل نشر الغناء و تلقيه تشهد تغييرات جوهرية خلال مائة عام ، و بما لا يسمح لأي كان أن يزعم من أن أغنية بعينها هي الأغنية الأولى للقرن.
و كان الجمهور المنتقى الذي حضر تسجيل البرنامج و شارك في التصويت على الأغاني يمثل عينة ليست عشوائية ، لذلك لا يصح الاعتماد عليها إحصائيا. و كان ممكنا أن يفتح باب التصويت عبر وسائل الاتصال الحديثة على الأغنية الفائزة التي يؤجل إعلانها في نهاية كل حلقة إلى بداية البرنامج في اليوم التالي من أجل إشراك أعداد من الجمهور أكبر و أكثر تنوعا في التصويت للأغاني المرشحة؛ و لاستغلال الوقت الذي يلي الأغنية الأخيرة بالتعقيب الفني و التاريخي عليها. فقد لاحظنا حرمان الأغنية الأخيرة من هذه المزية و بالتالي حرمان المشاهدين و الجمهور من المعلومات المهمة التي قد تؤثر في إعطاء أصوات بعضهم لهذه الأغنية أو تلك.
أخيرا أود القول بأن هذا البرنامج قد مثل خطوة متقدمة في مزج المتعة بالفائدة بالسياسة. و لعل ذلك مما ضمن مشاهدة واسعة للبرنامج. و هما أمران لا يتحققان لكثير من البرامج التي نشاهدها في هذه الأيام.



#باقر_جاسم_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الاحتمالات و نظرية المؤامرة
- الديمقراطية و الإصلاح السياسي بين الواقع و الطموح
- الكتاب المقدس: حول أصل اللغة و أختلافها
- أرسطو: حول الاستعارة
- من أغاني العاشق القديم
- أتألق دائما لأن مائي سيكون
- في أي الأرض...!؟ إلى جورج حاوي إنسانا
- مسألة ضمان حقوق المرأة في الدستور المنشود
- العمل السياسي ممارسة إنسانية الإنسان : رد على أسئلة الحوار ا ...
- الترجمة و حوار الحضارات / مقابلة مع الأستاذ باقر جاسم محمد
- حوار في مشكلة المصطلح في الكتابات الماركسية
- اليتم الكوني
- الفكر اللغوي الإغريقي:سقراط: حول الأسماء
- الماركسية: أهي فلسفة أم أيديولوجيا
- الوعي الذاتي المأزوم و الوعي الموضوعي الحر
- قوى اليسارو الديمقراطية و إمكانات العمل المشترك
- أهمية اللغة في الدستور العراقي المنشود
- جريمة الحلة : بين الحقيقة و الإدعاء
- من المسؤول عن تعطيل العملية السياسية في العراق
- المقاطعون و المغالطة الكبرى


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باقر جاسم محمد - قريبا من الفن بعيدا عن السياسة