أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - الشَّبح














المزيد.....

الشَّبح


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 5061 - 2016 / 1 / 31 - 17:51
المحور: كتابات ساخرة
    


لدى وصولي إلى سوق الجمعة الذي أزوره مرة كل شهر للتفرّج وشراء ما تيسّر من (لقطات)، استرعى انتباهي شابٌّ في مقتبل العمر يقف تحت شجرة وقد علّق على كتفه حقيبة سوداء متوسطة الحجم وحوله مجموعة من الشبّان يتفاوضون معه. وبين الحين والآخر يمدّ يده إلى حقيبته بعد أن يلتفت إلى كافة الجهات ويخرجها بسرعة ويدسّ شيئاً ما بيد المشتري بعد أن يقبض الثمن.
الفضول سيذبحني إذا ما بقيت ساكناً. هرعت إليه لأتقصّى وأنا شبه موقن من أنه يبيع موادّاً غير مشروعة. اقتربت منه متوجساً فقد تلقي إحدى الجهات الأمنية القبض عليه وعلى من حوله، وجدته وكأنه يتهيّأ للمغادرة. اقتربت منه أكثر وقلت له هامساً بحذر: لا تخشى شيئاً، أريد أن أشتري منك.. هيّا!
نظر صوبي وقال لي: وهل تعلم ماذا أبيع؟
قلت له: لا.. لكنني مستعدّ أن أشتري منك أيّ شيء!
تمعّن قليلاً بي وقال: أنا أبيع شريطاً مسجّلاً ولم يبقَ منه سوى نسخة واحدة.
قلت له وقد انفرجت أساريري: سأشتري منك هذه النسخة.. بالرغم من أن الإنترنيت بات يغنينا عنكم. ففيه آلاف المواقع الإباحية..
ابتسم وأجاب: لا.. الشريط ليس كما تبتغيه. إنه مقطع مسجّل خلسةً لبعض السياسيين..
وهنا ازداد فضولي اشتعالاً وقلت له بشوقٍ ولهفة: أرجوك أنا أعمل بالسياسة ويسعدني أن تزوّدني بما لديك..
صمت برهة مفكراً وقال: سوف أقدّمه لك هدية إذن. ومدّ يده إلى حقيبته وأخرج منها شريطاً بعد أن التفت يمنةً ويسرةً كالعادة. خطفته منه بمهارة نشّال ودسسته في جيب معطفي وقبّلته شاكراً وقفلت عائداً بسرعة إلى البيت. ومن فوري شغّلت الشريط وإليكم التفاصيل كما شاهدتها:
المكان: قاعة كبيرة، مكتب وثير أسطوري بفخامته. يقف خلفه رجلٌ يرتدي بزّة رسمية وتبدو عليه الأناقة الزائدة. لكن ملامحه غير محددة فهي تظهر وتختفي، وسوف نطلق عليه اسم: «الشَّبح!». وهو يتحدّث بالفصحى تارةً وباللهجة المحكية تارةً أخرى. ويقف قبالته رجل وقد أدار ظهره للكاميرا، وبالتالي لم نتمكّن من معرفته. وبالرغم من أن التصوير بالأبيض والأسود ومشوّش قليلاً إلا أن الصوت واضح تماماً.
- الشَّبح (بصوت الواثق وحكمة الدارس المخطط): شوف! الحلّ السياسي للأزمة بات قريباً شئنا أم أبينا.. لذلك علينا رصّ الصفوف وتجهيز أنفسنا للمرحلة القادمة. يجب أن نفكّر بعقل بارد وبقلب حامي. علينا أن نمرّق ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، القوانين والتشريعات التي تضمن ليس فقط مكاسبنا الحالية، بل وزيادتها مستقبلاً. لذلك قل لأخوانك: "قانون التشاركية" يجب أن يصدر سريعاً وحتى بدون إجراء أيّ تعديل على فقراته وموادّه. واللّي ما عجبوا يضرب رأسه بألف حيط.. مفهوم؟
- (الرجل الآخر): مفهوم سيدي، بس يعني الحقيقة نحن محرجون جداً؛ فمن جهة، مشروع القانون كان نائماً بأدراج الحكومة منذ عام 2009 و..
- الشَّبح (مقاطعاً بنزق): آنذاك لم يكن الظرف ملائماً لإصداره. نحن الآن في المرحلة الذهبية. قلائل من يهتم بما يصدره المجلس من تشريعات. لذلك خلّينا نضرب ضربتنا ونحضّر حالنا لقانون تاني..
- (الرجل الآخر): مفهوم سيدنا، بس والله في بالمجلس أعضاء فهمانين كتير بالاقتصاد.. وبيفصفصوه لمشروع القانون فصفصة.. وبيني وبينك باكل همّ وقت اللي بيجي دور الواحد منّن بتقديم مداخلته.
- الشَّبح (بخيلاء وصلف): خلّيهم يعلّكو حكي، مين رح يردّ عليهم! بعدين لا تنسى نسبتهم الضئيلة بالمجلس، أي يا دوب يشكّلوا 2% ..
- (الرجل الآخر): طيب سيدنا خلّينا نفكّر شويّة، لأنه بصراحة مشروع القانون فيه كتير ثغرات و..
- الشَّبح (صارخاً بغضب): ما معنا وقت يا بني آدم! يالله لشوف هزّلّي اكتافك وحضّرلي حالك لقانون الاستثمار الجديد.. (بصوت أعلى) ولك يالله شو ناطر؟
- (الرجل الآخر) حاضر سيدي حاضر! (يتعثّر بـ«التربيزة» وهو يهمّ بالخروج مشلوشاً..).



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نقضي على الإرهاب؟
- المِظَلّة
- طلب استقالة
- هل يمكن القضاء على الإرهاب بمعزل عن الحلّ السياسي؟
- حوارات نقابية
- -داعش- والحب
- ماذا حصدنا من الفيتو المزدوج؟
- الصحافة السورية وملفات الفساد
- هل العلمانية دواء للصراع الطائفي؟
- يحدثُ في سورية
- في الباص
- عذراً.. لن أترشّح!
- فوق الموتة.. عصّة قبر!
- وصيّة
- الصورة
- المرآة
- السردين
- العاشق
- دقائق بلا حياء.. ولا خوف
- القطط الضامرة


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - الشَّبح