أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - معضلة العراق اكبر من مشروع مصالحة














المزيد.....

معضلة العراق اكبر من مشروع مصالحة


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1376 - 2005 / 11 / 12 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت قد سئلت في احدى اللقاءات عن الدور الذي سيلعبه الاخ السيد عمرو موسى في العراق قبل زيارته اليه ، فأجبت : بأن تحركّه قد تأخّر عن موعده كثيرا .. وقد تفاقمت مشكلات العراق بالشكل الذي لا يمكن ان يحلّها اي مؤتمر مصالحة ، اذ يصر العراقيون على موقفهم الذي لا ينسونه من الجامعة العربية ابدا . لقد تباينت الآراء بين القوى السياسية العراقية حول جدوى زيارة الأمين العام ، ومبادرته بعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية ، حيث توقع البعض أن تثمر عن نتائج إيجابية ومثمرة ، فيما رأى البعض الآخر أنها لن تستطيع أن تفعل شيئا ، وليس باستطاعتها تقديم حلول ناجعة . وكتب في الصحافة العراقية "إن للجامعة العربية مشكلة مع الملف العراقي كونها جاءت متاخرة، وسجلت غيابا واضحا في الفترة الماضية في الشارع العراقي." وهذا الموقف يشمل الدول المؤثرة في الجامعة العربية، والتي لا تدعم العراق، أو تقف موقف اللامبالاة منه
" .
ضياع اهم فرصة سانحة في تاريخ العراق
قبيل اندلاع الحرب ، نادى الزعيم الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله - بندائه التاريخي الشهير من اجل انقاذ العراق واهل العراق ومصير العراق من هذه الدوامة الدموية الرهيبة . لقد كان الرجل ثاقب الرؤية بعيد النظر .. وكان موقفا اخلاقيا وتاريخيا لا يمكن ان ينساه الزمن ابدا ، ولكن هيهات ، فلقد سعت الجامعة على غير هدى ، وتوضّح لنا اخيرا وبشكل موثوق ، بأن تلك المبادرة التاريخية لانقاذ العراق قد حظيت في الاربع والعشرين ساعة الاخيرة بموافقة الاطراف الدولية المعنية فضلا عن موافقة صاحب القضية الرئيس السابق صدام حسين .. ولكن ما حدث في مؤتمر شرم الشيخ قد ضّيع محاولة انقاذ العراق وخصوصا ذاك الذي مارسته جامعة الدول العربية ، وقد كتبنا في النهار البيروتية ، منتقدين دورها منذ قبيل الحرب وما بعدها !! وتأتي اليوم محاولة الاخ عمرو موسى بعد طغيان الخراب من اجل انقاذ ما لا يمكن انقاذه .. ومتى ؟ تأتي في وقت يعيش العراق مخاضا صعبا جدا . أن محاولته – مع احترامي لجهوده - مجّردة من اي واقعية سياسية ، ربما تشبع العواطف القومية ، ولكنها سوف لن تغّير من الواقع العراقي شيئا كون الجامعة ليس لها أي تأثير في الشارع العراقي .. علما بأن المحيط العربي هو – فعلا - شبكة امان عربية حقيقية للعراق ، ولكن هل تدرك تلك " الشبكة " ما مكونات العراق وما اوضاع العراقيين اليوم وهم يناضلون نضالا حقيقيا في خضم مأساة التمزّق والارهاب وتدخّل القوى الخارجية
.
مشروع " مصالحة " ام مشروع " مبادئ " !؟
أن العراقيين ليسوا بحاجة الى مشروع " مصالحة " بقدر ما يحتاجون الى اجماع " مبادئ " والى الامن والاستقرار وايقاف نزيف الدم العراقي .. فضلا عن تداخل الاسباب وافتراق الاهداف . انني استبعد حدوث حرب أهلية داخل العراق لأن العراقيين نسيج اجتماعي واحد وتربوا على مبادئ وطنية موحّدة وان الانقساميين اقل بكثير من الوطنيين . ان مؤتمر " المصالحة " مع اقطاب النظام القديم يرفضها المسؤولون العراقيون كونهم فسّروها ثمنا لايقاف سفك الدم العراقي ! وسواء كانوا على خطأ ام صواب ، فان اي مشروع تقدّمه جامعة الدول العربية سيصيبه الفشل فالوضع العراقي قد اصابه من التعقيدات والتشرذمات والانقسامات وبدأت تترسّخ فيه المحاصصات والتخندقات ، بل وتبلورت الاصطفافات على اسس طائفية وعرقية ومذهبية وجهوية وقبلية .. وهذا هو الوباء الحقيقي الذي انتجته فراغات هائلة باختفاء سياسات بليدة وقاسية وتوتاليتارية اتبعها النظام القديم لاربعين سنة واستبدلت فجأة بسياسات جديدة غابت الوطنية عنها غيابا نتيجة جهالة او خوف او ضياع او تخندقات !
لقد قال السيد عمرو موسى بأن الزيارة كان يجب ان تسبقها خطوات اوجزها فى "فتح مكاتب لها في العراق، وإرسال سفراء لها، لدعم العملية السياسية فى العراق. وانني أعتقد ان مشروع الرجل في العراق سيفشل، لأن التجارب علمتنا ان مؤسسته لم تنجح في أي خطوة خطتها في أي بلد عربي ليس له مشكلات من نوع ما ، فكيف بمشكلات عضوية كالتي يعيشها العراق اليوم . وهل باستطاعتها ان تحّل معضلة العراق بكل مداخلاتها المباشرة وغير المباشرة ، علما بأن هناك جملة كبيرة من العراقيين والعرب يؤملون خيرا على مهمة عمرو موسى وجامعته نظرا - كما يقولون - لتوفر أسباب النجاح المتمثلة بملائمة الاجواء العراقية وكذلك الترحيب الكبير الذي لاقته زيارة موسى سواء من اغلب الاطراف السياسية العراقية رغم التحفظات التي لديها الا انها تسعى لتحقيق الامن والاستقرار. وان فرص النجاح ستتوقف على نجاح المؤتمر التحضيري الذي سيعقد في منتصف شهر نوفمبر الجاري في العاصمة المصرية القاهرة
.
واخيرا : ما العمل ؟
أن اي مؤتمر باسم " المصالحة " سيتوفق بين بعض السياسيين العراقيين القدماء والجدد ، وليس بين القوى الاجتماعية العراقية ، وان هذا وذاك سوف لن يغّير من واقع مأساة الشعب . ان هذا " المؤتمر " سوف لن ينقذ العراق الذي غدا جّرة مليئة بالعسل وقد انكسرت فاجتمعت عليها كل الحشرات من كل الاطراف . السؤال : هل سيتهيئ العراق لعصر جديد ؟ هذا ما كنا نأمله في ظل الحاجة العراقية الى فترة نقاهة واستراحة محارب .. ان ارجاع العراق الى حالته الطبيعية لا يمكن ان يحلها مؤتمر للمصالحة في ظل بقاء الاحقاد والكراهية والثأرات .. وفي ظل اختفاء التفاوض مع الاحتلال على اجندة مستقبلية . ان الحاجة باتت ماسة الى ان يجتمع كل العراقيين على مبادئ وطنية وليس الى بيان وتوصيات مؤتمر ليس فيه الا الخطب والشعارات من دون الرهان على الخصوصية العراقية واحترام الارادة الوطنية بمنتهى الايجابية والشفافية والرؤية المصيرية .



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربة كوزموبوليتانية :عندما يكون للمدن مركزية جذب وعبقرية حي ...
- الحرة عراق: درس متطور في الاعلام المرئي
- رسالة صريحة في نقد خطاب السيد فاروق الشرع
- صرخة أعلنها للملأ : الخلايا النائمة تستيقظ بشاعتها
- ثقوب سوداء بين عالمين : دعوة ليست للتشاؤم
- نزهة عند ضفاف التايمس بصحبة نيازي وسميرة
- متى يتعلم العرب الأشياء الثمينة ؟
- كيف نبني فكرا سياسيا جديدا ؟؟
- صدام حسين في قفص محكمة الجنايات
- فاجعة العراق بين الرصافة والجسر
- كنا ننتظر دستوراً
- العرب في سجن مؤّبد !! متى يهندسون تفكيرهم وزمنهم ومصيرهم ؟؟
- العرب يقتلون العرب .. لماذا ؟؟
- الليبرالية القديمة والليبرالية الجديدة : المعاني والمبادئ وا ...
- أسئلة ما بعد الانتخابات العراقية
- نعم لقد انتخبنا أخيراً ! الدرس العراقي الرائع للعرب
- لمناسبة اربعينية الراحل التونسي محمود المسعدي :الموحيات الخل ...
- الاعلام العربي :دعوة تحّولات من بشاعة المؤامرات الى خصب الشف ...
- معايدة سياسية وفكرية لغسان تويني لمناسبة العام الجديد 2005
- أدونيس : الشاعر السوري الغامض : مشاركات في المرافضات والتحول ...


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - معضلة العراق اكبر من مشروع مصالحة