أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الجبار نوري - الأسلمة السياسية ---- تحت المجهر !!!















المزيد.....

الأسلمة السياسية ---- تحت المجهر !!!


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5061 - 2016 / 1 / 31 - 12:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الأسلام السياسي مصطلح سياسي وأعلامي وأكاديمي أستخدم بتوصيف حركات تغيير سياسية تؤمن بالأسلام تحديدا وتخصيصا كحقيقة تاريخية وعقائدية ، فالأسلمة السياسية شرنقت نفسها بعباءة الأسلام لجب التهمة عن نفسها ولنيل الحصانة المطلقة للحصول على أوسع مساحة جماهيرية ، ولكن منطق الحال يفرض عليها " الوسطية " بين الحزب السياسي والجماعة الدينية ، وذلك لكون مشروع الأسلمة السياسية هو مشروع سياسي بأمتياز بديل عن كيان الدولة القائمة منذ سنين ، وتحاول هذه الحركات الأسلامية بناء دولة دينية (ثيوقراطية ) والمحصلة التاريخية لحركات الأسلام السياسي على عموم المنطقة وبالأخص العراق بعد 2003 الفشل والفوضى والخراب والعشوائية في برامجها والفوضوية في التطبيق لتقاطعها مع الحركات العلمانية واللبرالية واليساؤية التي تؤمن بالتعددية وبناء الدولة المؤسساتية ، ولو تفحصنا سنوات الفشل عبر صفحات التأريخ - بالخصوص – في القرون الوسطى وجدنا التسلط الكنسي على عموم الغرب وأشاعة الجانب الروحي في تعزيز الحكم بموجب نظرية الحق الألهي ، واحتكار الكنيسة لصكوك الغفران ، وهي نفس أفرازات الجهل والظلامية في الأسلام السياسي الذي يقدس الحاكم بأعتباره خليفة الله في الأرض فيكون بالنسبة للبشر ( ولي الأمر ) تكون فاتورته الرقبة .
المعطيات السلبية للأسلمة السياسية في العراق
1-تركت آثارها وتداعياتها على مسألتي الحرية الفردية والكرامة البشرية بالقفز على القوانين الوضعية التي شُرعنتْ عبر أكثر من قرن دفع ثمنها ملايين من البشر في العراق قتلا وتشريدا ونزوحا داخليا تحت خيمة قادة الأسلمة السياسية وهجرة في دول المنافي لأستجداء الأقامة والتخلص من العنف والشحن الطائفي والعرقي والمناطقي .
2- يشهد التأريخ السياسي للعراق منذ التأسيس 1921 ولحد 2003 موحدا يزهو بعلم واحد ونشيد واحد ووطن كان أسمه العراق ، ولكن للأسف الشديد منذ أستلام مقاليد السلطة حكام الغفلة بعباءة الدين وأذا بالعراق يتشظى إلى كتل وكانتونات طائفية وعرقية متنافرة متقاتلة .
3- دفعت العراقيين إلى أعادة أصطفافهم الأجتماعي على أسس طائفية وعرقية أثنية داخل مناخ موبوء وفاسد بسقوط أخلاقي خلال تنافس غير شريف فيه التسقيط السياسي والتجسس والعمالة للأجنبي شيئا مباحا ومقبولا.
4- ومن خلال الفساد المالي المروع وضياع أمواله وهشاشة أمنه تعرض إلى أحتلال أرضه من قبل أعتى قوة أرهابية عابرة للحدود ، هدفها تأسيس دولة الخلافة التي فشلت في مهدها ووقتها لأنها لم تستوعب الجميع ولقدم زمنه لأكثر من ألف ونيف من السنين ولا تصلح للعصرنة والحداثة وأنها حتى قافزة على أسوء الأنظمة السياسية التي هي الأسلمة السياسية .
5- ظهور مصطلح" السياسي المعولم" Globalized Politicianوهو نمط من الشخصية السياسية المحترفة والتي تختفي تحت عباءة الدين ولكن خطابها السياسي المبصوم بموافقة المرجعية الدينية يفضح أزدواجيتها السياسية ، لقد تركت آثارها على مسألتي الحرية الفردية والكرامة البشرية التي شرعنتها القوانين الأممية ومؤسساتها الديمقراطية بعد أكتواء البشرية بحربين عالميتين .
6 – تقاطع الأسلام السياسي الذي طُبق في العراق بعد تجاهل القوى الديمقراطية والعلمانية واليسارية والتي لا يمكن أختزال أفكارها وتطلعاتها البناءة ومنهجيتها العلمية المجربة وتضحياتها السخية في مقارعة الدكتاتورية منذ تأسيس العراق لحد اليوم ، دفعت العراقيين قسرا إلى أعادة أصطفافهم الأجتماعي على أسسٍ طائفية وعرقية .
7- وتُثبتْ حتمية حركة التأريخ السياسي للشعوب والصراع الطبقي أن الصحيح هو الذي يصح فشل الأخونة في مصر بعمر أقل من سنة ، وفشل حزب التنمية والعدالة التركية الأخوانية في السياسة الداخلية والخارجية بأتباع هذا الحزب الديني سياسة التطرف والتعصب الأثني مع الشعوب بأساليب عدوانية والميل التام آيديولوجيا ولوجستيا إلى تنظيم الدولة الأسلامية في العراق والشام ( داعش ) .
8- والحقيقة التأريخية يتناقض الأسلام السياسي بشكل كامل مع القراءة التنظيرية ( للأسلام الحقيقي ) كدين لتهذيب الطباع البشرية فينحو تدريجيا إلى منزلق الفكر الوهابي المتطرف كما تشهد الساحة المصرية اليوم من تفجيرات عصابات مرسي الأخوانية والأرتباط المصيري بدولة الكراهية السعودية ، أما في العراق فقد فشل الأسلام السياسي هو الآخر بقيادة ( التحالف الوطني ) على الصعيد السياسي بوضع مأساوي لا يحسد عليه وبسبب (الأخوة الأعداء) وضعف الجهد الأمني وأنهيار ساتر الدفاع الأول ساعد عصابات داعش على أحتلال ثلث مساحة العراق ، وخزينة خاوية وشعب متشظي ، لقد بيع الوطن في مزاد الخردة ( جمله ) بعد أشترتهُ الجماهير المناضلة ( مفردا) بفاتورات من الدماء والدموع ومقارعة الأجنبي عبر 82 سنة من العذاب .
وأختم المقالة بمقتطف من كتاب الدكتور فارس كمال نظمي- الأسلمة السياسية في العراق الصادر عام 2012 أعجبت به لصراحة منهجيتهِ العلمية برؤية سايكولوجية بطرح هذا السؤال المحيّرْ والضبابي – والذي أبحث عنه حول الأسلمة السياسية – أهو دين أو تديّنْ أم تديين ؟ أهو أسلام أم تأسلّمْ أم أسلمه ؟ أهو دين آيديولوجي محدد العقائد والغايات في أذهان معتنقيه ؟ أم هو – يقصد الأسلام السياسي – صورة أدراكية سايكولوجية " حمالة أوجه " حد التشظي ؟ والنتيجة معادلة عصية بأرقام شاذة متنافرة والذي جعل الجمهور المعدم يهيم في عالم السراب الوهمي باللاوعي متعطش لأي يقينٍ يريحهُ من أزمته الهوياتية المتفاقمة في عصرٍ عولمي !!! ، ويضيف الكاتب : العراق أفتتح القرن العشرين بتجربة الدين السياسي الحاكم بنظام ( الطائفة السياسية ) القائم على أساس ديني بالدرجة الأولى وعرقي بالدرجة الثانية / أنتهى.
وخسر العراق كل شيء بسقوط ثمار الأنتفاضات وعذابات السجون والمعتقلات وأعواد المشانق وعذابات المنافي في سلة الأسلام السياسي الصاعد ( الجلاد ) وجمهور العولمة واللبرالية واليسار ( الضحية ) في أنحسار وتهميش وأقصاء مسروق التضحيات ومسلوب الأرادة -----
هوامش وبعض مصادر/ * د/ محمد عماره –كتاب النظام الأسلام السياسي . *د/ فارس كمال نظمي – الأسلمة السياسية في العراق 2012 . * فرج العشه – فشل الأسلام السياسي وتركيا مثل ناجح لذلك ، موقع الأخوان ، موقع الأهرام ، موقع ميدل أيست أون لاين ، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط
في / 31-1-2016



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماراثون بغداد المحبة والسلام
- كليوباترا/ قراءة نقدية في تجليات الأدب المقارن
- حديثة ---- مدينة الصمود والتحدي
- مصروفات - الضيافة - / ضحك على الذقون !!!
- ناديه مراد / القديسة
- نقاط ساخنة
- ملحمة كلكامش/مقاربات سياحة تأريخية في مفهوم - الخلود-
- رؤية تحليلية موضوعية بين أسقاطات 2015 وفوبيا المجهول في 2016
- أنّها - طبخة أمريكية - سعودية - بطعم سعودي مُرْ !!!
- سياسة - التصفير - الغبية لأردوغان !!!
- سد الموصل / أفقٌ رهيب !!! في ظل الأهمال الحكومي
- أحذروا الماكر - أحمد داوود أوغلو- !!!
- الحراك الجماهيري / آفاقه ---- وأمكانية تحقيق مطاليبه
- الحرية للناشط المدني - عقيل الربيعي -
- قالت لي العصفوره
- يا نساء العالم أتحدن / لكسر قيودكن!!!
- أمنيات وأحلام مشروعه / وشيءٌ من الهذيان !!!
- قطر ---- والعهر الأعلامي !!!
- كفى --- كفى Enough Is Enough !!!
- الألياذه ----- والرغبات الأنثوية


المزيد.....




- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الجبار نوري - الأسلمة السياسية ---- تحت المجهر !!!