أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - التقسيم.. ليس قدراً














المزيد.....

التقسيم.. ليس قدراً


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 5060 - 2016 / 1 / 30 - 22:52
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ان كانت الضغوط الامريكية ام غيرها هي التي اجبرت وفد المعارضة السورية في الخارج على اعلان الموافقة-بعد تمنع- على المشاركة في مؤتمر جنيف 3, فان الاكيد ان التطورات التي سبقت وواكبت انعقاد الجلسة الاولى للمفاوضات قد تكون نقطة الانطلاق لمسيرة شاقة وطويلة, ولكنها واعدة , قد تتوج بوضع قاطرة الحل السورية على السكة الاقرب الى امكانية التوصل لمثابات تتحرك منها المسارات تجاه الحفاظ على كيان الدولة السورية ووحدة اراضيها.. وهو ما لا يقترب حتى من العديد من السيناريوهات التي رسمت كمسلمات مطلقة ساهمت العديد من الاطراف في رسمها لمستقبل سوريا مقسمة على اسس طائفية وعرقية.
فمجرد نظرة-ولو خاطفة- الى قاعدة المفاوضات, تذهب بنا مباشرة الى نوع من الجدية قد افتقدته بامتياز المبادرات السابقة, كما ان اولويات وقف إطلاق النار المتبادل ما بين المعارضة والنظام وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة..ومن ثم بحث تشكيل حكومة وطنية موسعة تأخذ على عاتقها تعديل الدستور مع مراعاة جغرافية سورية ووحدة أراضيها، ومسألة علمانية الدولة، واللامركزية وحقوق الأقليات، والتحضير لقانون انتخابات نيابية جديدة تعقبها إنتخابات رئاسية بعد ثمانية عشر شهرا ، والتأكيد على أن كافة الإستحقاقات ستكون بضمانات دولية وتحت إشراف الأمم المتحدة. قد يدفع الى الامل بنهاية لهذه الازمة العضال التي تمددت كظلال موت معتمة على طول وعرض ارواح وكرامة ومقدرات شعوب المنطقة..
اول النجاح لهذه المفاوضات هو انها كسرت احتكار التنظيمات الاسلاموية المسلحة لواجهة المعارضة في سوريا-بل وفي عموم المنطقة- والاهم انها تتحدث لاول مرة عن امكانية تعايش السوريين ضمن دولة وطنية موحدة, والاهم هو في وجود العديد من الحلول خارج المسارات الطائفية والعرقية التي اريد لها ان تشكل الهوية العليا لشعوب المنطقة..
ولكن ما يهمنا -ويؤلمنا-عراقيا, ان مثل هذه المناخات ما تزال بعيدة جدا عن اذهان وضمير الطبقة السياسية المتصدية لادارة البلد, وما زال العديد من القوى والفعاليات السياسية تضبط ايقاع ممارساتها ونشاطاتها على متبنيات قوى واطراف اقليمية تتقاطع رؤاها -تماما- مع مستقبل وامن وسلام العراقيين.
بل نجد ان الفضاء الاعلامي والسياسي في العراق اصبح يفيض روتينيا بمشاريع التقسيم والتشطير والتشظي في سباق وقح مع انتصارات قواتنا الامنية الباسلة في جبهات القتال, على اعتبار ان التقسيم الطائفي والعرقي هو الحل الوحيد لجميع المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بالعراق كنتيجة مباشرة للاداء السياسي السيء لنفس العناوين التي تتقاذف المسؤولية عن الواقع الصعب الذي نعيشه, دون العناية حتى لتبرير هذا التوجه او اسناده لمعطيات واقعية معتمدين على دعم ورضا وتواطؤ الدوائر السياسية والاعلامية للعديد من القوى المعادية للعراق والعراقيين..
ان التوجه الدولي للتوصل لحلول للازمة السورية ضمن اطار الدولة يسقط العديد من الطروحات حول اولية مشاريع الفدرلة والتقسيم على اسس طائفية وعرقية ويفضح مآلات مثل هذه التوجهات نحو ادامة النزاعات الداخلية وتطورها الى ازمات عضال قد تستهلك حاضر ومستقبل اجيال واجيال من الشعب العراقي المكلوم..كما ان هذا الجهد الدولي قد يثير الكثير من التساؤل حول تطابق وجهات النظر الداعشية والاسرائيلية وبعض القوى السياسية في تطيرها مما تطلق عليه حدود سايكس بيكو ومدى واقعية التسويق الملح -حد التوسل - لحتمية اعلان نهاية لهذه الحدود تجاه تخليق كيانات مبهمة , والاكثر نزقا ان ترد مثل هذه الافكار في ادبيات انظمة -بل تنظيمات- قائمة بفعل غض نظر سياسي لبعض القوى الدولية والاقليمية , ولكنها مع ذلك تتعامل مع فكرة التقسيم كرحلة تسوق مجانية في الارض والثروة العراقية..
ان اول الصواب هو في الوعي بان التقسيم ليس قدرا..وان اساس التوجه الدولي نحو الحل في سورية لم يكن الا عن طريق قرار مشترك بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا الاتحادية مما يحتم على الحكومة العراقية استغلال الانخراط الروسي المتعاظم في قضايا المنطقة والعمل على ممارسة اداء سياسي وامني متوازن يأخذ مصلحة العراق والعراقيين في المستوى الاول والتخفف من الالتزام الكامل بالسير خلف الطروحات الامريكية التي لا تتطابق بالضرورة مع المصالح الوطنية العليا, ولكنها تأخذ بنظر الاعتبار متبنيات العديد من القوى المعادية للعراق.
نعتقد ان الأوان لم يفت بعد على ان ننفتح على إمكانات التواصل مع بعضنا بعضا..وان الدولة ما زالت في الموقع الذي يؤهلها للمبادرة في اعلاء مبدأ سيادة القانون وحل الخلافات عن طريق احترام الدستور والاحتكام اليه واشاعة ثقافة مناهضة لممارسات القوى المعادية للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والتي تجد في عتمة الغبار التي يثيرها التعثر الرسمي في حل التناقضات السياسية وسيلة مثلى للامعان في سياسات التشهير والتشطير عن طريق اشاعة العنف والتخريب والتحريض وانتهاك حقوق المواطنين و تحشيد الكتابات المتطرفة التي تحاول ربط مجريات الأوضاع الداخلية بما يدور حاليا على المستوى الإقليمي أو العالمي.
واننا نستطيع من خلال الحوار والمكاشفة والاحتكام الى الآليات الديمقراطية والدستورية ..ان نعمل على معالجة المتعلقات والمخلفات التي ما زالت تحتاج الى الكثير من البحث والدراسة المعمقة والواعية والمستندة الى الوضوح والشفافية والطرح الحر الشجاع..وليس عن طريق اللجوء الى استخدامات الامكانات المجتمعية والمؤسسية في ادارة النزاع والصدامات السياسية..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزوة -السومرية-..المؤمن العراقي والجحر السعودي
- التصعيد السعودي في منتهياته
- الشيخ النمر..اعدام سياسي
- الجعفري..بين فكي الشرق الاوسط
- الجزيرة..تحت وقع الصدمة
- من الذي اتصل ب(داعش)؟؟
- خريف الباب العالي
- تحالف بن سلمان
- انسحاب ام اعادة انتشار.. ليست هي القضية
- تركيا..تذهب بعيدا
- التسعون بالمائة..من جديد
- تركيا ..زلة بألف
- الحويجة..بداية مرحلة ام نهاية وطن
- دماء في ارض السلام
- العشيرة..أم القضاء
- التكفير ..كسلاح سياسي
- التقشف.. مسؤولية من؟؟
- العاصفة الباكستانية
- قوات عربية مشتركة..للنسيان
- تاريخ من الخديعة


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - التقسيم.. ليس قدراً