أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فهد ناصر - الفكر الانساني في مواجهة القمع..حول اعتقال عبد الكريم نبيل














المزيد.....

الفكر الانساني في مواجهة القمع..حول اعتقال عبد الكريم نبيل


فهد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 1376 - 2005 / 11 / 12 - 13:05
المحور: حقوق الانسان
    


يشكل اعتقال الكاتب (عبد الكريم نبيل سليمان)من قبل الاجهزة القمعية والبوليسية سيئة الصيت في مصر،حلقة في سلسلة متواصلة من المواجهات التي يخوضها الفكر الانساني والاقلام الحرة الساعية الى كشف مستوى البشاعة والانحطاط الذي وصلت اليه المؤسسة الدينية الاسلامية ممثلة بالازهر او بتنظيمات الاسلام السياسي التي تتبنى الفكر الديني الظلامي والساعية الى اقامة حاكمية الله على الارض أوكشف درجة الاستعلاء والاقصاء والتهميش الذي تمارسه ضد كل ماهو غير أسلامي،السمة الاساسية والمميزة لخطابها الديني والسياسي وممارساتها الاجتماعية الفاقدة لأبسط المعايير والقيم الانسانية والاخلاقية المتحضرة سواء في تعاملها مع مظاهر المدنية والتحرر او في تعاطيها مع التوجهات الفكرية والسياسية المنتقدة لفكرها القسري وممارساتها او مع تلك التي تطرح بديلا آخر للمجتمع والانسان بعيدا عن القسر والاظطهاد والتعسف او بعيدا عن الموروثات الاجتماعية والدينية والاخلاقية التي تشكل عائقا امام أرتقاء الانسان وتحرره وآماله في غد افضل.
الاعتقالات هي وسيلة الاقصاء الابرز التي تلجأ اليها الحكومات العربية المتهرئة لمواجهة معارضيها،الا ان اعتقال عبد الكريم نبيل يشكل فضيحة لواحدة من أكثرهذه الحكومات خداعا وزيفا وانتهازية،فهذا الاعتقال جاء نتيجة تواطيء قذر ما بين هذه الحكومة والمؤسسة الدينية الاسلامية ممثلة بالازهر او بالاخوان اوحركات الاسلام السياسي الاخرى التي تحظى بدعم وتأييد الحكومة المصرية التي تمكنت من أبقاءهم جميعا ورقة رابحة بيدها سرعان ما تشهرها بوجه كل من يطالب بالاصلاح والتغيير السياسي والاجتماعي هذا اولا وثانيا ان هذا الكاتب يشكل خروجا اخر على تقاليد المؤسسة الدينية التي يدرس فيها كونه طالب في جامعة الازهر- كلية القانون لكنه نشر مقال فضح فيه الممارسات الاجرامية والشنيعة للتيارات الاسلامية ضد الاقباط المصريين الذين يواجهون أضطهادا شرسا لايمس عقيدتهم الدينية فقط،بل يطال حتى مواطنتهم او الاعتراف بهم كمواطنين مصريين يريدون العيش على قدم المساواة مع الاخرين الذين يعيشون في مصر.الممارسات الاجرامية للاسلاميين ضد الاقباط في مصر بعد مهزلة المسرحية المعروفة والتي فضحها عبد الكريم نبيل،تمثل مرحلة خطيرة من مراحل الاضطهاد والاستبداد وسحق الحقوق التي تواجه عدد هائل من المصريين لالشيء سوى أنهم من ديانة أخرى.
أعتقال كاتب او تهديده و اغتياله او تقديمه للمحاكم وحرق كتبه اوسحبها من الاسواق بعد أصدار فتاوى من الازهر ومشايخه او من لجانه التفتيشية،ليس بجديد على الحكومة المصرية ولا على اسلامييها ومشايخها ومؤسساتها،فثمة دماء كثيرة لادباء وكتاب مصريين قد سالت جراء ارهاب وتوحش التيارات الاسلامية الظلامية والتكفيرية او من جراء صمت وخرس أجهزة القمع البوليسية،وثمة أناس عاشوا وما زالوا حتى الان يعيشون قلق متواصل بسبب التهديدات الارهابية المتواصلة نتجية القراءات والتفسيرات
البشعة التي تقوم بها المؤسسة الدينية للابداع الفكري والادبي التي توصل الى نتيجة واحدة مفادها ان ما يكتب يشكل مسا بمقدسات الاسلام والرموز الدينية او يشكل خرقا للقيم الاسلامية. ان مخاوف الاسلاميين عبر مؤسساتهم المختلفة وبقدر ما تعبر عن القلق من ان ضحاياها من بسطاء الناس قد يجدون في نقد القيم والاعراف الاسلامية الشيء الصحيح خصوصا اذا ما كان هؤلاء الضحايا يطمحون للعيش في مجتمعات حرة وأنسانية خالية من التحميق والاضطهاد الديني والتمييز الطائفي وضامنة لكرامتهم وحقوقهم الانسانية،فأنها تعبر أيضا عن قلق متنامي من الغوص عميقا في الصفحات السوداء للتاريخ الاسلامي الدامي والغارق في الحروب والقتل والكراهية والتمييز الطائفي والتعذيب والاستبداد المطلق.الخوف من كشف الممارسات البشعة للشخصيات والرموز الاسلامية التي بينت مدى الذل والهوان الذي يعيشه الانسان عندما يكون خاضعا لسلطة الدولة الاسلامية وشرائعها.
حالة الحراك السياسي وتزايد حدة المطالبات بالتغيير السياسي اذا كانت قد احدثت هزة عنيفة في المجتمع المصري فانها قد وضعت الحكومة المصرية على حافة الهاوية والانهيار الذي تسعى للابتعاد عنه بالقمع والاعتقالات واطلاق يد اجهزتها المتوحشة وكشف مدى قدرتها على سحق حقوق وكرامة الانسان في مصر وعبر سنوات حكمها الطويلة.
اعتقال عبد الكريم نبيل رسالة ارادت الحكومة المصرية ان توجهها لكل من يريد ان يفضح ممارساتها ومساوماتها القذرة مع الاسلاميين،لكنها رسالة واضحة المعالم لجهة انحطاطها وامتهانها لكرامة الانسان.
الحرية لعبد الكريم نبيل.



#فهد_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصدقاء السيد الرئيس
- كارثة جسر الائمة ... رخص حياة الانسان في العراق
- دساتيرهم..و..دستورنا
- الدستور العراقي ...أنتكاسة مشروع الاصلاح الامريكي
- تحية للنساء المعتصمات في ساحة الفردوس
- أنهيار القيم الانسانية في فرض الشريعة الاسلامية
- العراق من دستور الدكتاتورية ...الى دستور الدولة الاسلامية
- شرطة وطلاب وجينز
- ويحدثونك عن الاصلاح في مصر - الله مش هي دي الديمقراطية
- نادية محمود للحوار المتمدن...ما يجري في العراق بعيد كل البعد ...
- نادية محمود للحوار المتمدن...ما يجري في العراق بعيد كل البعد ...
- الاول من آيار، صرخة العامل والبشرية الحرة ضد العبودية والاست ...
- مدن لا يراد لها أن تكون خارج أسوار السجون،الناصرية نموذجاَ
- نتائج الانتخابات في العراق،أحلام السلطة وأحلام الناس
- الأبناء البررة
- لا لأيران أخرى،لا لسعودية أخرى،لا لأفغانستان أخرى... لا لحكو ...
- السيستاني... طريق الى الجحيم
- السعودية... حينما يعود الارهاب الى موطنه
- الحوار المتمدن...حوارنا العزيز
- الارهاب الاسود لن يصادر حق سكان المقدادية في محاكمة اللصوص


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: ارتفاع حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر ...
- برنامج الأغذية العالمي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة: السرعة ...
- هل يصوت مجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المت ...
- ترجيحات بتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- السلطات الفرنسية تطرد مئات المهاجرين من العاصمة باريس قبل 10 ...
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم
- عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في ال ...
- زاخاروفا تدين ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بلسانه
- 2.8 مليار دولار لمساعدة غزة والضفة.. وجهود الإغاثة مستمرة
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم ( ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فهد ناصر - الفكر الانساني في مواجهة القمع..حول اعتقال عبد الكريم نبيل