|
النظام السعودي يزداد اختناقا
خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 5060 - 2016 / 1 / 30 - 09:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
النظام السعودي يزداد اختناقا *********************** أصبحت السعودية محط انتقاد العديد من المؤسسات الحكومية ، ومن المؤسسات المدنية وكثير من أفراد الشعب العربي . الى درجة دفعت أحد المحللين والسياسيين العرب الى التشكيك في النوايا الحقيقية وراء هذا الهجوم الممنهج على النظام السعودي ، وهو نفس رأي بعض الصحفيين الدوليين . وكأن الدائرة بدأت تضيق على هذا النظام المثير للكثير من الجدل على مستويات متعددة . ان المتتبع للصحف العالمية يجد ان بعض المنابر الدولية كالواشنطن بوسط الأمريكية والغارديان الانجليزية ، مهتمة بانتقاد المملكة السعودية في مجموعة من سياساتها ، سواء الداخلية او الخارجية . فالتضييق على الحريات واعتقال الشعراء ةكتاب الرأي، واعدام المعارضين والتنكيل بهم ، تشكل مواد دسمة ووافرة للكتاب والسياسيين والصحفيين على حد سواء. فديفيد اجناسيوس وهو اكبر المعلقين في جريدة الواشنطن بوسط يصف سياستها بالمتخبطة ، خاصة تدخلها المفاجئ وغير المبرر في اليمن . أما صحيفة الجارديان فقد انتقدت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على تغاضيهما عن انحرافات السعودية فيما اعتبرته تمويلا للارهاب ودعما له . بل ان صحفيا عربيا مشهورا يقرر في النهاية الخروج من مناطق الضباب التي طالما احتمى بها لينتقد المملكة السعودية في العلن . ان الأمر لا يقف عند هذا الحد ، بل يتجاوزه الى الغاء اتفاقية حراسة السجون السعودية من قبل قوات بريطانية بعد عملية الاعدام الأخيرة التي نفذتها السلطات السعودية في حق بعض معارضيها السلميين ، وبعض المتهمين بالارهاب . بل ان دولة أروبية متحفظة في كثير من القضايا الدولية اعطت الضوء الأخضر لجهاز مهمته كتم الأسرار والاشتغال بعيدا عن الأضواء ليدلي بدلوه في كشف عورة النظام السعودي ، يتعلق الأمر بجهاز الاستخبارات الألماني المعروف ب " بي ان دي " الذي انتقد المملكة واعتبرها تنتهج سياسات اندفاعية هوجاء ، الأمر الذي تسبب في أزمة ديبلوماسية عابرة بين ألمانيا والسعودية. لكن الجديد في الأمر هو انها المرة الأولى التي يخرج فيها هذا الجهاز عن صمته . وهذا يقنضي من المحلل أن يبحث عن أسبابه ودواعيه وتوقيته . فالسعودية دخلت مع النظام العالمي الجديد السريع التحول بحرا هائجا وهي تجهل فن السباحة . فمنطقة الشرق الأوسط منطقة مستعرة وغير مستقرة ، وتشهد استقطابا محموما بين منهجية تكتيكية مدروسة بدقة تنهجها الجمهورية الايرانية ، ومنهجية متهورة ورعناء تنتهجها المملكة السعودية . تتحكم فيهما بنسبة كبيرة أجندات دولية لها خبرة وباع كبيرين في توجيه مثل هذه الأحداث . يبدو اذن ان اتهام المملكة السعودية بتفريخ الفكر الداعشي ، ودعمها لأكثر من منظمة ارهابية حسب التصنيف الأمريكي والأوروبي والروسي ، وهي التهمة التي جءت على أكثر من لسان مسؤول دولي ، وتدخلها المفاجئ في اليمن ، وهو البلد الجريح ، وعزفها على وتر الطائفية ،ومحاولتها استقطاب قوة سنية ضد القوة الشيعية ، وهو المسعى الذي باء بالفشل ، بالنظر الى انعدام الترتيبات الكفيلة باغراء دول سنية ذات وزن في هذا الجانب ، وغياب أرضية صلبة يلتف حولها المعنيون بالأمر . ان المملكة السعودية يمثل بالنسبة لمجموعة من دول العالم منجما ذهبيا يحرسه اطفال صغار ، بحيث يمكن أن تنهب كل الجبل بمجرد تقديم حلوى للأطفال وأخذ صور معهم . ولعل التحولات العالمية السريعة تضمر مستقبلا قلقا لهذا النظام الذي بدأت أسراره الداخلية تخرج الى العلن ، كحديث زوجة الملك الراحل عن أسرار القصر السعودي ، وربحها لدعوى قضائية رفعتها ضد الأسرة المالكة ببريطانيا. وهو ما يعمل احد المخرجين على ترجمته الى شريط سينمائي . كل هذه الأحداث ، وأحداث اخرى تنبي بمصير النظام السعودي الذي اختزل جهوده في التصدي لايران الثورة كعقيدة مقدسة ، عوض التفافه لقضايا حقوق الانسان التي تنفذ منها منظمات دولية كهيومن رايتس ووتش ، ومنظمة العفو الدولية ، ومنظمات فنية وادبية لنتقاد وتجريح النظام السعودي .كما ان الأمم المتحدة نفسها في تقريرها الأخير حول جرائم حرب ارتكبت في حق الشعب اليمني ، أدانت الحلف السعودي العربي ، والحوثيين . وربما لن يكون فشا استراتيجية السعودية في الملف السوري ، اذ ان وفد السعودية لم يشكل البتة رقما صعبا في المفاوضات مع نظام كان مطلب المعارضة الأول هو اسقاطه ، وهو نفس مطلب النظام السعودي ن بل ان أسماء معارضة أخرى حاولت السعودية ابعادهم عن جنيف ، غير ان مفاوضات اللحظات الأخيرة الدولية اقتضت اشراكهم في المحادثات . كما ان حضور ايران في مفاوضات 3 في حد ذاته يشكل ضربة قاصمة للنظام السعودي الذي عمل بكل قواه على ابعاد ايران عن هذا الملف . هكذا يتم خنق النظام السعودي على مستويات عديدة اذ تسقط رهاناته جميعها امام احترافية التفاوضات الدولية التي باتت تتقنها بشكل جيد عدوة السعودية الوحيدة الجمهورية الايرانية . فهل يستطيع النظام السعودي تغيير هذه الحقائق ؟ وهل يمكنه ذلك ؟ بل هل هو مستعد حقا للدخول في منظومة الديمقراطية الدولية ولو بشكل نسبي ؟
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محاولة منهجية لتأسيس الذات المثقفة
-
ايران نمر الخليج القادم
-
اعدام نمر النمر بين سذاجة آل سعود ولعبة استراتيجية كبرى
-
قصيدة الاعدام
-
رسالة الى صديق غائب
-
حكايات طنجة
-
العصر الذهبي للارهاب
-
تهمتي أني شاعر
-
ليلة عيد الميلاد.....قصة
-
الارهاب ونظرية سلب العقول أو شلها بالصدمة
-
شموع لمحمد العناز بمناسبة حصوله على جائزة جنان خليل
-
الكفار والمسلمون
-
خطبة السيد الحاكم العربي
-
هنيئا للعرب ، لقد انتصرت ايران
-
مصر الى أين ؟؟
-
مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-21-
-
بحث عن أساب فشل العرب ومجتمعاتهم
-
مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-20-
-
نحن الحالمون .......
-
مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-19
المزيد.....
-
مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك
...
-
السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع
...
-
الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف
...
-
انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع
...
-
انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
-
محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
-
هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ
...
-
مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا
...
-
الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ
...
-
ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|