|
ثورة امرأة
صاحب الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 1376 - 2005 / 11 / 12 - 11:54
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
حينما تتوقف ينابيع العاطفة عن تدفق المشاعر والأحاسيس، تتصحر الذات وتجدب مساحات الروح وتعطش النفوس، فتتوقف عن العطاء وتهب رياح المصالح الذاتية لتفعل فعلها في التنافس لتحقيق الذات. والتنافس غير المشروع ما هو إلا التعدي على حقوق الآخرين، فيصبح مجرى الحياة باتجاه واحد يأخذ ولايعطي!. فكل منابع الحياة تعطي لأخر قطرة منها إلا منابع العاطفة لاتنفجر إلا عندما تنهل من المشاعر والأحاسيس فتزيد بعطائها وتفيض منابعها في الفصول العجاف. علاقة الحب، هي الاعتراف المتبادل بالذات ومراعاة حقوق الآخر. وقد تكون تنازلاً عن (حقوق موروثة ومكتسبة!) لإنصاف الأخر. وحين تنحو تجاه تكريس الحقوق المورثة، وامتلاك الآخر تعني السعي لاحتواء الأخر في منظومة جديدة أسمى من أن تؤطرها مفردات الاستغلال والإخضاع عبر استغلال شروط العلاقة العاطفية. هكذا علاقة لايمكنها أن تستمر تحت شعار (الحب مجرد عطاء!) فالحب متبادل ينهل مفرداته من الروح المصادقة على عقد علاقة الحب، لا من متطلبات الجسد الذي تأسره مفردات الحياة، فتدفع الآخر نحو إعلان الثورة للإخلال بشروط العلاقة الروحية. تقول ((زينات نصار))"كل ما أعرفه أن في أعماقي أثنى قد تثور ذات يوم، قد تخرج من سجنها لتكون امرأة ككل النساء ولكني حتى ذلك اليوم سأكون كما تريدني، وأبقى على قناعة بأن الحب مجرد عطاء". عند شعور أحد طرفي علاقة الحب بأن حقوقه أصبحت تنتهك من الطرف الأخر دون مراعاة لمشاعره وأحاسيسه، تتسلل لذاته الهواجس لتحدث شرخاً في العلاقة ما لم يتم إصلاحه في الوقت المناسب ينهار جزءً أساسياً من بناءها في الوجدان. حينها لاتسعفها عمليات الترميم التي يسعى إليه الطرف الآخر لكنها قد توقف تداعي العلاقة لفترة من الزمن......فالشرخ بناء علاقة الوجدان يتسع مع كل أزمة أو خلاف عابر تفرضه شروط الحياة لأنها تصبح من خاصة منظومة العقل التي تعيد قراءة تفاصيل ومفردات العلاقة منذ البدء وتضعها في ميزان الحياة لتقارن بين كفتيه. في حين أن ميزان العاطفة يرجح كفة الأخر في الميزان ليزيد من عطائه، وبذات الوقت ينتابه الشعور بالتقصير في الإيفاء بشروط علاقة الحب. تعبر ((زينات نصار)) عن تلك الحالة قائلةً:"أحياناً استيقظ من غفوة حبي لك، أرى الحقائق عارية من الأقنعة واتخذ قرارات وأخطط للمطالبة بحقوقي لكني حين أفكر بوعي اكتشف أن لاشيء يقيدني! شوقي إليك يسد كل الطرق التي لاتوصل إليك، وأنا التي اخترت هذا النوع من الحب". يتنافس الرجال على المرأة التي يعشقها كل الرجال، وتتنافس المرأة على الرجل الذي تعشقه كل النساء، فكلاهما يسعى لنشوة (الانتصار!) على أبناء جنسه مستجيباً بنداء الذات: لا انتصار دون منافسة، ولا منافسة إلا لنيل الأفضل!. إن الرجل يسعى للفوز بالمرأة التي يعشقها كل الرجال، ولا تمنح نفسها في الحب إلا لرجل واحد. وتسعى المرأة للفوز بالرجل الذي تعشقه كل النساء وتصبح المرأة الوحيدة في حياته بدافع تحقيق الذات أمام المجتمع وفقاً لتصورات علم النفس!. هذا التنافس يفرض شروطه على الرجل والمرأة، فالأول يسعى إلى المرأة التي تختلف عن كل النساء، والثانية تسعى إلى الرجل الذي يختلف عن كل الرجال. إنه مسعى لإسقاط الذات على الآخر، مسعى لامتلاك الآخر. إن تحقق شروط اللقاء والعلاقة في لحظة شاردة من الزمن، لايكتب لها النجاح في ساعات العمر القادمة لأنها تصادق منذ البدء على حالة التنافس للفوز بالآخر. تناقش ((زينات نصار)) تلك الحالة قائلةً:"أن أنانية الرجل وتعجيزه في طلب المرأة تختلف عن كل النساء (تتجسد فيك!) وأنانية المرأة ولهفتها على أن تكون المرأة الوحيدة في حياة حبيبها (تتجسد فيَّ أنا)". من شروط اندلاع الثورة في عالم الحب، هو انتهاك حقوق أحد طرفي العلاقة للآخر. وهو سعي في اللاوعي لإخضاع الآخر عبر منظومة العاطفة إلى المنظومة الشخصية للتوحد وفقاً لشروط أحد طرفي العلاقة دون النظر لشروط ورؤية الأخر بهذا التوحد مما يؤدي لشعور الطرف الآخر بحالة الانتهاك لحقوقه في عملية التوحد التي تتطلب مراعاةً لحقوق المشتركة!.
#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تساؤلات امرأة في الزواج
-
آراء نسوية في الرجال
-
الإسلام والمرأة المعاصرة
-
اعترافات امرأة
-
خلافات وأزمات علاقة الحب
-
صراع منظومة القلب والعقل
-
لغة العقل والعاطفة بين الرجل والمرأة
-
المرأة وعلم النفس
-
مشاعر وأحاسيس الرجل والمرأة في علم النفس
-
مفهوم الحب في الغرب
-
الحب والعشق في الشعر الحديث 3-3
-
(الحب والعشق في الشعر الحديث (2-3
-
الحب والعشق في الشعر الحديث 1-3
-
(الحب والعشق في الشعر القديم (4-4
-
(الحب والعشق في الشعر القديم (3- 4
-
(الحب والعشق في الشعر القديم (2-4
-
(الحب والعشق في الشعر القديم (1-4
-
النظرة الدونية للمرأة عند توفيق الحكيم
-
سلوك وتصرفات اللئيم
-
الاساءات والحط من قدر نخب المجتمع
المزيد.....
-
بعد أيام من وفاة امرأة في حادث مماثل.. دبّ يصيب 5 أشخاص في
...
-
أرقام صادمة.. 63 امرأة يُقتلن في كل يوم تستمر فيه الحرب بغزة
...
-
منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات
...
-
المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا
...
-
الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان
...
-
مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
-
الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان
...
-
لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
-
اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
-
تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي
...
المزيد.....
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
-
الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم
...
/ سلمى وجيران
-
المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست
...
/ ألينا ساجد
-
اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019
/ طيبة علي
-
الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1]
/ إلهام مانع
-
النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول..
/ طلال الحريري
-
واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا
...
/ سلامه ابو زعيتر
المزيد.....
|