قبل أن يغادرنا يناير

حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5059 - 2016 / 1 / 29 - 21:41
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

أولاً: أتمنى أن يأتي يناير القادم على هؤلاء الساعون إلى بسط الهيمنة السياسية على كافة المنابر والمؤسسات السياسية لتمكين مصالحهم الإقتصادوية وهيمنتهم الإجتماعية من الترسخ وقد كفوا تماماً عن طرح سؤالهم الخبيث

- 25 يناير ثورة أم مؤامرة ؟
لأن هناك سياق دستوري وتشريعي ومؤسساتي قد انتصب تأسيساً على أن يناير ثورة وليست مؤامرة حتى وإن كان ذلك في ديباجة الدستور
فديباجة الدستور هي توضيح لفلسفة كتابته ومقاصده النهائية وبالتالي هي فاحترامها هو إحترام لروح الدستور وجوهره

ثانياً : كذلك أن يتوقف كبار موظفي أجهزة ومؤسسات الدولة ومسئوليها وكذلك هؤلاء المنتفعين من وراء تلك الأجهزة والمؤسسات من أبواق اعتادت تمثيل دور الحارس الأمين على مؤسسات الدولة
أن يتوقفوا عن تحويل يوم 25 يناير من كل عام إلى يوم للفزع والرعب من أي تحرك أو أي نشاط
وأن يتخلي هؤلاء عن محاولاتهم لخلق إرتباط شرطي في أذهان المواطنين بترسيخ إعتبار هذا اليوم هو يوماً لإحتمالية قائمة في كل عام لفقدان الأمان ومناسبة تتعالى دعوات البسطاء فيها ومحدودي الدراية بالشأن العام بعبارة
- ربنا يستر ويعدي يوم 25 على خير

وكأنما المراد هو ألا يحفل المصريون بهذا اليوم باعتباره يوماً يؤرخ للنضال الوطني والإجتماعي للشعب المصري جسد فيه نضاله من أجل قيم العيش الكريم والعدالة الإجتماعية وهي قيم ترى الشرائح التي لازالت تهيمن اجتماعياً وسياسياً إنكارها على المصريين

ثالثاً : أتمنى عدم الربط بين هذا اليوم وبين عصابة الإخوان المسلمين أو أي من عصابات الفاشية المتأسلمة
لأن تلك العصابات شريكة في النظام السياسي المصري منذ عهد السادات وكان مبارك قد جدد تعاقد النظام معها منذ ماتم ترويجه من قبل وزارة الداخلية المصرية تحت بند ( المراجعات) والاتفاق الضمني مع عصابة الإخوان المسلمين على الهيمنة على التنظيمات والمؤسسات النقابية التحتية وترك الهيمنة على واجهة الحكم للجناح الذي يمثله مبارك من السلطة وهذا إتفاق ضمني تم تأكيده وتطويره عبر تفاهمات برلمان 2005 الشهير وحصول الإخوان على أكثر من 80 مقعداً في ظل إنتخابات كانت تتم تحت سيطرة أجهزة الأمن المصرية

هذا اليوم لم تكن أهداف تلك العصابات هي أسباب إندلاعه ولم يكونوا هم الذين خططوا لهم وإنما الدوافع المشروعة والنبيلة للمنصغطين من الشرائح المجتمعية والشباب هي التي انفجرت في 25 يناير 2011 وماتلاها من أيام
وإن كان الأصح أنهم فيما بعد كانوا قد خططوا توافقاً مع إرادة أمريكية وتفاهمات مشتركة لم تكن سراً فيما بعد لركوب موجة الاحتجاجات الجماهيرية مستغلين قوتهم الشعبية والمالية الناجمة عن ظروف عصري السادات ومبارك ودعم القوى الخليجية لهم وضعف القوى التقدمية والوطنية لنفس الظرف وتواطؤ قدر لابأس به من الليبراليين واليساريين الجدد فكان طبيعياً أن يكون المشهد معداً وممهداً لإطباق سيطرة هذه العصابات الفاشية على السلطة السياسية خلال أقل من عام

حمدي عبد العزيز
28 يناير 2016

#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات