أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هشام حتاته - ثلاثية : الحاكم - الكاهن - الشاعر














المزيد.....

ثلاثية : الحاكم - الكاهن - الشاعر


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 5059 - 2016 / 1 / 29 - 15:16
المحور: حقوق الانسان
    


فى البداية كان الانسان ، عندما بدا او خطواته مع الانسنه فى تجمعات بشرية ضمن مشتركات قروية حول مجارى الانهار
ولمواجهه الظواهر الطبيعية من زلازل وبراكين وامطار واوبئة وامراض ظهر الكهنه ودورهم فى مواجهه هذه الظواهر الطبيعية ، فكانت آلهه الشر، ومع الظلال والنماء ظهرت آلهه الخير ، وتلك ايضا كانت بداية ظهور القرابين التى تقدم لهذه الالهه اما لاتقاء شرها او استجلاب خيرها
لاشك ان الظواهر الطبيعية كانت موجودة منذ البدايات الاولى وقبل هذه التجمعات البشرية الا انها كانت رغبات فردية اصبحت جماعيه بفعل الجماعه
ولما احتاجت هذه الجماعات لمن يقوم بتنظيم امورها وحل الخلافات بينهم ظهر الحاكم
ومع ظهور الدول المدينية او الدولة المركزية بدأت حاجة الحاكم الى الكاهن تتعدى مرحلة وساطته بين الانسان وآلهه الخير والشر الى مرحلة اعمق واكثر نفعية لكلاهما ( الحاكم – الكاهن ) حيث اصبح دور الكاهن هو تطويع هذه التجمعات البشرية لسلطة الحاكم فى عصور لم تعرف القانون واجهزة الدولة المختلفة لتطبيق القانون ودورها فى ترسيخ سلطة الدولة ، ولم تعرف الدساتير الحديثة التى تنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم .
تزيد او تقل العلاقة بين الحاكم والكاهن حسب المرحلة التطويرية التى وصلت اليها هذه المجتمعات .... وهذا هو ايها السيدات والسادة الفارق بين شعوبنا التعيسه وشعوب العالم المتحضر
فمنذ البدايات الاولى وحتى الان مازال شرقنا العربى وكل مايطلق عليه العالم الثالث يعتمد فيه الحاكم على الكاهن لتطويع المحكومين لهذه السلطة المتسلطة على رقاب العباد ، ومنذ ان ركز بن تيمية على الحديث الذى اخرجه ابو مسلم فى صحيحه
(قال حذيفة بن اليمان قلت: يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: نعم، قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟ قال: نعم، قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال: نعم، قلت: كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس، قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع) انتهى
والى الان فالامير او الحاكم او ولى الامر يضرب وياخذ المال ونحن نسمع ونطيع
سالونى : متى ينتهى دور اصحاب اللحى والعمائم ؟
فقلت لهم : عندما نصبج دولة ديمقراطية تتبنى دستور ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم فى علاقة متوازنه ويتوافق مع كل مواثيق حقوق الانسان ، وفيها تداول للسلطة وانتخابات حره تزيهه وتحديد مدة الرئاسة بمالاتزيد عن مدتين حتى لايكتسب الحاكم قداسته من طول فتره بقائه على كرسى الحكم
فى هذه الحالة لن يحتاج الحاكم الى الكاهن وسيطا بينه وبين الناس لان العلاقة بينهم ستكون علاقة متكافئة
فى هذه الحالة لن توقم ثورة على الحاكم لان صندوق الانتخابات سيكون الفيصل بينهم
فى هذه الحالة لن نرى رؤساء سابقين امام المحاكم وفى السجون بتهم الفساد لان مجلس النواب سيكون له صلاحية سحب الثقة من الرئيس
وفى ظل صحافة حرة نزييهه لاتنافق حاكم لن يستطيع ان يعطيها اى مميزات لانه مقيد بالقانون والدستور
بين الاعلامى والشاعر:
كما احتاج الحاكم الى الكاهن فانه فى المجتمعات البدوية التى لاتعرف الكتابه والتدوين احتاج الى الشاعر فى عالم لم يكن يعرف الاعلام المرئى والمسموع والمكتوب ، فقام الشاعر بتلميع الحاكم والاشادة به وبكرمة وبحكمته وحسن سيرته نظير صرة المال المعروفة
الا ان مصر الفرعونية استعاضت عن الشاعر بالمسلات والرسوم على جدران المعابد التى تدون تاريخ الجالس على العرش ، وكانت تماثيل الجالس على العرش تملأ البلاد ليتعرف يها الشعب على صورة الحاكم الذى لم تكن رؤياه متاحه للجماهير
ومازالت دولنا التعيسه ايضا تعتمد على الشاعر القديم فى صورته الحديثة ( الاعلامى ) فى تزييف وعى الناس ، وسيظل الاعلام على هذا الحال الى ان نصل الى مرحلة الديمقراطية الحقيقة التى اشرت اليها سابقا
ستنتهى العلاقة بين الحاكم والكاهن والشاعر- الاعلامى قائمة حتى تعرف مجتمعاتنا الطريق الى الديمقراطية
فاذا رأيت هذه العلاقة بينهم مازالت قائمة فاعرف انك فى وطن لايعرف الديمقراطية واننا لازلنا نعيش المراحل الانسانية الاولى
والى اللقاء فى مقال آخر



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاوعى محرك التاريخ
- اكذوبة الاصل الآرامى للقرآن
- اشكاليات فى الفكر الدينى
- هل كان ابراهيم التوراتى ديوثا ؟
- من هشام حتاته الى القمص زكريا بطرس
- رؤية تحليلية لسقوط طائرة شرم الشيخ
- العلاقة العكسية بين القهر والابداع
- السيسى وشباب البنطلون الساقط ... !!
- فى حضرة الفرعون العظيم رمسيس الثانى
- البغاء المقدس
- كتاب الموتى ومِنسَأَة النبى ابراهيم
- المرأة فى الاسلام ( 3- اخير )
- نيرون العرب يحرق اليمن
- الاسلام مع المرأة (2)
- المرأة فى الاسلام
- رحلة المراة من التقديس الى التبخيس
- قدم النبى محمد واسطورة خالد بن سنان
- عودة الروح : مصرترقص وتغنى
- الولدان المخلدون
- البدو فى الريفيرا


المزيد.....




- الضرب والتعذيب سياسة يومية.. هيئة الأسرى: استمرار الإجراءات ...
- وزارة الدفاع الوطني بالجزائر: إرهابي يسلم نفسه للجيش واعتقال ...
- أميركا تؤكد عدم تغير موقفها بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة ...
- برنامج الأغذية العالمي: لم نتمكن من نقل سوى 9 قوافل مساعدات ...
- قيس سعيد: من أولوياتنا مكافحة شبكات الإجرام وتوجيه المهاجرين ...
- -قتلوا النازحين وحاصروا المدارس- - شهود عيان يروون لبي بي سي ...
- نادي الأسير الفلسطيني: ارتفاع حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر ...
- برنامج الأغذية العالمي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة: السرعة ...
- هل يصوت مجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المت ...
- ترجيحات بتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هشام حتاته - ثلاثية : الحاكم - الكاهن - الشاعر