أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حمدى عبد العزيز - حول مقولة شباب الثورة وعجائزها














المزيد.....

حول مقولة شباب الثورة وعجائزها


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5058 - 2016 / 1 / 28 - 22:19
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



ربما كانت أيضاً أحد أوجه القصور في الإندلاع الشعبي الثوري الذي كان الشباب المصري النبيل في 25 يناير هو مولد مشعل شرارته الأولى
هو ذلك الفصل الجيلي التعسفي الذي مارسه العديد من بعض الشباب الثائر ووجوهه التي لمعت فيما بعد سواء في الميادين أو المنصات الإعلامية المختلفة فور تنحي مبارك

وللحق فأن هناك عوامل موضوعية قد ساهمت ذلك
أولها هو ماعاناه ذلك القطاع السني من تهميش إجتماعي وصل إلى ذروته بدءاً من التسعينيات كحصاد مر لسياسات الرأسمالية المصرية التي قلصت إمكانيات التشغيل عبر إغلاق مصانع وشركات القطاع العام وبيعها وتفكيكها بماعرف بسياسات (الخصخصة) وسد كافة منافذ ومجالات الإنتاج مما أدى إلى تفشي البطالة في أوسع أعداد خريجي الجامعات والمدارس الفنية وسد منافذ التشغيل أمام غالب الكوادر العلمية الشابة
وما ترتب على ذلك من تأزم أوضاع الشباب المصري من أبناء الطبقات الوسطى والدنيا من المجتمع المصري وتركب وتعقد معاناة هذا القطاع السني ضمن ماتعانيه تلك الطبقات الإجتماعية

كل ذلك توافق مع ثاني هذه العوامل
وهو : سد منافذ التعبير ووصول القوي الوطنية السياسية لحالة من التأزم والصراعات الداخلية نتيجة انسداد قنوات العمل العام وحصرها داخل المقرات الحزبية أو المراكز الحقوقية أو منظمات المجتمع المدني مماغيب النماذج والزعامات المناضلة والأمثلة والتي يحتزي بها بالنسبة للشباب مع بروز نماذج أخرى أرتضت أو أجبرت بفعل ظروفها على الارتزاق السياسي عبر عملها ببعض التجمعات والمراكز المدنية

يضاف إلى ذلك عدم تنبه القيادات النضالية إلى ضرورة التعامل مع الواقع القطاعي السني الشبابي بمايتلائم مع حقيقة أن ذلك القطاع السني له خصائصه وعليها أن تبتكر أساليب العمل السياسي التنظيمي التي تستوعب طاقات هذا القطاع السني وتجتذب مجموعات أوسع من الشباب وتخاطبه بخطاب شبابي يقترب من طبيعة تفكيرهم الشابة

وتلك هي عوامل افقدت الغالبية الساحقة من الشباب النازع لتحقيق الذات وللتمرد بحكم الخصائص الجيلية والراغب في التعبير عن ذاته سياسياً وبشكل ليس هامشياً أو رمزياً
افقدته الثقة في جل القيادات الوطنية وجل التنظيمات السياسية حتى المناهض منها للنظام
وحتى إن لم يعلن البعض منهم ذلك صراحة كنوع من التأدب أو خشية الظهور بمظهر المخطئ في حق الكبار ... فقد ظهر ذلك جلياً فيما بعد الإندلاع الشعبي رغم مشاركة كل أجيال المصريين فيه اعتباراً من اليوم التالي لشرارة البدء التي يجب أن نؤكد سبقها الشبابي
سبق شباب المصريين من أبناء فقراء المدن ومتوسطي الحال فيها وشباب فقراء الريف من قاطني المدن أو زائريها

كان الأمر يبدو أحياناً كما لو أن هناك ثورة قد اكتملت وهناك من ينازع هذا الشباب على ملكيتها من هؤلاء العواجيز الذين ينتمون الى نخبة عاجزة وفاسدة ومترهلة ومفرطة إلى ماغير ذلك
كما لو كانت هي إنتفاضة لإزاحة جيل وإحلال جيل وليست من أجل إزاحة نظام سياسي وإحلال نظام سياسي بديل

وبدأ الحديث عن أن الثورة ثورة شباب وبدأ النظر إلى كل من هم فوق سن الشباب على أنه أقل ثورية ممن هم في سن الشباب
وبدأ البعض يتحدث عن أن الأجيال السابقة بإعتبار أن لامكان لها في المشهد الجديد بإعتبار أنها أجيال تحمل وصمة التفريط نتيجة التعايش الطويل مع ( نظام مبارك)
وظهرت لدى بعض قيادات ( إئتلافات شباب الثورة المتعددة) النزوع نحو التنافس فيما بينهم على الظهور الإعلامي والتحدث في الفضائيات باسم الميادين الثائرة والثورة وثوارها
بل وتسابق العديد من هذه القيادات الشابة على الجلوس على موائد المجلس العسكري ( الذي هاجموه بعد ذلك واعتبروه السبب الوحيد لإنتقال السلطة إلى الإخوان المسلمين بل واعتبروا أنه كان يتآمر أصلاً من أجل ذلك)
وكم منهم كان يجلس مع أصدقائه ليحكي بزهو أخبار جلسة ليلة الأمس مع اللواء سامي عنان
أتذكرون ذلك ؟

وبدأ البعض يتحدث كما لو كان الهدف المقدس من ( الثورة) هو تمكين الشباب وهو ماتلقفته قوى التأسلم السياسي بالتزكية لتلك النوازع التي أثرت بالسلب ضمن عوامل أخرى كثيرة لا يتسع المجال للإستطراد فيها الآن وإن كنت قد أوردت الكثير منها في كتابات سابقة

انتهى الأمر طبعاً بالعجز عن إنتاج التكتيكات الثورية القادرة على تحويل الشعارات الأساسية للإندلاع الشعبي الثوري إلى فعل متجسد في سلطة ثورية
وتولى المجلس العسكري إدارة الدولة في أجواء تؤكد أن قوى التأسلم السياسي الفاشية قد أصبحت على مقربة من امتطاء المشهد السياسي
وبالفعل تحقق لها ذلك
وبمساعدة قوى كان يظن شبابها أنهم إنما يفعلون ماهو أكثر من غيرهم في صالح قضية الثورة

حمدي عبد العزيز
28يناير 2016



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الإندلاع الشعبي الكبير
- شعب تونس وشعابها
- في انتظار أن تحضر الدولة
- في ذكرى إنتفاضة 1977 المجيدة
- تأملات كروية
- إسلام البحيري والثمن المدفوع
- تحالف إشعال الحرائق
- أستاذي وصديقي.. محمد خليل
- ياناطرين التلج .. ماعاد بدكن ترجعوا ؟
- على هامش صراعات الجماعة
- يسار داخل الصندوق
- في مسألة الموقف من حزب الله
- عملية القنطار
- سرب الأوز الطائر
- رؤية سياسية
- صفقة الدولة اللبنانية مع العصابات الأرهابية
- العدوان التركى على العراق
- العلمانية والصهيونية لايجتمعان
- الحك على المنخار الروسي
- صفقة وادي حميد


المزيد.....




- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حمدى عبد العزيز - حول مقولة شباب الثورة وعجائزها