أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - الدين الإسلامي لا علاقة له بأدلجة الدين الإسلامي...















المزيد.....

الدين الإسلامي لا علاقة له بأدلجة الدين الإسلامي...


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 5058 - 2016 / 1 / 28 - 20:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن مشكلتنا، كمومنين بالدين الإسلامي، أننا لا نستطيع التمييز بين الدين الإسلامي، وبين أدلجة الدين الإسلامي. وما يمكن قوله، هنا في هذا الإطار، هو أنه، ونظرا لكثرة الجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، ولكثرة التحريفات الصادرة عن تلك الجهات، فإنه أصبح من واجب كل المسلمين، أن يعملوا على التفريق بين حقيقة الدين الإسلامي، كدين منتج للقيم النبيلة، وغير متعارض مع تعدد المعتقدات، وحريتها، وهو ما يجعله متفاعلا، تفاعلا إيجابيا، مع الواقع الذي يتحرك فيه، في تطور مستمر، وغير متعارض مع التطور الإيجابي.

والاعتقاد بالدين الإسلامي، الذي يعمل على نشر القيم النبيلة، مهما كان الواقع مختلف،ا ودون العمل على تكفير، أو تلحيد الحاملين للمعتقدات الأخرى، وحتى الذين لا معتقد لهم، يجعل اختيارهم، في إطار الحرية التي يتمتع بها الناس كافة، كما جاء في القرءان (فمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر) من صلب الدين الإسلامي الذي يقر تعدد المعتقدات، (يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله).

ونظرا لما يقع في البلدان العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، من كوارث إنسانية، باسم الدين الإسلامي، فقد أصبح لزاما على المسلمين التفريق بين مستويين:

أولا: مستوى الدين الإسلامي، كمنتج للقيم النبيلة، التي يتحلى بها المومنون بالدين الإسلامي، انطلاقا من تفاعلهم مع ورد في الكتاب، والسنة، مما ثبت أنه غير منسوخ من القرءان، ومما ثبت أنه صحيح من أقوال الرسول، وافعاله، ومن أقوال الصحابة، وأفعالهم، في عهد الرسول، ومن سلوك أهل المدينة (يثرب)، لإعطاء صورة مشرفة عن الدين الإسلامي الحنيف، الذي جاء لإيجاد إنسان جديد، بقيم متقدمة، ومتطورة، أنتجت لنا ثقافة متنوعة، بتنوع بلدان المسلمين، وشرائع مختلفة، باختلاف الأزمنة، والأمكنة، ولا أحد من القدماء، اعتبرها خارجة عن الدين الإسلامي.

ثانيا: مستوى أدلجة الدين الإسلامي، التي لا تعني إلا تحريف الدين الإسلامي، على هوى المؤدلجين، الذين تختلف أهواؤهم، من دولة إلى دولة أخرى، من حزب إلى حزب آخر، ومن مؤدلج إلى مؤدلج آخر. وهو ما يجعل تحريف الدين الإسلامي، وما ينتجه محرفوه من كتابات، منتجا لقيم الأدلجة، التي لا علاقة لها بقيم الدين الإسلامي، ولا يمكن اعتبارها، فيما تدعيه، على جميع المستويات، حتى وإن كانت تتخذ طابع المناهج التربوية، التي لا علاقة لها بمنهج التربية على تمثل القيم النبيلة، كما ينتجها الدين الإسلامي، الذي نومن به؛ لأن المناهج التربوية المؤدلجة للدين الإسلامي، لا تقود إلا إلى تمثل قيم الأدلجة، التي لا علاقة لها بالقيم النبيلة للدين الإسلامي.

والمومنون بالدين الإسلامي، عندما لا يفرقون بين الدين الإسلامي، وبين أدلجة الدين الإسلامي، يصيرون ضحية التضليل، الذي يمارسه مؤدلجو الدين الإسلامي، الذين يتكاثرون باستمرار، ويعتقدون، نتيجة للتضليل الممارس، أن ما عليه مؤدلجو الدين الإسلامي، هو نفسه الدين الإسلامي، وينسون أن أدلجة الدين الإسلامي، لا تكون إلا بمرجعية الفتاوى، التي لا أصل لها، ولا فصل، في النصوص الدينية؛ أي أنها ليست لا في الكتاب، ولا في السنة، ولا في الاجتهاد، ولا في القياس، مما يجعل منها مجرد تأويل على هوى المؤدلجين، الذين يوظفون الدين الإسلامي أيديولوجيا، وسياسيا، مع أننا نعرف جيدا، أن الشروط القائمة في الشرق، والغرب، وفي الشمال، وفي الجنوب، وفي بلاد المسلمين بصفة عامة، وفي البلاد العربية بصفة خاصة، تفرض الفصل بين الدين الإسلامي، وبين السياسة؛ لأن الربط بينهما، لا يمكن أن يجر إلا إلى أن ما يقع في بلاد المسلمين، وفي البلاد العربية، وفي جميع أنحاء العالم، من كوارث باسم الدين الإسلامي.

وقد كان من المفروض أن يصير المومنون بالدين الإسلامي، أرقى مما هم عليه من تبعية لمؤدلجي الدين الإسلامي، وان يدركو أن التأويلات المغرضة، التي يقوم بها هؤلاء المؤدلجون، إنما يقومون بها لحاجة في نفس يعقوب، وان الدين الإسلامي أرقى من تأويلاتهم الأيديولوجية، المغرية، التي تنناقض مع حقيقة الدين الإسلامي جملة، وتفصيلا، وأن أي مومن بالدين الإسلامي، وبمجرد إيمانه، ليس في حاجة إلى وساطة بينه وبين الله؛ لأنه لا رهبانية في الدين الإسلامي، ولا واسطة بين المومن، وبين الله تعالى. والمؤدلجون يعملون باستمرار، على تكريس الرهبانية في الدين الإسلامي، ويعملون على فرض الواسطة بين المومن، وبين الله تعالى. وهذه الواسطة، هي الحزب، أو التوجه المؤدلج للدين الإسلامي، وأن الوسطاء الرهبانيين، هم المنتمون إلى هذا الحزب، أو التوجه المؤدلج للدين الإسلامي. وبناء عليه، فإن المطروح الآن، هو العمل الدؤوب، والمتواصل، من أجل تحقيق غايتين أساسيتين، في صفوف المومنين بالدين الإسلامي:

الغاية الأولى: الدفع بهم في اتجاه تكريس التفريق بين حقيقة الدين الإسلامي، الذي يومنون به، والعمل على معرفته كما هو، دون تأويل، ودون أدلجة، حتى تتحقق فيهم مقاصده، وحتى يصير الإيمان به وسيلة للتحلي بالقيم النبيلة، التي جاء بها الدين الإسلامي، التي تجعل من المومنين به وسيلة للارتقاء بالإنسان، في أفق تحقيق الكرامة الإنسانية، التي تعتبر شرطا لوجود الدين الإسلامي، ولا تتناقض مع الإيمان به، وبين أدلجة الدين الإسلامي المحرفة له، والتي تعمل على أن تجعل من الحزب، أو التوجه المؤدلج للدين الإسلامي، وسيلة لممارسة الرهبنة في المجتمع، الذي يكثر فيه المومنون بالدين الإسلامي، ليصير، بذلك، كل منتم إلى هذا الحزب، أو إلى هذا التوجه، رهبانيا، يملك القدرة على تحديد من هو المسلم، ومن هو غير المسلم، للإيغال في تضليل المسلمين، ونشر الظلامية فيما بينهم. وهو ما يعني في العمق، وقوع المسلمين في اسر أدلجة الدين الإسلامي، التي تفقدهم الإيمان الخالص به، وتجعل منهم مسلمين بالتبعية لمؤدلجي الدين الإسلامي، الذين يأسرونهم.

وبهذا التفريق الواضح، والبين، يشرع المومنون بالدين الإسلامي في التموقف من أدلجة الدين الإسلامي، ومن المؤدلجين، ومن الأحزاب، والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، ويحرصون على سلامة إيمانهم من أي شكل من أشكال الأدلجة، خاصة وأن الإيمان بالدين الإسلامي، يتخذ طابع الفردية، والحرية: (فمن شاء فليومن، ومن شاء فليكفر). بينما تتخذ الأدلجة طابع الإلزام الجماعي، وفق منظومة معينة من الأفكار، والقيم التي تبنتها أدلجة الدين الإسلامي، التي تختلف من حزب إلى حزب آخر، ومن توجه إلى توجه آخر، والتي لا وجود فيها لشيء اسمه كرامة الإنسان، المنصوص عليها في سورة الإسراء: (ولقدكرمنا بني آدم).

والغاية الثانية: هي الدفع بالمومنين بالدين الإسلامي، إلى الاعتقاد بأن ما تمارسه الأحزاب، والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، عن طريق الإيهام بالحور العين، وبجنات الخلد، بعد الاستشهاد مباشرة، أثناء القيام ب(جهاد) معين، ولا يتم الانتظار إلى يوم البعث، والنشور، كما جاء في النصوص الدينية الثابتة. وهذا لتحريف المصحوب بالتضليل، مبعثه الربط بين الدين الإسلامي، وبين السياسة، وتحويل الدين الإسلامي إلى أيديولوجية للدول، وللأحزاب، والتوجهات، عن طريق التأويلات الأيديولوجية، التي تختلف من دولة إلى دولة أخرى، ومن حزب أو توجه، إلى حزب أو توجه آخر. وهو ما يعني أن تعدد الأحزاب، والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، يؤدي بالضرورة إلى تعدد الأيديولوجيات القائمة على التأويلات المؤدلجة للدين الإسلامي، الذي لا يعني إلا تعدد تحريفات الدين الإسلامي، المنتجة للمواقف المختلفة، من نفس القضية، باسم الدين الإسلامي، وهي أمور لا علاقة لها بحقيقة الدين الإسلامي، الذي هو دين واحد، وليس أديانا متعددة. فقد جاء في القرءان: (وأن احكم بينهم بما أنزل الله، ولا تتبع أهواءهم). والكلام هنا موجه إلى الرسول، وليس إلى أي حاكم. وما يصرف الآن باسم الدين الإسلامي، مما ينسب إلى الدين الإسلامي، باسم الدول، وباسم الأحزاب، والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، إنما هو تعبير عن أهواء الحكام، الذين يعتبرون أنفسهم حكاما باسم الدين الإسلامي، أو هو تعبير عن أهواء الأحزاب، والتوجهات، التي تدعي أنها تعبر، في أيديولوجيتها، وفي مواقفها، عن الدين الإسلامي. وهي، في حقيقة الأمر، إنما تمارس التضليل، والظلامية، على المومنين بالدين الإسلامي، حتى يعتقدوا أن ما عليه الدول (الإسلامية)، والأحزاب، والتوجهات (الإسلامية)، هو عين الدين الإسلامي، لينحشر المومنون بالدين الإسلامي، وراء الدول (الإسلامية)، ووراء الأحزاب، والتوجهات (الإسلامية)، نظرا لما أصابها من تضليل الدول، والأحزاب، والتوجهات، التي تدعي أنها (إسلامية)ن ليفقد المومنون بالدين الإسلامي، بوصلة إعمال العقل العلمي، في ادعاءات الدول، والأحزاب، والتوجهات المؤدلجة جميعها للدين الإسلامي، وهي أمور تقتضي منا إدراك الغاية من اعتماد الدين الإسلامي، على نطق الفرد بالشهادتين، وليس على نطق الدول، أو الأحزاب، أو التوجهات به،ا حتى يصير كل فرد مسؤولا، بإيمانه، عن أقواله، وعن أفعاله، وأمام الله، يوم القيامة، أي بعد البعث، والنشور، وليس بعد الموت، وليس في القبر بعد الدفن مباشرة. أما الدول، والأحزاب، والتوجهات المدعية للدين الإسلامي، فإن إيمانها بالدين الإسلامي، كشخصيات معنوية، غير وارد، ومحاسبتها كشخصيات معنوية، يوم القيامة، غير وارد، ولذلك، فلا داعي للقول بإسلاميتها.

وانطلاقا مماسبق، فإن الشروط القائمة الآن، أصبحت تقتضي أكثر من أي وقت مضى، التفريق بين الإسلام كدين نومن به، ونتحلى بقيمه النبيلة، كافراد يسعون إلى أن تكون علاقتهم بالله، على أساس ذلك الإيمان، وعلى أساس التحلي بتلك القيم النبيلة، التي تنعكس إيجابا على الواقع، وبين أدلجة الدولة، والأحزاب، والتوجهات للدين الإسلامي، مما لا علاقة له بحقيقته.

ابن جرير في 11 / 12 / 2015

محمد الحنفي



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا نملك إلا أن نرى...
- كيف نجعل المجتمع المغربي منصرفا عن إنتاج الدواعش...
- تجفيف منابع الإرهاب ضرورة تاريخية ومرحلية...
- في ذكراك الأولى أحمد...
- الأحزاب، والوجهات، والدول المؤدلجة للدين الإسلامي، وادعاء حم ...
- أسلمة أردوغان للشعب التركي، واختلاط المفاهيم في الممارسة الس ...
- هل يتحمل الرؤساء الجماعيون مسؤوليتهم في إلزام الموظفين الجما ...
- الشبيبة...
- عمر كنت، وما زلت عمر...
- عمر أنت لا غيرك عشقناه...
- المتغيبون باستمرار، والمقدمون للخدمات الجماعية من مستثمراتهم ...
- ها أنت في هذا الزمان...
- كم يسعدني؟...
- جماعة الجعافرة أو الجماعة التي تئن تحت وطأة النهب الممنهج... ...
- يا ملائكة تتودد في ملكوت الثوار...
- لست أبالي...
- الانتخابات: الواقع المسار الآفاق.....11
- محمد الحنفي - نقابي، حقوقي، كاتب، و عضو الكتابة الوطنية لحزب ...
- الانتخابات: الواقع المسار الآفاق.....10
- الانتخابات: الواقع المسار الآفاق.....9


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - الدين الإسلامي لا علاقة له بأدلجة الدين الإسلامي...