أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - لا للتطهير الطائفي والعرقي في العراق














المزيد.....

لا للتطهير الطائفي والعرقي في العراق


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5058 - 2016 / 1 / 28 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكلام التالي، والذي صرح به النائب وعضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب محمد الكربولي، وما نقله عن هذه اللجنة التي قال إنها زارت محافظة بابل مؤخرا هو كلام خطير ومحزن عن ممارسات إجرامية مدانة. قال الكربولي (إن أبناء المكون السني في بابل تعرضوا خلال السنتين الماضيتين، لعملية تطهير طائفي تتمثل بالقتل والخطف والاعتقال التعسفي والتعذيب لا تقل بشاعة وإجراماً عما حدث في محافظة ديالى و إن الآلاف من أبناء ذلك المكون في المحافظة، قتلوا أو اختطفوا حيث، تم خطف 700 شخص من عشيرة الجنابيين فقط، ما يزال مصيرهم مجهولاً).و أضاف عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية ( أن وفداً من لجنة الأمن والدفاع النيابية زار بابل وتأكد من وجود انتهاكات مؤلمة يندى لها جبين الإنسانية...).

صحيح أن كلام الكربولي الذي أدلى به للصحافة العراقية اليوم يخلو من الوقائع والأدلة والمعطيات الموثقة، وأنه يتكلم عن أحداث وقعت أو بدأت بالحدوث منذ عامين دون أن يبادر هو او غيره إلى طرحها في العلن، ولكنه يبقى كلاما خطيرا يصدر عن مسؤول تشريعي وعضو في لجنة برلمانية متخصصة بالشأن الأمني، و لهذا ينبغي أن توضع النقاط على الحروف وتنشر هذه اللجنة تقريرها الكامل عن الوضع الذي رصدته وسجلته في زيارتها إلى بابل وتنشر الوقائع الموثقة والأرقام والأسماء على الرأي العراقي العام، كما تنبغي إدانة هذه الممارسات الإجرامية وملاحقة مرتكبيها أيا كانوا...

كما أن مراهنة البعض - من اتحاد القوى بزعامة آل النجيفي خصوصا - على التدويل والاستقواء بالغرب وأميركا صانعة المأساة العراقية من الألف إلى الياء، مغامرة بلهاء لا تقل خطورة عما يقترفه المسلحون الطائفيون بحق أبناء العراق، وبحق العراق الذي يريد أمراء الحروب و الطوائف تدميره وتقسيمه...إن الساكت عن قول الحق اليوم مجرم وشيطان وشريك في تدمير العراق وتقسيمه غدا!

في وهذا الصدد ينبغي أن يسجل المراقب المنصف إن التطهير الطائفي ضد العرب السنة، الذي تتهم بالقيام به مجموعات ومليشيات مسلحة شيعية، هو الوجه الثاني لعملة التطهير الطائفي ضد الشيعة العرب والشبك والتركمان الذي قام به مسلحو القاعدة ومن ثم داعش في الأنبار ونينوى و صلاح الدين..

إنه الوجه نفسه للتطهير العرقي الذي تقوم به البيشمركة - البارزانية خصوصا- ضد العرب العراقيين في محافظات كركوك ونينوى وديالى و غيرهما...

إنه الوجه نفسه للتطهير العرقي الذي قام به نظام صدام حسين ضد الأكراد خلال عمليات الأنفال والقصف الكيمياوي لحلبجة...

كل هؤلاء وضعوا، ويضعون الأساس المادي والعسكري والنفسي لتقسيم العراق وقيام دويلات الطوائف على بقايا العراق الألفي...

كل هؤلاء ينفذون الصفحة الثانية من مشروع الاحتلال الأميركي المنكفئ عسكريا والمتقدم سياسيا واقتصاديا وثقافيا...

كل من يدافع عن العملية السياسية الطائفية ونظام المحاصصة اللصوصي بعد اليوم يساهم عمليا - بقصد أو بدونه - في تقسيم وتدمير العراق، ويلتحق - بوعي أو بدونه - بدائرة التطهير الطائفي والعرقي ضد العراقيين...

ولكن إلى أي مدى تتحمل الأحزاب الإسلامية الشيعية في العراق، ومعها رجال الدين الشيعة، المسؤولية عما حدث ويحدث في العراق منذ 2003 وحتى اليوم من تجاوزات إجرامية من بينها المجازر الجماعية والتطهير العرقي والطائفي، هل هي وحيدة في تحمل هذه المسؤولية؟

شخصيا ،أعتقد أن الإسلاميين الشيعة يتحملون المسؤولية الأولى والأكبر والأخطر ولكني لا أعتقد أنهم الوحيدون في تحمل المسؤولية. فمعهم تتحمل المسؤولية - وبدرجات مختلفة الشدة والعمق - الزعامات الكردية والعربية السنية. غير أن مسؤولية الطرف الأول – الإسلامي الشيعي - لا تتصل بالماضي والحاضر فقط بل هي تتقدم لتشمل ما سيحدث مستقبلا وذلك بسبب إصرارها وعنادها على الاستمرار في هذه اللعبة الخطرة (لعبة المحاصصة الطائفية ودستورها الملغوم)، خصوصا بعد أن تواشجت العروق، وامتدت الجذور بين هذه الزعامات والشبكات المعقدة والهائلة من المنتفعين واللصوص وذوي الامتيازات، وهؤلاء جميعا لن يتخلوا عن مكاسبهم وامتيازاتهم وسرقاتهم بسهولة حتى لو أدى عنادهم هذا إلى تدمير العراق وتقسيمه...

ومع هذه الجوقة من القوى المدمرة، ينبغي أن نضيف إلى القائمة السوداء أسماء القوى والمنظمات والشخصيات العلمانية أو "المدنية" الهامشية واقعاً، لأنها تروج ليلا ونهارا لأوهام وأكاذيب رخيصة عن إمكانية حل الأزمة الوطنية الشاملة والخراب العام من داخل العملية السياسية الطائفية وبالاعتماد على القيادات والزعامات المتشاركة في قتل العراق والعراقيين...

إن الأحزاب الإسلامية الشيعية تتحمل المسؤولية الأولى والأكبر عما حدث ويحدث ومعها تلك القوى التي ذكرتها- إضافة طبعا إلى سيدة اللعبة الولايات المتحدة الأميركية، وعلى من يريد انقاذ العراق من مخالبها وأنيابها أن لا يعول ويراهن على أية "حزمة عتيقة! " للإصلاحات أو أي بلطيقات وصفقات من داخل المحاصصة الطائفية، ومَن يراهن ويروج لحلول كهذه إنما يشارك في الجريمة، جريمة القضاء على العراق وشعبه!

*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقعة الطائفية وشقوق نينوى والأنبار
- والسيستاني والجبوري وأحداث المقدادية المأساوية
- هل الاقتتال الكردي الداخلي وشيك..؟ ومواضيع أخرى
- ج2/قراءة نقدية في كتاب ممنوع عن الفتوحات الإسلامية
- ج1/قراءة نقدية في كتاب ممنوع عن الفتوحات الإسلامية
- رصد لجريمة إعدام النمر في الصحافة ومواقع التواصل
- عن الشخصية الأكثر تأثيرا في العراق سنة 2015 وتبعية كركوك وتح ...
- هل باع صولاغ ميناء الفاو وماذا قال وزير العدل عن المخبرين ال ...
- محاصصة طائفية في الحشد الشعبي وأشياء أخرى
- المطبعون مع الصهيونية في العراق
- بارزاني قسم نفط كركوك وآخر تطورت الاحتلال التركي
- اليعقوبي والمادة 26 وقضية مجهولي النسي
- ج8 والأخير/ أحداث الموصل 1959 ..دعوة خاصة واستنتاجات
- حول التدخل الروسي في سوريا وتداعياته
- هل بدأت حكومة العبادي تسليم العراق لصندوق النقد الدولي؟
- المكذبة مستمرة: أرقام المالكي بعد موت الجلبي
- ج7/ الكيلاني في محكمة المهداوي / أحداث الموصل - ثورة الشواف- ...
- ج6/ مؤامرة الكيلاني 1959 حقيقة أم تلفيق؟ -ثورة الشواف- في ال ...
- ج6/هجوم مضاد لليساريين والقاسميين : أحداث الموصل 59
- ج4/ بدايات حريق الموصل 1959/أحداث الموصل - ثورة الشواف- / مق ...


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - لا للتطهير الطائفي والعرقي في العراق