أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف عدنان ارحيم القيسي - الكفاح المسلح ومعركة هور الغموكة















المزيد.....

الكفاح المسلح ومعركة هور الغموكة


سيف عدنان ارحيم القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5058 - 2016 / 1 / 28 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكفاح المسلح ومعركة هور الغموكة
تعرض الحزب الشيوعي العراقي الى انشقاق في صفوفه في 17 ايلول 1967 واصبح تحت جناحين(جناح اللجنة المركزية بقيادة عزيز محمد )و(جناح القيادة المركزية بقيادة عزيز الحاج)لاعتقاد العديد من كوادر الحزب الشيوعي العراقي بأن التخاذل وعدم استخدام العنف سيحول موقف الحزب الى حزب هامشي ويضعف دوره السياسي في العراق وبصورة تدريجية( ).
فتبنت القيادة المركزية الكفاح المسلح اسلوباً لإنهاء الحكم القائم في العراق بينما كان موقف اللجنة المركزية هو مخالف لهذا الشعار وفق معطيات نوع الكفاح المسلح وتقبل الجماهير للفكرة بينما حاولت القيادة المركزية توظيف السخط الشعبي لاسيما بعد الخامس من حزيران 1967 ليكون من اهم الجوانب التي تستند عليها والتشهير باللجنة المركزية فقد عدت موقف اللجنة المركزية من شعار الكفاح المسلح في اجتماع كوادر القيادة المركزية "اسفر هؤلاء عن نواياهم في رسالة مكتبهم السياسي المؤرخة في 29 تشرين الاول 1967 حين شجبوا اي تفكير في خوض الكفاح المسلح بأبسط اساليب الكفاح،تطمس المسألة الأساسية وهي ليست مسألة خوض أو عدم خوض الكفاحات السلمية البسيطة منها،بل مسألة التوجه بصورة رئيسية نحو الكفاحات العنفية الثورية حيثما كانت الشروط متوفرة وإعادة بناء الحزب نفسه وتنظيم طاقته على هذا الاساس( ).
في حين ينسب القيادي في الحزب الشيوعي العراقي عبدالرزاق الصافي الدور الفعال للكفاح المسلح لخالد احمد زكي وليس للقيادة المركزية وان ما حدث"كان جهده الرئيسي وكل ما قدمناه لهم هو عون اعلامي واعتباري ولم نكن متحمسين او راغبين في اشكال الكفاح المسلح التي جرت في الأهوار لذلك لم نطلب من جهازنا الحزبي الالتحاق بها،فهذه التجربة قامت بجهوده المنفردة وليس بجهودنا،ويخطئ من يحمل القيادة المركزية فشل هذه التجربة واذا كان هناك خطئ فيتحمله عزيز الحاج الذي كان ينسق مع خالد خارج محيط عملنا وربما وعدهم بدعم ولكن المؤكد ان خالد ومقاتليه لم يكونوا من تنظيمات الحاج فكيف يجوز لنا ان نعد ما قاموا به احد فعاليات القيادة المركزية( ).
قررت القيادة المركزية خوض الكفاح المسلح لاسيما من اهوار جنوبي العراق وناقشت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بدورها مقومات الكفاح المسلح منتقدة قرار القيادة المركزية في هذا الجانب وهذا الانتقاد جاء في حقيقة الأمر من تسأل وجهه احد قادة الأنصار الشيوعيين لحزبهم فجاء رد اللجنة المركزية"ان الانصار الشيوعيين في كردستان يعملون في ظروف صعبة جدا لأنهم يعملون مع مختلف القوى القومية ويلاقون ضغطاً كبيراً من القوى اليمينية والإقطاعية وكل القوى المعادية للشيوعية التي تعمل على اعاقة عمل ونشاط انصارنا،ان مثل هذه الظروف التي عاشها ويعيشها الانصار الشيوعيين في كردستان سوف لا تواجه رفاقنا في الجنوب لأنهم سيعملون في ظرف متمايز تماماً فهم مستقلون في تنظيم وقيادة فصائلهم والسيطرة على المناطق أي ان الثورة في الجنوب ستكون بقيادتهم المباشرة الا انهم سيواجهون حرباً طبيقة والتي ستكون قاسية لأن العدو لا يمكن ان يرحم في مقاومته لمثل هذه الثورات التي تقضي على مصالحه"( ).
في حين يصف سكرتير الحزب الشيوعي العراقي-اللجنة المركزية عزيز محمد أن اتباع اساليب الكفاح المسلح وهو"الخط الذي خطه لنفسه عزيز الحاج كما خطه جيفار لنفسه فجيفارا نفسه عندما اراد تقليد نفسه وبعد سنوات فشل في ذلك،كذلك مقومات الكفاح المسلح كطبيعة لا تسمح له بذلك"( ).
وما اعطي قوة حقيقية للقيادة المركزية هو المواجهة المسلحة لإنهاء حكم عبدالرحمن عارف فتعد معركة "هور الغموكة" مت أهم المعارك التي حدثت بين الحكومة من جهة وبين القيادة المركزية من جهة اخرى،فيذكر عقيل حبش احد المساهمين في معركة هور الغموكة "أنه بعدر هروبنا من سجن الحلة توجهنا الى مدينتي الناصرية التقيت بعد وصولي بحسين ياسين احد كوادر القيادة المركزية في الناصرية وبين لي ان القيادة المركزية سوف تبدأ بتهيئة مستلزمات الكفاح المسلح في الناصرية وان مجموعة الكفاح المسلح في الناصرية ستبدأ بالالتحاق بتنظيماتنا"( ).
ويواصل عقيل حبش استعدادات القيادة المركزية بعد وصولهم هور الغموكة" بعد استطلاع المنطقة وكانت المجموعة بقيادة حسين ياسين وعند مساء 28 مايس 1968 وعقدنا اجتماع بقيادة احد رفاقنا وهو رفيق خالد احمد زكي(جبار)من اجل دراسة خطة الهجوم وخطة الانسحاب وقمنا بارتداء الملابس العسكرية والرتب ووزعنا ملابس الشرطة على بقية الرفاق استعداداً للمعركة"( ).
وبعد الاستعدادات اعلن البلاغ العسكري رقم(1)والذي سمي بيوم (البداية المجيدة) وجاء فيه"في 28 مايس 1968 اعلن الفصيل الثالث بمساعدة مجموعة استطلاع من الفصيل الثاني من قوات "جبهة الكفاح الشعبي المسلح" بأشعال لهيب حرب الانصار المباركة في اهوار الجنوب،ففي الساعة التاسعة من مساء 28 مايس واستطاعت هاتان المجوعتان احتلال عدد من روابي ومراكز الشرطة في منطقة هور الغموكة والاستيلاء على عدد كبير من الاسلحة وتم اعتقال جميع الشرطة ووضعوا جميعاً في رابية واحدة وانسحبوا بأمان مع الاسلحة التي اغتنموها( ).
ولكن ما حققه الكفاح المسلح ببدايته لاقى المواجهة الحكومية الحاسمة بعد ان طوقت قوات الانصار سقط منهم قائد المجموعة خالد احمد زكي وشلش وكاظم وجرح اثنان واستسلم الباقون،وعزت القيادة المركزية سبب الاخفاق الى"خلل في خطة الانسحاب وهبوب العواصف ليلا،تأخر تسعة من الانصار البواسل عن العبور الى مقراتهم الامنية في الاهوار بعد اشتراكهم مع زملائهم في العمليات البطولية وفي 30/5 مساء شرعوا بمسيرة الزوارق غير انهم بعد ثلاث ساعات فوجئوا بقوة هائلة من الشرطة وانهال الرصاص على الزوارق الاربعة مما اجبر الانصار على النزول للجانب الثاني وقاوموا العدو حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل وجرح احدهم جريحاً بليغاً وانسحب الانصار حاملين جريحهم وتاركين زوارقهم وفيها امتعتهم وطعامهم وتعذر عليهم العودة للاهوار حيث اغلق العدو عليهم جميع الطرق،واشتبك الانصار الثمانية منذ 31/5 وأسفرت المواجهات عن استشهاد خالد احمد زكي(جبار) والنصيرين شلش وكاظم،وجرح اثنان واستسلم الباقون بعد نفاذ العتاد وخصوصاً ملحمة 3 حزيران هلع ورعب وهستيريا الطغمة الحاكمة وكل الرجعيين والعملاء"( ).
واصدرت القيادة المركزية صحيفة "اللهيب" لتكون لسان حال حال الجبهة الكفاح الشعبي المسلح الجناح العسكري للقيادة المركزية ووصفت بأنه" لن تستطيع قوى الطغيان الفاشي المستكلب ان تطفئ اللهيب المقدس الذي سينشر ويتعاظم ويمتد عبر الالم والتضحية"( ).



وكان من نتائج اعلان الكفاح المسلح في الهوار التي اصبحت نقطة صيد يسير بالنسبة للحكومة فتم القاء القبض في 24 حزيران 1968 على احد عناصر الكفاح المسلح ويشير احد تقارير الامن "بأنه ابلغنا مدير امن الناصرية بأن المقبوض عليه المدعو قاسم جبير خضير(وهو من اهالي مدينة الثورة في بغداد)قد اعترف ان هناك قاعدة شيوعية اخرى لمنظمة الكفاح المسلح تقع في اهوار ناحية عكيكة تتكون من احد عشر عضواً زودنا بأسمائهم وان قطع الاسلحة الثلاثة المعثور عليها بدار قاسم جبر قد اشتريت من المبالغ المرسلة من الحزب الشيوعي العراقي السري وتم القاء القبض على اربعة اعضاء منهم( ).



#سيف_عدنان_ارحيم_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاسم وصراع القوى السياسية في العراق
- الحزب الشيوعي العراقي بين مطرقة عبدالكريم قاسم وداود الصائغ
- فهد والتنظيم الحزبي العلني
- الشيخ بدر بن رميض والتحدي البريطاني
- دور المخابرات المركزية الأمريكية في انقلاب الثامن من شباط 19 ...
- الكرد وانقلاب الثامن من شباط 1963
- الساعة الاخيرة لعبدالكريم قاسم 9 شباط 1963
- دور الولايات المتحدة الامريكية في انقلاب 8 شباط 1963
- لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي 1934-1979
- نوري السعيد ويهود العراق
- يهود العراق وقرار تقسيم فلسطين
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- العراق في مذكرات وزير البلاط الملكي اسد علم(دراسة نقدية) الح ...
- العراق في مذكرات وزير البلاط الملكي اسد علم(دراسة نفدية) الح ...
- العراق في مذكرات وزير البلاط الملكي اسد علم(دراسة نفدية)
- العراق في مذكرات وزير البلاط الملكي اسد علم
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- جمعية الأحرار البصرية من أوائل جمعيات الوعي التقدمي في العرا ...
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف عدنان ارحيم القيسي - الكفاح المسلح ومعركة هور الغموكة