أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - المنتقدين للعرقية هم عبيد لاْسوء المذاهب العرقية















المزيد.....


المنتقدين للعرقية هم عبيد لاْسوء المذاهب العرقية


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 21:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المنتقدين للعرقية هم عبيد لاْسوء المذاهب العرقية

النظرية العرقية في العصر الحالي تشكل العنصر الادق في التعبير عن سياسة وايديولوجية الانظمة الكولونيالية والامبريالية.
الخطاب العرقي العروبي يعيد نفسه في شكله الرجعي والشوفيني والاستبدادي, كلما أستنهض من سكونه البدوي الصحراوي ومن نومه الكهفي.
الجماعة العرقية العروبية (السلفية-الحداثية) في بلاد ايمازيغن, تنظر الى حد انفها مما جعلها تصاب بالعمى, و وهم علويتها الزائفة جعلتها تصاب بمرض الشيزوفرينيا.
سجن التفكيرالعرقي نفسه في نسق مثالي وهمي, مركزيته العروبة -اسلام في امتدادها اللامحدود, الارض والسماء والمخلوقات ملك لها وتسبح للذات العرقية وتنحني في خدمتها, مكانتها العلوية وساميتها اختارتها الالهة ( القمر والزهرة والله ...) من بين كل الامم, شرعت لها الغنيمة و الخلافة في الارض ( اينما وصل الغزو الاعرابي فهو غنيمة ابدية للعرب, ارضا وما عليها وما تحتها ) "وأورثكم ارضهم وديارهم واموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شيْ قديرا" الاحزاب:27. ), "هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور"الملك:16. ), عرقية العرب من ثوابت التفكير المحمدي الهمجي," نصرت بالرعب, وأعطيت مفاتيح الارض, وسميت احمد, وجعل التراب لي طهورا, وجعلت أمتي خير الامم ", محمد شرع لشعبه سيادة الامم, وجعل منه عرقا ساميا يختلف عن كل الاجناس, وبالسيف شرع له احتلال اوطان الشعوب المقهورة و جعلها وطن عرقي للعرب وحدهم مع تطهير عرقي للشعوب الاصلية .
النصوص الخيالية وضعت الاسس الاولية للتفكير العرقي العروبي المنتج لخرافة افضلية وتفوق عرق العرب عن الامم والاجناس "كنتم خير اْمة اخرجت للناس " آل عمران: 110 . ويقول ابن ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم (1, 419): ( أن جنس العرب أفضل من جنس العجم، عبرانيهم وسريانيهم، روميهم وفرسيهم وغيرهم ). على الاساس العرقي طالب محمد بطرد اليهود من جزيرة العرب, باعتبارهم لا يشتركون مع العرب في الاثنية والدين واللغة, والعرقية المحمدية مازالت تلاحق الاثنية اليهودية في اماكن تواجدها حتى خارج الحدود السياسية للعرقية العروبية مثل داخل اوروبا وامريكا, وبناءا على نفس السياسة يطرد ايمازيغن من ارضهم, قول علال الفاشي ( جلاء الامازيغ), سياسة التهجير (الحسن الفاشي) وصولا الى سياسة التخوين والصهينة. الاساطير المشكلة للتفكير العرقي العروبي المقسم للاجناس البشرية حسب عرقهم وعلاقتهم بالذات الالهية المجردة واللغة, وتفضيل عرق العرب عن جميع الاعراق و تفضيل اللغة العربية عن جميع لغات الامم, وكذا تفضيل الاسلام على جميع الديانات ( من يتخذ دين غير الاسلام لا يقبل منه), كما حددت العرقية مهام العرب السامية ومهام غير العرب الدونية والعلاقة المتبادلة بين الطرفين, و عصر الخلافة "الراشدين" والاموية والعباسية, خير نموذج لهذه المهام والعلاقة اللامتساوية بين العلوي العروبي والدوني الغير العروبي, وحسب ما روي عن عمر بن الخطاب "انه لما وضع ديوان العطاء كتب الناس على قدر أنسابهم، فبدأ بأقربهم نسبا إلى محمد، فلما انقضت العرب ذكر العجم، هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين وسائر الخلفاء من بني أمية وبني العباس ", هذه السياسة والايديولوجية المسؤولة عن كل الجرائم في حق شعوب الشرق الاوسطي والشمال الافريقي, من عرقية الاوائل الى عرقية الدمى المعاصرة.
انهيار سيادة العرق العروبي القروسطوي وفقدانه لمزايا العلوية, ادخلته في سبات اهل الكهف واْرجعته الى وضعيته البدوية الطبيعية لقرون عدة, الا ان مصلحة القوى الامبريالية (انجلو-فرنسية) في فترة التمدد الاستعماري الاوروبي ارتأت لاعادة "النهضة" البربرية - العرقية العروبية في شكلها المعاصر, القومية العربية (النازية العربية) تحت تبرير محاربة دولة الخلافة الاسلامية العثمانية وكذا خدمة الاطماع الاستعمارية في المنطقة, لذا سهرت فرنسا على تشكيل الكتلة العرقية العروبية ورسمت اجندتها السياسية والمعرفية والتنظيمية, ففي سنة 1913 نظمت فرنسا في باريس المؤتمرالقومي العربي الاول, اجتمع فيه الكتلة الزبنائية العروبية, الفكرية والسياسية. كما ارسلت سنة 1916 فيلق عسكري بقيادة الكولونيل بريمون الى مكة لمساعدة "شريف" مكة في حربه ضد دولة الخلافة الاسلامية العثمانية. وفرنسا كذلك من تبنت الفكرة العرقية و وافقت على انشاء في باريس التنظيم العرقي العروبي, المسمى جامعة الدول العربية, تنظيم عرقي في مستعمرات العروبة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا, وهي الداعم الاول لكل قضايا المتعلقة بالكولونيالية العروبية في المنطقة خصوصا في الشمال الافريقي(تمازغا).
فرنسا الرسمية كانت وما زالت عدوة الكيان الامازيغي المستقل, ما دفعها للتدخل السافر لاستعمار ارض ايمازيغن استجابة لمطلب حماية سلطة الاقلية العرقية العروبية ( معاهدة الحماية 1912), و الفصل الثالث من المعاهدة ينص على ان "دولة الجمهورية تتعهد باعطائها لجلالة السلطان الإعانة المستمرة ضد كل خطر يمسّ بذاته الشريفة أو بكرسي مملكته....وهذه الاعانة تعطى ايضا لولي عهده ولمن يخلفه" ولم تخلف فرنسا عن وعدها في تسليم ارض ايمازيغن واخضاعهم لسلطة الاقلية الاستطانية العروبية العرقية, وما زالت فرنسا تحافظ على هذه السلطة اللقيطة ومصالحها.
الخيانة والاستنجاد بالاجنبي ترجمها خطاب يوسف العلوي ممثل الاقلية الاستطانية العروبية, الموجه لحامي كرسيه وسيده الرئيس الفرنسي, جاء فيه:
"قدمنا الى هاته الديار عقب الإنتصار الباهر الذي أحرزه الجنود الفرنساوية و المغاربة ،
الذين يرجع إليهم الفضل في قطع جرثومة العصيان من ولايتنا ، وتدعيم النظام و السلام ، وإننا لنجد نوعا من الإرتياح في الإعراب لفخامتكم عن التأثر الذي خامر نفسنا لحظة شاهدنا مرور الأليات المتآخية التي تنثل أولئك الشجعان الأشداء الذين أظهروا في ميادين ايالتنا آيات ومعجزات من البطولة و الصبر و الثبات ، فلشخصكم يا فخامة الرئيس نرجوا خير الرجاء وكامل السعادة ، ونرفع كأسنا لنشربها نخب عظمة فرنسا و رفاهيتها ... " , يوسف العلوي تحدث عن المخزنيين الذين جندهم بنفسه, ( حسب الباحث سبستيان بيلفور جند يوسف الخائن اكثر من 400 الف مجند مخزني ووضعهم العربي يوسف العلوي, تحت إشراف القيادة العسكرية الفرنسية من أجل الزج بهم في الحرب ضد المقاومة الامازيغية.
فرنسا العروبة, من كانت وراء مجيئ شكيب ارسلان ( عميل النازية فيما بعد) سنة 1930 الى بلاد ايمازيغن لمحاربة الفعل الثوري التحرري الامازيغي وغسل الادمغة الشعب لانتاج الكتلة البربرية القابلة للاستحمار و للاستعمار وقابلة للحشو بوعي زائف عرقي عروبي, والنتيجة الكم الهائل من الافواه الضالة الممجدة للعرق العروبي الاستطاني و المطالبة بالطمس الكلي للثقافة واللغة الامازيغيتين وحتى الابادة البيولوجية لاصحاب الارض, ايمازيغن.
عبيد لاْسوء مذهب عرقي ترك بصمات اْليمة في ذاكرة الامة الامازيغية من ألم الزمني الماضي- الحاضر التاريخي الواشم في الذاكرة الجمعية. الفعل العرقي الوحشي بين الابادة جماعية والسبي والاستعباد والنهب والاقصاء والتهميش والاستبداد, لم ولن تنتهي الآلام اوالمضاجع في ظل وجود سلطة كولونيالية تمارس سياسة عرقية ممنهجة في الداخل, وتمد الخارج بأوهام سياسة الانصاف والمصالحة الورقية, و الوقائع تتحدث عن الانصاف المتخيل في طرح بعض الاسئلة,ما موقع المواقع الترابية للمروك الغير المعرب من خطط التنمية الورقية, و ما مكانة تعليم الامازيغية المزموع تدريسها, في برامج التعليم منذ (2003 حتى اليوم), و ما مكانة الاعلام السمعي والبصري الامازيغي في منظومة الاعلام, قناة يتيمة من6 سعات بث امازيغي مشوه في اليوم مع 30% من هذه البث بالعربي منذ ( 2007 حتى اليوم), وانعدام الدعم للاعلام الورقي , الرسمية المزعومة للغة الامازيغية في الدستور الكولونيالي (2011), لم يبدأ بتطبيقه حتى اليوم في انتظار الاشارة الخصراء. هذه المكتسبات الورقية والجزئية لم تسلم من نقد ورفض من اعوان العروبة- اسلام العرقيين, وحسب حاملي ثقافة خير اْمة اخرجت للناس, تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر, فان الاثنية الامازيغية وثقافتها ولغتها تعد منكر ومن المحرمات لا يجب السكوت عنها و اْوجب النهي عنها, فقد عربتها اساطير الحكواتي العربي واصبحت جزء منه, فحرام ايقاظ الفتن, والامر بالمعروف في تنفيذ ارادة العرق العروبي في اذابة الهوية الامازيغية في (الطاجين) الاناء العرقي العروبي, واجب كل عرقي عروبي في البلد الامازيغي.
يقول ساطع حصر "إن الاعتقاد بوحدة الأصل إنما يكون في الدرجة الأولى من الوحدة في اللغة والاشتراك في التاريخ" رمزية العرق تجلى عند ساطع في ذوبان اللغات الغير العربية و توحيد اللغة العربية في كل اوطان الشعوب وخلق تاريخ مزور يوحدها, وهذا الاتجاه يلاحظ عند التيار العرقي العروبي في شمال افريقيا, المطالب باماتة ما يسميه ب(اللهجات والثقافات الاستعمارية في الامتدادي الفرنكفوني) المقصود ثقافة ولغة الاهالي, والحفاظ على الثقافة واللغة في امتدادها العربي الاسلامي والمقصود المواجهة المباشرة للاهالي بالغاء الرسمي للمكاسب الورقية والعودة الى عصر الوحدة, عرق واحد ولغة واحدة وثقافة واحدة ودين واحد, بوحدة العرقية العروبية تسلم البلاد من (البلقنة والتقسيم الهوياتي والجغرافي), لتبرير احقية سيادة العرق الاستطاني العروبي في وهمية الحفاظ على وحدة البلد المزعومة, لشرعية جريمة ابادة الامة واستكمال استراتيجية الاستطان في تحقيق هدف بناء ( مغرب عربي ) الفعلي , هوية عربية فعلية واقعية وليست هوية ورقية, كما هو معلن عليه في الدساتير الكولونيالية حاليا في شمال افريقيا, وفي برامج العقول العرقية. و االمطالبة الحالية بالغاء التعددية والاختلاف و اعادة الحالة المعهودة من الاقصاء والتهميش للمكون الثابت للارض الامازيغية, ما هو الا قاعدة اولية لحالات مستقبلية قد تكون كارثية على ايمازيغن.
احفاد ليوطي من ورثة المدرسة الكولونيالية (منتجة العرقية العروبية في شكلها الحداثي) وابناء مدرسة علال ( اجلاء البربر من بلدهم), سائرين في درب الاجداد والاباء في الحفاظ على أوصال (((المغرب العربي الإسلامي))) المزعوم والدفاع عن امنه الثقافي واللغوي القسري باضطهاد ايمازيغن ومحو هويتهم الحضارية, وايجاد هوية اصطناعية في الامتداد المشرقي لارض ايمازيغن, واتجاه اخر فبركة الامتداد العروبي للامازيغ, مقتطف من هلوسة احدهم "عرف المغرب طيلة العهد الإسلامي دولا منبعثة من عدة مناطق فيه، دولا أسسها مسلمو صنهاجة الصحراء المرابطون المجاهدون، ودعاة سوس العالمة الموحدون الأشاوس، وأخرى أسسها حماة الأرض والعرض المرينيون والوطاسيون... الخ، وكلهم من عرب الهجرات الأولى" المحاولة العرقية لايجاد منفذ لشرعية الاستعمار العروبي, بعروبة الامة الامازيغية ( اخوة الدم بين الاولون(الامازيغ) واللاحقون(العرب), غوغاء استعماري لالغاء الاختلافات الاثنية والثقافية واللغوية والجغرافية بين الطرفين الامازيغي والعربي. هذا الغوغاء البدوي الاستعماري يرجع البشرية الى عرق واحد وهو ابناء " يعرب " الشخصية الاسطورية, من انتاج العقل المتخيل للحكواتي البدوي.
شيزوفيرنية اعوان السلطة الثقافية والسياسية, جعلها ترى عرقيتها المقيتة وشوفينيتها في توجهات وافكار منتقديها, وخصوصا الحركة الامازيغية المناضلة بشقيها الثقافي والسياسي ( الاصلاحي و التحرري), اما الاجندة الفكرية و التطبيقية لاحفاد ليوطي فهي منزهة عن الشبوهات, فهي تشريع الهي محفوظ في (اللوح المحفوظ), ومن المفروض على البشرية الايمان به والخضوع لارادة المستبد, عن محمد العربي (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق), على الشعوب الغير العربية الاختيار بين اْمرين أحلاهما مر, اما قبول الانصهار في العروبة العرقية, و اما تحمل عاقبة عدم الامتثال للاجندة المحمدية المقدسة, والنتيجة المرة عاشتها البشرية وما زالت تكوى بنارها.
الخطاب العرقي العروبي الكولونيالي لا يقبل التعدد ولا الاشتراك ولا الاختلاف ولا الاضداد, فقد صنع الهوية العربية للجغرافية والانسان على قياسه الخاص. العرقية لا تسمح لبروز خطاب هوياتي خارج البنية العرقية العروبية, فالخطاب الامازيغي الهوياتي الحقوقي يهدد بالفعل الهوية الاصطناعية الزائفة العروبية الوحدانية وهذا ما يدركه جيدا احفاد ليوطي(المقيم العام الفرنسي في المروك و الاب الروحي للعروبة), و يبرر الحملة المسعورة ضد الامازيغ عامة و الحركة الامازيغية خصوصا مع تنامي الوعي الامازيغي التحرري والتنويري و بروز
الاصوات المدافعة عن حقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية للشعب المحلي, الاصوات التي صنفها الخطاب العرقي الاستعماري في خانة العرقيين و اللادينيين واللاوطنيين ( المفهوم الاستعماري للوطنية), الهادفون حسب زعمهم الى (طمس الهوية الإسلامية و العربية للمغاربة). تفكيكا للادلوجة اللاواقعية نستنتج الايمان المطلق لدى الجماعة, باحادية هوية المروكيين, المتمثلة في العروبة والاسلام, بمعنى الايمان بالهوية العرقية العروبية المزيفة للحضارة الزمكانية, ونكران الهوية الاصلية.
الخطاب المغلوط المزور للحقائق يدعي محاربة (((العرقية))) الامازيغية, الا ان ادلوجته البديلة هي عرقية مطلقة وبغيظة ( ينهى عن شيئ متخيل ويأتي بمثله), والسبب لهذا التناقض هوالاعتقاد الراسخ عبر تاريخيته لدى الجماعة بشرعية العروبة في حدودها السياسية لجغرافية المستعمرة ((( الوطن العربي))), في حدود الغنيمة الحربية, التي حددت لها فرنسا اساسها السياسي وحدودها الترابية, ويقرر زبناء فرنسا ( السلطة الكولونيالية العروبية) سنة 1989, في العاصمة الصنهاجية الامازيغية مراكش لاطلاق التسمية العرقية (((المغرب العربي))) على بلاد ايمازيغن, التي عرفت قبل ذلك ب (المغرب الادنى والمغرب الاوسط والمغرب الاقصى). الاكيد ان الغنيمة والسلطة السياسية وفرت المقومات الضرورية لاطلاق التسمية اللاطبيعية لمنطقة غير حجازية ومساهمة الايديولوجية العنصرية في التنظير المفاهيمي للدولة العرقية, اللاموضوعية واللاواقعية والدفاع عنها ضد الاعاصير الاهلية.
المصالح الاستعمارية الاوروبية كانت وراء اعادة استنهاض التفكير العرقي العروبي, وأوجدت له المجال الترابي للتمدد والانتشار, وكان ايمازيغن وبلادهم ضحية الاستراتيجية الاستعمارية ومجال خصب للتمدد للتفكير العرقي العروبي وممارساته البربرية. استقراء التاريخ خير دليل على معرفة فضل الكولونيالية الفرنسية في استحواذ الاقلية العرقية العروبية في التحكم في مصير ايمازيغن وبلادهم, واستقراء التاريخ كفيل لمعرفة الجرائم البشيعة التي ارتكبتها الجماعة العرقية العروبية في حق الاهالي ايمازيغن و المصنفة على انها جرائم ضد الانسانية, واستقراء مدى همجية السياسة العرقية الممنهجة المضطهدة للامازيغ حتى اليوم, واستنطاق المخزون التاريخي والثقافي لاستنتاج ماهية هوية شمال افريقيا, الهوية الامازيغية الضاربة في عمق التاريخ.
الابواق العرقية المخادعة والمزورة للتاريخ والمتقنة لتزوير الحقائق الواقعية, قد تعودت على مغالطة الشعب باختلاقاتها واكاذيبها المزمنة والمؤثرة على كتلة هامة من الاميين, اصطدمت حاليا بالخطاب الامازيغي المطلبي الحقوقي والديمقراطي والتحرري, مما ادخلها في حالة مرضية نفسية (شيزوفرينيا) جعلها تقف على رأسها ترى توجهاتها العرقية في اجندة منتقيدها من الامازيغ. ولنذكر العرقيين الجدد ( السلفيين - الحداثيين) ان الافكار العرقية ملازمة تاريخيا للايديولوجية المحمدية واضعة الاساس الاولي للمدارس العرقية المعاصرة ومنها (النازية), وما فعلته فرنسا هو احياء لهذه العقيدة المتعفنة من جديد, والكولونيالية الفرنسية لم تخدم الا زبناءها من العرقية العروبية والاسلام, و هذه احدى الشواهد من اهلها " لم أتمكن حتى الآن من إحكام القبضة على المغرب، إلا بفضل سياستي الإسلامية. إني متأكد من جدواها" مقولة للماريشال ليوطي، ذكرها الباحث دانيال ريفي في كتابه "ليوطي ومؤسسة الحماية الفرنسية بالمغرب", تأكد خدمة الايديولوجية العروبية وليس تنصير ايمازيغن كما ادعى احفاد ليوطي, خدمة عقيدة الانصهار والاغتراب والاستلاب.
العروبة المعاصرة (القومية العربية) والنازية تتغذيان من مرجعية وجذور موحدة (العقيدة المحمدية), وتأثير هذه العقيدة على افكار هيتلر واضحة في كتابه (كفاحي), وان هيتلر نفسه اعلن اسلامه وسمي حيدر, عن الكاتب بونداريفسكي( الغرب ضد العالم الاسلامي).
اعادة احياء الشعور العرقي لدى الجماعية العرقية العروبية كما خططت له القوى الاستعمارية الاوروبية, انشأ لدى الجماعة النزعة العرقية الاستحواذية باعادة توحيد مستعمرات الاموية من الخليج الفارسي الى المحيط الامازيغي تحت قيادة العرق العربي, مستمدة توجهاتها الفكرية والسياسية من العصر الذهبي للعروبة -اسلام, من الراشدين الى العباسيين وما بينهما, عصر التمييز العرقي والتطهير العرقي لشعوب المستعمرات, هذه التوجهات تجسدت في برامج سياسية وايديولوجية الجماعات العرقية العروبية الرسمية وغير الرسمية.
استنادا الى قول محمد ( كل من تكلم بالعربية فهو عربي), عبر عفلق على نفس المفهوم للانتماء للعروبة ( كل من تكلم بالعربية واراد ان يكون عربي, فهو عربي), العربية المعيارية اصبحت المشترك في تحديد الهوية القومية للعرق العربي وللاجناس غير العربية. ازمة الفكر العرقي والبحث عن الذات بعد الهزائم المادية والفكرية ادركت الشلة فشل اقناعها للشعوب الغير العربية بمفهوم الجامع المشترك ( الجغرافي والتاريخي والثقافي واللغوي).
المفاهيم المحددة للعروبة مختلفة بسبب اللاعلميتها, متوزعة بين العرق المشترك او بين الاشتراك في اللغة المعيرية والدين الاسلامي, او مفهوم الامتداد للعمق العربي الاسلامي, مفاهيم اعتباطية, اللاموضوعية واللاعليمة, هدفها استئصال هويات شعوب المستعمرات.
المجال الجغرافي عنصر ثابت في الانتماء القومي, كيف اصبح المجال الترابي الشمال الافريقي عند البعض امتداد للعمق العربي, كيف اصبحت الثقافة الامازيغية امتداد للعمق العربي, فلا التقاليد, الاعراف, اللباس التقليدي, المطبخ, الطقوس و ... الامازيغية من تقاليد,واعراف, واللباس, المطبخ و... العرب, ولا النفسية الامازيغية من نفسية العرب و لا العلاقات الاجتماعية للمجتمع الامازيغي من علاقات الاجتماعية للعرب, اين يتجلى هذه العمق العربي المتخيل ؟؟؟
المشروع التحرري لاحفاد ديهيا وابناء محمد الخطابي نابع من محلية قوميته المقهورة والمضطهدة بعتبارها تختلف عن قومية سلطة الاستبداد الاستعماري, قومية مقهورة محلية بالعنصر الثابت والمحدد بحدوده الجغرافية (الشمال الافريقي), والمميز بخصائصه الاثنية و الثقافية واللغوية والاجتماعية والنفسية, ولا يمكن ان تكون جزء او امتداد لعمق ثقافي لشعب وارض تبعدهما الجغرافية والخصائص المادية واللامادية لمسافات ضوئية.
الهوية القومية تحدد بمميزات ومشتراكات واقعية وليست اسطورية ولا ورقية ولا امتداد ميتافزيقي , مشتركات جغرافية وتاريخية وثقافية ولغوية ونفسية واجتماعية واثنية.
الهويات الزائفة تنقرض لانها تقوم على الاوهام والاساطير والمواقف السياسية, ولا تبقى الا الهوية الاصلية الامازيغية, و صمود الهوية القومية عبر التاريخ الاستعماري الا دليل عن اصليتها في جغرافيتها, اما الهويات الزائفة انقرضت ( الرومانية والتركية), و على نفس المنوال ستزول, العروبة, لانها هوية استعمارية قهرية, ولا يبقى الا الاصح, المنتمي للجغرافية ومكونه البشري, الحر, العدل و الانساني.
المفاهيم العرقية المغلوطة الهادفة لديمومة الكيان الكولونيالي و المجردة من المقومات الوجودية المادية واللامادية في تشكل المجتمعات البشرية قد تدوم لفترة زمنية, طويلة او قصيرة, لكن تصادمها بالبنية الحضارية المحلية وصراعها المادي والفكري مع اللاهالي سيؤدي الى حفر قبرها, ونهاية الدولة العرقية العربية, دولة الرعايا والاجانب, ستزول كسابقاتها.

كوسلا ابشن



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى 19 يناير, بين التحقير -الاوباش- والمقابر الجماعية
- السنة الامازيغية رمز القوة في عصر الخنوع
- العرقية, النظرية والممارسة
- الغزو او الفتح النتيجة هي الاحتلال
- من هم عملاء الصهيونية في شمال افريقيا؟؟؟
- سياسة التسامح غير مجدية مع اعداء الانسانية
- السلطة الكولونيالية العروبية وتقرير مصير لقبايل
- عقيدة القتل والكراهية
- العودة الى ارض الاجداد حق طبيعي وانساني
- ال علوي سلطة احتلالية
- يشترون الموت بأموالهم
- موقف الشوفينية العروبية المشرقية من الامة الامازيغية
- اللعبة الانتخابية وشرعنة الكولونيالية
- ذكرى مسرحية (( ثورة الشعب و الملك ))
- هلوسة تقسيم ما ادعي باطلا ب((( المغرب العربي )))
- المناضل الحقوقي الامازيغي كمال الدين فخار يواجه التصفية الجس ...
- ثورات غيرت العالم
- ما العمل لحماية الذات من الاندثار ؟؟؟ المجازر اللامنتهية تهد ...
- طارق ابن زياد (ابو زارا ) خائن بلده و قومه
- الفكر العرقي العروبي في شمال افريقيا ونظرية المؤامرة


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - المنتقدين للعرقية هم عبيد لاْسوء المذاهب العرقية