أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - أمراض المتعصبين دينيا أو مذهبيا















المزيد.....

أمراض المتعصبين دينيا أو مذهبيا


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 16:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أمراض المتعصبين دينيا أو مذهبيا
ضياء الشكرجي
[email protected]
المتعصبون، والمتطرفون، والأصوليون، من كل الإيديولوجيات، مصابون بمجموعة أمراض، وأسوأهم المتعصبون دينيا أو مذهبيا، لأنهم يعتقدون أن تطرفهم وتعصبهم ضد المغايرين لهم دينيا أو مذهبيا، هو تعصب مقدس، لأنه تعصب لله، لكنه الله الذي رسموا هم صورته المشوهة في أذهانهم، أو رسمتها لهم أديانهم أو من اتبعوهم من رجال دين ليصورا لهم تلك الإيمان حكرا على دينهم، أو مذهبهم، أو طريقة فهمهم لذلك الدين، وأن حق الإيمان هو إيمان من يتعصب ويتطرف ويكره ويحقد ويعادي، لأن كل ذلك من علامات قوة الإيمان عندهم، لأن المؤمن عندهم «أشد من الجبل، فالجبل يُفَلُّ منه والمؤمن لا يُفَلُّ من إيمانه».
والآن لنمر على هذه الأمراض أو على أعراض مرض التعصب الديني أو المذهبي:
1. الحقد والكراهة: فترى قلوبهم محتقنة بالحقد تجاه مخالفيهم، لسان حالهم للمخالفين «قد بدت بيننا وبينكم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة»، أو هم يعملون بفهمهم لمقولة «وهل الدين إلا الحب والبغض في الله»، وبالتالي فهم يعتقدون أنهم إنما يؤمنون حق الإيمان، عندما يكرهون من يظنون أن الله يكرهه، أو أن الله يحب لهم أن يكرهوه ويعادوه. فترى أول درجة من درجات الاختلاف عندهم هي العداوة والبغضاء، ولا درجات بينية عندهم، بينما يجب عليهم أن يحبوا (المؤمن) بحسب معاييرهم، أو معايير دينهم أو مذهبهم، حتى لو اتصف ذلك (المؤمن) بكل الصفات والسلوكيات التي تجعل من الصعب أن يحبه أحد.
2. النفاق: ذلك بالتظاهر مع المغايرين الدينيين أو المغايرين المذهبيين ابتداءً بالاعتدال والانفتاح واحترام عقائد الآخرين، وتقبلهم، ولطف وأدب التعامل معهم. ودليل نفاقهم أنهم مع هذا التظاهر يعتقدون جازمين في قرارة أنفسهم إن هؤلاء الذين يجاملونهم ظاهريا هم من أهل النار. والدليل الآخر على نفاقهم إن هذا التقبل والانفتاح لا يكون مع المغايرين لهم لاحقا وليس ابتداءً، أي مع المتحولين من دينهم أو مذهبهم إلى دين أو مذهب آخر، أو إلى اللادين، أو الإلحاد، أي المرتدين كما يحلو لهم أن يسموهم، التزاما بأدبيات ومصطلحات وثقافة دينهم، التي تربوا عليها، فتراهم مع هؤلاء المتحولين أو (المرتدين) متشنجين، معبرين بكل ألوان الحقد والكراهة، كما مر في النقطة الآنفة.
3. شخصنة الحوار: هم لا يجيدون أدب وأخلاقية وعقلانية وموضوعية الحوار، ولا يناقشون الفكرة كفكرة، بل يسارعون على الفور إلى شخصنة الحوار، فيبدأون بالنيل من شخصية الكاتب أو المفكر أو المتبني للفكرة المرفوضة من قبلهم.
4. سوء الأدب: فهو يستخدمون غالبا ألذع الشتم والقذف والنبز بالألقاب، متجردين عن كل خلق حميد يدعون احتكاره له.
5. تقمص دور الله: فهم بالرغم من دعوى أنهم موحدون، يمارسون الشرك من حيث لا يشعرون، لأنهم ينصبون أنفسهم إلها من دون الله، من خلال تبوؤ موقع الله وتقمص دوره، بدعوى كشف الغيب والعلم بما تكنه الصدور، فيدعون كشف أسرار نوايا ودوافع من يحاورونه، ويبحثون عن مصالح شخصية تكمن وراء الفكرة التي يتبناها، أو وراء تحوله الفكري، وهم بذلك يعبرون عن ضعفهم وخوار فكرهم، لأن كل هذا يعبر عن هروب من مواجهة الأفكار بالأفكار.
6. وقوعهم بالتناقض: فهم من جانب يعتبرون كل أتباع الديانات الأخرى على ضلال، وكل ذنبهم أنهم اتبعوا ما وجدوا عليه آباءهم، من غير تدبر وتفكر وإعادة نظر وبحث متجرد عن الحقيقة، لكنهم في نفس الوقت يعتبرون نفس المنهج الذي يطالبون به الآخرين محذورا على أتباع دينهم، فهنا ليس من خيار لمن يولد على دينهم أو مذهبهم إلا أن يتبع ما وجد عليه آباءه، فاتباع الآباء لغيرهم خطأ وضلال، واتباع الآباء لأهل دينهم واجب شرعي، لأن ما وجدوا عليه آباءهم من هدى وحق حجة عليهم، يكون التحول عنه عبر إعمال العقل والمراجعة ارتدادا مصيره إلى النار، كما إن مصير الآخرين إلى النار، لأنهم اتبعوا آباءهم ولم يعيدوا النظر ليتحولوا من دينهم أو يرتدوا عنه إلى دين هؤلاء المتعصبين المصابين بهذا المرض الذي نعدد هنا أعراضه. ويتجسد التناقض عندهم كون الارتداد عن دينهم يعد كفرا وضلالا وسوء عاقبة، ومصيره إلى النار، وارتداد الآخرين عن دينهم إلى دين هؤلاء هدى وحسن عاقبة واتباعا للحق، ومصيره إلى الجنة.
7. مخالفتهم للعدل والمساواة: كونهم يمنحون لأنفسهم حقوقا يسلبونها عن الآخرين، فهم وحدهم المسموح لهم الإجهار بعقائدهم، كتابة وقولا وتعبيرا وطقوسا وشعائر ومكبرات صوت وأذانا ومساجد وحسينيات، بينما لا يبيحون ذلك لغيرهم، وأعني بالذات هنا للمتحولين من دينهم إلى اللادين أو إلى دين آخر، وأحيانا حتى المتحولين إلى مذهب آخر، أو التحول سياسيا من اعتماد الإسلام السياسي إلى اعتماد الديمقراطية العلمانية، ولو مع البقاء على الإيمان بالدين بل والالتزام به.
8. التخفي: الغريب بالرغم من أنهم الطرف الأقوى، والأكثر شعورا بالأمان، كونهم ينتمون للأكثرية، وغالبا ما تكون حكومات تحميهم، وحشود مؤمنة متعصبة تؤيدهم، نجد الكثير منهم عندما يحاور، وهو ليس بحوار، بل عندما يشتم ويقذف وينبز بالألقاب، تراه يختفي وراء اسم مستعار، وهذا دليل معرفتهم بقبح ما يمارسونه من أساليب لاعقلانية ولاإنسانية، فيتسترون وراء أسماء غريبة.
طبعا هناك من المتدينين، وهم القلة حسب تقديري، من يتحلى بالأخلاق الراقية حتى مع مخالفيهم، ويتعامل بعقلانية واحترام تجاه حتى المتحولين من إسلاميين إلى علمانيين، أو من ملتزمين إلى غير ملتزمين، أو من شيعة إلى سنة، أو من سنة إلى شيعة، أو من مسلمين إلى مسيحيين أو لادينيين، أو من مؤمنين إلى ملحدين، فتراهم يحترمون قناعات هؤلاء، ولا يحقدون عليهم، ولا يقاطعونهم، كما تفعل للأسف الأكثرية الساحقة. ذكرت هذا من أجل أن ننصف العقلاء والطيبين من المتدينين، ولكي أنصح نفسي والمنسجمين معي من الناقدين للدين، أو لسلوك المتدينين، أن نتجنب التعميم والإطلاق، ففي كل ظاهرة تمثل القاعدة أو ما يقترب من القاعدة، أو الظاهرة العامة، هناك استثناءات وحالات تشذ عن القاعدة؛ لذا علينا ألا نمارس الظلم تجاه هؤلاء. لا أقول هذا على سبيل التنظير، وإنما من خلال التجربة والمعايشة لمثل هؤلاء العقلاء والطيبين.
27/01/2016



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 32
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 31
- لست مسلما .. لماذا؟ 3/3
- لست مسلما .. لماذا؟ 2/3
- لست مسلما .. لماذا؟ 1/3
- مقدمة «الله من أسر الدين إلى فضاءات العقل»
- مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 10/10
- مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 9/10
- مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 8/10
- مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 7/10
- مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 6/10
- مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 5/10
- مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 4/10
- مع مناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين ...» 3/10
- مع مناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين ...» 2/10
- مع مناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين ...» 1/10
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 30
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 29
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 28
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 27


المزيد.....




- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - أمراض المتعصبين دينيا أو مذهبيا