أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - امي .....!















المزيد.....

امي .....!


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 16:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمي ....؟
قد لا تكون اجمل النساء .... وقد لا تجيد العزف على الناي .....وقد لا تعرف الغناء.... ولكنها تجيد منح الحب ولها قدرة عجيبة على توزيع هذا الحب على جميع ابنائها بعدل ومساواة ....وتملك حزنا على أبنائها يهز الجبال ويملا الوديان نوحا أشبه بنوح الحمام يتردد في كل إرجاء المكان ...... قد تكون بدينة او قد تكون نحيلة ....وقد تكون تعاني من امراض الكهولة ...لكنها ترفض بإباء الاعتراف ... تلك هي امي ........ نعم هي امي ...... الوطن هو امي .... هو الولادة والموت وما بينهما ...ضحك ولعب وجد وحب .......! واللي يفكر ان يؤذي امي فساجعل منه مسخا ملعون الى يوم الدين ......؟
الرؤيا التي يجب ان يؤمن بها العراقيين وخاصة المومنين بوحدة الارض العراقية وبناء مستقبله الزاهر ....هو ان يتوجه الى تفكيك السياسة التي اتبعت في العراق بعد عام 2003 من قبل القوات الامريكية المحتلة ومن قبل احزاب السلطة التي حضرت مؤتمر لنىدن وصلاح الدين .....حبث تم الاتفاق على تقاسم السلطة بنظام محاصصة مخزي ومذل ليتم اقتسام الجمل بما حمل .وتم الاتفاق على ان تيكون العراق دولة فدرالية اتحادية ....وكان هذا طرحا جديدا على العراقيين الذين لم يعهدوا غير الدولة المركزية القوية ....الا ان هذه المؤامرة غلفت باجراء انتخابات كمن يدس السم بالعسل .....وحتى المرجعية خدعت ودعت الى اجراء الانتخابات لانتخاب من يمثل العراقيين .... ولم يدرك لا العراقيين ولا المرجعية ان الانتخابات ومن خلال نظام الانتخاب عن طريق القائمة المغلقة ومن ثم ممارسة الاحتيال والضحك على العراقيين بصعود الاطراف التي حضرت مؤتمر لندن وصلاح الدين بنظام المحاصصة .....وهكذا مورس على العراقيين سيناريو الخداع الديمقراطي والحريات العامة التي سرعان ما تم الالقاف عليها من خلال ممارسة اعمال القمع والاغتيال والتهجير والالغاء والتهميش ليتم القفز الى مرحلة افقار العراق من جميع موارده الاقتصادية واولها النفط .....فتم السماح بسرقة عوائد البترول والقضاء على الصناعة الوطنية والزراعة وفتح الحدود امام اغراق البلد ببضائع دونما فرض أي ضرائب كمركية ليتم القضاء على الصناعة الوطنية وهكذا تم فتح جراحات جديدة للعراقيين حتى اصبح صراعهم هو صراع للبقاء والحاجة الى البحث عن طريق معبد ونظام صرف صحي ومدرسة يتعلم بها اطفالهم ومستشفى يعالجون فيها ....وبطاقة تموينية كانت تصل لابعد نقطة في صحراء العراق وبشكل منتظم ليتم الاعلان عن سرقات قوت الشعب وكأنه اعلان عن سلعة جديدة او اعلان عن حدث عرضي لا يشكل مشكلة .....لها تاثير على اوضاع شعب عانى من حروب وحصارات وقتل وظلم واضطهاد وكبت ......ليغرق في قوضي النهب المنظم لكل موارده حتى افلس وبات الحصول على وظيفة او استلام راتب هو اكبر منجز تستطيع الدولة ان توفره دون ضمانات باستمرار هذه الالية في المستقبل .....وبالتوازي مع هذا السيناريو يمضي العمل على رسم حدود الدم بين المكونات العراقية .... ليتم استقطاع 12 بالمائة لاقليم كردستان ثم عمل اياد علاوي على رفع النسبة الى 17 بالمائة من ميزانية العراق ... اضافة الى عةائد الرسوم الكمركية اضافة الى عوائد النفط المهرب الى تركيا ثم اضيف اليها نفط كركوك بعد احتلالها من قبل قوات البيش مركة ..... بسيناريو وضع في الدوائر الامريكية ليتم تنفيذه من خلال دفع داعش لاحتلال الموصل في عملية نصب وخيانة كبرى اشترك فيها الامريكان ومسعود والاتراك ودول خليجية معروفة للتحضير لمتغيرات تتم فيما بعد لتخدم المشروع الامريكي في مكافاة الكرد بمنحهم اراضي عربية غنية بالنفط واسكات السنة بحجة تحريرهم من داعش ومن نهم الشيعة الذين لا يشبعون من السلطة والمال ........وهنا اريد ان اقف على توضيح بعض الامور المهمة .... ان العراق ومنذ الف عام كان يحكم من قبل السنة ولم يسجل التاريخ ان الشيعة اعترضوا او رفضوا وانما هم في كره دائم للسلطة التي يعتبرونها مفسدة ....وقد كانوا يقاومون المحتل أي كان لكنهم يرفضون استلام السلطة وهذا يحدث فقط في العراق ولا اجد أي تفسير منطقي لذلك ....فهم فضلوا العيش في جهل قاتل ساكن في نفوسهم لا يتحرك الا بكاءا ولطما على الصدور في ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام .....وهذه الرؤية استثمرتها احزاب السلطة الشيعية بعد عام 2003 حيث ازيلت كل المعوقات امام اداء مناسك الزيارة لا بل وفروا الحماية لمن يريد ان يمشي او يزحف اوان يطبر .....لدرجة انهم خدروا الجماهير الشيعية التي ازدادت معاناتها المعيشية فاقة وجهلا وجوعا ومرضا .... وقد ساهم بعض رجال الدين في عملية الخداع هذه ....فاستغلوا هذه الاوضاع الشاذة وبدعم امريكي ومباركة امريكية اصبحوا بين ليلة وضحاها امراء طوائف يقودون الملايين من الجهلة والمخدوعين ويمثلونهم في البرلمان عشرات النواب الجهلة والذين لا يجيدون سوى تقديس رئيس الكتلة ..... وكلا من هؤلاء احتل قطعة ارض يمارس فيها استقبال الوفود القادمة اليه ويستعرض معهم حرس الشرف وهو يختال على السجادة الحمراء .....وكأننا نغرق في جيوب بدلة كبيرة علينا مما دعى البعض الى ان يسكن في جيب .... علما اننا في الصين ربما لوضعونا في فندق ...ونسونا ....؟
وهذا الوسط والجنوب العراقي البائس والفقير والمعدم سيعيش قرونا من الحرمان والجهل والاقتتال ....ولن يجدوا في الحوزة الا الضعف والصمت ....ولن يجدوا انفسهم الا في قيادة نزيهة وعادلة وقوية توحدهم وتقودهم للتغير وعندها يتفجر مخزون هذا الشعب العريق ابداعا وتالقا .....يبهر العالم ....ولن يكون هذا القائد هو الامام المهدي المنتظر وانما قائد من نوعية حسن نصر الله او نيلسن مانديلا او غاندي .
اما السنة ..... فهم يتعرضون الان الى مؤامرة متعددة الاوجه فمسعود يدعوهم الى اقامة اقليم سني من الكرد والعرب ليضمن لهم حقوقهم ...وهو الذي لن يعطي حقا واحدا لشعبه الكردي .....ومن جانب اخر تركيا تجدد مطالبتها بضم الموصل وتوعد سنتها بالعيش الكريم في الدولة العثمانية وهي تخوض حربا ضالمة ضد الكرد كونهم اقلية لا حقوق لها ضمن الدولة العثمانية ...فكيف ستمنح الموصل وطوائفها حقوقهم ....وكأنها تخيرهم بين بقاءهم تحت رحمة داعش او العودة الى احضان تركيا الام .ومن جانب اخر دعوة سعودية لاقامة دولة سنية مدللة تلقى كل الدعم المالي والتسليحي فقط لتكون دويلة عازلة بين السعودية وبين ايران ....مهمتها الاساسية هي التصدي ومحاربة ايران نيابة عن السعودية لمنعها من التمدد .....او التقرب من حدودها . من ملامح هذه الدويلة السنية انها ستكون ملاذا لكل النفايات الطائفية القذرة والنتنة ...وستكون بؤرة توتر ومصدر إرهاب و قلق لكل العالم المتمدن ....
وبعد فك الارتباط الاستراتيجي بين حزب الاتحاد بزعامة مام جلال والحزب الديمقراطي بزعامة مسعود ....لن يستمر اقليم كردستان موحدا تحت حكم عائلة مسعود طويلا حتى وان اعلن مسعود البرزاني نتائج الاستفتاء الذي سيجري قبل الانتخابات الامريكية ويعلن فيه الكرد صراحة رغبتهم بالانفصال عن العراق وضمن حدود الدم التي وضعها مسعود .... وسيصبح على الكرد صباحا يجدون انفسهم فيه محاطين باعداء اقوياء يرفضون مجرد الحديث عن دولة كردية ........وحتى اردوغان سيجد صعوبة في اقناع الاتراك عن سكوته على خطوة البرزاني الانفصالية لما تحمله من رسائل سلبية على مستقبل تركيا الموحدة ..... وسيجد الحكماء في الاتحاد الوطني الكردستاني ان مصلحة الشعب الكردي في السليمانية ان يتم الانفصال عن اربيل واقامة اقليم السليمانية الذي يدار بادارة لا مركزية ويكون مستقل بدستوره وبرلمانه وقوات حمايته ... افضل بكثير من دولة مسعود التي وضعت كل بيضها في جراب مملوء حجر ....؟
واذا ما اقدم مسعود على الانفصال فسيكون قد فتح على نفسه ابواب جهنم رغم تطمينات الخلايجة ..... وسيشعر بالعزلة بعد ان يتخلى عنه حلفائه الامريكان والصهاينة نتيجة انسحاب امريكا من المنطقة وانتقال اهتمامها الى جنوب شرق اسيا .وسيحمل السنة العرب سياسيهم مسؤولية ما حصل رغم كل الاغراءات التي سيقدمها لهم مسعود وهم الذين حملوا شعارات القومية العربية والوحدة العربية ....اما شيعة السلطة فلا احدا ممكن ان يتصور السخط والكراهية التي سيجابهون بها من قبل شيعة العراق الذين سيحملونهم المسؤولية التاريخية في تقسيم العراق ....؟ وسيكون من نتائج إعلان الدولة الكردية ارتدادات في الوسط والجنوب تؤدي حتما الى بروز طبقة سياسية ترفض الانفصال وتدعو للقتال والقضاء على دويلة مسعود مهما كانت التضحيات ....!
ولانه غبي فهو لم يتعض من الماضي القريب جدا ...حينما ضحك ال سعود على صدام حسين وجعلوه يحارب ايران وبالتالي طالبوه بالديون .....الغدر السعودي معروف ...ومسعود يلعب لعبة مزدوجة سعودية - صهيونية لتدمير العراق وسوريا .....سوف يدفع ثمنها للاسف الشعب الكردي .
لن يكون للعراق مكان ابدا ...اذا ما استمر النظام الحالي في البقاء ....التغيير الذي يجب ان يحصل هو ما يعيد لامي شبابها وعنفوانها ويخلصها من جميع امراضها ......واول خطوة بالاتجاه الصحيح هو : اعلان حالة الطوارى وحل الوزارة والبرلمان وايقاف العمل بالدستور ....والاعلان عن ان وحدة العراق خط احمر دونه الدم .....؟
ومن هنا يأتي الاتفاق مع روسيا وسوريا وايران في مكافحة الارهاب وان يسمح لروسيا بضرب الارهاب في العراق ضرورة ملحة وليست ترفا ..... وان ينهي مهزلة الاتفاق الاستراتيجي مع امريكا تلك الكذبة الكبرى التي مررها المغفلين من أصحاب الجنسيات المزدوجة ليقوموا باكبر عملية خداع للعراقيين ..... اذ يكفي ثلاث عشر سنة من الخداع ....امريكا هي من دمرت العراق وبناه التحتية ومكنت كل اعداءه من استباحة حدوده .... وان امريكا هي من مكنت جميع الدول من التدخل في الشأن العراقي وهي من فجرت الفتنة الطائفية وصنعتها في معسكراتها ..... كما صنعت داعش من بقايا حزب البعث مستعينة بفكر سلفي وهابي يكفر الغالبية العضمى من المسلمين بدعم سعودي تركي قطري ....لغرض تقسيم سوريا والعراق و لبنان وتحويل وجهة الصراع الى صراع شيعي – سني ليتم اعادة تقسيم المنطقة وانشاء دويلات طائفية وعرقية تابعة للهيمنة الامريكية الاسرائيلية ......؟

الإعلامي
حامد الزبيدي
27/1/2016



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب ومشاركة الفرس .
- الهزة السعرية للبترول ومسؤولية السعودية ....!
- انت عمري او بكري.....!
- مملكة الدماء ...!
- شر البلية ما يضحك .....؟
- اسلم ....تسلم
- الاسلام العربي والاسلام غير العربي ....!
- عاصفة السوخوي الروسي
- المنطقة الخضراء ....
- هل سنشهد موت المملكة ....؟
- المشروع الوطني .....
- الغرب الرائع .....
- الحنقباز
- مأزق الاحزاب الشيعية في العراق ....؟
- لماذا يستهدف الشرق ....؟
- هل تصلح ولاية الفقيه ... ما افسدته المحاصصة ...؟
- القمرالعربي والهلال الفارسي
- اخر المعارك العربية ....!
- من يقاتل من .....!
- امة الاختلاف ....!


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - امي .....!